العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 11-18-2008, 11:33 PM   رقم المشاركة : 16
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


9 رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

الحج مع القدرة واجب على الفور
السوال : هل الحج واجب على الفور أم على التراخي؟
الجواب : عن فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز ..... رحمه الله
الحج واجب على المكلف على الفور مع القدرة إذا استطاع
قال الله عز وجل
:
(( وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ))
::::::: فالحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام وهو واجب مع الاستطاعة.
أما العاجز فلا حج عليه و لكن لو استطاع ببدنه وماله وجب عليه وإذا استطاع بماله ولم يستطع ببدنه
لكونه هرماً أو مريضاً لا يرجى برؤه
فإنه يقيم من ينوب عنه ويحج عنه.

أحبتي في الله لا تنسوني من دعائكم






التوقيع

هـــــــــــــــــذيـــــ ـــــل
عـــــــزوتـــــــــــــي
ونـــــــــاســــــــــــ ـي

رد مع اقتباس
قديم 11-19-2008, 12:03 AM   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


9 رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

الســــــــــوال : هل من شروط الحج الزواج
سمعنا من بعض الناس أن الحج قبل الزواج لا يصح فريضة بل لابد من تأدية الفريضة بعد الزواج هل هذا صحيح؟
الجــــــــــــــــــــــ ـــــــواب :
هذا القول ليس بصحيح فالحج يجوز قبل الزواج وبعد الزواج
إذا كان قد بلغ الحلم فحجه صحيح ويؤدي عنه الفريضة

أما إذا حج قبل أن يبلغ فيكون نافلة
والبلوغ يحصل بأمور ثلاثة:
1) بإكمال خمس عشرة سنة
2) وبإنبات الشعر الخشن حول الفرج
3) وبإنزال المني عن شهوة في الليل أو في النهار أو في النوم أو في اليقظة
إذا نظر أو فكر فأنزل المني يكون بذلك قد بلغ الحلم بإنزال المني عن تفكير أو ملامسة أو احتلام

هذه الأمور الثلاثة يحصل بها البلوغ للرجل والمرأة جميعاً
وتزيد المرأة أمراً رابعاً: وهو الحيض فإذا حاضت صارت بالغة
فإذا حج بعدها أو بعد أحدها على الوجه الشرعي فحجه صحيح
ويؤدي عنه الفريضة ولو لم يتزوج.






رد مع اقتباس
قديم 11-22-2008, 02:05 PM   رقم المشاركة : 18
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله لقرب بداية اول أيام عشر من ذي الحجه
وللفضل العظيم
للصيام في هذه الأيام حبيت أذكر نفسي اولاً ثم أذكركم لإغتنام هذه الفرصه
هدانا وأياكم لما فيه خيراً لأنفسنا حفظكم الله ...

فضل عشـــــــــــــــــر ذي الحجـــــــــــــه
عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلي الله من هذه الأيام )) يعني:أيام العشر
قالوا : يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ..............؟
قال : (( ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع
من ذلك بشيء ))
رواه البخاري






رد مع اقتباس
قديم 11-28-2008, 11:30 PM   رقم المشاركة : 19
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


9 رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

الســـــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما يفعله الحاج ( المتمتع ) قبل اليوم الثامن من ذي الحجة
1) الإحــرام من الميقات ويلبي قائلاً : لبيك عمرة متمتعاً إلى الحــــــــــج
2) طواف القـــــــــــــــــــدوم ( العـــــــــمــرة )
3) الســــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــعي
4) تقصــــــــــــــير الشــــــــــــعر أو حــــــــــلــقه
5) التحـــــلل من الإحــــــــــرام والبقـاء حـلا لاً إلى يوم التــرويــة
( الــــــــــــثـامــن من ذي الحــــــــــــــجه )

نتمنى لكم حجاً مبروراً وسـعياً مشــــــــــكوراً وتجـــــــــــارتاً لن تبور






رد مع اقتباس
قديم 11-28-2008, 11:45 PM   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

الســـــــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما يفعله الحــــــــــــاج ( القارن ) قبل يوم الثامن من ذي الحـــــــــــجــة
1) الإحــــــــــــرام من الميقات ويلبي قـائلاً : لبيـــــــــك عــــمـرة وحـــجاً
2) طــــــــــــــــــــــــ ـــواف الــقــــــــــــــدوم
3) الســــــــــــــــــــــ ــــعي : ويجوز تأخيره بعــد طواف الإفــا ضـــة
ويبقـــــى المحـــــــــــــرم في إحـــــــرامه وعليه أن يتجنب محضـــــــــــورات
الإحـــــــــــــــــــــ ـــــرام إلى يـــــــــــوم النحـــــــــــــــــــــ ـر .






