02-04-2009, 12:10 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
القصيـده الحقيقيّــه & القصيده المفتعله
الشاعر هو لإنسان الذي يشعر بما لا يشعر به غيره

بمعنى ان ما يميّز الشاعر ..عن غيره .هو قدرته الذاتيّه على استشعار
الأحداث .والمواقف وما يتبعها من اسقاطات...فكريه وعاطفيه.
واعتقد ان الشاعر الحقيقي ..هو شخص ..يطيل الحوار الذاتي
أي حواره مع نفسه .فتجده .يناقش الفكره ..من ناحية المعنى ..
فيصل الى نتيجة مقنعه بالنسبة له
ثم يحاول اختصار هذه النتيجه .امّا في تشبيه ..او في صوره خياليه منفرده.
ثم يفتّش في مخزونه اللغوي عن ادق العبارات واكثرها تأثيرا ., واختصاراً
وهذا الحوار الذاتي..الخاص..لا يحدث بالضروره وقت كتابة القصيده
فقد يمارسه الشاعر لتثبيت فكره .او صوره شعريه معينه..لابد وان تظهر في احدى
قصائده لاحقاً..وهو بطيعة الحال لا يتقصّد ذلك ..
غير انه باالطبيعه انسان يشعر بما لا يشعر به غيره

وبطريقه اوضح ..يمكننا القول ان الشاعر .يختزن الكثير من المشاعر ,والإسقاطات الفكريّه تجاه
مفهوم معيّن ..او موقف ., او سلوك ., او انسان او مشهد..الخ ..
وتتكون لديه الكثير من القناعات ..التي قد يعززها الإطلاع .
وتبقى هذه المشاعر ., وتلك القناعات حبيسة .في نفس الشاعر
الى ان يصل الى درجة النضج العاطفي والفكري .الذي يمكنه .من كتابة قصيده
في هذا المعنى ..

بعد ذلك يأتي دور اللغه الشعريّه القادره على رسم الصور الشعريّه ..التي تأمّلها
الشاعر مسبقاً... غير انه يستعيدها وقت كتابة القصيده ..في طقوس عاطفيّه .مختلفه
عن وضعه العادي ., وهو ماقد نطلق عليه (( لحظات التجلي ))
حيث يكون الشاعر مشغول الذهن . عن كل شيء حوله .وانما هو موجود في مكانه ببدنه فقط!
وتكون عاطفته وقتها .في اشد درجات الرهفه .
فتجده هائما .بفكره ومشاعره ..بين موسيقى الشعر ., وبين لغته ., التي ترسم الصور
والأخيله..
وهو مشغول الفكر ..لأنه ., يعزف ., ويصوّر ., وينحت ., ويرسم .
ويحاول ان يصهر كل هذه الأشياء ..في بوتقة واحده هي القصيده
وهذا هو الفرق ..بين القصيده الحقيقيه التي مرّت بالعديد من المراحل الفكريه ., والعاطفيه.
وبين القصيده المفتعله
التي نلجأ بها الى المعاني ., والصور ., والألفاظ ., وربما المشاعر (( المعلبه!))ان جاز لي التعبير.
فنحاول مثلاً .ان نكتب في معنى معيّن ليس لأننا قد مررنا بكل هذه التراكمات الفكريه ., والعاطفيه
تجاه هذا المعنى ., ولاكن لأنه يعتبر الحدث الأخير المؤثر في المشهد الثقافي
وينبغي من وجهة نظرنا..الخاطئه .ان نكتب قصيده مواكبه لهذا الحدث.
فإذا بنا لا نخرج بقصيده ., وانما نخرج ..بتقرير ..او مقاله . موزونه مقفاه .ولاكنها ليست شعراً

قد اكون مصيباً ., وقد اكون مخطئاً ., وفي الحالتين لا استغني عن نقاشكم البناء
بقلم تركي الصخري
|
|
|