العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-05-2009, 12:36 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشاري العقيلي الهذلي غير متواجد حالياً


05 من سبهم فهو مبتدع!! رافضي!! خبيث !!مجلف!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، وأشهد أن لا إله إلا الله إياه نعبد وإياه نستعين ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرشدنا إلى الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم ، وحذرنا من سلوك طريق المغضوب عليهم والضالين ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين آمين ، أما بعد :
فهذا كلام عن موضوع قد زلّ فيه قوم كثير ، وهو الخوض عما شجر بين الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ، حيث أوصل ذلك الأمر أولئك القوم إلى أن طعنوا في الصحابة رضي الله عنهم ، والطعن في الصحابة رضي الله عنهم يتضمن الطعن في أمور عدة منها الطعن فيهم أولا ، وثانيا :الطعن في الشريعة حيث أنهم هم حملتها فالتشكيك فيهم تشكيك فيما أوصلوه لنا من الشريعة ، وثالثا :الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم فالشريف لا يصحب إلا شرفاء ، رابعا : الطعن في جناب الله عز وجل بأنه اختار للنبي صلى الله عليه وسلم ولحملة دينه قوما مطعون فيهم .
يقول صلى الله عليه وسلم : [ من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ] ، قال في السلسلة الصحيحة للألباني رحمه الله : ( صحيح بشواهده ) وروي عن أنس مرفوعا به وزاد : لايقبل الله منه صرفا ولا عدلا قال : والعدل الفرائض والصرف التطوع . وله شاهد مرسل وغيره .
وهنا أسوق كلام أهل السنة والجماعة في هذا الأمر وبالله التوفيق :
قال صاحب " الإنتصار للصحابة الأخيار في رد أباطيل حسن المالكي " : قال البغوي في شرح السنة (1/229): (( قال مالك: مَن يبغض أحداً من أصحاب رسول الله ( وكان في قلبه عليه غِلٌّ فليس له حقٌّ في فَيءِ المسلمين، ثم قرأ قولَه سبحانه وتعالى:{مَا أَفَاءَ الله عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرَى} إلى قوله: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ} الآية، وذُكر بين يديه رجلٌ ينتقص أصحابَ رسول الله ( فقرأ مالكٌ هذه الآية {مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ} إلى قوله: {لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ}، ثم قال: مَن أصبح من الناس في قلبه غِلٌّ على أحدٍ من أصحاب النَّبِيِّ ( فقد أصابته هذه الآية )).
الإمام أحمد بن حنبل (241هـ) رحمه الله:
قال في كتابه السنة: (( ومن السنَّة ذكرُ محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلِّهم أجمعين، والكفّ عن الذي جرى بينهم، فمَن سبَّ أصحابَ رسول الله ( أو وأحداً منهم فهو مبتدعٌ رافضيٌّ، حبُّهم سنَّةٌ والدعاءُ لهم قربةٌ والاقتداءُ بهم وسيلةٌ والأخذُ بآثارهم فضيلةٌ )).
وقال: (( لا يجوز لأحدٍ أن يذكر شيئاً من مساوئهم ولا يطعن على أحدٍ منهم فمَن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبُه وعقوبتُه ليس له أن يعفوَ عنه بل يعاقبُه ثمَّ يستتيبُه فإن تاب قبِلَ منه وإن لَم يتب أعاد عليه العقوبة وخلَّده في الحبس حتى يتوب ويراجع )).
الإمام أبوزرعة الرازي (264هـ) رحمه الله:
روى الخطيبُ البغدادي في كتابه الكفاية (ص:49) بإسناده إليه قال: (( إذا رأيت الرجلَ ينتقصُ أحداً من أصحاب رسول الله ( فاعلم أنَّه زنديقٌ؛ وذلك أنَّ رسول الله ( عندنا حقٌّ والقرآن حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسننَ أصحابُ رسول الله ( وإنَّما يريدون أن يجرحوا شهودَنا ليُبطلوا الكتاب والسنة، والجرحُ بهم أولى وهم زنادقةٌ )).