رد مع اقتباس
قديم 11-28-2008, 11:57 PM   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


9 رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

الســــــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما يفعله الحــــــــــاج ( المـــفرد ) قبل اليوم الثامن من ذي الحــــــــــجه
1) الإحــرام من الميقات ويلبي : لبيـــــــــــــــك حـــــــــــجــاً
2) لا يحــــــــــرم من الميقات ســـــــــــاكـــــــــــ نو مــــــــــــكة ولا المقيمون فيهـــــــــــا ويحـــــــــــرمــون بالحــــــــــج من منازلـــــــــــــــهم
3) طــــــــــــــــــــــــ ـــــواف القـــــــــــــــدوم
4) الســــــــــــــــــــــ ــــــــعي : إذا لـــــــــــم يســـــــــعى المفــــــرد بعد الطواف
أو ذهــــــب إلى مــــــــــــــنى مباشـــــرة فعليه أن يســعى بعـد طــواف الإفاضة ( الزيـــــــــــارة ) ويبقــــى على إحـــــــــــرامــه إلى يـــــــوم النحــــر .






رد مع اقتباس
قديم 12-01-2008, 10:02 PM   رقم المشاركة : 22
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مــا يــــــــــفـعـله الحــــــــــــاج يـــوم العـــــــــاشـر من ذي الحـــجــه

1) يتوجه إلى مــــــــــنى قبل شـــروق الشـــــــــــمس
2) يرمي جمـــرة العقبه الكـــبر بســـــبع حصـــــــــيات
مكــــــــــــبراً مع كل حــصــــــــــــاه
3) ينحـــــــــــر الهـــــــــــــدي القـــــارن والمـتمــتع
4) يحــــــــــــلق الشـــــــــــــــعر أو يقصــــــــــــر
5) يتحـــــــــــلل من الإحــــــــــــرام ويلبس الثياب
6) يطـــــــــــوف طـــــــــواف الإفاضــــــــه والســــــــــعي






رد مع اقتباس
قديم 12-01-2008, 10:15 PM   رقم المشاركة : 23
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


9 رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مــــــــا يفعله الحــــــــــاج أيــــــــــام ( 11 وَ 12 وَ 13 من ذي الحــــــجة

1) يبيـــــــــــــت فـــي مــــــــــــــنى
2) يجــوز له التعــــــــــــجـــــل يــوم الثــــــــــانـــي عشــــــــــر
فينفـــــــــــر من منــى إلى مكــــــــــه قـــــــــــبل الغـروب ثــــــــــــم
يطــــــــــــــــــــــو ف للــــــــــــــــــوداع .

أتمني لكم حجـــــــــــــــــــــــ ـــــاً مـــــــــــبروراً وســــــــــــــعـياً مشـــــــكوراً
وتجــــــــــارتاً مع الله لــــــــــن تبــــــــــور






رد مع اقتباس
قديم 12-04-2008, 11:27 AM   رقم المشاركة : 24
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

السؤال



لقد قرأت بأن من بين محظورات الحج تقليم الأظافر.. لكن هل إذا رأى الحاج أن ظفراً من أظافره أو جزءاً من أحد أظافره يحتاج إلى إزالته لأنه يسبب له ألما أو إزعاجا ثم إزاله فهل عليه فدية.. وماذا عن الجلد الميت الذي يكون بجانب أظافر اليد والقدم أو الجلد الميت الذي يكون أسفل القدم.. فهل إذا ما أزاله الحاج يجب عليه الفدية.. فأفيدونا بارك الله فيكم أيها الكرام...



الفتوى :


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمحظورات الإحرام تسعة، منها: قص الأظافر كما بيناه في الفتوى رقم: 14432، لكن إن انكسر ظفر محرم وتأذى به فلا بأس أن يقص المؤذي منه فقط ولا شيء عليه بذلك؛ لما رواه الدارقطني والبيهقي عن ابن عباس قال: المحرم يشم الريحان ويدخل الحمام وينزع ضرسه ويفقأ القرحة وإذا انكسر ظفره أماط عنه الأذى، ويقول: أميطوا عنكم الأذى فإن الله عز وجل لا يصنع بأذاكم شيئاً... انتهى.

وأما إزالة البشرة فقد اختلف العلماء في حكم أخذ المحرم شيئاً من بشرته بين مانع ومبيح، وممن منع من ذلك من المعاصرين الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، وممن أجازه الشيخ ابن عثيمين، جاء في فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى: لا يأخذ المحرم ولا المضحي من بشرته شيئاً، ولا من شعره، فالمحرم والذي يريد أن يضحي لا يأخذان من جلدهما ولا من بشرتهما شيئاً، لا من جلدهما في الوجه ولا من جلدهما في الرجل ولا في اليد ولا من غير ذلك حتى يحل المحرم من إحرامه التحلل الأول، وحتى يضحي المضحي... انتهى.

وجاء في الشرح الممتع للعثيمين: المحرم لا يحرم عليه أخذ شيء من بشرته.. انتهى، ولا نعلم دليلاً صريحاً صحيحاً يدل على التحريم والأقرب الجواز كما أن الأحوط ترك الأخذ من البشرة خروجاً من الخلاف.






رد مع اقتباس
قديم 12-04-2008, 11:57 AM   رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

من الحجاج من يتأهب ويستعد للحج بأخذ كافة الاحتياطات اللازمة التي تعينه على أداء مناسك الحج في أمن وصحة وسلامة، ومن الحجاج من يقصر في هذا الباب، ويهمل في أخذ ما يحتاجه من أمور تساعده وتعينه على أداء مناسك الحج، ومن ذلك الحقيبة الطبية، أو الصيدلية المتنقلة التي تحتوي على أدوية يحتاجها الحاج أثناء أداء المناسك، وهناك نوعان من الأدوية يجب أن تحتويها حقيبة الحاج:



النوع الأول: الأدوية الخاصة ببعض الأمراض المزمنة التي يعاني منها الحاج:

- مثل من يعاني من ارتفاع الضغط، فيضع في الحقيبة الحبوب اللازمة لخفض الضغط.

