01-17-2011, 01:41 AM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
اخر
مواضيعي |
|
|
إيسوب..
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:100%;background-image:url('http://dc04.arabsh.com/i/02563/1en5lgbyoadz.jpg');"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]
تَحِيّه طَيْبَه لِلْجَمِيْع 
,
مَن هُو إِيْسُوب
تَعَدَّدَت ارّاء الْبَاحِثُوْن وَاخْتَلَفَت فِي أَصْل هَذِه الْشَّخْصِيَّه.
فَهُنَاك مَن يُنْكِر وَيَنْفِي وُجُوْد إِيْسُوب وَيَرَى ان الْيونَايِين اعْتَادُوا عَلَى نِسْبَة الْكَثِيْر مِن الْاعْمَال الْمَجَهَولِه الَى شَخْصِيَّة خُرَافِيَّه لِتَخْلِيد هَذِه الْأَعْمَال.
وَفَرِيِّقا اخِر يَرَى أَن شَخْصِيَّة إِيْسُوب شِبْه إِسَطْوريّه وَإِنَّه الْمُؤَلِّف الْحَقِيقِي لِتِلْك الْحِكَايَات.
وَنَسَبُوْا إِلَيْه الْعَدِيْد مِن الرِّوَايَات الاسَطْوريّه وَمِن تِلْك الرِّوَايَات انَّه بَعَث بَعْد وَفَاتِه وَشَارَك فِي احْدَى الْمَعَارِك الْشَّهِيْرِه .
وَهُنَاك فَرِيْقا ثَالِث وَمِنْهُم هِيْرُوْدُوَت يُؤَكِّد انَّه شَّخْصِيَّه حَقّيِقِيَّه عَاش فِي الْقَرْن الْسَّادِس قَبِل الْمِيْلَاد وَانْه كَان عَبْدِا وَاعْتَقَّه سَيِّدِه بَعْد أَن أُعْجِب بِذَكَائِه وَعَلَّمَه.
وَمِمَّا يُؤَكِّد ان إِيْسُوب شَّخْصِيَّه حَقّيِقِيَّه هُو إِشَارَة الادَبَاء وَالْمُفَكِّرِيْن وَالْفَلَاسفَه لَه فِي عِدَّة مَوَاضِع .
,
هَيْئَتَه وَصِفَاتِه الْشَّخْصِيَّه.
أَجْمَع الْبَاحِثُوْن عَلَى أَن إِيْسُوب كَان قَبِيْح الْمَظْهَر دَمِيْم الْشَكْل أَحْدَب الْظُّهْر بَارِز الْبَطْن طَوِيْل الْرَّأْس أَسْمَر الْبَشَرَه
أَلْثَغ الْلِّسَان حَتَّى ان الْكَثِيْرِيْن كَانُوْا يَجِدُوْن صُعُوْبَة فِي التَّوَاصُل وَالْتَّفَاهُم مَعَه..
وَعَلَى كِلَا اي كَانَت صِفَاتُه الْخَارِجِيّه فَإِن الْجَمَال اكْتَمَل فِي عَقْلِيَّتَه الْجِبَارَه وَالَّتِي خَلَدِهَا الْتَّارِيْخ .
,
قِصَّة بَيْعِه؟
يَرْوِي لَنَا الْمُؤَرِّخُوْن قِصَّة بَيْع إِيْسُوب
فَيُقَال إِنَّه عِنْدَمَا تَم أَخَذَه لِيُبَاع فِي سُوْق الْنِخَاسَة كَان مَعَه عَبْدَان آَخَرَان
فَجَاء أَحَد الْسَّادَة مِن الْيُوْنَانِيِّيْن وَهُو ( كّزانْثُوس ) . وَعِنْدَمَا سَأَل الْعَبْد الْاوَّل : مَاذَا تَسْتَطِيْع أَن
تَفْعَل ؟ فَكَانَت اجَابَتِه : أَي شَيْء يَا سَيِّدِي .
وَعِنْدَمَا أَعَاد الْسُّؤَال نَّفْسِه عَلَى إِيْسُوب أَجَاب : أَنَا لَا أَسْتَطِيْع ان أَفْعَل شَيْئا يَا سَيِّدِي
.
فَدُهِش الْرَّجُل مِن الاجَابِه ؟ فَسَأَلَه وَكَيْف ذَلِك ؟
فَأَجَاب إِيْسُوب إِن رَفِيْقِي لَم يَتْرُكَا لِي شَيْئا أَفْعَلُه
فَقَال حَسَنَا ًالآن لَو دَفَعْت فِيْك مَا يَطْلُبُوْن مِن مَال أَتَكُون صَالِحا ً وَأَمِيْنا ً ؟ فَأَجَاب : إِيْسُوب :
إِنَّنِي يَا سَيِّدِي سَو ف أِظـل صَالِحَا ً وَأَمِيْنا ً إِشْتَرَيْتَنِي أَم لَا
فَأَزْدَاد إِعْجَاب الْرَّجُل بِه : وَسَأَلَه :
خَبَّرَنِي الْآَن بِصِدْق أَلَّن تُحَاوِل الْهَرَب ؟ أَجَاب إِيْسُوب : وَهَل سَمِعْت فِي حَيَاتِك، يَا سَيِّدِي عَن
طَائِر لَم يُحَاوِل أَن يَهْرُب مِن قَفَصِه أَو أُخْبِر صَاحِبُه عِنْدَمَا تَكُوْن لَدَيْه النِّيَّة لِأَن يَهْرُب ؟
فُسِّر مِنْه الْرَّجُل الَا أَنَّة قَال لَه :
أَخَاف أَن يَسْخَر الْنَّاس مِن جَسَدِك الشائِه فِي أَي مَكَان تَذْهَب إِلَيْه .
فَقَال إِيْسُوب
إِن الْفَيْلَسُوْف يَا سَيِّدِي يَنْبَغِي أَن يُقّيِّم الْانْسَان بِعَقْلِه لَا بِجَسَدِه
فَشَعَر الْرَّجُل بِمالَدَيْه مِن ذَكَاء وَحِكَمِه فَدَفَع فِيْه ماطْلْبِه الْتَّاجِر ..
,
مَوْتِه
وَأَثْنَاء تَجْوَالِه فِي بِلَاد الْيُوْنَان أَرَاد إِيْسُوب زِيَارَة دِلْفِي حَيْث هُنَاك مَعْبَد الالَه أَبُوْلِلُو وَعِرَافَتِه الْشَّهِيْرِه.
وَمَنْبَع الْحَكَمَه وَالْحُكَمَاء..وَعِنْدَمَا وَصَل الَى دِلْفِي أُصِيْب بِخَيْبَة أَمَل حَيْث وُجِد أَهْل هَذِه الْمَدِينَه يَكْسُوَهُم الْكِبَر وَالْغُرُوْر
وَفِي غَايَة الْبُخْل وَالْجَشِع وَلايَعْرِفُون عَن الْحِكْمَة شَيْئا...
وَمِن هُنَا سَرْد لَهُم هَذِه الْحِكَايَه فَكَان يَقُوْل انَّنِي فِي حُب اسْتِطِّلاعِي الْشَّدِيْد لِزِيَارَة دِلْفِي اشْبَه بِجِمَاعِه كَانُوْا يَقِفُوْن عَلَى شَاطِيّء الْبَحْر
فَابْصُرُوا شَيْئا لَم يَتَّضِح لَهُم بَعْد فَالبِدايَه ظَنُّوْا انَّه شَيْئا ثَمِيْنَا لَكِنَّه كُلَّمَا اقْتَرَب مِن الْشَّاطِيْء شَيْئا فَشَيْئَا تَبَيَّنُوٓا انَّه لَيْس سِوَى كَوْمَة مِن النِّفَايَات وَالطَّحَالِب.
فَشَعَرُوا هُنَا بِالاهانِه فَارَادُوْا الانْتِقَام فدَّبِّرُوا لَه مُؤَامَرَه تُجَهِّز عَلَيْه .
لِانَّهُم كَان يَخْشَوْن ان يَرْوِي هَذِه الْحِكَايَات عَن اخْلاقَهُم فِي بُلْدَان اخْرَى ..
وَلِهَذَا دَبَّرُوا جَمَاعَه مِنْهُم لِيَضَعُوا فِي أَمْتِعَتَه كُوْبَا ذَهَبَيَّا مِن مُمْتَلَكَات الْمُعَبَّد وَمَاان حَزْم امْتِعَتُه وَبَدَا فِي الْتِرْحَال
حَتَّى هَجَمَت عَلَيْه جَمَاعَه مَن الْجُنُوْد فِي الْطَّرِيْق وَاتَّهَمُوه بِتَدْنِيس حُرْمَة الْمُعَبَّد وَسَرِقَة مُمْتَلَكَاتِه
لَكِنَّه ضَحِك مِن كَلَامِهِم وَاتَّهَمَهُم بِالْجُنُوْن فَقَامُوْا بِتَفْتِيْشِه وَوُجُوْدا الْكَوْب فِي صُنْدُوْق مَلَابِسِه
وَاظْهَرُوْا لِلْنَّاس جَمِيْعَا وِالْقُوِّه فِي الْسِّجْن دُوْن ان يَسْمَحُوا لَه بِالْدِّفَاع عَن نَفْسِه
وَفِي الْيَوْم الْتَّالِي انْعَقَدَت مَحَاكِمُه سَرِيْعَه وَحَكَمْت عَلَيْه بِالاعِدَام وَكَان الاعِدَام فِي هَذِه الْحَالِه
ان يَلْقَى مِن قِمَّة الْجَبَل.
,
حِكَايَات إِيْسُوب
انْتَشَرَت الْحِكَايَات الْشَّعْبِيَّه وَالْرِّوَايَات الْخَارِقَه وَالْخِرَافِيْه بَيْن مُخْتَلِف الْشُّعُوْب وَفِي شَتَّى الْعُصُور
وَكَان أَهَم مَايُمِّيز تِلْك الْحِكَايَات انَهَا قَصِيْرَه وَانَّهَا فِي الْاغْلَب تُرْوَى عَلَى لِسَان الْحَيَوَان وَتَحْمِل مَغْزَى اخْلَاقِي
وَلِهَذَا اعْتُبِرَت اقْرَب الَى الْدُّرُوس الَّتِي تَهْدِف الَى غَرَس الْعَدِيْد مِن الْمَفَاهِيْم الاخْلَاقِيْه فِي نُفُوْس الْنَّشْء
و تَخْتَلِف الْحِكَايَات الْخِرَافِيْه عَن الْقَصَص وَالْرِّوَايَات كَوْنِهَا خَيَالِيَه وَلَيْسَت تَارِيِخيِه .
وَلَقَد وَجَدْت الْحِكَايَه الْخِرَافِيْه فِي فَتْرَه مُبَكِّرَه مِن الْتَّارِيْخ الْيُوْنَانِي قَبْل إِيْسُوب صَحِيْح انَهَا لَم تُوَجَد فِي قَصَائِد
هُوْمِيْرُوْس لَكِن عَدَدَا قَلِيْلا مِنْهَا وَرَد فِي الْشِّعْر الْيُوْنَانِي فِي فَتْرَه مُبَكِّرَه مِن الْتَّارِيْخ.
وَفِي الْقَرْن الْسَّادِس قَبْل الْمِيْلَاد ظَهَرَت حِكَايَات خُرَافِيَّة جَدِيْدَه لَكِنَّهَا كَانَت فِي الْأَعَم تُنْسَب إِلَى إِيْسُوب.
وَمُعْظَم الْحِكَايَات الْخِرَافِيْه تَدُوْر حَوْل الْحَيَوَانَات وَيُمْكِن أَن نَقُوْل هِي الْأَصْل وَهِي بِاسْتِمْرَار تُحَمِّل طَابَعَا شَعْبِيّا
وَنَادِرَا ماتِهْتم هَذِه الْحِكَايَات بِالْنَّبَاتَات اوَالظَّوَاهِر الْطَبِيْعِيَه .
وَتُعَد حِكَايَات إِيْسُوب مِن أَشْهَر الْحِكَايَات القَصَصِيْه وَهِي امْتِدَاد لِلَّحِكَايَات الْخِرَافِيْه الَّتِي وَرَدَت عَلَى لِسَان الْحَيَوَان
وَتُسَمَّى أَحْيَانا "حِكَايَات بِيَدَيّا" نِسْبَة إِلَى رَاوِي الْحِكَايَات الْهِنْدِي, وَالَّتِي تَرْجُمُهَا "ابْن الْمُقَفَّع" بكَلَيْلّة وَدِمْنَة
وَمَع أَهَمِّيَّتِهَا لَم تُتَرْجِم "حِكَايَات ايْسُوب" إِلَى الْعَرَبِيَّة إِلَا خِلَال الْسَّنَوَات الْقَلِيْلَة الْمَاضِيَة.
,
بَعْضَا مِن تِلْك الْحِكَايَات
صَدِيْق أَم عَدُو
أَسَتَطَاع الْثَّعْلَب أَن يَنْسَل وَيَتَسَلَّق الْسُّوْر
وَلِكَي يَحْمِي نَفْسَه مِن الْسُّقُوط حَاوَل الْتَّعَلُّق بِغُصْن نَبَات شَائِك غَيْر أَن الْشَّوْك انْغَرَز فِي قَدَمِه فَرَاحَت تَنْزِف
فَصَاح مِن الْأَلَم آَه أَيَّتُهَا الْشَّجَرَه لَقَد لَجَأْت إِلَيْك أَلْتَمِس الْعَوْن فَجَعَلْتَنِي أَسْوا مِمَّا كُنْت
فَأَجَاب الْغُصْن نَعَم يَاصَدِيْقِي لَقَد أُرْتُكِبَت خَطّا فَادِحَا عِنَدَمّا أَرَدْت أَن تَسْتَنْجِد بِي وَتُمْسِك بِشْوْكِي
إِنَّنِي أَنَا نَفْسِي أَسْتَنْجِد بِشَيْء آَخَر وَأَمْسَك بِه.
