هذيل في بلاد الشام
ذكر الأستاذ عبد الهادي جرّار ( ت 1980 م ) رحمه الله تعالى في حديثه عن آل جرّار من فروع الشقران أن السلطان صلاح الدين أنزل قبيلة هذيل ببلاد الكرك فقال : " لقد رأى ذلك القائد الملك المنقذ حفاظا على الديار الشامية وإسلامها وإضعافا للقوى الصليبية الباغية التي تحتل بعض أجزاء القطر الشامي في إمارات إنطاكية وطرابلس وبيت المقدس أن يحيط تلك الإمارات بقوى عربية وإسلامية فتية تهدّد أمنها وتعرقل مواصلاتها وتنتزع أطرفها وثغورها لذا فقد أقطع العشائر العربية والقبائل التركمانية الأقاليم والنواحي المجاورة لتلك الإمارات الصليبية .... وأعطى بعض بطون قبيلة هذيل المضرية نسبا والنجدية موطنا بعض نواحي الأردن الشرقية وذلك صدّا لكل توسع صليبي تقوم به إمارة الكرك وقلعة الشوبك وقد برهنت الأحداث التي تعاقبت على القطر الشامي طيلة القرن الثالث عشر ميلادي على حكمة صلاح الدين وبعد نظره . لقد نزلت بطون هذيل في المنطقة الممتدة من قلعة الكرك شمالا إلى بلدة الطفيلة جنوبا وكان بين تلك البطون فخذ الشقران وقد أقام أبناء هذا الفخذ في جوار إحدى القلاع الصليبية المجاورة للكرك والمعروفة اليوم ببلدة القسطل وفي أواخر القرن الثالث عشر منح السلطتان الظاهر بيبرس شيخ هذا الفخذ قلعة القسطل فاتخذها قاعدة له يمتنع فيها إذا ما مسّه ضر ّ " ( تاريخ ما أهمله التاريخ ، ص 79 ــ 80 )
قلت : هذا النص يفيدنا بان قبيلة هذيل كانت في عهد السلطان صلاح الدين الأيوبي تنزل في بلاد الكرك والبلقاء ومن بطون هذه القبيلة : الشقران الذين استقروا في منطقة القسطل في البلقاء ، والشقران هؤلاء من فروع زبيد ( العشائر الأردنية بين الماضي والحاضر ، نسيم العكش ، ج 1 ، ص 312 ، القول الحسن في تحقيق أنساب بني حسن ، عليّان رزق الخوالدة ، ص 250 ، جريدة العرب اليوم ، عدد 750 ، ص 10 ) ، ومقتضى هذه النصوص أن الشقران بطن من زبيد من هذيل
قلت : القبيلة الكبرى في بلاد الكرك كانت قبيلة المساعيد كما يتّضح من نصّ الجزيري عن المساعيد ومن بين القبائل التي كانت تتواجد في بلاد الكرك : قبيلة الزبيدات كما جاء في الوثائق العثمانية وقد سمّاهم الجزيري الزبدة وذكر أنهم من ذرية سيّاح وهو سيّاح بن محمد ومحمد هو جد المساعيد ( الدرر الفرائد ، ص 1364 ) وهذا يعني أن الزبيدات ( بنو زبيد ) أبناء عم المساعيد وقد جاء في نص النقش الأثري الذي يعود لعام 777 هــ 1375 م ما نصّه : ( رجب الزبيدي من المساعيد ) وهذا يقتضي أن المساعيد هم الذين كانوا يمثّلون قبيلة هذيل في بلاد الكرك والبلقاء وقد انضوى تحت اسمهم فروع هذيل الأخرى كزبيد أصل الشقران
عن راشد الاحيوي