زواج السلاحف يتم اخصاب جميع الزواحف داخليا اي ان على الذكر ادخال نطافه مباشرة في مذرق الانثى ، وهي الفتحة التي يخرج منها البراز والبيض . وقبل ان يتم التزاوج يقوم الزوجات بسلسلة من الحركات يطلق عليها اسم رقصة الزواج وتشتمل على عضات ودفعات ومداعبات وملاحقات ، وقد تشكل هذه الرقصات في بعض الاحيان مشاهدة ملفتة للانظار ويختلف الجهد الذي تضطر الزواحف لبذله باختلاف الانواع . فعندما يدنو موسم التزاوج تهاجر السلاحف الخضراء إلى مناطق الوضع وتضطر احيانا إلى عبور 3200 كيلومترا .
يجذب ذكور الافاعي الاناث برقصات غريبة قد تدوم عدة ساعات وعندماتنهي الرقصة يتشابك الذيلان وعندها يتم الاخصاب . قد يبقى زوجا الافاعي متحدين اثناء التزاوج لفترة تتراوح بين 10 دقائق إلى أكثر من 25 ساعة ، بالنسبة لبعض الانواع مثل الافاعي السوداء يتم التزاوج اثناء تدليهما من غصن شجرة .
يسبح ذكر سلاحف الشرسين الاصغر حجما من الانثى يسبح بسرعة إلى وراء الانثى ويلصق وجهه بوجهها ثم يسبح حتى يصبح خلفها ويبقى انفه على بعد 2 او 3 سنتمترات منها ويداعب في الوقت نفسه خديها بمخالبه الطويلة .
يهاجم ذكر السمندل الانثى قبل اخصابها بفترة قصيرة هجوما عنيفا على راسها من الخلف .
يتطلب زواج السلاحف وضعات معقدة جدا اذ ينبغي ان يقف الذكر بشكل شبه عمودي رافعا جسده فوق الجزء الخلفي من ترس الانثى ومستدا إلى قوائمه الخلفية الطويلة.
حكي أن أبا العلاء المعري كان يتعصب لأبي الطيب المتنبي فحضر يوما مجلس المرتضى فجرى ذكر أبي الطيب فهضم من جانبه المرتضى فقال أبو العلاء لو لم يكن لأبي الطيب من الشعر إلا قوله: لك يا منازلُ في القلوب منازل لكفاه. فغضب المرتضى وأمر به فسحب وأخرج وبعد اخراجه قال المرتضى هل تعلمون ما أراد بذكر البيت قالوا لا قال عنى به قول أبي الطيب في القصيدة:
وإذا أتتك مذمتي من ناقصٍ ... فهي الشهادة لي بأني كامل
السري الرفاء كان من مداح سيف الدولة وجرى في مجلسه يوما ذكر أبي الطيب فبالغ سيف الدولة في الثناء عليه فقال له السري أشتهي أن الأمير ينتخب لي قصيدة من غرر قصائده لأعارضها ويتحقق الأمير بذلك أنه أركب المتنبي في غير سرجه فقال له سيف الدولة على الفور عارض لنا قصيدته التي مطلعها:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي ... وللحب ما لم يبق مني وما بقي
قال السري فكتبت القصيدة واعتبرتها في تلك الليلة فلم أجدها من مختارات أبي الطيب لكن رايته يقول في آخرها عن ممدوحه:
إذا شاء أن يلهو بلحية أحمقٍ ... أراه غباري ثم قال له الحق
فقلت والله ما أشار سيف الدولة إلا إلى هذا البيت.