رد: فلسفة الثعبان المقدس
لا شكر على واجب .
ولكن اطلب منكم الدعاءلهذا لشاعر العبقري أبو القاسم الشابي عسى الله ان يرحمه ويتجاوز عنه ويدمح هفواته وزلاته .
ولاغرابه في سبب عذوبة شعر ابو القاسم الشابي واحساسه العميق فهو امتداد حقيقي لاجدادة الهذليين نهجا ورؤيا وأي مطلع على أدب الهذليين يعرف ويميز بكل بساطة نهج الهذليين في شعر ابو القاسم الشابي .
سأشكركم انا بقصيدة اخرى لابو القاسم .
ياموتُ ! قد مزقتَ صدري وقصمتَ بالأرزاءِ ظهري
ورميتني من حالقٍ ، وسخرتَ مني أي سُخرِ
فلبثتُ مرضوضَ الفؤادِ أجرُّ أجنحتي بذعرِ
وقسوت إذ ابقيتني في الكون أذرع كل وعر
وفجعتَني فيمن أحب ، ومن إليه أبثُ سرّي
وأُعدّهُ فجري الجميل ، إذا ادلهمّ عليّ دهري
وأعدّهُ وِرْدي ، ومزماري ، وكاساتي وخمري
وأعدّهُ غابي ، ومحرابي ، وأغنيتي وفجري
ورزأتني في عُمدتي ، ومشورتي في كلِ أمرِ
وهدمتَ صرحاً ، لا ألوذ بغيرهِ ، وهتكتَ ستري
ففقدتُ روحاً ، طاهراً ، شهماً ، يجيشُ بكل خيرِ
وفقدتُ قلباً ، همّهُ أن يستوي في الأفقِ بدري
وفقدتُ كفاً ، في الحياةِ يصدُّ عني كلَّ شرِّ
وفقدتُ وجهاً ، لايعذبّهُ سوى حُزني وضُرّي
وفقدتُ نفساً ، لاتني عن صَونِ أفراحي وبِشري
وفقدتُ رُكني في الحياةِ ، ورايتي ، وعِمادَ قصري
ياموتُ قد مزقتَ صدري وقصمتَ بالأرزاءِ ظهري
ياموتُ ! ماذا تبتغي منّي وقد مزقتَ صدري ؟
ماذا تَودُ ، وأنتَ قد سوّدتَ بالأحزانِ فكري
وتركتَني في الكائناتِ أئنُ ، مُنفرداً بإِصري
وأَجوبُ صحراءَ الحياةِ ، وأقولُ : أينَ تُراهُ قَبري؟
ماذا تَودُّ من المعذبِ في الوجودِ بغيرِ وِزْرِ ؟
ماذا تودُّ من الشقي ، بعيشهِ ، النَّكِد المُضرِّ ؟
إن كنتَ تطلبُني فهاتِ الكأسَ ، أشربُها بصبرِ
أو كنتَ ترقبُني فهاتِ السهمَ ، أرشقُهُ بنَحري
خُذني إليكَ ! فقد تبخرَ في فضاءِ الهمّ عمري
وتهدّلتْ أغصانُ أيامي ، بلا ثمرٍ وزَهرِ
وتناثرتْ أوراقُ أحلامي على حَسكِ المَمَرِّ
خُذني إليكَ فقد ظمئتُ لكأسِكَ ، الكَدرِ الأمَرِّ
خُذني فقد أصبحتُ أرقبُ في فضاكَ الجَونِ فَجري
خُذني ، فما أشقى الذي يقضي الحياةَ بمثلِ أمري
ياموتُ ! قد مزقتَ صدري وقصمتَ بالأرزاءِ ظهري
ياموتُ ! قد شَاعَ الفؤادُ ، وأَقفرتْ عرصاتُ صدري
وغدوتُ أمشي مطرقاً من طُولِ ماأثقلتُ فكري
ياموتُ ! نَفسي مَلّت الدنيا ، فهل لم يأتِ دَوري
نسأل الله له الرحمه والجنة .
شكرا لكم
آخر تعديل مشهور الطلحي يوم 01-06-2010 في 11:50 PM.
|