مشاركة: العالم اليوم؟؟؟ بقلم ابو عزام الهذلي
الوجه الاقتصادي لعالم اليوم:
في عام 2004 شهد اقتصاد العالم نمواً بلغ معدله 5.1%، وهو المعدل الأسرع طيلة الثمانية والعشرين عاماً الماضية. ومع أن "مؤشر المناخ الاقتصادي العالمي" التابع لمعهد (Ifo)، والذي يستند إلى دراسات تقييم ربع سنوية يجريها 1200 خبير في تسعين دولة، قد سجل هبوطاً طفيفاً أثناء أول ثلاثة أرباع من العام 2005، إلا أنه عاد ليسجل ارتفاعاً من جديد خلال الربع الأخير، الأمر الذي يشير إلى استمرار الازدهار الاقتصادي. وطبقاً للتقديرات فقد بلغ معدل النمو خلال عام 2005 حوالي 4.3%، ونستطيع أن نتوقع معدلات مماثلة خلال عام 2006، أي أن العالم يعيش الآن فترة مستمرة من النمو العالمي السريع الذي لم يسبق له مثيل منذ سبعينيات القرن العشرين.
لكن هذا الازدهار يفتقر إلى الانسجام أو التساوي. ففي الولايات المتحدة أصبح عدد الخبراء الذين يخرجون بتقدير متفائل للموقف الاقتصادي الحالي في تضاؤل؛ والحقيقة أن أغلبية الخبراء يعتقدون أن الموقف الاقتصادي سوف يتدهور خلال الستة أشهر القادمة. لكن التفاؤل ما زال قائماً في دول آسيا، بما فيها الصين. ويصدق نفس القول على أوروبا الشرقية، ودول الاتحاد السوفييتي السابقة، وأميركا اللاتينية.
ومع التفاؤل الاقتصادي الا ان عالمنا يواجه اليوم أزمة مالية ـ نقدية واقتصادية لا مثيل لها في التاريخ الحديث. علة هذه الأزمة ظهرت بانهيار نظام "بريتون وودز" في عام 1971 على يد الرئيس الأمريكي ريتشارد نكسون، لكن سبب اشتدادها في السنين الأخيرة هو أن حكومات دول مجموعة السبعة الصناعية وبنوكها المركزية ومؤسساتها المالية حاولت منذ اندلاع الأزمة المالية الآسيوية في صيف 1997 (التي بدورها نتجت عن مضاربات المضاربين الماليين وقراصنة العملة مثل جورج سوروس الذين اصابوا
الاقتصاد الجنوب الاسيوي بكارثة التدمير عندما اهملوا وتركوا المبادئ الاساسية في النظام المالي الامر
االذي ادئ الي اندلاع الاومة المالية والاقتصادية حيث يتجسد اغفال هذة المبادئ في التحول الجنوني اقتصاد إنتاج واستهلاك السلع والخدمات الصناعية ـ الزراعية إلى اقتصاد التجارة بالعملات الورقية والأوراق المالية دون أن يكون هناك رابط ما بين عملية الإنتاج والنظام المالي.
على سبيل المثال، 99% من تجارة العملة اليومية في العالم لا علاقة لها إطلاقا ببيع وشراء السلع والخدمات. أما فيما يخص الأوراق المالية مثل أسهم الشركات والمشتقات المالية فإن قيمتها اليوم تتجاوز 400 تريليون دولار، بينما لا يتجاوز مجموع الناتج القومي لكل أمم الأرض مجتمعة 40 تريليون دولار، وهذه المعاملات المالية تترتب عليها فوائد، وهي بحد ذاتها يمكن اعتبارها التزامات مالية أو ديون؛ فمن أين يتم سدادها؟ ومن أين يأتي المال لضمان استمرار هذا النظام وتجد ايسر
الطرق فيما ما عمدت إليه وانتهجته دول مجموعة السبعة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية هو تصدير الأموال وضخها إلى الأسواق والبنوك، سواء أكانت أموالا ورقية أم إلكترونية. كما أصبحت الولايات المتحدة الملاذ الأخير لصادرات دول آسيا وغيرها من الأمم المنكوبة بالأزمة. وأصبح لدى الولايات المتحدة عجزاً تجاريا أمام دول العالم وصل مستواه إلى 600 مليار دولار عام 2000. وطوال تلك الفترة كانت الولايات المتحدة تسد هذا العجز عن طريق استثمار بقية شعوب العالم في السوق المالية الأمريكية 0 حبيث كانت أمريكا تقرض بقية العالم ورقاً مقابل اماتصدره تلك الدول، ويقوم المصدرون باستثمار ذات الورق في داخل أمريكا. كما تم في آخر عام 1999 طبع كميات خيالية من الدولارات بحجة الخوف من انهيار أنظمة الكمبيوتر في العالم عند التحول إلى عام ألفين؛ لذلك قامت المصارف المركزية في العالم بطبع وتجهيز العملات لتوزيعها وتداولها يدويا في حال تعطل أجهزتها الإلكترونية، وجاء عام ألفين ولم تتعطل أجهزة الكمبيوتر، لكن الأموال التي طبعت في أمريكا لم يتم إتلافها بل تم ضخها للتداول في أسواق المال.
