رد: القصيـده الحقيقيّــه & القصيده المفتعله
اخي العزيز : عماد الهذلي
سعيد بحوارك اخي الكريم ., وبقلمك الراقي برقي اخلاقك
اخي عماد
ان رأي احد ابناء المدرسه الرمانتيكيه
لايشكل حجه ..تدفعنا الى نقض تعريف الشاعر
على انه الإنسان الذي يشعر بمالا يشعر به غيره
ودعني انحّي اراء الأدباء ومدارس الشعر جانباً
واحدّثك حديث شاعر لشاعر
حينما نقول ان الشاعر يشعر بما لا يشعر به غيره ..فنحن لا نقصد انه
يتألم اكثر مما يتألم الأخرين ..., ويغضب اكثر مما يغضب الآخرين
او يفرح اكثر مما يفرح الآخرين
ولكن نتكلم عن نوع خاص من المشاعر يصل اليها الشاعر بعد رحله
من التأمّل..الممتزج بالشعور
فقد تجد الشاعر مثلاً يركّز على كلمه قيلت في مجلس او مقوله معروفه
او غيره
ثم يبحر بفكره المتأمل خلف هذه الفكره او الموقف ., او المشهد ., او حتى الموسيقى
ويضل يرصد كل الإسقاطات الفكريه الناتجه عن هذا التتبّع ..وهذا بلاشك
ينعكس على مشاعره ..هناك ابواب تفتح وتغلق امام الشاعر فتخلق او لا تخلق
افكارا جديده ., وتلك الافكار بدورها قد تخلق او لا تخلق مشاعراً جديده مختلفه في نوعها لا في قوّتها وضعفها
قد تقول ان هذا دور الفكر ..بالمقام الأوّل ..لان البداية عادة ما تكون مع رحلة التأمّل
اقول لك ..ان هذا الفكر .او هذا التأمل ..بكل اسقاطاته .لا يؤثّر الا في نفس شاعر
لأن الفكره من الاساس قد لا تكون مرتبطه بالواقع
نجد ان الفلسفه في غالب الاحيان تميل الى الحكمه والواقعيه وتعريف الفلسفه من الأساس , هو حب الحكمه
غير ان الشعر اكثر قرباً من العاطفه والشعور .مع عدم الغاء الفكر المتأمّل
ابتداءً ., والمصوّر المبتكر انتهاءً ..ولكن هذه الصوره الشعريه الخياليّه
من قام بمزجها بالشعور .بعد هذه الرحله الطويله مع الخيال ؟
انه الشاعر ..الذي يشعر بمالا يشعر به غيره
وهذا ما لا يحدث مع الانسان العادي .
ختاماً اقول ..ان وجهة نظرك اخي الكريم وجهة نظر قيّمه
تدل على فكر متأني ..ومتعمق في مدلول السطور
وفي قضايا الأدب تجد كثير من الإختلافات قد يكون منشأها
اختلاف المنهج الشعري ..بين شاعر وآخر
لك من التحياتي اطيبها
اخوك تركي الصخري
|