أهم النظريات المتعلقة بسقوط الإمبراطورية الرومانية في الغرب:
1- نظرية القديس أوغسطين ( 354 430 م ) :
ولد "أوغسطين" من أبوين رومانيين عام ( 354 م ) في مدينة " تاجستا" ( شرقي الجزائر حالياً) وفي ( عام 395 م ) أصبح زعيماً للكنيسة الكاثوليكية في شمال إفريقية ، وفي ( عام 412 م ) ألّف كتاب سماه " مدينة الله" وكان سبب تأليفه هوأنه عندما سقطت الإمبراطورية الرومانية و عاصمتها " روما" بيد " ألارك" زعيم الغوط الغربيين (سنة 410 م) قال الوثنيين ومنهم المؤرخ الوثني " زوسيموس" صاحب كتاب "التاريخ الجديد": أن سقوطها هو انتقاماً للوثنية و أن المسيحية هي المسؤولة عن خراب الإمبراطورية الرومانية ، لذلك ألّف هذا الكتاب الذي بين فيه أن سقوط الإمبراطورية الرومانية هوإرادة ربانية ولا علاقة للمسيحية بسقوط الأمبراطورية الرومانية ، وقد ذكر في آخر كتابه أن "روما"الخاطئة سقطت لتمهد السبيل لانتصار مدينة الله الخالدة .
2- نظرية المؤرخ الإنكليزي إدوار جيبون ( 1737 1794 م ) :
يرى " إدوار جيبون" في كتابه " اضمحلال الإمبراطورية الرومانية و سقوطها " أن تدهور الإمبراطورية الرومانية هو نتيجة لعظمة فقدت الاعتدال فالرفاهية أنضجت مبدأ الاضمحلال والسقوط ، كما بين دور الجيوش التي أطبقت على حرية الدولة ثم حطمت جلال الملك وعظمته، كما هاجم"جيبون" المسيحية وحملها مسؤولية التدهور، وقال : بدلاً من الإنفاق على الجيش و دفع معاشات الجند راحت الأموال تعطى للرهبان الذين يدعون العالم إلى العفة والعزلة والتقشف ، وقال لقد تحول اهتمام الأباطرة من المعسكرات إلى المجالس الكنسية .
3- نظرية المؤرخ الروسي الأصل رستوفيتزف ( 1870 1952 م ) :
يرى " رستوفيتزف " في كتابه " التاريخ الاقتصادي والاجتماعي للإمبراطورية الرومانية " أن الإمبراطورية الرومانية سقطت لأسباب يمكن أن نلخصها في النقاط التالية :
1- تسرب الطبقات الدنيا إلى الطبقات العليا و حصولها على أعلى المناصب و تمكنها من السيطرة على جيوش الإمبراطورية الرومانية .
2- يرى أن تعلم الطبقة الدنيا كان ضئيلاً لذلك لم يستوعبوا التقاليد الإمبراطورية و المثل الرومانية .
3- يرى أن الطبقات العليا لم تستطع التعاون مع العناصر الجديدة ، لذلك اندلعت الحرب الأهلية ،
و بالتالي طغت العناصر الهمجية البربرية، فأغرقت الحضارة الرومانية بالتسلل حيناً و بالفتح حيناً آخر .
4- يرى أن الحضارة لا تدوم إلا إذا أصبحت تخص كل فئات الشعب ، وليس حضارة طبقة واحدة فقط .
4- النظرية البيولوجية :
يرى أصحاب هذه النظرية أن سبب انحطاط الأمبراطورية الرومانية هو القضاء على خير العناصر في الحروب لأهلية والخارجية .
ويرى بعض هؤلاء الباحثين أن امتزاج دم الطبقات الدنيا بدم الطبقات العليا في المجتمع الروماني قد دنس الطبقات الأخيرة هذه .
ويرى فريق ثالث من الباحثين أن الطبقات العليا لا تدنس ولا يقضى عليها وإنما تنتحر بعدم التوالد ، بينما الطبقات الدنيا تتكاثر بدون قيود .
5- النظرية الاقتصادية :
يرى أصحابها أن أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية هي :
1- ركود التجارة ، وانخفاض الإنتاج الزراعي والصناعي وندرة الذهب والفضة في القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية .
2- ذلك لأن السلطات الرومانية كانت تمنع أفراد الطبقات العليا من العمل بالصناعة والتجارة ، لأن العمل من مهمات العبيد ولا يليق بالأسياد ، وهؤلاء العبيد أصبحوا قلائل بسبب توقف الفتوحات مما أدى إلى ركود التجارة و انخفاض الإنتاج الزراعي والصناعي .
3- إن تحوّل الذهب من الغرب إلى الشرق لشراء السلع الكمالية كالحرير والتوابل كان السبب في الانهيار الاقتصادي الذي أصاب الإمبراطورية وبالتالي أدى إلى سقوطها ، وسرعان ما لحق الاقتصاد بالذهب ليصبح اقتصاداَ بدائياً يعتمد على المقايضة ، بعد أن كان اقتصاداً نقدياًََ يعتمد على رأس المال .
6- نظريات أخرى :
1- هناك نظريات أخرى حيث يرى الباحث " دوسن" أن الجيش الروماني كان يتألف من المواطنين الرومانيين ثم أصبح يتألف من المرتزقة بقيادة ضباط أو قواد أنصاف سياسيين وأنصاف عسكريين مغامرين .
2- ويرى بعض الباحثين أن أسباب سقوط الإمبراطورية الرومانية هو عدم إعطاء الجماهير نصيباً في الحكم .
3- و يرى البعض الآخر أن الانحلال الأخلاقي كان سبباً في تدهور الأمبراطورية الرومانية و سقوطها.