المسلم نفسه يروي قصة خروجه وعودته
كتبها سبق (الرياض) :
الخميس, 03 سبتمبر 2009 13:49
روى فواز الحميدي هاجد الحبردي العتيبي الذي أعلنت الداخلية السعودية نبأ تسليمه لنفسه للجهات الأمنية قصة خروجه وتفاصيل عودته.
وقال فواز إنه فور اتخاذه قرار العودة تحدث مع شقيقه فلاج الذي تولى إبلاغ السلطات وتحدث مع مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف الذي رحب بقرار فواز.
وكان فواز قد خرج كما يقول "بنية الجهاد بعد مشاهدة مواقف لجنود الاحتلال الأمريكي".بدأت محطة الضياع بالإمارات ثم إيران ثم باكستان "حيث يسرت لنا عناصر القاعدة الدخول إلى وزيرستان".
أضاف "دخلنا أفغانستان ووجدنا رجالها ليسوا بحاجة لمقاتلين لأن أعدادهم كثيرة... وقال لنا كثير من أمراء الحرب إنهم لا يحتاجون عرباً أو غير عرب". ومضى فواز قائلاً: سألنا عناصر التنظيم: لماذا لا يسمح لنا بالقتال وقد جئنا لذلك فردوا بأن لديهم سياسة تتلخص في الاختفاء والتخطيط حتى يطول أمد الحرب لأن ذلك يضر بالأمريكيين. ورغم كثرة الذاهبين إلى هناك ـ والحديث لفواز ـ لا يسمح بدخول المعارك إلا لمجموعات معينة يختارونها لتصوير العمليات وتبنيها إعلامياً للترويج للتنظيم، فيما لا يسمح لنا بالدخول.
وأمام ذلك قرر فواز العودة وتسليم نفسه رغم تأكده من وجوده ضمن قائمة الـ85 المطلوبة لوزا
رة الداخلية.
على الجانب الآخر، وفور اتصال شقيق فواز بالسلطات السعودية تم التنسيق مع سفارة المملكة في باكستان حيث لجأ فواز .
وكانت وزارة الداخلية أدرجت اسم فواز منذ مطلع السنة الهجرية الحالية والمطلوب الأمني ( رقم 65 في قائمة الـ85) فمنذ ذلك الوقت وهو يحدث نفسه بالعودة بعد أن اكتشف مفارقات تنظيم القاعدة، واستبانت له حقيقة أهدافهم ونواياهم، وزادته عزماً وحماساً طريقة التعامل الإنسانية مع العائدين التي يتبعها الأمير محمد بن نايف، مما شجع كثيرين- كما يقول فواز على التفكير جدياً في تسليم أنفسهم.
وأكد فواز أن هذا المسلك من الأمير محمد كان السبب الأول لاستهدافه شخصياً في عملية الاغتيال الفاشلة مساء الخميس الماضي، ووجه رسالة للشباب المسلم الراغبين في الجهاد بأن يرجعوا للعلماء التقاة ويتأكدوا من وسائل نقل الفتاوى التي يقصد منها الثأثير عليهم وإثارة العواطف.
وروى فواز العتيبي من منزله - في حوار أجراه الزميلين موسى بن مروي، وهادي العصيمي نشرته جريدة "الوطن"-بعد عودته من العمرة، تفاصيل تسليم نفسه، قائلاً: كلمت شقيقي فلاج الذي أبلغ السلطات برغبتي في العودة، رغم أنني من المطلوبين في قائمة الـ 85 ، إلا أن ثقتي كبيرة في ولاة الأمر، وتمكن شقيقي من الاتصال بالأمير محمد بن نايف الذي رحب بعودتي وقال لشقيقي "أبلغ شقيقك أن لاشيء عليه"، وسهلوا مهمتي في العودة من خلال التنسيق مع السفارة السعودية في باكستان .
وواصل العتيبي حديثه قائلاً: عندما وصلت السفارة تم نقلي إلى السعودية حيث استقبلني الجميع بحفاوة وسهلوا لي مهمة العمرة والالتقاء بأهلي.
وأعرب عن شكره للأمير محمد بن نايف، وهنأه بالسلامة من الحادث الآثم الذي تعرض له، وقال إن ما يفعله الأمير محمد من تسهيل مهمة عودة الشباب السعودي لبلادهم دفع تلك الجماعات إلى محاولة الانتقام منه.
وأكد العتيبي أن الكثيرين كشفوا له عن رغبتهم في العودة إلى الوطن، وأن كثيراً من الشباب (في أفغانستان) متخوفون ويتعرضون لضغوط من قيادات
القاعدة لإحباط عودتهم بإثارة المخاوف من الاعتقال والتحقيق والتعذيب.
خرج فواز بنية الجهاد ويقول: أنا كشاب مسلم حز في نفسي ما رأيته من مشاهد الاحتلال الأمريكي لبلاد المسلمين، وخرجت منذ عام تقريبا للإمارات ومنها إلى إيران، ثم إلى باكستان التي يسر عناصر القاعدة لنا دخولها ووجدنا الأمر مختلفا في معسكرهم بوزيرستان، وفوجئنا بعكس ما كنا نتصور حيث كانوا يقنعوننا بأن استراتيجية القاعدة تعتمد على حرب الاستنزاف طويلة الأمد وأن النهج المعتمد هو الاختباء والتخفي والدخول في استنزاف بإطالة الحرب، ولم يرق لي هذا الخيار لما له من خسائر في الأرواح وقتل النساء والأطفال.
وأضاف أنه وغيره من العرب التقوا بأحد قيادات القاعدة في باكستان واسمه مصطفى أبو اليزيد "مصري"، حيث مكثوا هناك حتى جمادى الأولى ثم دخلوا أفغانستان.
وأضاف: وجدنا أن الأفغان ليسوا بحاجة للقتال معهم لأن أعدادهم كبيرة، وكثير من أمراء الحرب الذين قابلناهم والمولوية "رجال الدين " قالوا نحن لا نحتاج المهاجرين من العرب وغير العرب من الطاجيك أو من الأوزبك" .
وطالب العتيبي العلماء الذين أفتوا بأن الجهاد فرض عين بأن يذهبوا بأنفسهم ويروا الواقع كما هو حتى تكون الصورة واضحة أمامهم.
وأضاف: تدربنا على مختلف الأسلحة، إلا أنهم يعتمدون على المقاتلين القدامى في معظم العمليات، وحين ذلك عدت أدراجي ومعي آخرين.
وعن كيفية التعامل معهم من قبل تنظيم القاعدة، يقول: سألنا عن سبب منعنا من القتال رغم وجود أمريكان ومقاتلين من الناتو ومحتلين، فقالوا "نحن نمارس سياسة الاختفاء لإطالة أمد الحرب لأنها تضر بالأمريكان".
ويؤكد فواز أن الوضع الذي وجدوه في أفغانستان يدعو الكثيرين من المنتمين للتنظيم إلى العودة بعد أن تبينت لهم أكاذيب التنظيم، وأعرب مجددا عن سعادته بحسن تعامل السلطات السعودية معه هو وآخران من الذين سلموا أنفسهم.
|