- ومريض السكري يضع فيها حقن الأنسولين أو الأقراص المنشطة للبنكرياس.

- ومن يعاني من الأزمات الرئوية، يضع فيها رشاشات أو بخاخات للتخفيف من ضيق التنفس.

- كذلك من يعاني من أمراض القلب، يأخذ معه الأدوية اللازمة لذلك .

وهذه الأدوية لا بد أن تتوافر لدى الحاج بكميات كافية، وتؤخذ جميع التعليمات قبل تعاطيها من الطبيب المعالج قبل السفر إلى الحج .


النوع الثاني: الأدوية العامة التي قد يحتاجها الحاج للتعامل مع بعض الأعراض البسيطة بشكل طارئ ومؤقت لحين عرض نفسه على أحد الأطباء، أو اللجوء لأحد المراكز الصحية، وأهم هذه الأدوية:


1- الأملاح التعويضية بالفم، مثل أملاح الصوديوم و البوتاسيوم، والتي قد يحتاجها الحاج أثر تعرضه لضربات الشمس والإرهاق الحراري أو نوبات الإسهال الشديدة، والتي قد تؤدي إلى الجفاف وخاصة في كبار السن، وتوجد هذه الأملاح على هيئة مساحيق أو أقراص فوارة، مع مراعاة تجنب ملح الطعام وأملاح الصوديوم لمرضى الضغط.


2- خافض للحرارة ومسكن للألم مثل "الباراسيتامول".


3- مضاد للسعال وطارد للبلغم، وكذلك أدوية الرشح والزكام، خصوصًا وأن الطقس قد يميل إلى البرودة ليلاً في مثل هذه الأوقات من العام، مما قد يؤدي إلى نزلات البرد، و إن كان التطعيم من الأنفلونزا قبل السفر إلى الأراضي المقدسة يمكن أن يقلل لحد كبير من مخاطر العدوى.


4- مرهم للحروق الجلدية وبعض الكريمات الملطفة للالتهابات وحروق الشمس.


5- أدوية للحموضة والتهابات المعدة الخفيفة.


6- مسكنات للمغص وآلام الجهاز الهضمي مثل "البسكوبان" .


7- شاش وقطن طبي ومطهر للجروح مثل الديتول.



هذه هي أهم محتويات الحقيبة الطبية التي ينبغي للحاج أن يحملها معه أثناء سفره، وأدائه المناسك، وذلك من أجل الحفاظ على صحته وسلامته.






رد مع اقتباس
قديم 12-05-2008, 09:12 AM   رقم المشاركة : 26
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

فدية ترك بعض الواجبات
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم ع. م.ب. غ. وفقه الله آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
وصلني خطابكم الكريم المؤرخ في 17/2/1392هـ وصلكم الله بهداه المتضمن السؤال عما حصل لكم في الحج وهو أنك وقفت بعرفة وبت بمزدلفة، وأنك تحللت من الإحرام ولم ترم الجمار بسبب أنك نسيت صلاة الظهر والعصر بعرفة إلى قبيل المغرب، ثم تضايقت نفسك ولم تكمل مناسك الحج، وتسأل ماذا يجب عليك في ذلك؟[1]
والجواب: أنك لا تزال محرماً إلى حين التاريخ ونيتك التحلل من الإحرام غير معتبرة لعدم توفر شروط التحلل وعليك أن تبادر بلبس ملابس الإحرام من حين يصلك هذا الجواب، وتذهب إلى مكة بنية إكمال الحج فتطوف سبعة أشواط بالكعبة طواف الحج، وتصلي ركعتي الطواف، ثم تسعى بين الصفا والمروة سعي الحج، ثم تحلق أو تقصر والحلق أفضل إن لم تكن سابقاً حلقت أو قصرت بنية الحج، ثم تتحلل وعليك دم عن ترك رمي الجمار كلها إذ كنت لم ترم جمرة العقبة يوم العيد أو الجمار الثلاث يوم الحادي عشر والثاني عشر وهو سبع بدنة أو سبع بقرة أو ثني من المعز أو جذع من الضأن يذبح في الحرم المكي ويوزع بين فقرائه، وعليك دم آخر مثل ذلك عن تركك المبيت بمنى أيام منى إذا كنت لم تبت بها يذبح في الحرم المكي ويوزع بين الفقراء، وعليك مع ذلك التوبة والاستغفار عما حصل من التقصير بترك الرمي الواجب في وقته والمبيت بمنى إن لم تكن بت بها، أما الطواف والسعي والحلق فوقتها موسع ولكن فعلها في وقت الحج أفضل، وإذا كنت متزوجاً وجامعت زوجتك فقد أفسدت حجك لكن عليك أن تفعل ما تقدم؛ لأن الحج الفاسد يجب إتمامه كالصحيح؛ لقوله تعالى: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ}[2] وعليك قضاؤه في المستقبل حسب الاستطاعة، وعليك بدنة عن إفسادك الحج بمجامعتك امرأتك قبل الشروع في التحلل تذبح في الحرم المكي وتوزع بين الفقراء، إلا أن تكون قد رميت الجمرة يوم العيد أجزأتك شاة بدل البدنة ولم يفسد حجك كالذي جامع بعد الطواف قبل أن يكمل تحلله بالرمي أو الحلق. وفق الله الجميع للفقه في دينه والثبات عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--------------------------------------------------------------------------------