الإمام أبوجعفر الطحاوي (322هـ) رحمه الله:
قال في عقيدة أهل السنة والجماعة: (( ونحبُّ أصحابَ رسول الله ( ولا نفرط في حبِّ أحدٍ منهم، ولا نتبرَّأ من أحدٍ منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلاَّ بخيرٍ، وحبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبغضُهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ )).
الإمام ابن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي (327هـ) رحمه الله:
قال في كتابه الجرح والتعديل (1/87): (( فأمَّا أصحابُ رسول الله ( فهم الذين شهدوا الوحيَ والتنزيلَ، وعرفوا التفسيرَ والتأويلَ، وهم الذين اختارهم الله عزَّ وجلَّ لصحبة نبيِّه ( ونصرتِه وإقامةِ دينه وإظهارِ حقِّه، فرضيهم له صحابةً، وجعلهم لنا أعلاماً وقدوةً، فحفظوا عنه ( ما بلَّغهم عن الله عزَّ وجلَّ، وما سنَّ وشرع وحكم وقضى وندب وأمر ونهى وحظر وأدّب، ووعَوْه وأتقنوه، ففقهوا في الدين، وعلموا أمرَ الله ونهيه ومراده بمعاينة رسول الله ( ومشاهدتهم منه تفسيرَ الكتاب وتأويله، وتلقّفهم منه واستنباطهم عنه، فشرَّفهم الله عزَّ وجلَّ بما مَنَّ عليهم وأكرمهم به من وضعه إيَّاهم موضع القدوة ))، إلى أن قال: (( فكانوا عدولَ الأمَّة وأئمَّةَ الهدى وحججَ الدِّين ونقلةَ الكتاب والسنة.
وندب الله عزَّ وجلَّ إلى التمسُّك بهديهم والجري على منهاجهم والسلوك لسبيلهم والاقتداء بهم، فقال: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى} الآية.
ووجدنا النَّبِيَّ ( قد حضَّ على التبليغ عنه في أخبار كثيرة، ووجدناه يخاطبُ أصحابَه فيها، منها أن دعا لهم فقال: (نضَّر الله امرءاً سمع مقالتي فحفظها ووعاها حتّى يبلِّغها غيرَه)، وقال ( في خطبته: (فليبلِّغ الشّاهدُ منكم الغائبَ)، وقال: (بلِّغوا عنِّي ولو آيةً، وحدِّثوا عن بني إسرائيل ولا حرج).
ثمَّ تفرَّقت الصحابةُ رضي الله عنهم في النَّواحي والأمصار والثغور، وفي فتوح البلدان والمغازي والإمارة والقضاء والأحكام، فبثَّ كلُّ واحدٍ منهم في ناحيته وبالبلد الذي هو به ما وعاه وحفظه عن رسول الله (، وحكموا بحكم الله عزَّ وجلَّ وأمضوا الأمور على ما سنَّ رسول الله (، وأفتوا فيما سُئلوا عنه مِمَّا حضرهم من جواب رسول الله ( عن نظائرها من المسائل، وجرّدوا أنفسهم مع تقدمة حسن النيّة والقربة إلى الله تقدّس اسمُه، لتعليم الناس الفرائض والأحكام والسنن والحلال والحرام، حتّى قبضهم الله عزَّ وجلَّ رضوانُ الله ومغفرته ورحمته عليهم أجمعين )).
الإمام ابن ابن أبي زيد القيرواني (386هـ) رحمه الله:
قال في مقدَّمة رسالته:(( وأنَّ خيرَ القرون القرنُ الذين رأوا رسولَ الله ( وآمنوا به، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، وأفضل الصحابة الخلفاءُ الراشدون المهديّون: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان،ثم علي رضي الله عنهم أجمعين، وأن لا يُذكر أحدٌ من صحابة الرسول ( إلاَّ بأحسن ذكرٍ، والإمساك عمَّا شجر بينهم، وأنَّهم أحقُّ الناس أن يُلتمس لهم أحسن المخارج، ويُظنَّ بهم أحسنَ المذاهب )).
