تصدق على فقراء الأخلاق ..
آذى رجلا الإمام الشافعي عليه رحمة الله فقال له :
" إن استطعت أن تغير خلقكـ بأفضل من هذا فافعل وإلا فسيسعك
من أخلاقنا ما ضاق عنا من خلقك "
..
فما أجمله من خُلق عندما تتصدق على فقراء الأخلاق
كــمـ قــابــلــنــا فــي الـحـيــاة
//
قلوبا مختلفة
ألسنة مختلفة
قلوبا أحبتنا وأحببناهم
وقلوبا حملت لنا مشاعر الكره و الحسد
..
أمـــا الألــســنـــة
ألسنة سمعنا منها كل الخير
وألسنة عانينا منهم
وألسنة سعت لتفسد علينا حياتنا
وألسنة أظهرت ما خبأت في قلوبها تجاههنا
فأساءت لنا بأقوالها و أفعالها
فمشت بالنميمة و الغيبة و السوء لنا و علينا
وألسنة تمنت زوال الخير عنا
..
//
و أمام هذه القلوب و الألسنة
نقف أحيانا حائرين .. متألمين .. و متأملين لتصرفاتهم
و نـتــســـاءل ؟؟
لما هذه المعاملة السيئة ؟؟
لما هذا الحسد و الحقد و تمني السوء لنا ؟
لما قلوبهم عميت و أبصارهم قد غطاها دخن سوء أخلاقهم ؟
..
فنجد أنفسنا أمام طريقين
طريق اتباع هوى النفس
وهو أن نعاملهم بمعاملتهم .. ونملأ قلوبنا كره لهم ونحذو حذوهم و نصنع صنيعهم
أو
طــريـــق الــتــصــدق ..
//
فلنسلك جميعا الطريق الثاني وهو التصدق على فقراء الأخلاق
فهؤلاء لو حسنت أخلاقهم .. لحسنت قلوبهم
وملأها الإيمان الصادق .. حب العفو والخير للغير و لما كان هذا فعلهم
و لكن لما وجدنا منهم ذلك فعلينا أن نلزم أنفسنا و قلوبنا الطريق الثاني ..
طريق النجاة و الفلاح بحول الله و قوته ..
(( طريق التصدق عليهم ))
فـنـكسـب نـحـن رضـا ربـنـــا
و نـحـافـظ بـه عـلــى قـلــوبـنـا
من أن تُلوث بالانشغـال بالـرد عليـهم والنظـر لأفعالهم والتألـم لفعلهـم وقولهـم
فـنـمـلأ قـلـوبـنـا بـالـعـفـو عـنـهـم والـتـغــاضـي عـن سـوء أفـعـالـهــم
بـــل و الـتـصـدق عـلـيـهـم بـحـسـن فـعـلـنــا وأخـلاقـنــا
..
قال تعالى :(( ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) ..(فصلت:34).
فيا كل من قابل قلوباً وألسنة أساءت إليه
تصدق على فقراء الأخلاق
//
التوقيع |
نحن بِحاجَة لِلخِلافات اِحيآناً
لِمَعرِفة مايُخفيهِ الآخَرون في قُلوبِهُم
..
قَد تَجِدُ ما يَجعلُكَ في ذُهول
وقَد تَجدُ ما تَنحَني لَهُ اِحْترآماً
//
|
|