فراق الوطن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذي قصيدة الحارث بن مضاض الجرهمي ، عند فراقه لمكة المكرمة
وقائلة والدمع سكب مبادر
وقد شرقت بالدمع منها المحاجر
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا
أنيس ولم يسمر بمكة سامر
فقلت لها والقلب مني كأنما
يلجلجه بين الجناحين طائر
بلى نحن كنا أهلها ، فأزالنا
صروف الليالي ، والجدود العواثر
وكنا ولاة البيت من بعد نابت
نطوف بذاك البيت والخير ظاهر
ونحن ولينا البيت من بعد نابت
بعز فما يحظى لدينا المكاثر
ملكنا فعززنا فأعظم بملكنا
فليس لحي غيرنا ثم فاخر
ألم تنكحوا من خير شخص علمته
فأبناؤه منا ، ونحن الأصاهر
فإن تنثن الدنيا علينا بحالها
فإن لها حالا ، وفي التشاجر
فأخرجنا منها المليك بقدرة
كذلك - يا للناس - تجري المقادر
أقول إذا نام الخلي ، ولم أنم
إذا العرش لا يبعد سهيل وعامر
وبدلت منها أوجها لا أحبها
قبائل منها حمير ويحابر
وصرنا أحاديثا وكنا بغبطة
بذلك عضتنا السنون الغوابر
فسحت دموع العين تبكي لبلدة
بها حرم أمن وفيها المشاعر
وتبكي لبيت ليس يؤذى حمامه
ي ظل به أمنا ، وفيه العصافر
وفيه وحوش - لا ترام - أنيسة
إ ذا خرجت منه فليست تغادر[/color[/font]]
|