الإمام أبوعثمان الصابوني (449هـ) رحمه الله:
قال في كتابه عقيدة السلف وأصحاب الحديث: (( ويَرون الكفَّ عمَّا شجر بين أصحاب رسول الله ( وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمَّن عيباً لهم أو نقصاً فيهم ويرون التَّرحُّم على جميعهم والموالاة لكافَّتهم )).
الإمام أبو المظفَّر السمعاني (489هـ) رحمه الله:
نقل الحافظ في الفتح (4/365) عنه أنَّه قال: (( التعرُّضُ إلى جانب الصحابة علامةٌ على خذلان فاعله، بل هو بدعةٌ وضلالةٌ )).
شيخ الإسلام ابن تيمية (728هـ) رحمه الله:
قال في كتابه العقيدة الواسطية: (( ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله ( كما وصفهم الله في قوله: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ}، وطاعة للنبيِّ ( في قوله: (لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنَّ أحدَكم أنفق مثلَ أُحُدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه) إلى أن قال: ويتبرَّءون من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة ويسبّونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهلَ البيت بقول أوعملٍ، ويُمسكون عمَّا جرى بين الصحابة، ويقولون إنَّ هذه الآثار المرويّة في مساوئهم منها ما هو كذبٌ ومنها ما قد زِيد فيه ونُقص وغُيِّر عن وجهه، والصحيحُ منه هم فيه معذورون إمَّا مجتهدون مصيبون وإمَّا مجتهدون مخطئون )).
وقد مرَّ ذِكرُ بقيَّة كلامه في عدالة الصحابة قريباً.
الحافظ ابن كثير (774هـ) رحمه الله:
قال في تفسير قول الله عزَّ وجلَّ: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ الله عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} الآية قال: (( فقد أخبر الله العظيم أنَّه قد رضي عن السابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار والذين اتَّبعوهم بإحسان، فيا ويلَ مَن أبغضَهم أو سبَّهم أو أبغضَ أو سبَّ بعضَهم ولا سِيَما سيِّدُ الصحابة بعد الرَّسول ( وخيرُهم وأفضلُهم أعني الصِّديقَ الأكبرَ والخليفةَ الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه، فإنَّ الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضلَ الصحابة، ويبغضونهم ويسبُّونهم عياذاً بالله من ذلك، وهذا يدلُّ على أنَّ عقولَهم معكوسةٌ وقلوبَهم منكوسةٌ، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن إذ يسبون مَن رضي الله عنهم، وأمَّا أهلُ السنة فإنَّهم يترَضَّوْن عمَّن رضي الله عنه ويسبون من سبَّه الله ورسولُه ويوالون من يوالي الله ويعادون من يعادي الله، وهم متَّبعون لا مبتدعون ويقتدون ولا يبتدون، ولهذا هم حزبُ الله المفلحون وعبادُه المؤمنون )).
الشيخ ابن أبي العزّ الحنفي (792هـ) رحمه الله:
قال في شرح الطحاوية (ص:469): (( فمن أضلُّ مِمَّن يكون في قلبه غلٌّ على خيار المؤمنين وسادات أولياء الله تعالى بعد النبيِّين، بل قد فضَلهم اليهودُ والنصارى بخصلة، قيل لليهود مَن خيرُ أهل ملَّتكم؟ قالوا: أصحابُ موسى، وقيل للنصارى: من خير أهل ملَّتكم؟ فقالوا: أصحابُ عيسى، وقيل للرافضة:من شرُّ أهل ملَّتكم؟ فقالوا: أصحابُ محمد، ولم يستثنوا منهم إلاَّ القليل، وفيمن سبّوهم من هو خير مِمَّن استثنوهم بأضعافٍ مضاعفةٍ )).
وهذا المعنى جاء في شعر أحد علمائهم بين القرن الثاني عشر والثالث عشر الهجري، وهو كاظم الأزري، فقال:
أهم خير أمة أخرجت للنا س هيهات ذاك بل أشقاها!!!
الحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ) رحمه الله:
قال في كتابه فتح الباري (13/34): (( واتّفق أهلُ السنة على وجوب منع الطعن على أحد من الصحابة بسبب ما وقع لهم من حروبٍ ولو عُرف المحقُّ منهم؛ لأنَّهم لَم يقاتلوا في تلك الحروب إلاَّ عن اجتهادٍ وقد عفا الله تعالى عن المخطئ في الاجتهاد بل ثبت أنَّه يؤجر أجراً واحداً وأنَّ المصيبَ يؤجر أجرين )).
الشيخ يحيى بن أبي بكر العامري (893هـ) رحمه الله:
قال في كتابه الرياض المستطابة في من له روايةٌ في الصحيحين من الصحابة (ص:311): (( وينبغي لكلِّ صيِّنٍ متديِّنٍ مسامحة الصحابة فيما صدر بينهم من التشاجر والاعتذار عن مخطئهم وطلب المخارج الحسنة لهم وتسلِيم صحة إجماع ما أجمعوا عليه على ما علموه، فهم أعلم بالحال، والحاضرُ يرى ما لا يرى الغائبُ، وطريقةُ العارفين الاعتذارُ عن المعائب، وطريقةُ المنافقين تتبُّعُ المثالب، وإذا كان اللاَّزمُ من طريقة الدين سترُ عورات المسلمين فكيف الظنُّ بصحابة خاتم النبيّين مع اعتبار قوله (: (لا تسبُّوا أحداً من أصحابي)، وقوله: (من حُسْن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه) هذه طريقةُ صلحاء السلف وما سواها مهاوٍ وتلف )). اهـ .
- وقال إبراهيم بن آزر الفقيه: "حضرت أحمد بن حنبل وسأله رجل عما جرى بين علي ومعاوية؟ فأعرض عنه، فقيل له: يا أبا عبد الله هو رجل من بني هاشم فأقبل له: يا أبا عبد الله هو رجل من بني هاشم فأقبل عليه فقال اقرأ: ((تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ))([2]).
وقال أيضاً: "هذه دماء طهر الله منها أيدينا فلنكف عنها ألسنتنا"([3]).
- جاء رجل إلى الإمام أبي زرعة الرازي -رحمه الله- فقال له: "إني أبغض معاوية، فقال له الإمام: ولما؟ قال: لأنه قاتل علياً بغير حق، فقال له الإمام -رحمه الله- رب معاوية رب رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فما دخولك بينهما"([4]).
- وقال الإمام ابن قدامة -رحمه الله-: "ومن السنة قول أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر محاسنهم، والترحم عليهم، والاستغفار لهم، والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم، واعتقاد فضلهم، ومعرفة سابقتهم، قال الله تعالى: ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) الآية [الحشر:10].
وقال تعالى: ((مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)) [الفتح:29].
ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء([6]).
- وقال الحافظ الذهبي -رحمه الله-:"سبيلنا الكف والاستغفار للصحابة ولا نحب ما شجر بينهم ونعوذ بالله منه"([11]).
- وقال أيضاً: "معاذ الله أن نشهد على أتباع الزبير أو جند معاوية أو علي بأنهم في النار، بل نفوض أمرهم إلى الله ونستغفر لهم"([12]).
- وقال أيضاً :نحمد الله أن أوجدنا في زمان قد أنمحص فيه الحق، واتضح من الطرفين وعرفنا مآخذ كل واحد من الطائفتين، وتبصّرنا فغذرنا، واستغفرنا وأحببنا باقتصاد" وترحمنا على البغاة بتأويل سائغ في الجملة أو بخطأ إن شاء الله مغفور وقلنا كما علمنا ربنا: ((رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)) [الحشر:10].
وترضّينا عمن اعتزل الفريقين كسعد بن أبي وقاص وابن عمر ومحمد بن مسلمة وسعيد بن زيد وخلق، وتبرأنا إلى الله من الخوارج المارقين الذين حاربوا علياً وكفروا الفريقين، فالخوارج كلاب النار قد مرقُوا من الدين ومع هذا فلا نقطع لهم بخلود النار كما نقطع لعبدة الأصنام"([13]).
