رد: مرثية الشاعر الكبير طامي الرياحي في شقيقه الراحل فيصل الرياحي
التمسو لأختكم الفاضلة عذرا فهناك فتوى شرعية للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
تعالى تجيز ما ذهبت إليه ، ولها دلائل من السنة النبوية المطهرة ،
============
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
سؤالي هو : ما هو حكم الإقسام على الله ؟؟
وجزاكم الله خيرا ...
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
والقسم على الله ينقسم إلى أقسام :
الأول : أن يقسم على ما أخبر الله به ورسوله من نفي أو إثبات ، فهذا لا بأس به ، وهذا دليل على يقينه بما أخبر الله به ورسوله ، مثل : والله ، ليشفعن الله نبيه في الخلق يوم القيامة ، ومثل : والله ، لا يغفر الله لم أشرك به .
الثاني : أن يقسم على ربه لقوة رجائه وحسن الظن بربه ، فهذا جائز لإقرار النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في قصة الربيع بنت النضر عمة أنس بن مالك رضي الله عنهما ، " حينما كسرت ثنية جارية من الأنصار ، فاحتكموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقصاص ، فعرضوا عليهم الصلح ، فأبوا ، فقام أنس بن النضر ، فقال : أتكسر ثنية الربيع ؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع. وهو النضر ، فقال : أتكسر ثنية الربيع ؟ والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع . وهو لا يريد به رد الحكم الشرعي ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " يا أنس ! كتاب الله القصاص " ، يعني : السن بالسن . قال : والله ، لا تكسر ثنية الربيع " ، وغرضه بذلك أنه لقوة ما عنده من التصميم على أن لا تكسر ولو بذل كل غال ورخيص أقسم على ذلك .
فلما عرفوا أنه مصمم ألقي الله في قلوب الأنصار العفو فعفوا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره " (1)، فهو لقوة رجائه بالله وحسن ظنه أقسم على الله أن لا تكسر ثنية الربيع ، فألقي الله العفو في قلوب هولاء الذين صمموا أمام الرسول صلى الله عليه وسلمعليه شهادة بأن الرجل من عباد الله ، وأن الله أبر قسمه ولين له هذه القلوب ، وكيف لا وهو الذي قال : بأنه يجد ريح الجنة دون أحد ، ولما استشهد وجد به بضع وثمانون ما بين ضربة بسيف أو طعنة برمح ، ولم يعرفه إلا أخته ببنانه (2)، وهي الربيع هذه ، رضى الله عن الجميع وعنا معهم .
ويدل أيضاً لهذا القسم قوله صلى الله عليه وسلم :
" رب أشعت مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره " (3).
القسم الثالث : أن يكون الحامل له هو الإعجاب بالنفس ، وتحجر فضل الله عز وجل وسوء الظن به تعالى ، فهذا محرم وهو وشيك بأن يحبط الله عمل هذا المقسم ، وهذا القسم هو الذي ساق المؤلف الحديث من أجله (4) .
====
(1) البخاري : كتاب الصلح / باب الصح في الدية ، ومسلم : كتاب القسامة / باب إثبات القصاص في الأسنان.
(2) البخاري : كتاب الجهاد / باب قوله تعالى : { من المؤمنين رجال صدقوا } ، ومسلم : كتاب الإمارة / باب ثبوت الجنة للشهيد .
(3) مسلم كتاب البر والصلة / باب فضل الضعفاء .
( 4 ) والحديث : عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال رجل : والله لا يغفر الله لفلان ، فقال الله عز وجل : من ذا الذي يتألي على أن لا أغفر لفلان ؟ إني قد غفرت له وأحبطت عملك " رواه مسلم كتاب البر والصلة / باب النهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله ..
المرجع كتاب : " القول المفيد شرح كتاب التوحيد "
=====
وتقبلوا خالص تحياتي وتقديري ،،،
|