وعندما اكتملت اللوحة التي سماها (أمريكا والعالم) طلب من مجموعة من النقاد والأسماء المعروفة في الساحة الثقافية وأقلام يشار لها بالبنان، أن يكتبوا قراءات نقدية عن اللوحة ، وقال لهم (ان اللوحة رسمها ثري عربي) وسوف يحصل على مكافأة مالية من يكتب عنها ، الامر الذي أسال لعاب البعض منهم، وشمروا عن اقلامهم كما لو كانت اللوحة لدافنشي
او فان كوخ وربما لسلفادور دالي ، وبعدها سقطت الأقنعـة واكتشف زيف المعايير، وتم نشر التحقيق كما هو، فيما الحقيقة المرة أن(اللوحة) رسمها "قرد" وليس لها علاقة برسام بشري..فكانت فضيحة كبيرة هزت الوسط الصحفي وسقطت أقنعة النقاد والمثقفين !!
هنا 00 أقـتطف لكم وألخص بعضا مما قاله هؤلاء النقاد مع التـحفـّظ عن ذكر الأسماء 00
قال أحدهم مادحاً :
"للوهلة الاولى لا يستطيع المرء الا أن يقف مكتوياً بحرائق اللون وبراءة اندفاعاته امام تجربة تشكيلية جديدة ومتمردة وباذخة في رؤياها، تبحث عن اطار تعبيري مختلف، لوحة الفنان (....) تتقدم الى متلقيها مسكونة بحرية فائقة وخطيرة، تأخذنا الى تخوم التجربة المطلق ان صح التعبير.
وهذا بحد ذاته يتطلب من قارئ اللوحة ان يتسلح بذائقة مختلفة، تبتعد بمسافة غير محسوبة عن انماط المتلقي التقليدي الذي يبني على حسابات الكتل والمساحات وقوانين التشريح وكيمياء الالوان".
وكتب الآخر يقول: (لوحة أمريكا والعالم) للفنان (....) هي بمثابة رفض لومي او ادانة ضوئيةمتوهجة عبر لوحة تجريدية ذات وجه فلسفي عميق يحرص على تكريس قيمه مواجهة ومقاومة هذا التوحش الحضاري المتكرر فقط على القوة والافتراس.
هكذا تبدو امريكا بوصفهاحضارة مادية مبنية على قوة مفرغة من المبادئ الانسانية، وذلك هو سر الدماء الحمراء!!.
وجاء دور احدى الصحفيات وقالت في اللوحة (بمجرد رؤية اللوحة "امريكا والعالم" تترك الالوان عند قارئها انطباعاً بأن الرسام استطاع خلق تكوين لوني جمالي)، وهذا ما يبدو من خلطه للألوان التي تدل على ان اليد التي رسمتها او انتجتهاخبيرة في التكوينات الجمالية، حيث يسيطر حضور الالوان الشفيفة على اية وحدة تشكيلية في هذا العمل الجمالي).
وجاء الدور لفنانة تشكيلية اصلاً ولكنها وقعت في الفخ وقالت "تجربة" الفنان (....) مستويات عديدة تظهر البعد الفني والنفسي، وهي تطرح جدلاً خاصاً وتحاول ادراك الحلم بنكهة خاصة به بعيداً عما هو مألوف وزخرفي، ويبدو وكأنه يبحث عما هو اعمق من حدود المعرفة المتاحة لنا.. كذلك نلاحظ ان الفنان الغى المنظور والابعاد وربما العمق وتوزيعه للكتل، وكأنه يحاول العودة الى الفطرة اوالطبيعة لاظهار البعد الفلسفي الذي اراده.
وكتب الآخر وهو ناقد فني يقول "يكتشف الناقد للوهلة الاولى جرأة هذا الفنان واقتحامه لعالم الالوان دون خوف او خجل، حيث يسعى في لوحاته الى التخفف او التحرر من اسر الشكل الشائع والملموس من اجل ايجاد صيغة تشكيلية حرة تبعد عما يجول في وجدانه وخاطره. من هنا كان اعتماد هذا الفنان الرئيس على الالوان بكل مدلولاتها واشاراتها، والحق ان القاموس اللوني عند الفنان (....)يتميز بطزاجة نادرة.
فالازرق الحالم يدخل في حوار هين وسلس مع الاخضرالمستكين، ليقتحم المسن فجأة الاحمر الدموي بصخبه اللانهائي، اما الاصفر السقيم في منح اللوحة توازنها وعافيتها.. لا جدال بأن الفنان آثر ان يهجر المكرر والرتيب في الحركة التشكيلية العربية من اجل اقامة حوار لوني عفوي يستند الى احكام البناء وتجانس الدرجات اللونية.
وتأتي الورطة الاكبر لاحد الاطباء النفسيين وهو معروف طبيب امراض نفسية وعصبية وقال رأيه في اللوحة مشخصاً الحالة النفسية للفنان (......) " ان قلة المساحات البيضاء باللوحة تشير الى امرين، اولهما ان هذا الفنان يزدحم عقله بثقافات مختلفة وكثرة اطلاع، والثاني انه متشائم بدرجة كبيرة، لانه قلص مساحة الاصل التي يشير اليها اللون الابيض، كما تشير طريقة رسمه للوحة الى انه رسمها على مرحلتين، الاولى كان يمر فيها بمرحلة قلاقل نفسية نتيجة مشاحنات اومشكلات عائلية، وهذا بدأ من التوتر اللوني الذي يعبر عنه بوضوح في الجانب الايسر من اللوحة، اما الجانب الايمن من اللوحة فقد رسمه وهو في حالة نفسية مستقرة، تعبر بوضوح عن حالة انسجام عاطفي وعائلي، حيث تميزت الالوان بالدفء والتناغم، لكن المثير في هذا الفنان (....) انه يعاني من اعراض فصام عقلي في بداياته أصيب به من كثرة قراءته واطلاعه على تجارب الآخرين".
هكذا أصبحت لوحة (القرد) حديث الساعة في الاوساط الصحفية في الامارات حتى قيل ان احد الذين وقعوا في الفخ
ادخل احد المصحات النفسية لهول صدمة ما حدث..
ومنهم من انكر ما كتبه والبعض الاخر هدد المحرر بالقتل ومنهم من سماه ،،بمسيلمة الصحافة الكذاب،،