رد: أأذكرُ حاجتي؟
أشكر الأخ الثعلب على هذه القصيدة الرائعة، من بحر الوافر، التي امتدح بها أمية بن أبي الصلت الثقفي، عبدالله بن جدعان؛ سيد قريش في زمانه، وأحد كرماء العرب المشهورين، وهذه القصيدة محببة إلى نفسي كثيراً، وقد روي بيتها الأول (أأطلب حاجتي) مكان (أأذكر حاجتي) في بعض المصادر الأدبية، ولكن أأذكر هي الأرجح، وكلمة القرْم الواردة في القصيدة تعني السيد، وقد أطنب الشاعر في وصف ممدوحه بالكرم والجود حين الشح وقلة ذات اليد، و(النعم والشاء) هي الإبل والغنم، ويستطرد الشاعر بأن ابن جدعان لا يحتاج أن يقصده الشاعر بمدحه لأنه متى ما وصله هذا المدح ستصل الصلة والإحسان للشاعر بدون أي عناء أو قطع مسافات، وتحمل مشاق.
أما قوله (فأرضك) فكما قال الشُرّاح فيها أسرار بلاغية بديعة. (فأرضك): يريد ما توطده من مباني المجد والشرف، فجعله كالأرض له، وجعل مراعاته له من بعده وتوفره على ما يثيره كالسماء له، وقد علم أن حياة الأرض بما يأتي عليها من حياة السماء، وبنو تيم من قريش هم قبيلة الممدوح.
أما الشطر: (تباري الريح مكرمة ومجداً، الصواب : وجوداً وليس ومجداً) كما ورد في ديوانه، والمعروف أن السماء توصف بالجود كناية عن المطر.
ولاحظت أن الأبيات فيها تقديم وتأخير في التسلسل، ونقص بيت وهو بيت ( تباري الريح ...) وزيادة بيت غير موجود في الأصل وهو (بنـاة مكـارمٍ ....) لذا أوردها هنا بعد التعديل :
[poem=font="Simplified Arabic,5,#00008b,bold,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,"]
أَأَذْكُرُ حـــاجـتي أمْ قَـدْ كفانـي=حياؤُك إنَّ شيِمتَــــكَ الحيـَاءُ
وعِــلْمُكَ بـــالأُمور وأنْـتَ قَـــرْمٌ=لَكَ الحسَبُ المهذَّبُ والسَّنـاءُ
كَريـــــمٌ لا يُـغَيِّـرهُ صـبَاحٌ=عنِ الخُلقِ السنِّيِّ ولا مَسـاءُ
تُبـاري الـريـحَ مكـرُمَةً وجوداً=إذا ما الكلبُ أجْحرهُ الشتـــاءُ
فيومٌ منكَ خيرٌ من أُناسٍ=تَروحُ عليهمُ نـَعَمٌ وشاءُ
إذا أثَنى عليــك المــرءُ يــومـــا=كــفاه مـن تعرضِـهِ الثنــــــاءُ
إذا خَلِّفْـتَ عبـد الله فـــأعْـــلـمْ=بأنّ الـــقوْمَ ليس لهـمْ جَــزاءُ
فأرضُـكَ كـلُّ مكـرُمــــةٍ بـناهــا=بـَنـُو تيمٍ وأنـْـتَ لـــهـا سَمـــاءُ
فأبـْرَزَ فَـضـْلَـهُ حـَقـَّـاً عليهــم=كــما برزت لناظِـرِها السمـاءُ
فهل تخفي السماءُ على بـَصيرٍ=وهـَلْ بالشمسِ طالعـةً خـَفـاءُ
بنـاة مكـارمٍ وأُســاةُ كلْــــــمٍ=دماً وهمُ من الكلْـمِ الشفـاءُ[/poem]
|