جمعية الرفق بالنساء
بسم الله الرحمن الرحيم
(( جمعية الرفق بالنساء))
قال الله تعالى: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً ) النساء/34
لم يكن الجمال أو الحرية التي يطمع فيها في حقوق المرأة أو الحركة النسوية هو هدف هذا المقصد النبيل، بل الوصول للطمس ومرحلة الهجين وخلخلة المجتمع المسلم في أي بقعة ما.
فمن الكهنة النوبيين ذوي الندوب في أدغال أفريقيا وجعل المرأة في شعوذتهم ودجليتهم في طريقتهم الوثنية ومرور بكهنة معابد ر وما في حضارتها المترفة وديانتهم السماوية التي تحريفها إلى الجزيرة العربية وكفار قريش في جاهليتهم وبعض زوجاتهم الفاسدة واستغلالهم للمرأة بكل سوء وبطعنهم لها في محاسن ندواتهم وسكرهم وعربدتهم إنها أنواع استغلال المرأة وامتهانها وضياع حرمتها وهو مثال على فسدت القوم وخاصة تجار السوء فيهم والجور على هذه المرأة فأن الإسلام فكر في هذا المخلوق الضعيف وجعل لها في كتابه سورة تسمى سورة(( النساء)) لم يعلمه من طبيعة البشر وهذا الاستغلال وبين المنهج القويم والدستور الخالد والقوانين والطبيعة التي لا تتبدل في حقوقها وواجباتها ومالها وما عليها وخاصة في المعاملات النسائية هذه مقدمة موضوعنا (( جمعية الرفق بالنساء)).
يتساءل إنسان معاصر محتارا عن وضعها الحاضر . ما الذي يحمل هولاء على مذهب حقوق المرأة المجحف وضياع توازنها؟ وما الذي يدعوهم إلى مخالفة ما استقرت عليه البشرية منذ خلق الله- تعالى أدم وزوجته؟ لقد كانت المحاور تقف عائق لهم من طبيعة النوع وإمكاناته والدور المناط به في الحياة من أهم المحطات التي اعترضت طريقهم نظراً للتباين الواضح فيها بين النوعين ، وكان لابد لهم من التغلب على ذلك وإلا كانت عاقبة مشروعهم الإخفاق ، لكن كيف يمكنهم التغلب على ذلك والإ كانت عاقبة مشروعهم الإخفاق ، لكن كيف يمكنهم التغلب على ما ليس في أيديهم وليس لهم إليه طريق؟
لقد كان المطلوب أو المعروض أولا هو ما يسموه زوراً (( بتحرير المرأة))، ثم تطور الأمر إلى المطالبة أو الدعوة إلى المساواة ، ثم انتقل الأمر إلى إلغاء الشرعية والتشريعية والعمل على إلغاء الفروق البيولوجية أو إلغاء نتائجها.
وهكذا أتى العصر الحديث بقضه وقضيضه وظهرت الحركة النسوية- وخاصة العلمانية منها- في العالم العربي وجهودها الحثيثة في محاولة تحقيق وتنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن الأمم المتحدة وخاصة مؤتمر بكين 95 وما بعدها مؤتمر بكين +10 ، وتطبيق اتفاقية مكافحة كل أشكال التمييز ضد المرأة والتي تعرف اختصاراً ب (( السيداو)) ، والتي تعني في حقيقتها إلغاء الفروق التشريعية بين الرجل والمرأة ، ومحاولة إلغاء أثار الفروق البيولوجية بينهما ، ما يعني في النهاية القضاء على الصورة الشرعية والإنسانية للأسرة التي تتكون فيها الأسرة من زوج وزوجة وأولاد وتكون فيها المرأة مقصورة على زوجها وراعية لأطفالها تلفهم بحنانها ومسؤوليتها إضافة إلى تدبير الأمر وبيتها وطاعتها لزوجها في جو من الألفة والتعاون وابتداع صور متعددة للأسرة التي تتكون فيها الأسرة من زوجة وعدة أزواج ، أو من زوج وزوج (( اللواط)) أو من زوجة وزوجة (( السحاق)) لقد صار هذا الفكر النسوي من محاولاته وخاصة العلمانية الطريق المعبد للعمل على نشر الانحلال الخلقي والدعوة إلى الحرية الجنسية عن طريق نشر الثقافة الجنسية والدعوة إلى تعلم الجنس (( الاسم المهذب للدعوة إلى الزنا)). فما هو المردود الحقيقي لهذه الحركة النسوية في مجتمع المسلمين؟ وما الذي تقدمه هذه الحركة - حقاً- للنساء؟ يجيب الفكر النسوي- العلماني أو المتحرر- إن هناك عدة ثوابت لابد من تحقيقها حتى نصل إلى مثل هذه الأسرة ، وهي:
1- إلغاء مؤسسة الزواج ، لأنها معوق أساسي في سبيل تحقيق المساواة بين الجنسين في كافة المجالات.
2- تحرير المرأة تماماً من الحمل والإنجاب ، وإحلال الإنجاب الصناعي محل الإنجاب الطبيعي ، حتى لا تقع المرأة تحت وطأة القهر النفسي، والاقتصادي والسياسي الذي يمارسه الزوج ، فالوسائل الصناعية للإنجاب تعد أساساً ضروريا لمساواة المرأة مع الرجل ، لإن وظيفة المرأة الإنجابية وظيفة المرأة الإنجابية وظيفة بربرية واستبدادية وظالمة في زعم هذا الفكر النسوي.
3- يلزم الفكر النسوي المرأة الا تلتزم بتربية الأبناء أو القيام بالأعمال المنزلية لأن هذه الأعمال من درجة أدنى وذات أجور منخفضة
4- لهذا يطلب الفكر النسوي بضرورة إنشاء مراكز نهاية مدعومة لتربية ورعاية الأطفال حتى يتوفر الوقت والجهد للمرأة لكي بأعمالها السياسية ومشاركتها الفعالة في تنمية المجتمعات وتحقيق التقدم والرخاء .
لقد سعى الفكر النسوي نحو إضفاء الغطاء الشرعي على إستراتيجيته ومقولاته عن طريق المؤسسة الدولية لتقوم هي بدورها في جعل هذه المقولات دولية وذات صبغة سياسية وتشريعية، وبذلك تكون المساحة التي يعمل فيها الفكر النسوي مهيأة على الصعيدين الداخلي والخارجي لتقبل هذه الاستراتيجية التي تحولت مع المؤسسة الدولية إلى قرارات ملزمة لكل الشعوب وخاصة الشعوب الإسلامية.
إن هذا الذي ذكر ونظر له يدخل في صلب موضوعنا (( جمعية الرفق بالنساء)) إن المجتمعات التي تزيد فيها حدة الحركة النسوية عن الحد يصبح فيها تهميش وتضيع حقوق المرأة. غير إن مصطلح (( القوامة)) للرجل وهو مصطلح ديني وشرعي تضرر من الناحية الشرعية والسياسية والاقتصادية في ظل هذه الأزمة.
تخيل هذه المسألة الشرعية في دار(( دار إسلام)) تحت الحماية أو الاحتلال أو الرهن أو قل ما شئت- يظهر قرار فيها إن إعالة الأبناء تنضاف للأم بدل الأب الذي له القوامة وهي آخر مصارع الرجولة وقلاعها في المؤسسات الرسمية للدولة هذه أو ذاك وإن كان ينظر له إن الأم أ{ حم ، ولكن في ظل السياسة والفكر النسوي وفي ظل عولمة (( قضايا المرأة)) وقد تنعكس بالسلب على المجتمع وعلى الرجل بالذات . إن المقصد الشريف والاسنى للعمل المرأة هو إتمام للكماليات بيتها وتعضيد الزوج وأهلها لا أن تصبح طرف يناكف في قضايا مجتمعية وسياسية قد تصب على راسها بالسلب.
إن كثير من الدراسات- دراسات أمريكية وغربية- أكدت إن الدول العلمانية التي تتجه في المساواة في توظيف الجنسيين في البيئة العملية تتجه الأسر فيها اللى إن تكون الأسر فيه (( معيشية)) أكثر منها (( إنتاجية)) لأنه في نهاية الأمر تصبح فيه الأسرة استهلاكية لإن أفراد هذه الأسر يتجهون إلى تخصص معين أو بسبب ارتفاع آخر فيصبح التنافس بينهم على الاستهلاكية في غياب الجودة فضلا عن الإبداع أو تأكيد الذات والقيادة من غير فاعلية تذكر على أرض الواقع وهذا ما ذكر سابق إن دولة كالولايات المتحدة الأمريكية والشركات الاحترافية بها تفطنت لهذه الطبيعة البشرية فمثلاً رئيس تنفيذي للشركة ما يحصل على 20000 دولار شهرياً فإن المرأة تحصل على 15000 دولار وهو لصالح التنافسية.