- وقال أيضاً: "ولا نذكر أحداً من الصحابة إلا بخير ونترضى عنهم، ونقول هم (أي معاوية وأصحابه) طائفة من المؤمنين بغت على الإمام علي وذلك بنص قول المصطفى صلوات الله عليه لعمار (تقتلك الفئة الباغية)، فنسأل الله أن يرضى عن الجميع وأن لا يجعلنا ممن في قلبه غل للمؤمنين ولا نرتاب أن علياً أفضل من حاربه وأنه أولى بالحق رضي الله عنه"([14]).
- وقال أيضاً: "ما نقرّر الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنه أجمعين وما زال يمر بنا في الدواوين والكتب والأجراء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف وبعضه كذب وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه، وإخفاؤه، بل إعدامه لتصفو القلوب وتتوفر على حب الصحابة والترضي عنهم وكتمان ذلك متعين على العامة وآحاد العلماء، وقد يُرخّصُ في مطالعة ذلك خلوةُ للعالم المنصف العري عن الهوى بشرط أن يستغفر لهم كما علمنا الله تعالى.." إلى أن يقول: "فالقوم لهم سوابق وأعمال مكفّرة لما وقع منهم وجهاد محَّاء، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة، ونقطع بأن بعضهم أفضل من بعض.. فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك فلا تعرّج عليه ولا كرامة فأكثره باطل وكذب وافتراء ودأب الروافض رواية الأباطيل أو ردّ ما في الصحاح والمسانيد ومتى إفاقة من ربه سكران"([15]).
- وقال الإمام أبو بكر الإسماعيلي في معتقد أهل السنة: "ويرون تعلُّمَ العلم وطلبه من مظانَّه، والجدّ في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها، والتفقه فيها، وطلب آثار الصحابة، والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم، ويكلونهم في جرى بينهم على التأويل إلى الله عز وجل"([16]).
- وقال العلامة سعد الدين التفتازاني: "ويجب تعظيم الصحابة والكف عن مطاعنهم، وحمل ما يوجب بظاهرة الطعن فيهم على محامل وتأويلات سيما المهاجرين والأنصار، وأهل بيعة الرضوان، ومن شهد بدراً وأحداً والحديبية، فقد انعقد على علو شأنهم الإجماع، وشهدت بذلك الآيات والأخبار الصحاح، وتفاصيلها في كتب الحديث والسير والمناقب وكف اللسان عن الطعن فيهم([17]).
- وقال عبد الله بن سوار العنبري قاضي البصرة المتوفي سنة 228هـ: "السنة عندنا تقديم أبي بكر وعمر وعثمان والحب للصحابة جميعاً، والكف عن مساوئهم، وعظيم الرجاء لهم"([18]).
- وقال الشافعي -رحمه الله- للربيع: "أقبل مني ثلاثة أشياء لا تخض في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن خصمك النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ولا تشتغل بعلم الكلام فإني أطلعت من أهل الكلام على أمر عظيم، ولا تشتغل بالنجوم، فإنه يجر إلى التعطيل"([19]).
- وقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "لا تشتم السلف وادخل الجنة بسلام"([20]).
- وقال العلامة السفاريني -رحمه الله-:
واحذر من الخوض الذي قد يزري بفضلهم مما جرَى لو تدري فإنّه عن اجتهاد قد صدر فاسلم أذّل الله من لهم هجر
قال: "ولهذا اتفق أهل الحق ممن يعتد به في الاجتماع على قبول شهادتهم ورواياتهم وثبوت عدالتهم، ولهذا قال علماؤنا كغيرهم من أهل السنة ومنهم ابن حمدان في "نهاية المبتدئين": يجب حب كل الصحابة والكف عما جرى بينهم كتابة وقراءة وإقراءً وسماعاً وتسميعاً، ويجب ذكر محاسنهم والترضي عنهم والمحبة لهم وترك التحامل عليهم واعتقاد العذر لهم وأنهم إنما فعلوا ما فعلوا باجتهاد سائغ لا يوجب كفراً ولا فسقاً بل ربما يثابون عليه؛ لأنه اجتهاد سائغ، ثم قال يعني ابن حمدان: "والمصيب عليّ ومن قاتله فخطؤه معفو عنه".
