مَآثِـرُ أَرْبَـعُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه القصيدة هدية من ذخر هذيل (الثعلب) لشاعر يرثي نفسه ويوصي بنيه بالخير في قصيدة من أجمل قصائد المفضليات
وهو عبدة بن الطبيب ، والطبيب اسمه يزيد ، بن عمرو بن وعلة بن أنس بن عبدالله بن عبد نهم بن جثم بن عبد شمس .
شاعر مُجيد ليس بالمُكثر و هو مخضرم ، أدرك الإسلام فأسلم ، شهد مع المثنى بن حارثة قتال هرمز سنة 13، و كان في جيش النعمان بن المقرن الذين حاربوا بالمدائن
[poem=font="Simplified Arabic,5,#00008b,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,"]
أَبَنِيَّ إِنِّـي قـد كَبِـرْتُ ورَابَنِـي=بَصَرِي، وفِيَّ لِمُصْلِـحٍ مُسْتَمْتَـعُ
فَلَئِنْ هَلَكْتُ لقَدْ بَنَيْـتُ مَسَاعِيـاً=تَبْقَى لكـمْ منهـا مَآثِـرُ أَرْبَـعُ
ذِكْـرٌ إِذا ذُكِـرَ الكِـرَامُ يَزِينُكـمْ=ووِرَاثَةُ الحَسَـبِ المُقَـدَّمِ تَنْفَـعُ
ومَقَـامُ أَيـامٍ لَـهُـنَّ فَضِيـلـةٌ=عندَ الحِفِيظَةِ والمَجامِـعُ تَجْمَـعُ
ولُهيٍ مِن الكَسْبِ الَّـذِي يُغْنِيكُـمُ=يوماً إِذا احْتصَرَ النُّفُوسَ المَطْمَعُ
ونَصِيحَةٌ في الصَّدْرِ صَادِرَةٌ لكـم=ما دُمْتُ أُبْصِرُ في الرِّجالِ وأَسْمَعُ
أُوصِيكُـمُ بِتُقَـي الإِلـهِ فَـإِنَّـهُ=يُعْطِي الرَّغائِبِ مَنْ يَشَاءُ ويَمْنَـعُ
وبِبِـرِّ وَالِدِكُـمْ وطاعـةِ أَمـرِهِ=إِنَّ الأَبَرَّ مِـن البَنِيـنِ الأَطْـوَعُ
إِنَّ الكَبِيـرَ إِذا عَصَـاهُ أَهْـلُـهُ=ضَاقَتْ يَدَاهُ بأَمـرِهِ مـا يَصْنَـعُ
وَدَعُوا الضَّغينَةَ لا تَكُنْ مِن شأْنِكمْ=إِنَّ الضَّغائـنَ لِلْقَرَابَـةَ تُوضَـعُ
وَاعْصُوا الَّذِي يُزْجِي النَّمَائِمَ بيْنَكم=مُتَنَصِّحـاً، ذَاكَ السِّمـامُ المُنْقَـعُ
يُزْجِي عَقَارِبَـهُ لِيَبْعَـثَ بَيْنَكـم=حَرْباً كما بَعَثَ العُـرُوقَ الأَخْـدَعُ
حَـرَّانَ لا يَشْفِـي غَلِيـلَ فُـؤَادِهِ=عَسَلٌ بماءٍ في الإِنَـاءِ مُشَعْشَـعُ
لا تأْمَنُوا قَوْمـاً يَشِـبُّ صَبِيُّهُـمْ=بَيْـنَ القَوَابِـل بالعَـدَاوَةِ يُنْشَـعُ
فَضِلَتْ عَدَاوَتُهُمْ عَلَـى أَحْلاَمِهِـمْ=وأَبَتْ ضِبَابُ صُدُورِهـم لا تُنْـزَعُ
قَوْمٌ إِذا دَمَـسَ الظَّـلاَمُ عليهـمُ=حَدَجُوا قَنَافِـذَ بالنَّمِيمَـةِ تَمْـزَعُ
أَمْثَالُ زَيْدٍ حِيـنَ أَفْسَـدَ رَهْطَـهُ=حتَّى تَشَتَّـتَ أَمْرُهـم فَتَصَدَّعُـوا
إِنَّ الَّذِيـنَ تَرَوْنَهُـمْ إِخْوَانَـكـم=يَشْفِي غَلِيلِ صُدُورهم أَنْ تُصْرَعُوا
وثَنيَّـةٍ مِـن أَمْـرِ قَـوْمٍ عَـزَّةٍ=فَرَجَتْ يَدَايَ فكانَ فيهـا المَطْلَـعُ
ومَقَـامِ خَصْـمٍ قائِـم ظَلِفَـاتُـهُ=مَنْ زَلَّ طـارَ لـه ثَنَـاءٌ أَشْنَـعُ
أَصْدَرْتُهُـمْ فيـهِ أُقَـوِّمُ دَرْأَهُـمُ=عَضَّ الثِّقَافِ وهُمْ ظِمـاءٌ جُـوَّعُ
فَرَجَعْتُهُمْ شَتَّـى كـأَنَّ عَمِيدَهُـمْ=في المَهْدِ يَمْرُثُ وَدْعَتَيْهِ مُرْضَـعُ
ولقد عَلِمْتُ بأَنَّ قَصْـرِيَ حُفْـرَةٌ=غَبْرَاءُ يَحْمِلنـي إِليهـا شَرْجَـعُ
فبَكَى بَنَاتِي شَجْوَهُـنَّ وزَوْجَتِـي=والأَقْرَبُون� � إِلـيَّ، ثُـمَّ تَصدَّعُـوا
وتُرِكْتُ في غَبْراءَ يُكْـرَهُ وِرْدُهـا=تَسْفِي عَلَـيَّ الرِّيـحُ حِيـنَ أُوَدَّعُ
فإِذا مَضَيْتُ إِلى سَبِيلِي فَابْعَثُـوا=رَجُلاً لـهُ قَلْـبٌ حَدِيـدٌ أَصْمَـعُ
إِنَّ الحـوادثَ يَخْتَرِمْـنَ، وإِنَّمـا=عُمْرُ الفَتَى في أَهلِـهِ مُسْتَـوْدَعُ
يَسْعَى ويَجْمَعُ جاهِـداً مُسْتَهْتِـراً=جِدًّا، ولَيْـسَ بآكِـلٍ مـا يَجْمَـعُ
حتَّى إِذا وَاقَـى الحِمَـامُ لِوَقْتِـهِ=ولكُلِّ جَنْـب لا مَحَالَـةَ مَصْـرَعُ
نَبَذُوا إِليهِ بالسَّـلاَم فلَـمْ يُجِـبْ=أَحَداً وصَمَّ عنِ الدُّعَـاءِ الأَسْمَـعُ[/poem]
[line]
اللهي : العطايا .
الأخدع : عرق في العنق إذا ضرب أجابته العروق.
مشعشع : ممزوج
قصري : قبري/ الشرجع :خشب يشد إلى بعضه كالسرير يحمل عليه الموتى.
أصمع :الحديدالنادر ..و هنا يقصد أن يفتقدوا عظيماً مثله .
يخترمن :يقتطعن و يستأصلن
|