ولنعرج على نقطة مهمة على موضوعنا ذو البال(( جمعية الرفق بالنساء)) فقد حمل لنا تاريخنا العريق الشيء الكثير وعصارة ما حملته كتب الفقه والتراث في الحريات المدنية والمجتمعية وحدود هذه الحريات. ما جاء في السياسة الشرعية في التعزير فقد لا تكون في مقابل معصية بل لقصد مصلحة ، فقد سمى الفقهاء نفي نصر بن حجاج من المدينة المنورة عندما افتتنت به النساء سياسة شرعية.
حيث كان نصر بن حجاج السلمي فتى جميلاً ويقيم في المدينة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد حدث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع وهو يعس بليل امرأة تجهر بأمنيتها الكمينة ويقال أنها أم الحجاج فتقول :
هل من سيبلٍ إلى الخمر فأشربها ؟ 000 أم من سبيل الى نصر بن حجاج
الى فتى ماجد الأعراق مقتبل 000 سهل المحيا كريم غير ملجاج
تهنيه أعراق صدق حين تنسبه 000 أخا وفيا عن المكروه فراج
وكانت تقول أيضا :
انظر إلى السحر يجري في نواظره 000 وانظر إلى دعجٍ في طرفه الساجي
وأنظر إلى شعرات فوق عارضه 000 كأنها نمال دب في عاجي
وكان يقول فيها نصر بن حجاج :
ليتني في المؤذنين نهاراً 000 إنهم يبصرون من في السطوح
فيشيرون أو يشار إليهم 000 حبذا كل ذات دلٍ مليح
,فلما أصبح عمر بن الخطاب سأل عنه فإذا هو من بني سليم ... فأرسل فأتاه فإذا هو أحسن الناس شعراً ووجهاُ ... فأمر عمر أن يحلق شعره ففعل ... فخرجت جبهته فإزداد حسناً 0
ثم سمعها عمر بعد ذلك تقول :
حلقوا رأسه ليكسب قبحاً 000 غيرةً منهم عليه وشحاً
كان صبحاً عليه ليل بهيم 000 فمحو ليله وأبقو صبحه
فقال عمر والله لا تساكنني في بلدة أنا فيها
قال يا أمير المؤمنين ما ذنبي , قال هو ما أقول لك ثم سير به إلى البصرة
وخشية المرأة وهي الفارعة أم الحجاج أن يبوء من عمر إليها شيء فدست إليه أبياتا :
قل للإمام الذي تخشى بوادره 000 مالي وللخمر أم نصر ابن حجاج
لا تجعل الظن حقاً أن تبينه 000 أن السبيل سبيل الخائف الراجي
إن الهوى زم بالتقوى فاحبسه 000 حتى يقر بالجام واسراج
قال فبكى عمر رضي الله عنه وقال الحمد لله الذي زم الهوى بالتقوى
وطال مكث نصر بن حجاج بالبصرة فخرجت امه يومآ بين الأذان والأقامه متعرضه لعمر
فأذا عمر قد خرج في إزار ورداء وبيده الدره فقالت يا أمير المؤمنين والله لأقفن انا وأنت
بين يدي الله عز وجل وليحاسبنك أيبيتن عبدالله وعاصم الى جنبك وبيني وبين ابني
الفيافي والأودية فقال لها ان ابناي لم تهتف بهما الهواتف في خدورهن
فأرسل عمر رضي الله عنه بريده الى البصرة وعامله فيها عتبه بن غزوان فأقام أياما ثم نادى عتبه من أراد ان يكتب الى أمير المؤمنين فليكتب فان البريد خارج
فكتب نصر بن حجاج بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اما بعد :
لعمري لئن سيرتني أو حرمتني 000 وما نلت من عرضي عليك حرام
فأصبحت منفيا على غير ريبة 000 وقد كان لي بالمكتين مقام
أن غنت الذلفاء يوما بمنية 000 وبعض أماني ا النساء غرام ظننت بي الظن الذي ليس بعده 000 بقاء ومالي جرمة فألام فيمنعني مما تقول تكرمي 000 وآبا ء صدق سابقون كرام
ويمنعها مما تقول صلاتها 000 وحال لها في قومها و صيام
فهاتان حالانا فهل أنت راجعي 000 فقد جب مني كاهل وسنام وما نلت ذنبا غير ظن ظننته 000 وفي بعض تصديق الظنون آثام
فلما قرا عمر الكتاب قال اما ولي سلطان فلا . فلما مات عمر ركب ناقته وتوجه نحو المدينة 0
إن هذه الحادثة كان له وقع عظيم على الفقه الإسلامي وعلى التراث والحضارة الإسلامية والإنسانية فقد حفظت للمدينة المنورة حرمتها وقدسيتها وحفظت لهذا الرجل رجولته وإن لا يكون أداة تلعب به أيدي العذارى والنساء المنكوحات وحفظت للنساء كرامتهم وإن لا يطعن في أشرف ما يملكن من همز ولمز وغمز وأعطى للإنسانية جمعاء كيف تكون طاعة ولي الأمر وإن من أعطى نعمة لم يستغلها في مساوئ الأخلاق ، وكان في هذا القرار صائب حيث ساعد على إنتاجية المجتمع بالابتعاد عن أسباب الوهن والقيل والقال ولم يستخدم سلاح مكر الليل والنهار في تقويض المجتمع وسريان الوهن الضعف من اختلاط وقصص غرامية تخرم المرؤة. فرحم الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه- فنعم المؤدب وذو البصيرة.
