السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الموضوع الذي نود مناقشته والحوار الإيجابي البناء حياله هو موضوع:
( القبلية : الواقع ـ المأمول ) ، وهو موضوع مهم للغاية دعاني لمناقشته توصية أخي في الله مدير عام المنتدى الأستاذ: سلطان السويهري، وهو موضوع جدير باستجلاء العديد من جوانبه والمقصود من الحوار ليس الاكتفاء بمعرفة سلبيات القبلية وإيجابياتها للمعرفة فقط، بل للمضي قُدماً نحو تعزيز الانتماء القبلي الحميد المستمد خطوطه العريضة من الهدي النبوي الشريف، وكذا بغرض معالجة الظواهر السلبية التي تُذْكي العصبية القبلية البغيضة وتحيّيّ النعرات القبلية والعصبية الجاهلية، والتي تؤدي إلى التفرقة ومن ذلك ما رواه الطبري أن طلحة النميري قال لمسيلمة: "أشهد أنك كذاب وأن محمداً صادق. ولكن كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر"
أضف إلى ذلك أنه ربما حدث تنابز ولمز للقبائل الأخرى واستهزاء وسخرية قد تثير فتناً وشراً مستطيراً، بل لقد بلغ الأمر بالبعض إلى البحث في الكتب التاريخية والوثائق الأرشيف العثماني والإنجليزي والمصري وغيرها عن أي شيء ينتقص القبائل خلاف قبيلته ..
وقد نهى عنها نبينا بقوله في صحيح البخاري من حديث جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في تلك الدعوة :
(دعوها فإنها منتنة)، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية، ويقاتل رياء أي ذلك في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله) -متفق عليه-.
لكن قد يُخلط بين العصبية والفخر والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن العصبية ولم ينه عن الفخر وافتخر صلى الله عليه وسلم بقوله: (أنا ابن عبد المطلب أنا النبي لا كذب)، وقد افتخر الرسول صلى الله عليه وسلم بخاله سعد بن أبي وقاص، ولقد وظف الرسول حمية القبائل توظيفاً سليماً ففي بعض المعارك أحياناً يقول: بني فلان على الميمنة والقبيلة الفلانية على الميسرة وقد وفدت القبائل على النبي وبايعوه على الإسلام والسمع والطاعة وقد خص بعض القبائل بدعوات ووصف بعضهم بصفات حميدة وكذا خلافاؤه الراشدون.
وهناك وجهة نظر تقول نحن ضد كل من يدعو إلى طمس معالم القبيلة فإن هذا إفراط ولا نريد تفريط أيضاً فلا عصبية عمياء ولا إلغاء لمسمى القبائل فلا هذا ولا هذا، فالمحافظة مطلوبة والعصبية ممقوتة، فالقبلية تكوين اجتماعي ضمن أطياف المجتمع العربي المسلم.
ولعل من التساؤلات التي تقرب لنا تصور الموضوع ومن ثم الخروج بما يعزز الانتماء القبلي الحميد المؤطر بمرضاة الله وهدي رسول الله ، بعيداً عن دعوى الجاهلية ما يلي :
س/ هل تعتقد أن القنوات الفضائية الشعبية والتراثية والشعرية ومسابقات المزايين والمواقع القبلية على الشبكة والمطبوعات والشعر بجميع أنواعه: محاورة نبطي رجز حدايا زهم .. عززت الانتماء الحميد أم عززت العصبية الجاهلية .. وإذا عززت العصبية الجاهلية فما هو الحل من وجهة نظرك لتلافي السلبيات وتعزيز الإيجابيات في هذه الأوعية الإعلامية التي يتلقاها الجميع ؟
س/ هل تعتقد أن العصبية القبلية قضية كانت راكدة يراد إثارتها حالياً ولها من يدعمها من (اليهود والمنافقين ) حين لم يستطيعوا القضاء على ديننا وعقيدتنا فاتجهوا لتفريق شملنا ووحدتنا بإثارة هذه النعرات الجاهلية ؟