ذهبت منذ يومان إلى أحد الأسواق بمكة لأستلم عباءتي التي كنت قد فصلتها مسبقا ً ، وعند دخولي للمحل وجدت
رجلا ً في أواخر الأربعين _ هذا ما بدا لي من شكله _ وزوجته ، و الأخيرة تقوم بإعطاء البائع ملحوظاتها في العباءة ، فتنحيت جانبا ً إلى أن ينتهيا .
وبعد أن انتهت السيدة ، رغبت بالذهاب للسيارة ( كما فهمت ) لأنه قام بإعطائها مفتاح السيارة المعلّق به ( الريموت ) وأصبح يخبرها كيفية استعماله .
وما أن خرجت السيدة إلا خرج وراءها زوجها واصبح ينادي ( عبد الرحمن ) يا ( عبد الرحمن )
صُعقت والله !
وكدت أشك في نفسي وسلامة عيني و سمعي ....
الرجل الذي منذ قليل يترك زوجته تتفاصل مع البائع في أمر عباءتها هو الرجل نفسه الذي يناديها بـ عبدالرحمن ؟!
الذي كان يخاطبها برفق ويقول لها : اعجبتك العباءة ؟ هو ذاته الذي خاطبها بـ عبدالرحمن !
وكدت اقوم بفرك عيني جيدا ً لأرى هل أنا في حلم أم عِلم ؟ 
و هل الذي كان امامي عبد الرحمن فعلا ً أم سيدة ؟
تُذّكَر الأنثى حتى لا يَعرّف الآخرين اسمها ؟
تًلقب بإسم رجل لأجل لا يقول لها يا فلانة ويسمع اسمها الآخرين !
لو قال يا أم عبد الرحمن لكان أهون من مناداتها " عبد الرحمن " !
أنا لن أتي وأقول لكم ، ان كتب السنة و السيرة النبوية والتاريخ تزخر بل شهدت أسماء نساء و خصوصا ً اسماء نساء الرجل القدوة الرسول عليه الصلاة والسلام
الذي نحب أن نقتدي به في أمور وعلى حسب امزجتنا و نخالفه في أمور أيضا ً على حسب امزجتنا !
ولن أقول أن الذي يستعيب من ذكر اسم زوجته فهو جاهل
لا
لا أبدا ً
ولكنّي احب أذكركم أن الذي يقدم الآحترام للآخرين فسيبادله الآخر ذات الشيء
وعندما تحترم زوجتك في كل تعاملك ستعطيك زوجتك أضعاف مضاعفة من الاحترام
لا يقف الاحترام أن تعطيها حقوقها و تحسن معاملتها ظاهريا ً ، بل حتى في خلوتك بنفسك تحترمها وكأنها تسمعك وتعلم ما في صدرك
و أنا متأكدة أن الذي سيعمل بهذا سيعيش سعيدا ً مع زوجته أضافه أنه سيكسب قلبها بأقصر الطرق .
وقد قالوا : الإحترام لا يولد إلا ّ الإحترام .
مجرد فضفضه .