إن هذه القصة الذي يستشهد بها ((الحنفية)) في التعازير وإن كان صاحب التعزير ليس له ذنب. إن العلمانية وإعصارها وما يمر على دول العالم أجمع المتقدم منه أو العالم الثالث (( النامية)) وخاصة في عالمنا العربي الإسلامي والإسلامي والعربي وخاصة في ما يسمى (( عولمة قضايا المرأة)) وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ساعد على الضغط على سلطة (( الرجل)) والتقويض من السلطة بأسم الحرية أو إعطاء الحقوق مما زاد في حدت الفكر النسوي الضال في عالمنا العربي. نعم الفكر النسوي الضال الذي إذا تأملت في جميع نواحيه ستجده تقويض وليس إعمار أو خلافة أو استصلاح لهذه البسيطة وما عليها ففي المجال الفكري النظري والعملي لهذا الفكر كانت هذه النقاط التي توصل إليها الباحثون:
1- مرجعيتها: حيث إنها بعيدة كل البعد عن المنطقة عن عاداتها وتقاليدها فضلاً عن دينها وهي مجموعة من الأفكار والتصورات منقولة نقلاً عن الغرب.
2- القضايا المثارة: المرأة ومظلوميتها وحظها العاثر في ظل المؤسسة الأسرية واضطهادها ومغالطاتهم التي تثار.
3- التعاون مع المخالف: فهو فكر وحركة دوما بحاجة إلى استخدام النخبة المتغربة أو أصحاب الرؤى الفقهية المتصادمة مابين المذاهب الأربعة خاصة والإسلامية عامة والحركات الإسلامية أو الإصلاحية في المجتمع
4- التمويل الخارجي: حيث يعتمد هذا الفكر وهذه الحركة في تنفيذ أجندتها على الأموال وخاصة من أموال التي تأتي من دول وجمعيات ومؤسسات من الخارج لها أجندتها الخاصة ولذلك عمدت أمريكا بكل قوتها للوقوف أمام المؤسسات الخيرية الإسلامية حتى لا تضايق بجهودها جهود الصليب في إغواء الناس وإضلالهم، وما قصة الهاشمي في العراق ببعيد!!
5- ـقويم المؤسسات الداعمة والعاملين الداخليين: لن نسهب في أسماء هذه المؤسسات معروفة عن الجهات المختصة والحكومات العربية والإسلامية- بحيث إنها تساعد على فرض السياسات التغريبية والتقويضية لهذا الفكر النسوي الجامح . إن كل ما ذكر من في النقاط الخمس السابقة هي آليات هذا العمل المنتظم في المجال النظري والعملي لهذا الفكر والمنهج وحركاته في خلخلة المجتمعات العربية والإسلامية بضرب طرفيه المكملين ( الرجل والمرأة).
إن كل ما ذكر سيقوض حقوق المرأة عاجلاً أم أجل وخاصة في هذه الدجلية العالمية وإن الحرية التي نشدتها سترجع قيد ولن تقدر هذه المرأة على تحقيق الكمالية والترفيه فضلاً عن إقامة حقوقها والحقوق الوطنية والشرعية وخاصة في حالة الضغط والطوارئ.