[1] إجابة صدرت من مكتب سماحته برقم 3862/1/1 وتاريخ 28/3/1392هـ على سؤال ورد من الأخ ع. م.ب. غ. عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
[2] سورة البقرة، الآية 196.






رد مع اقتباس
قديم 12-05-2008, 09:14 AM   رقم المشاركة : 27
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

حكم الرمي بالليل
إن وقت رمي الجمار أيام التشريق من زوال الشمس إلى غروبها، لما رواه مسلم في صحيحه أن جابراً رضي الله عنه قال: ((رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ضحى ورمى بعد ذلك بعد الزوال))[1]، وما رواه البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سئل عن ذلك فقال: ((كنا نتحين، فإذا زالت الشمس رمينا))[2]. وعليه جمهور العلماء، ولكن إذا اضطر إلى الرمي ليلاً فلا بأس بذلك، ولكن الأحوط الرمي قبل الغروب لمن قدر على ذلك، أخذاً بالسنة وخروجاً من الخلاف، وأما الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل يوم النحر بمنى فيقول: ((لا حرج))، فسأله رجل حلقت قبل أن أذبح؟ قال: ((اذبح ولا حرج))، فقال: رميت بعدما أمسيت، فقال: ((لا حرج))[3]. فهذا ليس دليلاً على الرمي بالليل؛ لأن السائل سأل النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقوله: (بعدما أمسيت) أي بعد الزوال، ولكن يستدل على الرمي بالليل بأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم نص صريح يدل على عدم جواز الرمي بالليل، والأصل جوازه، لكنه في النهار أفضل وأحوط، ومتى دعت الحاجة إليه ليلاً فلا بأس به في رمي اليوم الذي غابت شمسه إلى آخر الليل. أما اليوم المستقبل فلا يرمى عنه في الليلة السابقة له ما عدا ليلة النحر في حق الضعفة في النصف الأخير، أما الأقوياء فالسنة لهم أن يكون رميهم جمرة العقبة بعد طلوع الشمس، كما تقدم في الأحاديث الواردة في ذلك. والله أعلم.


--------------------------------------------------------------------------------

[1] رواه البخاري معلقا في (الحج) باب رمي الجمار، ومسلم في (الحج) باب بيان وقت استحباب الرمي برقم 1299

[2] رواه البخاري في (الحج) باب رمي الجمار برقم 1746.

[3] رواه البخاري في (العلم) باب الفتيا وهو واقف على الدابة وغيرها برقم 83، ومسلم في (الحج) باب من حلق قبل النحر أو نحر قبل الرمي برقم 1306.






رد مع اقتباس
قديم 12-05-2008, 09:15 AM   رقم المشاركة : 28
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

إذا و قف الحاج خارج عرفة أو في عرنة ليس له حج
حاج وقف في بطن وادي عرنة فهل حجه صحيح، وهل هناك أماكن مخصصة في عرفة لها الأفضلية؟



يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الحج عرفة)) فإذا وقف الحاج خارج عرفة أو في عرنة أو غيرها فليس له حج، ولكن إذا دخل عرفة بعد زوال الشمس ذلك اليوم أو في ليلة العيد صح حجه، أما إذا كان لم يدخل عرفة لا بعد الزوال ولا في الليل فهذا ليس له حج.

----
نشر في جريدة (عكاظ) العدد 11551 بتاريخ 10/12/1418هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السابع عشر






رد مع اقتباس
قديم 12-05-2008, 09:16 AM   رقم المشاركة : 29
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

دعوة لعدم التعجل في رمي الجمرات
دعا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء حجاج بيت الله الحرام إلى أن لا يتعجلوا في رمي الجمرات وأن يبتعدوا عن الزحام والرفق ببعضهم البعض؛ لأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يؤذيه. جاء ذلك في إجابة سماحته عن سؤال (اليوم) حث فيها سماحته الجميع على ضرورة التراحم والتعاطف وعدم الإيذاء، وبين سماحته أن رمي الجمرات من واجبات الحج، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خذوا عني مناسككم))[1] وقال: إن الواجب على كل حاج أن يرمي الجمرة إذا استطاع إلا إذا كان عاجزاً وكبير السن فإنه يوكل من يرمي عنه، ومثل الطفل يرمي عنه وليه، والمشروع للمؤمنين عدم التزاحم، والرفق ببعضهم البعض، كل واحد يرفق بأخيه فلا يظلمه؛ لأن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يؤذيه، وإذا شق عليه الرمي في أول الزوال فعليه أن يتأخر ويرمي في العصر أو في الليل والحمد لله كله رمي إلى طلوع الفجر من الزوال إلى آخر الليل. ويوم العيد كله رمي ويوم الحادي عشر والثاني عشر يرمي بعد الزوال إلى آخر الليل. واختتم سماحته تصريحه سائلاً الله سبحانه وتعالى التوفيق والهداية لحجاج بيت الله ولكافة المسلمين.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] رواه بنحوه مسلم في (الحج)باب استحباب رمي جمرة العقبة يوم النحر راكباً برقم 1297






رد مع اقتباس
قديم 12-06-2008, 02:59 PM   رقم المشاركة : 30
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية واثق
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

واثق غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الموضوع كل مايتعلق بشهر ذو الحجة ...

مقاصد الحج التربوية



محمد بن عبدالعزيز الشمالي


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن الحديث عن الحج حديث عن ركن من أركان الإسلام التي فرضها الله على عباده فهو جزء لا يتجزأ عن هذا الدين بل هو أحد مبانيه العظام وهو مدرسة يتعلم فيها كل حاج, فما أن ينتهي من أداء هذا الركن إلا وقد حاز على الكثير من الفوائد وجنى العديد من الثمار بتنقله وتقلبه بين مشاعر الحج.
وإن فوائد الحج ليست مقتصرة على الحجاج فحسب بل هي شاملة لكل من ينتسب لهذا الدين فالجميع في المنفعة سواء.
وبين يديك أخي الكريم اطرح جملة من المقاصد لنعيش سوياً مع معاني الحج وحكمه وأسراره.

أسال الله أن يوفق الحجاج في حجهم وأن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

المقصد الأول/ أن العبادة توقيفية .

إن الحج عبادة توقيفية فلا اجتهاد فيها مع النصوص الشرعية فهي حق لله عزوجل لا حق لأحد فيها فهو المشرع لهذه العبادات وحده كما قال تعالى {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} ,وهذا نراه جلياً وواضحاً في الحج ,فالطواف والسعي سبعة أشواط والرمي بسبع حصيات والوقوف بعرفة في يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة إلى غير ذلك.
ولا حق لأحد أن يغير أو يبدل ما شرعه الله وهذا يغرس في النفس صدق العبادة وإخلاصها لله عز وجل وكمال التسليم لأمره وأن الشرع ما شرعه الله لا تلك البدع والضلالات التي هي من صنع البشر .
وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم بطلان كل عمل لم يوافق ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه .
ففي الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)

المقصد الثاني/ تربية للمسلم على التوازن في حياته اليومية.

إن الإسلام دين عدل ووسطية حتى مع حقوق المسلم على نفسه ,فالإسلام لا يأمر بأمر فيه ضرر أو إجحاف بل كل أوامره ونواهيه تصب في مصلحة من ينتمي إليه فعلى سبيل المثال يقول الله تعالى {..لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ.. } .
فالحج يجمع بين مصالح الفرد الدنيوية من بيع وشراء وغيرها وبين مقاصد هذه العبادة من ذكر وصلاة ودعاء وغير ذلك .
وهذا يدلنا على أن الإسلام ما منع من شيء إلا وأباح أشياء أخرى وهذه هي عين مراعاة حاجات الإنسان .
والمتأمل في حياة المسلم اليومية تجده بين مباحات لا غنى له عنها وواجبات لابد له من عملها ومحرمات يحرم عليه فعلها وقد منع منها اختباراً وابتلاء على صبره عنها .
ومع ذلك كله تجده يوازن بين المباح من مأكل ومشرب وملبس وبين الواجب من صلاة وبر وصلة وغيرها وبعيداً كل البعد عما منع منه.
وفي أيام الحج تتأصل هذه المبادئ وترسخ ليعيش المسلم متوازناً في حياته بلا إجحاف ولا تقصير.

المقصد الثالث/ تحقيق مبدأ المساواة .

إن مبدأ المساواة يتجلى واضحاً في الحج حيث يجتمع المسلمون من كل جنس ولغة ولون ووطن في صعيد واحد لباسهم واحد وعملهم واحد ومكانهم واحد ووقتهم واحد وحدة في المشاعر ووحدة في الشعائر ,وحدة في الهدف , ووحدة في العمل ,ووحدة في القول.
عن أبي نضرة قال حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال (إن أباكم واحد ألا لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى)( ).
وعلى هذا يتربى الأغنياء والمترفون أنه مهما كثرت الأموال ومهما ارتفعت المناصب فليس المال وليس المنصب وليس الجاه هو المقياس الحقيقي للتفاضل والتفاخر بل تقوى الله وإخلاص العبادة له وحده هي مقياس التفاضل ,فما فاق بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي أبا جهل وأبا لهب بالنسب ولا بالمنصب بل بحقيقة التفاضل وهو إيمانهم بالله وحده ولهذا نالوا شرف صحبة النبي صلى الله عليه وسلم ومرافقته.
وهي دعوة للتواضع وهضم النفس لتعرف حقيقة هذه الدنيا وأنها فانية وزائلة.
المقصد الرابع/ التعلق بالله وحده ونبذ ما سواه من المعبودات

الحج يُؤصل معنى مهم في قلب كل حاج فمنذ شروع الحاج في بداية الحج بلبس ملابس الإحرام وهو يؤكد في نفسه صلته بالله وحده ومرجعه إليه وأن لا معبود سواه يُعبَد بحق فله يصرف جميع العبادات وإليه يتقرب بجميع الطاعات والقربات.
وإذا تأملنا باقي المناسك من طواف وسعي ووقوف بعرفة ورمي الجمار وغيرها لوجدناها تؤكد ذلك المعنى وتؤكد حقيقة قول الله تعالى {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
ولترسيخ عقيدة التوحيد كان شعار الحج (لبيك اللهم لبيك) شعار التوحيد , يقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم (فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك) , فهي تربية للنفس على توحيد الله والإخلاص له ونبذ كل من سواه من المعبودات الباطلة .
ولذا يقول ابن القيم في معنى هذه التلبية:(أخلصت لبي وقلبي لك وجعلت لك لبي وخالصتي) .

المقصد الخامس/ تأصيل مبدأ ( إنما المؤمنون إخوة )

فحينما يقصد الحجاج من كل بلاد الدنيا مكاناً واحداً في وقت واحد على هيئة واحدة ويؤدون منسكاً واحداً يتحقق في النفوس أخوة الدين التي جمعتنا ينادي كل أخ أخاه ويحاكيه متذكراً تلك الأخوة التي عاشها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتي كانت من أول الأعمال التي قام بها حين قدم المدينة مهاجراً فآخى بين المهاجرين والأنصار فتحقق بذلك أخوة الدين .
ولنتأمل قول الله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} تلك الرابطة التي ارتضاها الله عزوجل لأهل الإيمان وهي أقوى من أخوة النسب فما أجمل تلك الأخوة وما أسماها لأنها قامت على أساس هذا الدين فالمحرك والدافع لها هو هذا الدين.
ولنتذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا) فيعطف المسلم على أخيه المسلم وينصر قضيته ويهمه ما أهمه وهذا سر عجيب من أسرار الحج .

المقصد السادس/ التعارف .

في الحج يتحقق ذلك المعنى الرفيع كما أخبر الله بذلك فقال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} وإن اختلفت اللغات والأوطان والمشارب فالتعارف من أكبر أسباب الألفة بين أهل الإسلام.
وحينما نقرأ هذا الحديث يقودنا لشعور صادق وحس عجيب, فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:( الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) ,فما أجمل هذه الأرواح وهي تتعارف لتتآلف وتتوحد حباً ودفاعاً ونشراً لهذا الدين.
والخير للمؤمن أن يكون ممن يألفه الناس ويأنسوا به فعن سهل بن سعد الساعدي قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(المؤمن مألفة ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف)

المقصد السابع/غرس كثير من الصفات و الأخلاق الحميدة.

الحج مدرسة الأخلاق وميدان تربية النفس على معالي الأخلاق, والتباعد والتجافي عن سيء الأخلاق ورديئها .
يحدوه في ذلك خلق سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذي كان مناراً لكل حائر في ظلمة الأخلاق, مستشعراً تلك النداءات النبوية والوصايا الإيمانية بالتخلق بكريم الأخلاق والاتصاف بجميل الطباع .
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا)
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق)
ومن أهم هذه الصفات والأخلاق التي نستقيها من الحج صفة الصبر والحلم والرحمة والشفقة والإيثار والتعاون وهذه الصفات وغيرها تغرسها كثير من أعمال الحج وتنبذ القبيح والرديء والسيء من الأخلاق كما قال تعالى {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ ..}

المقصد الثامن/المداومة على العبادة .

من أبرز ما يجنيه الحاج من حجه الدوام والاستمرار في العبادة بعد الحج وهو علامة على قبول العمل كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن أحب العمل إلى الله قال :( أدومها وإن قل) فالحاج في خلال هذه الأيام القلائل يتنقل من عبادة إلى عبادة فما أن تنتهي عبادة إلا وتبدأ عبادة أخرى.
وبهذه الأعمال تتربى النفس على العبادة وعلى التنقل بين العبادات تقرباً إلى الله وأنساً به فتنقلب العادات إلى عبادات وبذا يتحقق مقصد وحكمة خلق الله للأنس والجن كما قال تعالى{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} .
وما هذه المواسم من حج وصيام رمضان وغيرها من العبادات إلا ليتجدد في نفس المؤمن إيمانه وليكون دائم الصلة بربه لكي لا تتخطفه ظلمات الضلال والانحراف عن هذا الدين.
فما أحرى المسلم أن يكون شعاره الدائم (قليل دائم من العمل الصالح خير من كثير منقطع).

المقصد التاسع/ التعود على الانضباط .

فالحج في شهر ذي الحجة وصيام رمضان في شهر رمضان ومواقيت الصلاة في وقت محدد معروف وغيرها من العبادات فتلك هي منظومة تربي المسلم على أن يكون منضبطاً في حياته ويزداد ذلك حينما يكون في أيام فاضلة كأيام الحج يتنقل فيها الحاج من عبادة إلى عبادة ليعود المسلم نفسه على أن يكون منضبطاً فلا يقدم شهر الحج عن شهره ولا يوم عرفة عن يومها ولا الرمي عن وقته ولا الطواف عن موعده.
فمواقيت العبادة في الحج منضبطة فلا يمكن أن يؤخر بعضها ولا يقدمها ولو لثواني .
وهي دعوة لأن يتميز المسلم عن غيره بانضباطه في مواعيده وأعماله فيعتاد الانضباط في حياته كلها ومع الآخرين .

المقصد العاشر/اعتياد النظام.

إن مما تحتاجه البشرية في تنظيم حياتها أن يعتادوا على النظام في حياتهم والذي له الدور البارز في حل كثير من أزماتهم , فما نراه من تلك الأنانية والفوضوية في مجتمعاتنا لهي أكبر دليل على بعدنا عن المنهج الرباني الذي يضمن السعادة للبشرية وهذا ما يراه الحاج جليا ويتربى عليه في مناسك الحج.
فحينما يكثر عدد الحجيج في مكان واحد يتجلى لنا ذلك المقصد بكل أبعاده وتظهر لنا حقيقة وحكمة أن يتربى أهل الإسلام خصوصاً على اعتياد النظام في حياتهم .
فالطواف حول الكعبة مع شدة الزحام,وتقبيل الحجر الأسود وكثرة من يقصد تقبيله لا يستطيع أن يتقدم أحد على من كان قبله وكذا رمي الجمرات واصطفاف الحجاج أفواجاً بسير واحد وجهة واحدة ومرمى واحد بترتيب ونظام, كل ذلك من أكبر الوسائل على تربية المسلم ليكون في نفسه حب النظام والبعد عن تلك الأنانية وتلك الفوضوية, فما أروعه من مقصد.

المقصد الحادي عشر/تعويد النفس على الخشونة وصعوبة العيش.

فالحاج يحرم نفسه كثير من الترف الذي كان قد اعتاد عليه قبل إحرامه ويحرم نفسه من مباحات كان يتمتع بها قبل أن يهل بحجه ,مثل الطيب وحلق الشعر والصيد وغيرها من محظورات الإحرام ليعود المسلم نفسه على الصبر على شظف العيش وشدته.
كما أن كثرة العدد في مكان مزدحم ضيق والتنقل بين المشاعر مع البعد والمشقة كل ذلك لتعويد النفس على تحمل الصعوبات.
ولأجل أن يتذكر المسلم أولئك الذين يعيشون في شظف وضيق وشدة من العيش وفي حاجة ماسة للطعام والشراب والكساء,مما يجعله يغرس في نفسه حقيقة دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم إليها بقوله :( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)( ) فيعيش للآخرين لا لنفسه فحسب .
فالحج تربية على القناعة في اللباس حيث يلبس خرقة من قطعتين فتكفيه, والقناعة في السكن حيث يسكن في مكان بقدر نومه فيغنيه ,والقناعة في الطعام حيث يأكل من الطعام وربما نفسه لا تشتهيه, فما أعظمها من مقاصد .

المقصد الثاني عشر /إلغاء جميع الشعارات إلا شعار واحد.

كثيراً ما نسمع ونقرأ ونرى من تلك الشعارات الزائفة والباطلة والتي ترتفع بين حين وأخر ,داعية لمذهب أو لجنس أو لقبيلة أو لوطن مما يؤجج في النفوس الضعيفة الشحناء فتتسع تلك الفجوة ولتزداد تلك الفرقة بين أهل الإسلام أحزاباً وشيعاً ,وبذلك يقوى أعداء الإسلام ويسهل عليهم تمزيق المسلمين .
ولذا كان شعار جميع الحجاج واحد(لبيك اللهم لبيك) شعار التوحيد , يقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم (فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك)( )
فهي تربية لأهل الإسلام كلهم أن يتوحدوا بشعار واحد وأن يبطلوا جميع الشعارات التي كانت سبب فرقة وخصام ,ليحققوا مراد الله عزوجل في توحيده وفي شهادتهم بـ(لا إله إلا الله) ليعم الخير والإسلام في جميع أنحاء الأرض ويكون هو منطلق كل داع يدعوا لهذا الدين .
فالحاج يبدأ حجه بالتوحيد ولا يزال يلبي بالتوحيد ويتنقل من عمل إلى عمل بشعار التوحيد وهو شعار جميع الحجاج ولا شعار لهم غيره فما أجله من شعار يهتفون به في جميع المشاعر.

المقصد الثالث عشر/ اعتياد الذكر.

إن من سعة رحمة الله وفضله أن جعل الحج كله مواطن ذكر فالإحرام فيه ذكر وعرفة ذكر ومزدلفة ذكر ومنى ذكر والرمي ذكر والطواف ذكر والسعي ذكر وهو مادة الحج قال تعالى {فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ}
وكما قال تعالى {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} .
كل ذلك ليتحقق في النفوس أن طمأنينة القلوب وراحتها بذكره عزوجل كما قال تعالى {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ,فما أعظمها من نعمة حين يعتاد هذا اللسان على دوام ذكر الله عزوجل في كل حال من الأحوال كما قال تعالى{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ } .
فما قصد الحجيج مكة من جميع بقاع الأرض إلا حباً لربهم وأُنساً بعبادته وتلذذاً بالتعب في سبيل طاعته,فحريٌ بهم أن يأنسوا بذكره على جميع أحوالهم

المقصد الرابع عشر/ تربية الضمير .

كم تحتاج المجتمعات المسلمة أن تتميز عن غيرها من المجتمعات في أخلاقها وفي عاداتها وفي عباداتها, فها هو الحج يغرس في نفس كل مسلم تلك الغايات النبيلة والأخلاق الفاضلة المؤثرة ليكون الحاج قدوة خير ومنار هدى لمن يراه ويخالطه من المسلمين وغيرهم.
فالمسلم لا بد وأن يربي نفسه على مراقبة الله عزوجل وأن يكون له ضمير يردعه ويحبسه عن كثير من الأقوال والأفعال والأشياء التي فيها ضرر وهي ممنوعة ومحرمة شرعاً .
ومن الأمثلة التي تربي المسلم على ذلك في أعمال الحج الطواف ففيه اختلاط بين الرجال والنساء فيتربى المسلم على أن يغض بصره ولا يطلق له العنان في رؤية ما حرم الله ,كذلك التنقل لأداء شعائر الحج قد تكون هناك فرصة مهيأة للسرقة أو الأعتداء على أمتعة الحجيج ولكن الحج يربي النفس على مراقبة الله في كل وقت وعلى كل حال, وغيرها من الأمثلة التي ترسخ مثل هذه المعاني والمقاصد.
حتى يعود الحاج بعد حجه بعيداً كل البعد عن تلك المحرمات التي يكون بها ضرر عليه أو على غيره ليعيش المجتمع المسلم مجتمعاً محافظاً نزيهاً قدوة لغيره من المجتمعات التي وقعت في وحل كثير من المفاسد والشرور.

المقصد الخامس عشر/ تذكر الحقيقة الغائبة.

فلباس الإحرام يذكر المسلم بحقيقة غابت عن تفكيرنا وكرهتها نفوسنا وكم نهرب منها ولا بد لها أن تدركنا وأن نشرب من كأسها, إنها مفارقة هذه الحياة والانتقال إلى حياة البرزخ ثم الحياة الآخرة ,كما أخبرنا الله عنها بقوله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } .
فالحاج حينما يلبس الإحرام فإنه يشابه تلك الأكفان التي يكفن بها الميت ليلحد في قبره ,كما أن ذلك الجمع الغفير من الحجاج في مكان واحد وكل واحد منهم يلهج لسانه بدعاء الله أن يتقبله ويعتقه من ناره, يذكره بموقف المحشر الذي يجمع فيه جميع الخلق وكل فرد قد شغل بنفسه عن غيره كما وصفهم الله بقوله {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } , فحريٌ بالمسلم أن يكون دائم القرب من الله بعيداً عن معصيته ومخالفة أمره مستعداً لهذه الحقيقة في أي وقت حلت به وأدركته بعمل صالح يفرح به ويُسر يوم أن يلقى الله ,ولذا كانت وصية النبي صلى الله عليه وسلم :(أكثروا ذكر هادم اللذات ـ الموت) .

المقصد السادس عشر/ تربية على الموالاة لأهل الإيمان والمعاداة لأهل الكفر والشرك.

فالحج تبرز فيه خاصية مهمة يتربى عليها أهل الإسلام ليكون لهم منهجاً يسيرون عليه في حياتهم وفي تعاملاتهم وهو مبدأ الموالاة لأهل الإيمان والبراءة من أهل الشرك والكفر .
كما قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} .
فلا يحضر هذا المؤتمر الإسلامي المشهود إلا أهل الإسلام , ليتحقق ذلك المعنى في النفوس فلا يلتفت الحاج في حجه يمنة ويسرة إلا ويجد أخاه من أهل الإسلام فيرتفع شأنه وتسمو عزته ويزداد ولاؤه لأهل الإسلام وتظهر براءته من أهل الكفر والشرك مهما كانت قرابتهم متذكراً قول الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ...}

الخــــاتمــة

وختاماً فما أسماها من مقاصد وما أشرفها وأعلاها من غايات نبيلة يتمثلها الحاج بعد حجه ويستنير بها أهل الإسلام أجمع من هذا الموسم العظيم , والميدان الفسيح المليء بتلك المقاصد والغايات الجليلة والنبيلة.
وحقاً هي بعض من المقاصد ولا أدعي أني قد أتيت على جميع المقاصد التي يجدها كل متأمل لأعمال وأيام الحج.

أسال الله بمنه وكرمه أن يتقبل من الحجيج حجهم وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا خالصة لوجهه الكريم .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.






رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعالو نتجمع نشوف ايش بداخل الموضوع ارجو الجميع يشاهد الموضوع المعاصي الدعدي مجلس الترحيب والتهاني 52 04-24-2012 03:00 PM
كل مايتعلق بـ تصفيات امريكا الجنوبيه التقديم - النتائج [ محدّث ماجد المجلس العام 10 09-09-2008 08:14 PM
الابل ومسمياتها اعمارها وكل مايتعلق بها ابو فيصل مجلس القنص والرحلات 12 10-19-2007 04:56 PM


الساعة الآن 11:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل