الزلامي دخيل المطارفة
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center] بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على إفضاله وإحسانه، ونسأله المزيد من نعمه وإكرامه، اللهم كما زدتنا نعما فألهمنا شكرا وصلاةً وسلاماً على النبي المصطفى وعلى آله وصحبه الطاهرين الشرفا أما بعد:
( الزلامي دخيل المطارفة )*
لعل التاريخ لم يسجل لأمة من الأمم ما سجله للعرب في قيامهم بحق الضيف والجار ونصرة المظلوم واكتساب المحامد والترفع عن الرذائل.
سجل التاريخ ذلك للعرب وهم يعبدون الأشجار والأحجار فكيف بهم وقد أشرق عليهم نور الإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لهم: ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) حديث صحيح.
وقصتنا اليوم لا تخرج عن هذه المعاني السامية أبطالها ــ قبيلة عشقت المجد وعشقها فتسنمت باذخ العز وشامخه تلك هذيل معدية الأصل والمنشأ عدنانية اللفظ والمعنى عربية الفضائل والشمائل.
ــ ورجل لا ينام على ذل وضيم أراده أعداءه على خنوع وخضوع فأبت نفسه الكريمة إلا أن ينتصف وينتقم ومع هذا وذاك شاعرية فذة أرخت لهذه القصة ذاك هو نشاط الزلامي.
كان نشاط يعيش في قبيلته ناعم البال إلى أن حصل ما كدر عليه صفو الحياة حين قتل ابن عمه مسفر ظلما فالتأم أمر القبيلة على سوق الدية وصموا الآذان عن مطالب نشاط بعدم قبولها فقضى نشاط أيامه وسنواته التالية يتحين الفرص وحين واتته الفرصة قتل قاتل ابن عمه وفر هاربا إلى أن دخل في جوار المطارفة (1) من هذيل فقاموا دونه بسنان ولسان ولم تنفع أخصامَه كلُ محاولاتهم في قتله حتى أنهم أرسلوا رجلا ادعى الجنون زمنا يستدر عطف الناس وهو يترصد كل خطوة لنشاط حتى تبعه في (أم طخر) وهناك لقي هذا المجنون مقتله.
وحين رأى خصومه عجزهم عن الوصول إليه لجؤوا إلى ملك الحجاز الحسين بن علي رحمه الله وحين علم المطارفة بذلك أرادوا إبعاد نشاط في أعالي ديارهم بعيــداً عن العيــون إلا أن نشاط أبى ذلك أشد الإباء ورأى أن الشرع سينصفــه لأنه لم يقتل إلا انتــقاماً , وفي أثناء ذلك أنشد القصيدة الآتيـــة يتذكر ديار قومه ويذكر القصة الماضيـة ويمتدح المطارفة [/align][/cell][/table1][/align][poem=font=",6,darkblue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
هيــض عليَه وأنا في النايف اللي وِقـت عاليـه = النايف اللي صلاة الصبح بادي في رِزونه
وألد فأسناع حِياني وطرف العين ماأغضيــــه = والـقلب مايـستمــع فـي جابـَة اللـي يعذلونه
مجلاي ماهـوطرب كل القـبايـل فــاســرة فيـه = ماجيت لين إن مسفر حطت الأسطاح دونه
عودت للكـافل الأول وقلـــت الحق عطنيــــــه = الحـق عـطنيـه لـين إن القـبايـل يـسمـعـونه
قـد قلـت ممـنوع سلمك يـامـهيـا لاتــعـديــــــه = ويـقـول والله لـمـده والـزلامـا يـاخـذونــــه
عودت عنه أستكف وخاطري محد إطلع فيــه = العالـم الله بهجـسي والعرب مايـعلمـونــــه
أخذت(ردة)قضى فاللي سباع الليل تنعيه = اللي رجاوي ثلاث(2)سنين ساهرةٍعيونه
فيما مضى جوفهم والمال جوف المال أضويه = واليوم عنهم جلاوي مطرحي ماياصـلونـه
البيـض مـني لـسَمْو الـمطرفـي مـاني بـناسـيه = يـحشمـون الـقطـير وكــل عــلــمٍ يحرزونه [/poem]
[align=center][table1="width:95%;background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center]ورغم محاولات المطارفة بثــنيه عن قراره إلا أن جميــعها تكسرت على صخرةٍ صمَــاء من إصراره ثم أن المطارفة أخـذوا دخيلهم إلــى حسيـن باشا ــ كما يقال ــ وقالوا ياطويل العمر : " دخيلك ترضى عليه خلاف " قال الشريف : " دخيلي ماياصله شـر وأنا أقــدر " قالوا : " ترى دخيلنا دخيلك " وانـــصرفوا .
ثم إن الملك أمـر بحجــز نشـــاط , والأبيـــات التاليـة أنشــدها نشاط وهو في سـجن الشريـف ولايدري ما الله فاعــل بـه :[/align][/cell][/table1][/align]
[poem=font=",6,darkblue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
الأولــة يــادبــــرة الله مـطاعـه = ونطيعها لو هي على قطع الأرقاب
يارب تشفع لي يا راع الشفاعه = يــارب عـبـدٍ شابـــره فيـك ماخاب
الموت ياابو زيد ماهو مراعـه = يـاكـم صـبــيٍ قــفـلــوا دونه الـباب
دخيل أبوفيصل محل الشجاعه = حسين باشـه مـطلـق كـل الانشــاب
دخيـلكـم بـاللـي بـِلي بـالوداعه = بعـد تـحامَوا فـوقـه الـربع الأقـراب
[/poem][align=center][table1="width:95%;background-color:white;"][cell="filter:;"][align=center]وبعد أن تفهم الشريف مجمـل القصــة عفـا عن نشـــاط واتخذه نديــماً له وكان نشـاط موصوفاً بجـودة قهوته يصنعها بين يدي الشريف.
انتهت القصة ,,,,, مع تحيات : أبـوعرار المطرفي[/align][/cell][/table1][/align]ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
* جاءت القصة مختصرة والأبيات في كتاب (روائع من الشعر الشعبي ص16) للأستاذ حمود بن فرج المطرفي.
1- كانت ديار الروقة تصل إلى (الضريبة) وتحد ديار المطارفة في زمنٍ مـضى .
2- وقيل ثمان.
التوقيع |
لا إلـــــــه إلا الله ,,, محــمد رسول الله |
آخر تعديل أبو عرار يوم 04-04-2011 في 07:40 AM.
|