الْمَغْزَى :تُوَضِّح الْقِصَّة غَبَاء وَحُمْق أُوْلَئِك الَّذِيْن يَلْهَثُون فِي طَلَب الْمُسَاعَدَه مِن أُنَاس بِطَبِيْعَتِهِم يُقَدِّمُوْن الْأَذَى لَا الْعَوْن لِغَيْرِهِم .
,
الْمُهِم الْكَيْف لاالِكُم
سُخِّرَت ثَعْلَبَة ذَات يَوْم مِن لَبُوْه لِأَنَّهَا لَاتُنْجِب ابَدَا سِوَى شِبْل وَاحِد فِي كُل مَرَّة فَأَجَابَت اللَبُوه
(وَاحِد فَقَط نَعَم لَكِنَّه أَسَدَا)
الْمَغْزَى :الْقِيْمَه الْحَقْه لَأْي شَيْء تَكْمُن فِي نَوْعِه لاعَدَّدِه..
,
وَاحِدَة تَكْفِي
كَانَت جَمِيْع الْحَيَوَانَات تَمْرَح فِي الْإِحْتِفَال بِعَيْد زَوَاج الْشَّمْس وَكَانَت تَضَع الضَّفَادِع تَرْقُص مَعَهُم فِي فَرَح
غَيْر أَن وَاحِدَا مِنْهَا قَال إِيْها الْحَمْقَى لَم الْتَّهْلِيْل إِن شَمْسَا وَاحِدَه تَكْفِي لِتَجْفِيْف جَمِيْع الْبُحَيْرَات وَمَافِيْهَا مِن طِيْن
وَلَوَتَزُوِّجَت وَأَنْجَبَت طِفْلَا مِثْلُهَا فَسَوْف نَكُوْن فِي وَضْع سَيِّء لِلْغَايَه.
الْمَغْزَى : كَثِيْر مِن أَصْحَاب الْعُقُول الْفَارِغَه يُهَلِّلُون وَيَفْرَحُوْن لُأَشْيَاء خَاطِئَه.
,
الْعِقَاب الْطَّبِيْعِي لِعَدَم الْرِّضَا
كَانَت الْحَدَأَه تَغَنَّي فِي الْأَصْل بِإصْوَات غَايَه فِي الْوُضُوْح كَأَي بَجَعَة وَلَكِنَّهَا عِنَدَمّا سُمِعَت صَهِيْل الْحِصَان
غَارَت مِنْه وَبَذَلْت مَافِي وُسْعَهَا لِكَي تَقَلَّدَه.
إلِاانُهَا مِن كَثْرَة الْمُحَاوَلَات فَقَدْت مَاكَان لَدَيْهَا بِالَغِعّل مِن قُدُرَات فَلِاهْي تَعَلَّمْت الْصَّهِيْل وَلَاهِي حَافَظَت عَلَى صُوْتْهَا.
الْمَغْزَى :عَلَى الْمَرْء أَن يُنَمِّي مَالَدَيْه مِن قُدُرَات بَدَلَا مِن أَن يُحَاوَل إِكْتِسَاب قُدُرَات جَدِيْدَه.
,
مِن أَقْوَالِه :
نَحْن نَقُوْم بشْنَق صِغَار الْلُّصُوْص ونَعِين كِبَارِهِم فِي الْمَنَاصِب الْرَّسْمِيَّة.
كُلَّمَا صَغُر الْعَقْل زَاد الْغُرُوْر.
الْاقْتِصَاد أَن تَحْضُر الْيَوْم لِمَطَالِب الْغَد.
أَن تَنَال الْحِكْمَة عَن طَرِيْق مَصَائِب الْآَخِرِين أَفْضَل مِن أَن تَنَالَهَا عَن طَرِيْق مَصَائِبِك أَنْت.
يُمْكِنُك أَن تَغْفِر جُرْحَا لَكِنَّك لَن تَنْسَاه.
فِي الْأَوْقَات الْعَصِيبَة يَحْتَاج أَقْوَى الْأَقْوِيَاء لِأَضْعَف الضُّعَفَاء.
عَوَاطِفَنَا كَالْمَاء وَالْنَّار: خَدَم جَيِّدُوْن، وَأَسْيَاد سِيْئُوْن.
[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
|
|
|