قديم 07-10-2008, 12:00 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عطر القصيد
موقوف
 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عطر القصيد غير متواجد حالياً


افتراضي حقيقة الاستعانة بالله

الاستعانة بغير الله


من فوائد المحن والشدائد ، أنها تعرف العباد بخالقهم ، بعد أن كانوا غافلين، وتدفعهم للالتجاء إليه بعد أن كانوا عنه معرضين ،وحال المشركين أهل مكة لم يكن يخرج عن هذه القاعدة ، فكانوا إذا ضاق بهم الحال وتعرضوا لشدة ، حين تهب عليهم الرياح العاتية ، وتتلاعب بهم الأمواج العظيمة ، ويأتيهم الموت من كل مكان، في تلك الساعة يعلم المشركون ألا ملجأ من الله إلا إليه ، فتسقط جميع الآلهة التي كان يعبدونها ويتقربون إليها ، ويتوجهون بقلوب مخلصة إلى الله سبحانه طالبين النجاة من هذا الامر العظيم ، وقد وصف القرآن الكريم حالهم، وقال تعالى :(قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا )




}(النفاحتج عليهم سبحانه بدعائهم إياه حال الشدة والعسر، على بطلان دعائهم غيره حال الرخاء واليسر ، فإن من ينجي من الشدائد هو المستحق وحده أن يدعى في كل الأحوال ، وهو الإله الحق وما سواه باطل ، كما قال تعالى :{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرض أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ مل:62).





كل هذه الآيات وغيرها كثير تبين بما لا يدع مجالا للشك ، أن الله وحده هو الكاشف للضر وليس غيره ، وأنه المتفرد بإجابة المضطرين .


وإنما تجوز الاستغاثة بغيره في الأسباب الظاهرة العادية، من الأمور اليسيرة، كقتال عدو ، أو دفع سَبُع ، أو نحو ذلك من الأسباب الظاهرة ، أما الاستغاثة في الأمور التي لا يكشفها إلا الله كالمرض والضيق والفقر ، وطلب الرزق ونحوه ، فلا تطلب إلا منه.



ورغم هور هذه الحقيقة وتقريرها في كتاب الله ـ عز وجل ـ وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، إلا أن ممن ينتسب إلى الإسلام ، ضلَّ بهم اظلطريق ، وحادوا عن الصراط المستقيم ، فتوجهت قلوبهم ساعة والشدائد إلى أولياء -زعموا -يدعونهم ويتضرعون إليهم ،لينجوهم من تلك الكروب ويرفعوا عنهم تلك الشدائد .


ولا يخفى بطلان مسلكهم ، وكونه شرك وعبادة لغير الله سبحانه .
وإن احتجوا بأن للأولياء الذين يدعونهم جاه ومنزلة عند الله ،



فنقول :هذه الحجة هي نفس ما احتج به المشركون ، كما حكى الله عنهم قولهم :{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ }(الزمر:3) .



قتادة :كانوا إذا قيل :لهم من ربكم وخالقكم ؟ ومن خلق السموات قالوالأرض وأنزل من السماء ماء ؟ قالوا :الله، فيقال لهم :ما معنى عبادتكم الأصنام ؟ قالوا :ليقربونا إلى الله زلفى ، ويشفعوا لنا عنده.




فتبين من خلال ما سقناه في هذا المقال أن الدعاء مطلق الدعاء -سواء أكان في حال الشدة أم في حال الرخاء -إنما يكون لله عز وجل ، قال تعالى :{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }(غافر:60)، فمن استكبر عن دعاء الله فقد توعده الله بالعقاب الأليم ، أما من دعا غيره وتقرَّب إلى من سواه فقد أتى الشرك من أوسع أبوابه.
فالواجب على المسلم أن يتعلم من العلم ما يعرِّفه بالتوحيد ، وما يؤهله إلى أن يعبد الله على بصيرة ، فما ضل من ضل إلا بسبب الجهل والإعراض.






 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حقيقة الإبتسامات محبوب المجلس العام 2 06-17-2008 03:49 AM
هل هذا حقيقة؟؟؟ فواز السعيدي المجلس العام 20 04-05-2008 05:54 PM
حقيقة الدنيـــــــــــــــا منصف مجلس النثر والخواطر 6 09-21-2007 05:15 PM
حقيقة مانشستر اللحياني الهذلي المجلس العام 8 05-12-2007 09:51 AM
حقيقة الجني المزعوم فـتى هذيل المجلس العام 0 06-21-2006 02:07 PM


الساعة الآن 07:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل