هي صديقة لم تنجبها لي بطون الأيام مهما مرّ بها من الأزمان .. فمثلها قليل وأشكالها يندر الوجود .. كانت ولا تزال " الصديق الصدوق " عنوان أفخر به أمام وعلى مرأى الجميع .. أول لقاء جمعنا في الصف الخامس الأبتدائي .. كانت كمثلها من الزميلات .. لا بتلك القريبة الحبيبة ولا البعيدة الغريبة .. أبحرت الأعوام بنا حتى أرستنا على شواطئ الصف الثاني المتوسط .. عندها بدء التنافس الشريف جامعٌ لنا .. لكن غيرة الطالبات المتفوقات زادت من نكهة اللقاءات .. ا
لأعتراف بالحق فضيلة .. كانت الأذكى والأشطر .. :)
وبها من الغطرسة المحمودة البريئة مالا يليق عند شخصي .. فأكملت الأعوام ابحارها حتى أغرقتنا معها في علاقة صادقة شريفة طاهرة .. فتآلفت أرواحنا وأتفقنا
متى .. ؟؟
عن ظهور أسماء قبولنا في الجامعة .. تلاقينا عند ورقة جدران لاصقة ..تحمل اسمها واسمي وكذلك اسمها كان يسبقني مباشرة ..
فبقت الأولى أيضا حتى في أبسط الأمور :)
والقدر وحده والله .. جمعنا في جامعة واحد وتخصص واحد وقاعة محاضرات واحدة .. عندها أستسلمنا للقدر راضختين رغما عن أنفينا .. عندها وعندها فقط بدئنا نقطة من أول السطر نحو علاقة جميلة .. حملت معها كل معاني الأحترام , الإخاء , المودة , الألفة وأخيرا حب في الله باق ليوم الدين .. تزوجت وحلفت بالله أن لا يلبسها طرحة العروس سواي .. وفعلا ألبستها أياها .. تزوجت أنا .. ولم أحلف عليها لأني أعرف مدى أصالة معدنها الطيب .. فكانت أولى الحاضرات وابنها على جنبها حاملة .. مرت السنة والسنتين والثلاثة .. ننتظر وظيفة نمارس فيها شهاداتنا ونطبقها لنحصد ثمار كفاحنا طوال الست عشرة عاما من الدراسة وبذل الجهود .. وكل يوم وحالنا في شان .. حتى أراد الله لنا الإلتحاق بالسلك التعليمي في العام ذاته فكانت مباشرتنا في اليوم نفسه .. إلا أن القدر حطّ بها في مدينة تبوك .. ليغاير القدر حطّه ويذهب بي أوساط القصيم قائمة .. فأكملنا مشوار الحياة ..والقلوب لبعضنا داعية ..
دق جرس هاتفي اليوم ظهرا الساعة الواحدة تماما .. واسمها يتربع وسطه .. تعجبت قليلا فمثل هذا الوقت نكون في دوامات الدنيا لاهيتين .. رفعت الخط وإذا بها شاكية باكية .. انصدمت وتلعثمت الكلمات دواخلي وألف فكرة وفكرت دارت حول مخيلتي .. " ياعسى ربي مايجيب مكروه " مابك ياعزيزتي .. وهي تجهش بالبكاء المرير .. بقيت صامتة حتى تزيل مابها من غصة .. وعندما هدئت واطمئن حال فؤادها بعض من شي .. قلت " خير يابنت الحلال قلقتيني وربي اتكلمي ايش فيه " وبالحرف الواحد .. أليس من الظلم أن تحرمنا وزارة التربية والتعليم من أبسط الحقوق .. وأن تعاملنا بالتفرقة بيننا وبين اخواننا المعلمين .. أجبرتنا على شرط الإقامة والآن تلغيه وما أكله إلا نحن ..أجبرتنا على تعهد السنوات الثلاث في طلب النقل والآن تلغيه ولم يشربه غيرنا ..
.. فتنفست الصعداء وبين نفسي وذاتي أشكر الله أن هذا مادعاها تبكي .. أعلم والله أنه ليس بالقليل ولكن سلامة النفس والأهل والوالدان فوق كل شي ..