- وقال السفاريني: "والذي أجمع عليه أهل السنة والجماعة أنه يجب على كل أحد تركية جميع الصحابة بإثبات العدالة لهم والكف عن الطعن فيهم والثناء عليهم.
- وقال في شرحه للنظم السابق: "وإنما نهى عن الخوص؛ لأن الإمام أحمد كان ينكر على من خاص، ويسلم أحاديث الفضائل، وقد تبرأ رضي الله عنه ممن ضللهم أو كفّرهم وقال السكوت عما جرى بينهم"([21]).
وقال الشيخ عدي من مسافر في بيان معتقد أهل السنة " والكف عن ما شجري بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونشر محاسنهم والكف عما جري بينهم وأن الله قد غفر لهم وعلّم نبيه أنهم سيقتتلون"([22]).
- وفي ترجمة ابن الداعي من "السير" قال الحافظ الذهبي -رحمه الله-: "قال أبو علي التنوخي حدثنا أبو الحسن بن الأزرق قال: "كنت بحضرة الإمام عبد الله بن الداعي فسأله أبو الحسن المعتزلي عما يقول في طلحة والزبير فقال: " أعتقد أنهما من أهل الجنة، قال: ما الحجة، قال: قد رويت توبتهما والذي هو عمدتي أن الله بشرهما بالجنة، قال: فما تنكر على من زعم أنه عليه السلام قال: (إنهما من أهل الجنة، ومقالته: فلو ماتا لكانا في الجنة، فلما أحدثنا زال ذلك قال: هذا لا يلزمن وذلك أن نقل المسلمين أن بشارة النبي صلى الله عليه وسلم سبقت لهما فوجب أن تكون موافاتهما القيامة على عمل يُوجب لهما الجنة وإلا لم يكن ذلك بشارة، فدعا له المعتزلي واستحسن ذلك، ثم قال: ومحال أن يعتقد هذا فيهما، ولا يعتقد مثله في أبي بكر وعمر إذ البشارة للعشرة"([24]).
وقال الإمام أبي بكر بن قاسم الرحبي في اعتقاد أهل السنة : الأصل الخامس :
يجب الإمساك عما شجر بين الصحابة بعد فتل عثمان من خلاف وقتال لأنه زيد فيه ونقص منه وغير عن وجهه وكثير مما يروى كذب وزور عليهم ، وأكثر أهل السنة على أن المجتهد المصيب على رضي الله عنه والمخطئ من خالفه ، وكلاهما مجتهد مأجور ، والمخطئ مرفوع عنه الإثم معذور في خطئه ؛ لقول النبي صلي الله عليه وسلم :" تقتل عماراً الفئة الباغية " وقوله عن الخوارج : " تقتلهم أولى الطائفتين بالحق " وقد قاتلهم على رضي الله عنه .
وسب الصحابة من عظائم الذنوب ، سواء علي ومن معه ، أو طلحة أو الزبير أو معاوية ومن معهم رضي الله عنهم بل هم جميعاً ممن قال الله فيهم : ( وَنَزَعنَا مَا فِي صُدُورِهِم مّنِ غِلّ إِخواَناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ )(1) . اهـ .
وقال اللالكائي : وأن العشرة الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه و سلم وشهد لهم بالجنة على ما شهد به رسول الله صلى الله عليه و سلم وقوله الحق والترحم على جميع أصحاب محمد والكف عما شجر بينهم . اهـ .
وقال ابن بطة في الإبانة على أصول السنة [ ص ( 268 ) ] : ( ومن بعد ذلك نكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد شهدوا المشاهد معه ، وسبقوا الناس بالفضل ، فقد غفر الله لهم وأمر بالاستغفار لهم والتقرب إليه بمحبتهم ، وفرض ذلك على لسان نبيه وهو يعلم ما سيكون منهم وأنهم سيقتتلون ، وإنما فُضِّلوا على سائر الخلق لأن الخطأ والعمد قد وُضع عنهم وكل ما شجر بينهم مغفور لهم ) . اهـ .
