مشاركة: قصة مجنون ليلى (1)
تقول المصادر ان أبا قيس روى قصة ولده التي أدت به إلى الجنون والقصة نقلها عمر بن شيبة عن أحد الرجال حيث قال إنه قال إنه خرج إلى أرض بني عامر ليلقى المجنون , فلقي أباه وكان شيخاً كبيرا وحوله إخوة للمجنون فسألهم عنه , فبكوه وقال الوالد : كان آثر عندي من أولادي جميعاً وإنه عشق امرأة من قومه لم تكن تطمع في مثله ولكن أباها زوجها غيره , ففقد الفتى عقله , فكان لايلبس إلاخرقه , وراح يلعب بالتراب عارياً وكنّا نحبسه ونقيده في بادي الامر حتى خشينا عليه فخلينا سبيله وهو الآن يهيم على وجهه .
ثم إن خبرهما قد انتشر فتناقل الناس أشعاره فيها , فخطبها إلى والدها وبذل له فيها خمسين ناقة حمراء فأبى والدها عليه ذالك .
ثم إن والده وأمه ورجال عشيرته اجتمعوا بعد ذالك إلى أبي ليلى , وناشدوه الله والرّحم أن لايفجع به أباه وأمه وأهله لأن ليلى ليست أشرف منه وحكموه في المهر , فأبى والد ليلى وحلف بالله وبطلاق أمها أنه لايزوجه إياها أبداً , وقال : أفضح نفسي وعشيرتي وآتي بما لم يأتي به العرب , وأسٍمُ ابنتي بميسم فضيحة ؟! فانصرفوا عنه خائبين .
ثم إن اباها زوجها برجل من بني ثقيف وأدخلها عليه فلما بلغ الخبر مجنونها زال عقله . فأشار أبناء الحيّ لأبيه أن يحج به الى مكة ويتعلق بأستارها , ويسأل الله أن يعافية مما لحق به , فأذعن والده لنصيحة الحي ّ وقدم به إلى مكة حتى إذا بلغ منّى سمه المجنون صائحّا في الليل يصيح : ياليلى ! فصرخ صرخة ضنَوا معها أنه هلك , وسقط مغشياً عليه , ولم يزل كذالك حتى عاد إليه رشده فأنشاء يقول :
وداع دعا إذا نحن بالخيف من منّى فهيج أطراب الفؤاد ومايدري
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما أطار بليلى طائراً كان في صدري
ثم بلغوا الكعبة فقال له أبوه : تعلق بأستاها وسأل الله أن يعافيك من حبّ ليلى . فتعلق بأستار الكعبة , وقال اللهم زدني لليلى حبّا , وبها كلفّا , ولاتنسني ذكرها أبدا .
ثم هام بعدئذ بالبريه مع الوحش لايأكل إلا ماينبت في البريه ولايشرب الا مع الضباء إذا وردت مناهلها . فطال شعره , وألفته الضباء والوحوش فكانت لاتنفر منه .
وتقول الروايات أن ليلى وعدته قبل أن يفقد عقله بأن يزورها إذا وجدت فرصة لذلك , فظل مده يراسلها بشأن الوفاء بالوعد , وهي تعده وتسوفه حتى تيسر له أن يزورها بغياب زوجها الذي خرج الى مكة . فأرسلت ليلى جارية لها إلى مجنونها تدعوه فأقام عندها ليلة حتى السّحر . وطلبت أن يعيد الزياره مادام زوجها على سفر .
|