عوامل عديدة وسمت النص بميسم جمال لعل من أهمها استخدامه الطباق والمقابلة ، والتدبيج : وهو أن يذكر المتكلم ألوانا يقصد التورية بها والكناية.
ففي النص جمع بين ألوان مختلفة ، والأول منها مذكور بقصد التورية ، فالمحبوب الأصفر له معنيان : معنى قريب ؛ وهو محبوبه الموصوف بالصفرة ، ومعنى ازوراره : ميله عنه وعدم اتصاله به ، ومعنى بعيد : وهو الذهب ، وهذا المعنى هو المقصود ، أما بقية الألوان فمذكورة على سبيل الكناية ، فاغبرار العيش كناية عن ضيقه ونقصانه ، واخضراره كناية عن طيبة ونعومته ،وسواد اليوم كناية عن الحزن والغم ، وبياضه كناية عن السرور والفرح ، والفود : شعر جانب الرأس كناية عن كثرة الهموم والأحزان ، ووصف العدو بالزرقة كناية عن شدة عداوته ، ووصف الموت بالحمرة كناية عن شدته.
===
وهذا مثل آخر نختم به الجواب :
تردى ثياب الموت حمرا فما أتي ... لها الليل إلا وهي من سندس خضر
يقصد أنه لبس الثياب الملطخة بالدم حين قتل ، ولم يدخل عليه الليل حتى صارت تلك الثياب سندسا أخضرا ، فكنى بحمرة الثياب عن القتل ، وكنى بخضرتها عن دخول الجنة ، وبين اللونين طباق التدبيج.
(المصدر : دراسات منهجية في علم البديع/ د . الشحات محمد)