فسكت برهة فصرخت مرة أخرى وأنت يا أيام تبلّد الحس عندك يا أختاه؟؟ مالي أراك راضية ؟ فقلت لها والله أعلم بحالي .. ياعزيزتي عند صدور التعميم صُعقت .. وتمالكت نفسي وداخلي يشعل نار الحزن فأطفأه بماء الاستغفار تارة وماء الرضا تارة أخرى .. تمالكت حتى جنى اليل بظلمه ولم أجد نفسي إلا وسط أدمعي سابحة .. بكيت وبكيت وبكيت حتى أشرق الصبح نائرا .. فخرجت أُكمل يومي متفائلة وغدي بإذن الله فارجا للهم وللعسر ماحيا ..
وزارة التربية والتعليم أسمت هذا العام " بعام المعلم " وأوضحت أنه المحور الأساسي في العملية التربوية وبمناسبة ذلك .. فتحت أبواب النقل الخارجي على مصراعيه .. جميع المعلمين بدون استثناء حتى من باشر الشهر الماض وإن لم يكن له " أداء وظيفي " فقد وضعت له اخر الحلول ولم تتركه .. وأنزلت ذلك بتعميم يمر علينا للتوقيع بالعلم .. لكن المشكلة الكبرى والداهية العظمى أنها أردفت تعميمها بعبارة تقطع القلب إربا إربا وهي "
وتستثني الضوابط المعلمات اللاتي لم يقدمن على الحركة الأساسية العام الماضي " ولظروف لم تقدم هي العام الماضي .. فكان جبرا عليها أن لا تتقدم للحركة هذا العام أيضا
..
وصبت جام غضبها على شخصي وماباليد حيلة يا حبيبتي
.. فها أنا أمة ضعيفة مثلك لا حول لي ولاقوة .. كل ماعلي فعله هو الدعاء لها ولي بتفريج الهموم وتنفيس الكروب .. وأن يجمعنا رب العباد بأهلينا عاجلا غير آجلا ,, فالعمر مضى ونحن رحّالتين كامجلان وابن بطوطة طائرتين ..
هذا هو عام المعلم .. ولكم الحكم أيها الأفاضل من القراء ..
دمتم بحقٍ لكم مرافقا ..
أيام أسأل الله أن يعينك أنت ومن يعاني معاناتك
لم أفهم هل أنت متضجره من القرار أم من أن صديقتك صبت جام غضبها عليك
وإن صبت جام غضبها عليك فماهو السبب إذ أن القرار من الوزاره؟
اللهم أمين يارب العالمين وياخالق الأرضين .. ولك مثل ماقلت وأكثر بإذنه جلّت قدرته ..
بالكاد تضجري وقُلّة همنا هو قرار الوزارة اللامنصف .. فما الفرق بين سؤون المعلمين والمعلمات حتى يُعطى هو وتُحرم هي ..
أما بسبب غضبها على شخصي من باب الصداقة والأخوة فيما بيننا ..
ولكن أين حكمكم من ذلك إن كان حق والحق علينا أو باطل والحق معنا ؟
شاكرة لك حسن الدعاء ..
تحتي ..
في نظري يا أيام أنه قرار مجحف في حق المعلمات
قد تكون ذريعتهم أي الوزاره ( صعوبة مايتعرضن له المعلمات من الوصول للمدارس المعينين بها من حوادث وتعرضهن للتحرش من قبل السائقين )
ولكن في نفسي أجدها ذريعه واهيه
لماذا؟
لأنها تثبت عجز الوزاره عن إيجاد الحل المريح للمعلمه وأسرتها من جهه ومن جهه أخرى أسلوب تطفيش إعتدنا عليه منذ زمن ليس بالقريب وللأسف الشديد في أكثر الدوائر
فلو تقدمت المعلمه للوزاره لحركة النقل فلن يقبل منها قبل مضي المده المحدده بالقرار , طبعا لسان حال الموضف يقول ليس لي من ألأمر شيء قرار الوزاره..
طبعا . قرار الورزاره الذي يريحه هو وليس المعلمات
أسأل الله لكي ولأخواتي المعلمات أن ييسر لهن ألأمر ويعينهن