وذكر في اعتقاد الأئمة الأربعة : جاء في كتاب السنة للإمام أحمد ما يأتي ( ومن السُّنَّة ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , كلهم أجمعين , والكف عن ذكر مساوئهم والخلاف الذي شجر بينهم , فمن سبّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو أحداً منهم فهو مبتدع , رافضي خبيث , مجلف , لا يقبل الله من صرفاً , ولا عدلاً , بل حبهم سُنَّة والدعاء لهم قربة , والاقتداء بهم وسيلة والأخذ بآثارهم فضيلة ) . ثم قال ( ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الأربعة خير الناس , ولا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم ولا يطعن على أحد منهم بعيب ولا بنقص , فمن فعل ذلك فقد وجب على السلطان تأديبه وعقوبته , ليس له أن يعفو عنه )اهـ .
قال المناوي في شرح الجامع الصغير : ( إذا ذكر أصحابي ) بما شجر بينهم من الحروب والمنازعات ( فأمسكوا ) وجوبا عن الطعن فيهم فإنهم خير الأمّة وخير القرون ( وإذا ذكرت النجوم ) أي أحكامها ودلالاتها ( فأمسكوا ) عن الخوض فيها ( وإذا ذكر القدر ) بالتحريك ( فأمسكوا ) عن محاورة أهله ومقاولتهم لما في الخوض في الثلاثة من المفاسد التي لا تحصى . اهـ .
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أصول الإيمان : وأتولَّى أَصحابَ رسول اللِّه ، وأَذكر محاسنَهم وأَستغفر لهم وأَكف عن مساوئهم ، وأَسكت عمَّا شجر بينهم ، وأَعتقد فضلَهم ، عملا بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } .
وأترضّى عن أمَّهات المؤمنين المطهرات من كل سوء .
وذكر في كتاب أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة : فالواجب على المسلمين اعتقاد عدالتهم والترضي عنهم والكف عما شجر بينهم وعدم الخوض فيما جرى بينهم من خلاف وترك سرائرهم إلى الله تعالى . قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : (أولئك قوم طهر الله أيدينا من دمائهم ، فلنطهر ألسنتنا من أعراضهم) .
وخلاصة القول أن أهل السنة يوالون الصحابة كلهم وينزلونهم منازلهم التي يستحقونها بالعدل والإنصاف ، لا بالهوى والتعصب . فإن ذلك كله من البغي الذي هو مجاوزة الحد .اهـ .
قال الشيخ عبد المحسن العباد في شرح سنن أبي داود : علماء السلف الذين ألفوا في العقيدة حتى الكتب المختصرة، يذكرون فيها: ويجب الكف عما شجر بينهم، أي: من عقيدة أهل السنة والجماعة الكف عما شجر بينهم، وأنهم لا يذكرون إلا بالجميل. اهـ .
هذا والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .






التوقيع

[blink][grade="FF4500 4B0082 0000FF 000000 F4A460"](( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ))[/grade][/blink]

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حبيب وصياف فتل ونقض ابو ذياب مجلس المحاورات ( القلطة) 2 11-26-2008 04:57 PM
بين حبيب و...................... تكفون علموني هبت الريح مجلس المحاورات ( القلطة) 1 08-19-2008 04:46 AM
*+* محمد المسعودي مع حبيب العازمي *+* مطرفي الدلم مجلس المحاورات ( القلطة) 10 07-07-2008 09:18 PM
أم تحاول قتل ابنها لتبيع أعضائه نمر لحيان المجلس العام 5 10-28-2007 12:44 AM
بنو حبيب .......................... كاظم المسعودي مجلس التاريخ والقبائل العربية 10 04-13-2007 05:32 PM


الساعة الآن 02:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل