قدر الله عليه وتزوجت فتاه سعوديه
مرحباً بكم يا سادة يا كرام ، وسلام عليكم من الله ورحمة منه وبركة
اخواني وأخواتي ..
في هذه الليلة الليلاء ! ها أنذا أتقدم الصفوف ، وألتفتُ إليكم سائلاً ، بثيابٍ مشققة ، فجودوا وأنتم الكرام بما تستطيعون ! وإن كان بعضكم ممن هم في آخر الصفوف بعدُ لم يرني إلى وقته هذا ، فسوف أجعله يراني ..
فها أنذا أرتقي السلُّم لأعلو المنبر .
لقد قدّر الله علي وتزوجتُ فتاة سعودية ، سعودية قلباً وقالباً ، وهذه الأوراق التي أحملها تثبت ذلك ؛ فدونكم عقد النكاح ، وعقد القصر .
ـ يا سادة يا كرام ـ إنْ هي إلا هرطقات كسول ، وأحاديث عجوز ، وهمهمات مجنون ، تعس فكره ، ونضب ماء عقله ، فغدا يشتم كل فتاة سعودية ! آو إنةً يهزأ ويسخر ، وأُخرى يلعن ويتذمر ، ثم يركب حماره ، لينطلق إلى بلدان هنا وهناك ، باحثاً له عن زوجة ، زعم أنها تفوق الفتاة السعودية ! جمالاً وخُلُقاً ، وملاحةً وماءً ، وأناقة ملبس وحسن تبعّل !! و لقد خانه كل شيء في جسده بإقدامه هذا وبفكره ذاك ، وما أراه يفكر إلا بعقل حماره ، الذي يأتي بالأفكار من طرف ذيله .
قبل البدء ، أنا لا أحجِّر واسعاً ولا أحرِّم حلالاً ، فالزواج من غير السعودية حلالٌ لا ريب فيه ، وجائز لا شك يعتريه .. تماماً كما الفتاة السعودية ، غير أن خطابي ، موجهٌ إلى صنفٍ من البشر ، هم في قسوة قلوبهم أقرب إلى الحجر ، موجّهٌ إلى أولئك الذين تركوا الفتيات السعوديات رغباً عنهنّ ، وزهداً فيهنّ ، وترفّعاً عليهنّ ، خطابي إلى أولئك القوم الذين بخسوا الفتاة السعودية حقها ، وظلموها في عقر دارها ، وأهانوها وهي العزيزة الشامخة .
سأتحدث اليوم يا سادة ويا سيدات في الممنوع والمسموح على حدٍ سواء ، لن أردّ حرفاً توصّل إلى قلمي بأي سبيل ، ولن أمنع كلمة قفزتْ إلى صفحتي من أي طريق ، كما لن أُرغم سياقاً أبى ، مهما كانت الحاجة إليه ! سأُرسل القلم يجبي الخَرَاج كيفما شاء ، إنْ جاء بالسمين رحّبت وشكرتُ ، وإن جاء بالغث قبلتْ ، والمعاني ! وما أدراك ما المعاني ! سأحلّ عنانها ، لتنطلق إلى حيث أريد وما لا أريد ، ومجمل القول أني سأتحدث بعفو اللفظ وقريب المعنى ، بعيداً عن الهُجر من القول ، والسيء من المعاني .
أيها السادة والسيدات ..
لقد عجبتُ وتألمت لحال الفتاة السعودية في هذا الزمان المظلم ، لقد باتت هذه المسكينة الكسيرة ، طريحة الهموم والأحزان ، تئنّ تحت الضربات المُوجعة ، والسهام المسمومة التي تنهال على جسدها الغضّ ، من كل حدب وصوب ، تولّى كِبر ذلك رجالٌ يئسوا من الحب كما يئس الكفار من أصحاب القبور ، خلتْ قلوبهم من الحب الغامر وغير الغامر ، فأصبحت خرائب ، ليس فيها من الحب مثقال حبة ولا قُبة ، سلّموا أعنة قلوبهم لحمراء وصفراء ، تحملها الشاشات الفضية عبر الفضاء ، دُبغتْ بماء غير طاهر ، فبدتْ للناظرين ، ظاهرها فيه الرحمة والجمال ، ولو غُسلت بماء طاهر ، لرأيت من قبلها العذاب والخنفساء ، وجوهاً مزيّفة ، وأخلاقاً متكلّفة ، ما إن ترى حقيقة واقعهن إلا ذهب سحر الساحر ، كسراب بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء .
فحمل أولئك الرجال الكسالى ، حملة حمار واحدٍ على الفتاة السعودية ، وحاصوا حيصة حُمُر الوحش ، أشبعوهنّ كلاماً ، يجرح خدودهن قبل قلوبهن ، ويكسر نفوسهن ، قبل أن يهيض جناحهن ، وهنّ صابرات محتسبات ، يمسحْنّ دمعة ، ويشعلن شمعة .. لعل وعسى .
ماذا رأوا من فتياتنا المصونات ؟؟!! حتى يصرخوا في وجوههن ويعيبوهن .
لو فتّشنا عن العيوب ، فأنت أيها الذامُّ أكثر عيبا ، وأقل من أن يُلتفتَ إليك ، برئتَ من الجمال وبرئ منك ، جبهة كخدِّ البعير نقش عليها الدهر طلاسمه ، وأنفٌ يطاول أعنان السماء طولاً وعرضا ، وخدٌّ لعبتْ فيه عوامل التعرية ، حتى غدا كأرضٍ أصابها المطر فيبستْ وتشقّقت ، وبطنٌ كأنما هو بطنُ امرأةٍ حاملٍ تجاوزت شهرها التاسع بشهرين اثنين .. إن طال منكم رجلٌ ، فما يكمل طوله بغير عَرْجة ، ليصبح عِبرة وفُرجة ، وإن قصُر منكم تعيسٌ أصبح موطئاً لكل قدم ، ناهيك عن صِنانٍ يحيي ميّتاً ويقتل صحيحاً معافى ، فبالله عليكم يا أولئك ! بأي وجه حقٍ تشترطون وتطلبون ، ولا ينفك العجب منكم حتى تشتمون وتلعنون ، وكأن الله وهبكم من الجمال ما وهب يوسف بن يعقوب بن إبراهيم عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام .
إن الفتاة السعودية يا سادة ، كانت ولا زالت ملهمة الشعراء ، وسميرة الأدباء ، جمالاً وأنوثة ، وذكاءً وفطنة ، أليستْ تسكن الجزيرة العربية ؟! إذن ، خبّروني ماذا فعل الشعراء أمام حرم جمالهن وروعتهن .
خبِّروني مذا فعل المِلك الضِّــلِّيل ، امرؤ القيس ، حين رآهن يلهين في الغدير ؟!
ألم تروه قد عقر ناقته ، ونحر بعيره ، وشوى لهنّ ، فأصبح خادماً لهن وهو ابن ملك ؟!
خبّروني عن العامري ، ما الذي اعتراه ، حين بصُر بإحداهنّ ؟! لقد ذهب عقله ، وأصبح مجنوناً بعد أن كان عاقلا ، رآها في صباه ، فعشقها إلى الممات ..
إن الفتاة السعودية ـ أيها الرجال ـ أخذتْ من الجمال النصيب الأوفر والحظ الأكثر ، وقلِّب النظر حيث شئتَ ، ومهما رأيت وشاهدتَ ، فلستَ مشاهداً في الجمال أجمل منها ، لو رأيتَهن من وراء الحجاب ، لقلتَ البدرْ يخفي حسنَه خلف كثبان السحاب ، وإذا ما بدتْ بأناقتها وأنوثتها ، قلتَ لمثل هذا سعى الرجال الأفذاذ .. طولٌ يهتف بالقلوب الوامقة فتأتي على وجهها ، وقِصرٌ يصرخ في الحيارى فتهتدي لرشدها ، عيون المها وخدود الصفا ، وقدودٌ يهوي القِرط سبعين خريفاً فها قد يصل ، قوامٌ يحِن إليه الصخر الصلد ، على الحالين تخينة ونحيلة ، زينها الله وخلقها في أحسن تقويم .
إن سألتَ يا أيها الذي يعيب ، عن أخلاقها ، فهي بنت الرجال ، حلماً وصبرا ، صبرت على صلافتك وأخلاقك ، وصبرت على فقرك وعسرك ، وعلى تسكّعك ! ثم ما رأت منك إلا ما رأى سنمّار من سيده .. فمن يفعل كفعلك ! لا أمَّ لك ..
إنهنّ النساء الجميلات ، وما يعيبهن إلا رهين النظّارات ، تالله لقد توهمتُ أن يكنّ الحور العين ، لولا أنهنّ يحضْن ، ويسكُنّ الأرض .
عفواً يا سادة ، لا تحدثوني عن غيرهن ، ولا تسمعوني غير أصواتهن ، لستُ أقتنع بغيرهن ، ولستُ أبغي بديلاً عنهنّ ، فلقد ظفرتُ بإحداهن !
لا تحاولوا تحريك الجبل عن مكانه ، فقِدماً حدثني أصدقائي ، عن فلانة وفلانة ، حدثوني عن الصفراء والحمراء ، فما ألقيتُ لهم سمعاً ولا قلبا ، كيف أسمع وفي بلادي ما يفوقهن ويزيد عليهن ،
نعم إنهم حدثوني ..
حدثوني
عن الغواني طويلاً
حدثوني عن اللواتي سحرن الكل
والبعضا
حدثوني وقالوا
هل رأيت الأقمار
في كل نادٍ
كل ملهى
وهن يلوين خصرا
حالماتٍ
وهن يُصعِرن خدّا
ناعماتٍ
وهن يمشين غنجا
-------------------------------
حدثوني وحدثوني
وقالوا
بين هذا الهناء يومٌ وبعضهْ
فجديرٌ بك الهناء وروضهْ
فخذ اليوم تذكرهْ
ودع الهم طريحاً في المجزرة
وخذ السعد بكأسٍ ما أكبره
نحن أوفى
نحن أوفى من صاحب
نحن أوفى
---------------------------------
قلت مهلاً
أنتم رفاقي وصحبي
فخذوا القول واضحاً
واسمعوني
زوجتي .. أنسي
زهرتي
واسمعوني
زوجتي باتت موطني
وشجوني0008bحقاً وصدقاً .. لقد باتت الفتاة السعودية موطن الرجال السعوديين وشجونهم ، في الأعم الأغلب ، إلا من لا نظر صحيح له ، فمثله لا حساب له ، فهو خارج التغطية مؤقّتاً إلى أن يعود لصوابه !
ثم أنت أيها الذامّ لهن ، إن كنتَ بعدُ لم تتزوج منهن ، فليس لك أن تحكم عليهن بتجارب غيرك ، فلعله يكون ظالماً أو فاشلاً ، فما يحق لك تسليم عقلك ورأيك لغيرك ، وبالتالي فإن حكمك مرفوضٌ جملة وتفصيلا .
لا تعبأ يا عزيزي بما يقوله المخذلون من الأعراب ومن الأغراب ، وبكل بساطة يا فتى أقول لك ،إنهنّ البيض المكنون ، فاظفر بواحدة منهن ، فلعلي أحظى منك بدعاء مستجاب .
وإن كنت قد تزوجتَ منهن ، وقلتَ فيهن ما قلت ، فالعيب فيك لا فيهن ، وما أُتيتَ إلا من قبل نفسك ، تعذّرتَ بأعذار ، هي ببيت العنكبوت أشبه ، وبالقِطمير أقل وأحقر .
زعمتَ فيما زعمتَ أنهن بلا مشاعر ، وأنهن على السُرر كأحد أعمدتها ، وهمساً في أذنك يا غلام ، هل يصعد اللؤلؤ إلى الغواص على سطح البحر ؟! أم ينطلق إليه الغواص في الأعماق ليجده في انتظاره ؟!!!!
قل لي بربك ، هل أزلت المعوِّقات لتبصر الأمنيات ؟
أين جمال منظرك ؟!
وإين عبق رائحتك ؟!
لا شيء .. لا شيء ! ثم تريد أن يكنّ ويكنّ ويكنّ .
زعمتَ فيما زعمتَ ، أن أصواتهن أصوات الرجال ، ليس فيها نعومة وأنوثة !!! وما نقول إزاء هذا ، إلا سبحانك هذا بهتان عظيم ، نظّفوا آذانكم مما علق بها ، وسترون النتيجة فعّالة ، إنهنّ يملكْن الصوت العذب الجميل ، والكلمة الساحرة ، والهمسة الحانية ، ولكن لا جرم ، صدأت آذانكم حين عميت أبصاركم .
زعمتَ فيما زعمت أنهن لا يعرفْنَ المرح ولا الدعابة !! فقلنا كذبتَ وكُذِّبت .. متى رأتْ صفار ثناياك الجميلة ! لتشعر بالثقة والأمان ، فتبادلك بالطرائف ، في ابتساماتٍ قاتلة ، والسهم كامنٌ بين أسنانها الثلجية ..[/]وفي الختام أقول ..أيها الشاب السعودي
لتكن أم أولادك فتاة سعودية
فحينئذٍ ستقول لك الدنيا بملء فيها :
تربت يداك
جرّب فأنت على المجرّب ..
[grade="00008b ff6347 008000 4b0082 ff6347"]تحياتـــــــــــــــــــي للجميع[/grade]
آخر تعديل ابو ياسر المشعلي يوم 03-03-2009 في 02:53 AM.
|