اختلال المفاهيم .. والآيات المعكوسة (بقلم انا من تراب)

[frame="7 60"]اختلال المفاهيم .. والآيات المعكوسة

لو نظرت بتأمل إلى حال المسلمين في هذا العصر لشاهدت أمر غريب ... مهما حاولت أن تغالط نفسك فلن تستطيع أن تنكر وجود هذا الأمر .. على الرغم من أن الكثير ربما يقول أنني أهزي .. ولكن .. الأمر الواضح الجلي أن المسلمين الآن وبكل سهولة عكسوا بعض آيات القرآن الكريم (دون أن يدروا) ... نعم .. تلك هي الحقيقة .. ولنأخذ على سبيل المثال قول الله سبحانه وتعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم .. الآية) .. انظر يا أخي إلى المسلمين ، وحاول أن تقنع نفسك أنهم يطبقوا تلك الآية بينهم ... لن تستطع أن تثبت ذلك في أي مجال من مجالات الحياة بين المسلمين .. فلقد عكس المسلمون تلك الآية وجعلوها تبدو هكذا في معناها (رحماء بالكفار أشداء بينهم).

لا تندهش يا أخي وانظر مثلاً إلى المسلمين في فلسطين مثلاً ... وهم في أشد المواقف التي تتطلب تطبيق هذه الآية بينهم .. في موقف أقل ما يتطلبه (الاتحاد وتوحيد الصفوف وإلقاء الخلافات وراء ظهورهم) ، ولكن .. هل فعلوا ذلك ؟ .. هل توحدوا في وجه عدوهم ؟ .. لا .. بل أنهم غفلوا تماماً عن العدو الأول ومحتل أرضهم وأصبحوا يتقاتلون فيما بينهم أيما قتال .. وأصبح دم المسلم مباح ورخيص بين المسلمين ... أصبح أرخص وأهون من دم اليهودي الذي اغتصب الأرض والعرض ويتم الأطفال ورمل النساء ونجس بيوت الله .. بل ووصل الأمر في مكان آخر إلى التبول على كتاب الله (القرآن الكريم) ..

بل أكثر من ذلك أصبح رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم مادة خصبة للسخرية والشتائم والرسوم القذرة .. ونحن ماذا نفعل ... جاهدناهم بالشعارات وبالغناء (ويالها من مصيبة) .. أصبحنا رحماء بالكفار وذهبنا إليهم .. إلى من استهزأ بأفضل خلق الله في أرضه نتودد إليهم كي يقيموا معنا معاهدات السلام .. وكأننا نحن المخطئين وذهبنا لتقبيل الأيادي .. ومن ناحية أخرى نرفع أسنة الرماح بيننا نتقاتل وكأننا عدو الإسلام الأول والأخير ... نتقاتل من أجل ماذا .. هل من أجل حرمة ديننا وحرمات الله سبحانه وتعالى .. حاشى وكلا .. ولكن من أجل إرضاء الكفار .. نتقاتل ونتناحر حتى ننول رضى المشركين علينا ولا يتهافتوا علينا كما تأتي الأكلة على قصعتها ... نحن لم ننسى الجهاد .. ولكننا عكسناه هو الآخر وأصبح جهاد المسلم ضد المسلم ..

أصبح الجهاد بين المسلمين فقط .. من أجل من ؟ هل هو في سبيل الله .. حاشى وكلا .. بل هو في سبيل الكفار والمشركين .. في سبيل أمريكا واسرائيل وبقية الكفار ... من أجل ماذا .. هل من أجل جنة الخلد التي وعد الله بها المجاهدين في سبيله ... حاشى وكلا .. بل من أجل اتفاقية الشراكة ونيل لقب الدولة الأولى بالرعاية في حضن ماما أمريكا .. من أجل حفنة دولارات نتنة من يد الكافر تلك التي أصبح يلهث وراءها العالم الإسلامي .. من أجل الحماية الأمريكية من أمريكا وغضبها .. من أجل تقوى من .. تقوى الله ؟! .. حاشى وكلا .. ليس من أجل تقوى الله .. ولكن من أجل اتقاء شر أمريكا وعقابها المر ..

أصبحنا نتقاتل فيما بيننا أيما قتال ، لماذا ؟ .. هل من أجل اتقاء غضب الله وسخطه .. حاشى وكلا .. ولكن من أجل اتقاء عناقيد الغضب الإسرائيلية والأمريكية .. أصبحنا وكأننا اتفقنا على شئ واحد فقط ولا شئ سواه .. هو ألا نتفق ولا نتحد ولا نوحد كلمتنا ولا نوحد صفوفنا لمواجهة عدونا ... هذا هو الواقع المر الذي تعيش فيه الأمة الإسلامية في هذا العصر .. لقد اختلت المفاهيم .. وأصبحنا نعيش عصر الذل والعار .. أسوء عصر في جبين الأمة الإسلامية .. وإلا أخبروني بالله عليكم .. هل هناك عصر مر على الإسلام تحالف فيه المسلمون مع الكفار ضد المسلمون منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وحتى الآن .. هل هناك عصر مر على الإسلام شهد تلك المصيبة .. ألا وهي الآيات المعكوسة .. اللهم كلا وألف وكلا.[/frame]