04-25-2008, 09:41 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ.
الإخوة الفضلاء ..
أسعد الله أوقاتكم باليمن والمسرات ..
اخترت لكم نصاً لطالما تأثرت به .. من الشعر الجاهلي ..
ولكن منطقه يغاير كثيراً ذلك العصر .. ولولا أن كتب التراث
الموثوقة كالمفضليات وغيرها احتفظت لنا بهده القصيدة
لشككت في صحة روايتها .. فلم تبدأ بوقوف على أطلال ..
أو ترحل وسفر ..
والقصيدة لأحد صعاليك العرب وعدائيها المشهورين .. إنه الشنفرى الأزدي
المتوفى عام 70 قبل الهجرة 525م.. وقد اخترت لكم الأبيات الاثنتي
عشرة الأولى .. التي قالها في زوجته أميمة المكناة بأم عمرو عند
مفارقتها له ومغادرتها المنزل .. وهو غزل عفيف .. حسي وليس تجسيدي ..
يبين صفات زوجته الحميدة .. وأنها لابسة قناع تستر به نفسها.. وأنها
لا تتلفت أثناء سيرها من تعففها وحيائها .. وأنها امرأة كريمة تهدى
غبوقها لجارتها في زمن الجوع حين تشح الهدايا .. وأن بيتها بعيداً
عن اللوم .. والتهمة .. لما هي عليه من عفاف ومكارم أخلاق ..
وإنها أيضاً عندما تسير فإنها لا تنظر سوى لموضع أقدامها في الأرض ..
فكأنها أضاعت شيئاً فهي تبحث عنه .. وإذا ذكرت غيرها من النساء
فإنها تعف وتجل عنهن .. لما لها من صفات عديدة خاصة الكرم والوفاء ..
وأنه يأمنها على منزله وعلى نفسها ونفسه خاصة أن حياة الصعلوك
تعتمد على الترحل والأسفار والمعارك والبعد عن الدار .. فهو حينما
يقفل عائداً لبيته يعود مسروراً قرير العين .. لا يشك بها و لا يسأل
أين ظلتِ ..
فالكرم والوفاء قيمتان مهمتان في حياة الصعاليك ..
تكمن قيمتهما لديه من منظور حياة أو موت وفقاً لنظرة الصعاليك ..
وكأني بالشنفرى وهو يرصد موقف ترحل أميمة عن كثب ..
ويرى مغادرتها دون توديع له أو للجيران .. فجادت نفسه بهذه
التائية الرائعة .. وحسبكم بموسيقى وجـِرْس التاء في
تجسيد معاناة الشاعر وعواطفه الجياشة .. وتقديمه للمرأة
في سياق بعيد عن التصوير الجاهلي الذي يعرض تفاصيل
جسد المرأة.
وقد دفع ذلك الأصمعي إلى القول عن أبيات مقدمة قصيدة
الشنفرى :" هذه الأبيات أحسن ما قيل في خفر النساء وعفتهن "
[poem=font="Traditional Arabic,7,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ أُمُّ عَمْروٍ أَجْمَعَتْ فاسْتقَلَّتِ=وما وَدَّعَتْ جِيرانَها إِذْ تَوَلَّتِ
وقد سَبَقَتْنَا أُمُّ عَمْروٍ بأَمرِها=وكانت بأَعْناقِ المَطِيِّ أَظَلَّتِ
بِعَيْنَيَّ ما أَمْستْ فبَاتتْ فأَصبحت=فقَضَّتْ أُمُوراً فاستقَلَّتْ فَوَلَّتِ
فَوَاكَبِدَا على أُميْمَةَ بَعْدَ ما=طَمِعْتُ، فهَبْها نِعْمةَ العَيْشِ زَلَّتِ
فيَا جارَتِي وأَنتِ غيرُ مُلِيمَة=إِذَا ذُكِرَتُ، ولاَ بِذَاتِ تَقَلَّتِ
لقد أَعْجَبَتْنِي لا سَقُوطاً قِناعُها=إِذا ما مَشَتْ، ولا بِذَات تَلَفُّتِ
تَبِيتُ بُعيدَ النَّوْمِ تُهْدِي غَبُوقَها=لِجارَتِها إِذَا الهَدِيّةُ قَلَّتِ
تَحُلُّ بِمِنْجَاةٍ مِن اللَّوْمِ بَيْتَها= إِذا ما بُيُوتٌ بالمَذَمَّةِ حُلَّتِ
كأَنَّ لهَا في الأَرضِ نِسْياً تَقُصُّهُ=على أَمِّها، وإِنْ تُكَلِّمْكَ تَبْلَتِ
أُميْمةُ لا يُخْزِي نَثَاهَا حَلِيلَها=إِذا ذُكِرَ النِّسْوَانُ عَفَّتْ وجَلَّتِ
إِذا هُوَ أَمْسَى آبَ قُرَّةَ عَيْنِهِ=مآبَ السَّعيدِ لم يَسَلْ أَيْنَ ظَلَّتِ
فَدَقَّتْ وجَلَّتْ واسْبَكَرَّتْ وأُكْمِلَتْ=فَلْوْ جُنَّ إِنسانٌ من الحُسْنِ جُنَّتِ[/poem]
|
|
|