متى تصبح العلاقة بين كنانة و هذيل كما هي بين غامد و زهران ؟
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سؤال تبادر لذهني مرارا و مرارا علني أجد السبب الكامن خلف هذه القطيعة بين كنانة و هذيل ؟! ما أصلها تاريخيا و منذ متى نشأت ؟
ما السر في هذا الجفاء الذي مرت الأجيال عبر القرون دون أن تجد له حلا أو علاجا ؟!! ألعيب من القبيلتين هو ؟ و هل يصح لنا أن نسميه عيبا ؟
أسئلة تتبادر لذهني كلما تحدثت مع هذلي و كناني فأنا كلما وجدت أبناء هاتين القبيلتين في مجلس واحد ، أتفاجأ بجهلهم بقرب النسب و الرحم بينهم و أجدني أكرر دائما أن هذيل عم كنانة و أن كنانة ابن أخ هذيل . هذه العلاقة الخفية التي استعصت على عامة أبناء القبيلتين و لا تجدها حاضرة إلا في أذهان العارفين بأنساب القبائل و من لهم اطلاع في هذا الشأن من أبناء القبيلتين
مالذي يمنع قبيلتينا عن الوصول إلى ما وصلت إليه غامد و زهران ؟
أليس زهران عم غامد و كلا الرجلين عاشا قبل مئات السنين؟
فكذلك هذيل عم كنانة المباشر و سلسلة النسب تقول أن هذيل هو هذيل بن مدركة بينما كنانة هو كنانة بن خزيمة بن مدركة
ألا تتجاور ديار كنانة و هذيل في بوادي و شعاب شرق و جنوب و شمال مكة المكرمة ؟
ثم ألم تتواصل هذيل رغم تعدد ديارها في مكة و القصيم و الرياض و تربة و بلاد الشام و مصر و بلاد المغرب العربي و كذلك تواصل بنو كنانة رغم تباعد ديارهم بين مكة و المدينة وعسير و جازان و بلاد الشام و مصر و السودان و ليبيا
فما الذي يمنع القبيلتين عن مد جذور التواصل في خدمة أبنائهما و توثيق عرى رابطة النسب و الرحم بين القبيلتين كما فعلت قبيلتا زهران و غامد ؟
أن نتواصل و نعيد أحياء الرابطة القوية بين قبيلتينا لا يعني ضعفا فينا أو حاجة فكل الدنيا تعلم من هي كنانة و من هي هذيل
كما أن الوصل و الترابط بين زهران و غامد لا يعني قلة أو ضعفا في قبيلتي زهران و غامد
كنانة و هذيل سطرتا أروع الملاحم و أشرفها في خدمة الإسلام و المسلمين و كلنا يعرف تضحيات كنانة في خراسان و جهاد هذيل في الأندلس . كلنا يعرف رموز الشريعة و الحديث و الفقه من القبيلتين . كلنا يعرف شعر هذيل و فصاحتها و دورها في حفظ اللغة العربية و كلنا يعرف وجاهة كنانة و شرفها و منها الخلفاء و الأمراء . ألم تخرج كنانة و هذيل معا في فتوحات المسلمين شرقا و غربا حتى استمنعت كنانة في قادس جنوب الأندلس و سطرت هذيل أروع الملاحم في بلاط الشهداء ؟
ألا يمكننا أن نعيد ربط اسم كنانة باسم هذيل كما نجحت زهران و غامد في الربط بين قبيلتيهما الضخمتين حتى أصبح من النادر أن نسمع اسم زهران دون اسم غامد و العكس ؟
ألا يمكننا أن نجمع احتفالاتنا و أفراحنا كهذليين و كنانيين تماما كما تفعل غامد و زهران في احتفالاتهم الموحدة
ألا نستطيع الظهور و الوقوف وقفة واحدة في محافل القبائل الأخرى القريب منها و البعيد كما يفعل أبناء زهران و غامد حين يلتحمون في صف واحد عند ورودهم و حضورهم محافل القبائل
هذه دعوة مني إلى بني سعد هذيل بكافة فروعهم و إلى بني عبد مناة كنانة بكافة فروعهم و إلى بني لحيان هذيل بكافة فروعهم و إلى بني ملكان كنانة بكافة فروعهم و إلى بني قريش كنانة بكافة فروعهم و إلى سائر فروع و بطون هذيل و كنانة الصغير منها و الكبير أن نعيد بناء الرابطة التي تجمعنا كقبائل تتقارب أنسابها و تشترك في نسب واحد و أصل واحد
و أوجه دعوة خاصة إلى شيوخ بني هذيل و بني كنانة في مكة المكرمة و ما حولها فأنتم واجهة القبيلتين و دياركم تعتبر قلب ديار القبيلتين و مركزهما المشترك و ليس بينكم في مكة المكرمة المسافة البعيدة فالقبيلتان متجاورتان في كثير من ديارهما في مكة و خصوصا في باديتها الجنوبية و الشرقية فكونوا معاول بناء و دعاة خير كما تعودنا منكم يا مشايخنا
و أذكركم بالمسير الواحد الذي جمع أسياد قبيلتينا في الجاهلية حين خرج سيد كنانة / يعمر بن نفاثة بن عدي الكناني و سيد هذيل / خويلد بن واثلة بن مطحل الهذلي مع سيد مكة عبدالمطلب بن هاشم القرشي الكناني للتفاوض مع أبرهة الحبشي حين داهمهم خطره
و أوجه دعوة أخرى إلى شعراء القبيلتين و مثقفيها و أعلامها بأن تحرصوا على ذكر الرابطة و القرابة و اللحمة الواحدة بين كنانة و هذيل في جميع المحافل و المناسبات كما يفعل شعراء و مثقفوا و أعلام غامد و زهران في جميع محافلهم و منابرهم
و تذكروا رجز بدر بن معشر الغفاري الكناني فخرا بمدركة بن خندف والد هذيل و جد كنانة :
نحن بنو مدركة بن خندف ... من يطعنوا في عينه لا يطرف
و من يكونوا قومه يغطرف ... كأنه لجة بحر مسدف
هذه بضع كلمات أتمنى أن تكون بذرة تواصل و لحمة بين قبيلتي كنانة و قبيلتي الأخرى هذيل
بقلم / عبدالرحمن بن مبارك الحامدي الكناني
|