العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-13-2012, 11:56 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي أبو طبيع ...

أبو طبيع ...
نعمد ـ كثيراً ـ كآباء إلى مشاركة الأبناء بعضا من هواياتهم وبرامجهم وألعابهم من باب التقارب وتنويع القواسم والاهتمامات المشتركة .. ومن ذلك مشاهدتي لفلم كرتوني مع ابني خالد ، تدور فكرته على مجتمع برجوازي إيطالي مترف ذي بروتوكولات معقدة ، وفي محفل بهيج بقصر فاخر من قصور عصر النهضة ، تنتصب أعمدته الرخامية البيضاء باسقة تلامس عنان السماء ، وتتدلى من سقفه الشاهق ـ ذي القبة العملاقة ـ النجفات الكرستالية الثمينة ، والثريات المذهبة ، وتتزاحم اللوحات موقعة من كبار الرسامين العالميين ،وتتناثر التماثيل المنحوتة بين الردهات وعلى أطراف الممرات ، وفي هذا الجو المترف ، دخل أحد ضيوف الحفل الأثرياء ، مصطحبا معه كلبه المدلل ، وقد ألبسه قبعة وبدلة سوداء تليق بالمناسبة ، وكان الكلب يتصرف وفق "الإتيكيت" المتعارف عليه ؛ فقد اجتهد صاحبه في تدريبيه وأنفق على ذلك الكثير ، وكان يصحبه للمناسبات الراقية متناسيا طبيعته الحيوانية التي ستؤزه ذات يوم ، وتدعوه إلى أحضانها بشوق.
نعود لضيفنا وكلبه فها هما يتجولان في أنحاء الحفل ، وصاحب الكلب يتجاذب أطراف الحديث مع صفوة المجتمع ويضاحك هذا، ويلقي التحية على الآخر ، ويشارك الراقصين رقصاتهم .. ، وعلى أنغام البيانو ، رأي الكلب قطاً تحتضنه بين يديها سيدة سمينة ، وقد أسرفت في دلاله ، والمسح على فرائه ، وكان للقط نظرات هادئة باهتة وكان قليل الحركة يميل إلى الخمول والكسل ، فقد ألف هذه الأجواء وتقمص دوره باقتدار ، إلى أن ألتقت عيناه بعيني الكلب ، فأتته بعض المخاوف القديمة ، وحاول تجاهلها ، أيضا الكلب من جهته قرر أن يغمض عينه ويتجاهل الرؤية ، ويجعلها أضغاث ، إلا أن جفنه كلما أغمضه وطواه ، عاود الارتفاع بسرعة مذهلة ، ومع كل نظرة إليها ، يصد عنها ، وبعد عدة محاولات ، ألقى بالقبعة ، ومزق البدلة ، وعاد للنباح والجري بهمجيته الأولى خلف القط ، ولسان حاله يقول أعطني حريتي .. ، ضاربا عرض الحائط بالمحفل ومن في المحفل من علية القوم ، ــ وذكرني بكلمة "طز" القذافية ــ
المهم أن الكلب عاد لطبيعته ، وأخلد إلى الأرض ، وعاد إلى مربضه الأول حيث الثرى والرطوبة : ).
كنت أشاهد ذلك وأنا غارق في الضحك فما أصدق العبرة المستخلصة من هذا الفلم الكرتوني ، والتي تذكرني بالمثل الشعبي "عمر ذيل الكلب ما ينعدل" ، والذي نطلقه للشخص الذي يعود لطباعه السيئة بعد إعلان ابتعاده عنها.
وما أصدق الشاعر حين قال :
كُلُّ امْرِئٍ صَائِرٌ يَوْمًا لِشِيمَتِهِ ،،، وَإِنْ تَخَلَّقَ أَخْلاقًا إِلَى حِينِ
تحياتي الطيبة ،،،






آخر تعديل حامد السالمي يوم 07-13-2012 في 12:02 PM.
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل