جمعيات الرفق بالحيوان الاسلامية.
نعود مع الرائع الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - وفي تعليق توعوي حول اهمية الرفق بالحيوان على ضوء السنة النبوية.
النص :
عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بينما ر جل يمشى بطريق أشد عليه العطش ، فوجد بئرا فنزل فيها فشرب ، ثم خرج فأذا كلب يلهث ، ياكل الثرى من العطش ، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ مني ، فنزل البئر ، فملا خفه ماءا ثم امسكه بغيه حتى رقى فسقى الكلب ، فشكر الله له ، فغفر له ، فقالوا يا رسول الله ان لنا في البهائم أجرا ؟ فقال : في كل كبد رطبة أجر "
وفي رواية : " أن امراة بغيا رأت كلبا في يوم حار يطيف ببئر قد ادلع لسانه من العطش فنزعت له موقها فغفر لها "
وفي اخرى : " بينما كلب يطيف بركية قد كاد يقتله العطش ، اذ رأته بغيه من بغايا بني اسرائيل ، فنزعت موقها فاستقت له به فسقته اياه فغفر لها به فسقته فسقته"
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " دخلت امراة النار في هرة ربطتها ولم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض "
التعليق :
في الغرب الكافر يعثر على صقر جريح بعيد عن عشه فيتحول الصقر الى نجم من نجوم المجتمع ، تذيع وسائل الأعلام اخباره وتنقل تطورات علته وتنهال عليه التبرعات من كل مكان.
ويضل حوت طريقه بين جبال الثلج فتعلن حالة طوارئ ويقود رئيس الدولة بنفسه الحملة الوطنية لانقاذ الحوت.
ويتبين أن سدا عملاقا يهدد نوعا من الزواحف الأرضية الصغيرة بالانقراض فيهب دعاة المحافظة على الحياة الفطرية ويموت السد العملاق ويسلم الزاحف الصغير.
وفي بلاد المسلمين يتسلى الأطفال في الشوارع بالكلاب على مشهد من الكبار يرمونها بالحجارة ويجرونها من اعناقها ويكسرون بعض أطرافها ولا تخرج الكلاب المسكينة من عذابها الا بموت أليم وترى مالك الحيوان الحمار أو البغل أو الجمل يضع فوق ظهره من الاثقال ما يكاد يقصم ظهره.
أما قتل العصافير وبقية الطيور فهواية شائعة ينافس الاباء فيها الابناء.
واعرف قبل أن ينبري من ينبري للايضاح أو التصحيح أن الغرب الذي يبالغ هذه المبالغة في حماية حيوان واحد لا يابه لعذاب شعوب باكملها وأن الامثلة التي سقتها من بلاد المسلمين كافة اعرف هذا معرفة اليقين وكل ما يعنيني في هذا المقام أن اهتمام الغرب الكافر بالحيوان يفوق بمراحل اهتمام الشرق المسلم ،، في هذه الجزئية لا أظن أن احد سيعترض.
أليس من المحزن - والمذهل - أن تخبرنا السنة النبوية المطهرة أن نبيا من الانبياء عوتب بسبب النمل وأن امراة دخلت النار بسبب هرة حبستها وأن بغيا غفر الله لها بسبب كلب سقته ومع ذلك يبقى المسلمون يتعاملون مع مخلوقات الله الحيوانية وكانها اعداء في حرب ابادة شاملة غير متكافئة ؟!
المتسائل يقول : " احسبك تطالب بجمعيات رفق اسلامية تعني بالحيوان
هل اقمنا جمعيات رفق اسلامية تعني بالانسان ؟! وليس لي سوى أن اصمت.
تبقى كلمة :
أن كان الاسلام يحترم حياة الحيوان على هذا النحو فالى متى نسمح لبعض الظلمة الفجرة أن يعبثوا بحياة الانسان كما يشاؤون ، باسم الاسلام.
رحمك الله يادكتور.
|