من امجاد هذيل - غزوة عنبجه
ياديرة(ن) بين النشح والثديين
ومارد من درب الغزيري وحدرا
ياللي بليتيني بدين الحرازين
خليتي في قلبي كما الليل غدرا
بهذه الابيات التي اطلقها الفارس احمد العيش الضبيبي الملقب ب (ابو الانفس) والتي تحكي لنا قصه من اروع قصص الشهامه والحميه المعروفه لدى قبيلة هذيل نستهل قصتنا عن موقف قلما يتكرر عند غير ابناء هذه القبيله
في اواخر عام 1188 هـ وفي منطقه تقع بين النشح والثديين في ساحل تهامه والتي كانت تسيطر عليها قبيلة الحرازات من الاشراف وكانوا هم الحاكمين في تلك المنطقه
فيها نزلت قبيلة الضبان من دعد في تلك المنطقه وفي احد الايام وبينما كان الفارس احمد العيش الضبيبي يتجول فيها بين نشور البدو من هذيل وغيرهم
اذا باحد اشراف الحرازات ممسك بيد احد الراعيات ( اتحفظ باسم قبيلتها ) محاولا اغتصابها مستغلا مكانته وشرافته التي لم تقف عائقا امام فارسنا احمد الضبيبي خصوصا عندما صرخت مستنجده به
فهب اليها مسرعا فما كان من الحرازي الا ان يقوم بتهديد الضبيبي مذكرا اياه بشرافته وسؤدده شاهرا سيفه
قائلا : احذر فأنا شريف
فأجابه احمد الضبيبي بقوله : انت شريف قبل تمسكها اما الان لا
ولم ينهي كلامه الا بضربه من رمحه في قلب الحرازي الذي خر صريعا
وقد امتدحته الفتاه بقصيده لايعرف منها سوى هذا البيت
يادعد مافيكم يكود احمد العيش
الي ذبح ولد الحرازي في ساعه
وعندما وصل الخبر الى مسامع شريف مكه في ذلك الحين الشريف سرور حتى ارسل في طلب قبيلة الضبان للاخذ بثأر الشريف الحرازي
وقد امتنع الضبان من المثول للامر لما يرون فيه من اهانه خصوصا ان الحرازي معتدي وليس معتدى عليه مما حدى بالشريف سرور الى تجهيز جيش للبحث عن الضبان ولم يحصل على اثر لهم حتى وصلت الاخبار ان قبيلة الضبان نزلت في شعب عنبجه في منطقة المحاوي
فارسل جيشه الى تلك المنطقه وذلك في شهر رمضان من عام 1189 هـ فالتقى الجمعان في تلك المنطقه
وقد اظهر الضبان بسالتهم المعهوده في التصدي لجيش الشريف سرور
فعندما جاء الخبر ان خيل الشريف وصلت الى دقم العين الذي لايبعد كثيرا عن منازل الضبان واستاقوا مواشيهم متوجهين الى المنازل
هرع ابناء القبيله وعلى راسهم احمد العيش وعبيدان العودي الى تنفيذ الخطه المتفقين عليها وهو اكتناف خيل الشريف من الميمنه والميسره مباغتين الخيل بذلك
الامر الذي اربك الجيش فهم لم يكونوا متوقعين مثل هذا الرد العنيف والسريع حتى سقط القتلى من خيالة الجيش
حتى قام قائد الجيش بالاستسلام عندما رمى محرمة الامان لقبيلة الضبان
وبهذا انتصر الحق على الباطل وانكشف ليل الظلم بارادة الله ثم بشجاعة المظلوم الذي لم يستسلم للظلم
مصادر القصه
1 - نقلت بالتواتر هذه القصه وهي معروفه لدى قبائل دعد وهذيل اليمن
2 - ذكرها الشيخ زيني دحلان في كتابه خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام في احداث عام 1189 هـ
|