وفي الاونة الاخير خرج علينا في عالمنا اليوم مايسمي(( بالنظام الاقتصادي الجديد)) والذي يهدف الي
اغراق السوق العالمي والتجارة في اسهم الاتصالات والهواتف والكمبيوتر والإنترنت وتقنية المعلومات
وقد تميز هذا النظام الجديد عن النظام القديم في توفير مليارات الدورات عن طريق الاستغناء عن كمية
العمالية والجهد والطاقة وكذلك المواد الخام الاولية , وهذا بعكس النظام الجديد الذي لايحتاج سوء
كبسة زر0
ولكن نجد علماء الاقصاد اليوم لديهم المخاوف الفعلية من انهيار هذا النظام ولم يبقي سوي الاعلان عن
اشهار افلاس النظام الجديد من قبل الحكومات 0والبحث عن نظام مالي جديد يكون هدفه الاعتمادات والقروض المالية هو تحفيز النمو الاقتصادي الحقيقي بعكس مانحن عليه اليوم من انظمة مالية وقد
اعترفت امريكا نفسها بفشل هذا النظام الذي يثبت قيم العملات الوطنية لتلك الدول علي اساس سلعة
والذي يستوجب علي الدول الصناعية تصدير اعتمادات وقروض باهضة الفائدة والتي جعلت من العقود
تجارة طويلة المدي واستغلال انتاج تلك الدول البيئية والزراعية000الخ مقابل تسديد تلك العقود0
ان المتتبع للاقصاد الامريكي يعرف تماما كمية انتاجها الوطني الذي لايكفي سد حاجتها من المواد الاولية
والصناعية والزراعية 0لذلك عمدت وبحكم تفردها بالسيطرة العالمية التي السيطرة علي انتاج دول العالم
فعندما قامت بحربها ضد الارهاب وعلي افغانستان والعراق لم تكن حربها عشوائية وانما كانت تهدف الي
السيطرة وفرض ماتهدف اليه من استغلال خيرات الدول التي يمر بها طريق التنمية العالميه الجديد
وهو مايسمي (( بطريق الحرير)) والذي يمتد من شرق الصين مروراً بآسيا الوسطى غرباًأو الهند وإيران والى شمال الجزيرة العربية وتركيا انتهاءً بأوروبا.. الشريان الرئيسي للتجارة العالمية0حيث تلاقي الحضارات والديانات العالمية , وقد عهد هذا الطريق اوج عظمته التجارية ابان العصر الاسلامي مابين القرن الثامن والحادي عشر الميلادي إلى سقوط بغداد على يد المغول الغزاة عام 1258م.
ولم تكتفي امريكا بذلك بل عمدت الي بسط نفوذها علي ممرات التنمية سواء البحرية او السكك الحديدية وشبكتها العالمية والذي اضعف تنمية التجارة الداخلية والخارجية بين الدول خاصة النامية منها 0ولو رجعنا للوراء قليل0والسؤال الذي يطرح نفسة0لتبين لنا إن هذا النظام يعطينا أصدق صورة عن طبيعة النظام الاستعماري القديم الذي أنشأته بريطانيا وفرنسا وهولندا، وكان الغرض منه نهب ثروات تلك الشعوب ومنع أي تعاون إقليمي ما بين الدول المستعمرة سواء في فترة الاستعمار أو ما بعدها0
ان السؤال الذي يطرح نفسة:
كيف يمكن ان تتحد القارة الافريقية ؟ ولايوجد ابسط معاني الطرق لديها0 وكيف يمكن للعرب توحدهم
وتنمية مقدراتهم ويوجد لديهم شبكة سكك توحدهم ؟ وما المانع من انشاء تلك الشبكة العربية الي تصل
جميع البلدان العربية ببعضها؟ وهلي تستطيع ؟ وماهي الاسباب التي دعت الدول العربية التي توقيع
هذة الاتفاقيات الاقتصادية الجائرة ؟ السبب معروف حتي لاتفكر البته في الاستغلال بنفسها وجعلها في
حاجة دائمة الي العقود والمساعدة الامريكية بعيدة الاجل؟
اما عن احتكار مقدرات الشرق الاوسط النفطية فهذا ما نحن عليه اليوم من التلاعب بالسوق النفطية
ومع ذلك هذا بوش يطل علينا في الاونة الاخيرة وحث الشعب الامريكي الي تقليل الاعتماد علي النفط
في خطة قد تحتاج الي 20-25 عاما ليجاد البدائل عن النفط وتحقيق اهدافه, في رسالة الي الدول الشرق
اوسطية اننا بطريق الاستغناء عن نفطكم وخاصة ايها العرب وايران؟ وماهذة النداءات من بوش الا للاستهلاك المحلي ؟ مع معرفته تمام بعدم الاستغناء عن النفط؟ ولكن كورقة ضغظ علي دول الخليج
وايران انه ومع مرور الوقت وتطوير الاكتشاف العلمي يمكن الاستغناء عن نفطكم ! مالم تذعنوا الي السياسية الامريكية , الرسالة الاخري التي يريد بوش ايصالها للعالم بأن أسعار النفط في ارتفاع وان ليس في وسع إدارته عمل الكثير في حال ارتفاعها بحدة مستقبلاً, الامر الذي يعنية للعالم اننا لسنا ايضا
بحاجة الي استنزاف النفط العراقي ؟ ولسنا بحاجة الي الاستيلاء علي نفط العراق كما تدعون البها
العرب؟ وان بقاء امريكي في العراق ليس من اجل النفط؟ بل من اجل تحقيق الحرية للشعب العراقي؟!!!
وان محاولة بقية الدول الاوربية والصين في الحصول علي حصتها من النفط مباشرة مع الدول النفطية
الخليجية باءت بالفشل نوع ما الا ما توعز اليه امريكا من بعض الصفقات هنا وهناك والتي لها اهدافها
السياسية والعسكرية0 والسبب في ذلك كما ذكرنا سابق تفرد امريكا بالعالم ؟ووضع يدها الانتاج العربي
بموجب ما تخولها تلك الاتفاقيات المبرهم مع تلك الدول؟ وهذا يرجع بنا الي انعدامية فك الارتباط
الاستراتيجي الامريكي البريطاني لحاجة بريطانيا الي النفط والحصول علي حصتها من تحت يد
امريكا ,وهذة الشراكة جعلت الهبة الامريكية لحصةو نصيب بريطانيا من النفط العراقي اكبر
من نظيراتها الاوربية 0الامر الذي حدا بروسيا وفرنسا الي مساندة ايران في قضية مفاعلها
النووي ؟مع التحفظ بقوة في عدم الاصطدام مع امريكا ؟ التي يمكن لها التفرد بضرب ايران
كما فعلت في العراق ؟ ويمكن لامريكا قطع جزء من الكعكة لتلك الدول المساندة لايران ان نشبت
الحرب مقابل عدم تجريك ساكنا منها؟ وهذا ماحصل عندما عوضت امريكا الاتحاد الروسي من نفط
الخليج , مقابل حصتها من نفط العراق ابان الحرب؟ الذي حدا بروسيا ان تنقلب علي عقبيها ضد
العراق ؟ وهذا ما ادهش وزير خارجية العراق طارق عزيز آنذاك0
اعتقد جازم (رائ الكاتب) لو كنت في موقع اتخاذا القرار الإيراني لما عولت علي الدور الأوربي كثيرا؟!
|