ماذا عني لو كنت مكانك ؟!
قد أخفق كثيراً في الكشف عن سر معاناة ذلك الشاب العشريني الذي أراه في كل شارع وفي كل حين
لباسه متسخ ووجهه شاحب ونظراته كأنما تقول للناس :
من أنتم ومن أين جئتم ؟!
ولكني وإن أخفقت في الكشف عن سر معاناة الشاب العشريني البائس
إلا أن ملامحه المألوفة ذكرتني بأيام مضت كان لي فيها صديق
لا أدري أين صار وكيف صار ؟!
من المؤلم حقاً أن يكن ذاك الصديق الذي تأثرت به كثيراً في مرحلة سابقة من العمر
هو نفس هذا الشخص الذي يرتدي ثوباً متسخ و أطرافه ممزقة ويفترش الرصيف متمدداً
لينام في حضن صقيع البرد وتحت إشراف لهيب الشمس على مرأى الناس خلال ساعات الظهيرة
من المؤلم أن يكن هذا الشخص الذي يسخر منه بعضنا ويتضجر منه بعضنا ويشفق عليه بعضنا
هو نفسه ذاك الصديق الذي كان يحلم كما كنا نحلم ويتعلم كما كنا نتعلم ليصل به العلم إلى ما كان به يحلم
من المؤلم أن يكن هذا الشخص الذي تخلى عنه أهله وتخلى عنه أصدقاؤه وتخلى عنه الناس واحتضنه الشارع كما احتضن الجماد
هو نفسه ذاك الصديق الذي لم يكن ليتخلى في يومٍ من الأيام عن كرامته ويأبى إلا أن يبقى كريماً حتى موته
من المؤلم أن لا يعرفني وهو صديقي
وأن لا أعرفه من بعد إلا لأبكي على حاله
وأتساءل
ماذا عني لو كنت مكانك ؟!
,
,
,
بقلمي
الشيناني
التوقيع |
ليـتـهم يــدرون ..
إن المــجــد كــايــد
سهل نطقه..
لكن..
الصعب اعتلاءه
,
,
,
|
|