أليس من واجب البحارة أن يستأذنوا الربان ماداموا أعضاء في تلك السفينة...؟
ثم ألا ينبغي له إذ أنشأ السفينة أن يربطها بالأسطول الكبير في البحر لتنتظم حياة الجميع البحرية وفق الأنظمة المرعية؛ إضافة لما فيه من حماية وتقوية له، حيث تصبح قوة الأسطول قوة لكل سفينة؟! وإذا لم يعبأ بذلك فلا يعتب على السفن الأخرى إذا سمعت صريخه وإن سفينته تغرق ثم لم تنقذها!
وفي هذا السياق أيضاً ،يمكن اعتبار أن القيود الشرعية المفروضة على بعض وفي هذا السباق أيضاً ، يمكن اعتبار أن القيود الشرعية المفروضة على بعض الأنشطة العامة (( مثل منعهن من تولي منصب رئيس الدولة أو منصب القاضي)) مبررة كنوع من المزايا وليس حرماناً ، كما يلي:
1- تعفى الشريعة الإسلامية المرأة من العمل لكسب عيشها لأن المرأة جسدياً تؤدي وظيفة أكبر وأعظم فهي من تحمل وتلد الأطفال وترضعهم عصارة الحياة ى مع كل ما تتكبده من معاناة وألم من جراء ذلك . وبناء عليه فإن النفقة الشرعية تقع على عاتق الرجل ، ولذا فإن الرجل يعطى سهمين من ميراث القريب المتوفي بينما تعطي المرأة سهماً واحداً من الميراث بصفة عامة ولكن دون التزامات مالية بالإضافة إلى ذلك، فإن المرأة يكون لها الأولوية في حضانة الأطفال.
2- المرأة معفاة من الجهاد إذ أنها تشارك فيه عن طريق إنجاب المقاتلين الشجعان الذين يذودون عن أمتهم. وبالمثل يمكن أن نفهم أن المرأة غير ملزمة أيضاً بدفع الجزية لأنها تنجب رجالا ملزمين بدفع الجزية . ذلك لأن الجزية تدفع عوضاً عن المشاركة في القتال.
3- بمقارنة النقطتين المذكورتين أعلاه مع المسؤوليات الجسام للحكم والقضاء وتمثيل الناس في البرلمان ، يمكن الدفع بأن هذه الأعمال تمثل مسؤوليات وأعباء ، وليست مزايا ، وإن المرأة معفاة من بعض المهام والوظائف مثل الأنفاق والجهاد ، إذن فمن حقها أن بعض من المسؤوليات أو الأعباء العظمى والناشئة عن الحكم أو القضاء أو غيرها من الأعمال والمناصب الحساسة.
4- ويمكن أيضا تبرير أن هذه القيود الشرعية لا تحط من المرأة إذ أنها تعتبر بمثابة نوع من التقسيم أو التوزيع للأدوار بين الناس بحيث يكون الدور المنوط أكثر ملائمة للشخص المناط به حيث قدراته الطبيعية أو الجنسية وبالتالي يمكن القول والجزم إن الموزع (( الشريعة)) أكثر عقلانية وعدالة وتحديدا يكون حتى للناس من نفس الجنس وظائف وأدوار مختلفة وفقاً لاختلاف قدراتهم (( الوظيفية المناسبة)) وبالتالي يمكن فهم أنه ينبغي أن تكون مسؤولية المرأة أقل من مسؤولية الرجل لأن الرجل بطبيعته غير قادر على القيام بوظيفتها الخاصة بالحمل والولادة على سبيل المثال.
إن جمعية (( الرفق بالنساء)) هي جمعية ليست ربحية أو منظمة ذات اتجاه سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي إنها جمعية تنظر بأكثر شمولية (( للنساء)) وخاصة حينما تتقاطع المهام والمخططات والأدوار والسياسات مع طبيعة هذا المخلوق والمهام التي خلقها المولى- سبحانه عزوجل- لما لها من أحكام الآلهية والطبيعية التي حددت في كتابه العزيز،
وبما إن هذه الجمعية دورها يتماشى مع أوج وجوه الحضارة في أرقى وجوهها ، وتتماشى مع أكثر البيئات بداوة لإن الطبيعية البشرية الإنسانية ، فالمرأة في (( نيويورك)) طبيعتها هي كالمرأة في بوادي (( حضرموت)).
إلى أولئك الذين يقدسون المرأة أو يجعلونها آلهة في خيالهم أو في معاملاتهم أو آدابهم
لهم حكم المولى وإنصافه في خلقه في قوله عز من قائل (( إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا )) سورة النساء:117.
فاللهم لك الحمد في الأولى وفي الآخرة فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة ورسول الله صلى الله عليه وسلم- أوصى بها ثلاث.
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
|