رد: الخصائص اللغوية لقبيلة هذيل ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تابع خصائص لغة هذيل :
9- أجدّ الخليط اليومَ أُشك التنابُل فجاءة فجاع من البين عاجل
( أُشك في وُشك ) وقد عزا (فريتاج) الصيغة المهموزة لهذيل .
ومما يلاحظ أن الشعراء السابقين من قبيلة هذيل، وهذا يؤكد الظاهرة فيهم، إلا أنني عثرت على الظاهرة نفسها في شعر الشنفرى حيث يقول في لاميته :
فأيَّمتُ نسوانًا وأيتمت إلدة وعدت كما أبدأت والليل أليل
كما عثرت على الظاهرة أيضًا في شعر النابغة حين يقول :
فهن إضاء صافيات الغلائل ( )
أراد وِضاء: أي حسان نقاء فأبدل الهمزة من الواو المكسورة .
أما الشنفرى فهو شاعر قحطاني جاهلي من الأزد عاش في البادية بعد أن عاف الحضر وكره سكان القرى والمدر. والمعروف في عالم الجغرافيا - كما ذكرنا سابقًا في مقدمة تاريخ هذيل أن بعض بطونها كان يجاور اليمن، ومن هنا جاء التأثير فانعكست بعض الظواهر الهذلية على قبيلة الأزد اليمنية وهي قبيلة الشنفرى . وأما الشاهد الثاني فقائله النابغة وهو حجازي ، وهذيل تقع جغرافيًّا في منطقة الحجاز فهي لصيقة بها نسبًا وجوارًا فلا عجب أن وجدنا الظاهرة الهذلية في شعر حجازي .
شبهة وردُّها
ومعنى ماسبق أن هذيلاً آثرت الصيغة المهموزة، ولكن الروايات والأخبار تؤكد أن هذيلاً كانت لا تحقق الهمز، بل كانت تسهله بدليل:
أ- قول أبي زيد:" أهل الحجاز وهذيل وأهل مكة والمدينة لا ينبرون. وقف عليها عيسى بن عمر فقال : ما آخذ من قول تميم إلا بالنبر، وهم أصحاب نبر، وأهل الحجاز إذا اضطروا نبروا " ( 3) ، والنبر معناه الهمز .
يتبع ...............
|