فن الإنصات ةالاستماع الفعال مهارة ضرورية لفهم الآخرين

[blink]خلق الله عزوجل عباده وجعلهم شعوبا وقبائل لتعارفوا وجل لهم وسائل وطرقاً ليتصل بعضهم ببعض منها الحديث والكتابه والقراءة ليحقق لهم هذا التعارف والتواصل، ومنذ صغرنا تعلمنا كيف نتصل مع الناس بالوسائل المتعدة السابقة وثم التركيز على هذه المهارات في مناهجنا الدراسية حتى وعيناها وفهمناها ولكننا أغفلنا أهم وسيلة اتصالية على الإطلاق ولم نولها أي اهتمام مع أنها هي الأساس الذي يجب أن ينطلق منه حديثنا وهي وسيئة الاستماع الفعال.

إن عدم معرفتنا بأهمية هذه المهارةأدى لحدوث الكثير من سوء الفهم بين الناس وتضييع الكثير من الأوقات والجهد والعلاقات والوصول بكثير من الحوارات والمنقاشات إلى طرق مسدودة، وامتز الكثير من العلاقات وتعرضت للتهديد مع أنه كان بالأمكان النفاق على كثير منها.

ولو لاحظنا مثلا المشاكل الزوجية لوجدنا معظمها ناشئاً من قصور في هذه المهارة فهم لايحسنون الاستماع إلى بعضهم البعض فلا يستطيع كل منهم فهم فكر الآخر فالكل يريد التحدث رافعاً صوته عل السبق يكون له في الحديث وإفهام الطرف الآخر ولكن أجدهم لايريد الاستماع ويراها مهارة شافة عليه جداً.

في كتاب ستيقن: كوفي"العادات السبع لأكثر الناس إنتاجية" تحدث الكاتب عن أب يجد أن علاقتة بابنه ليست على ما يرام فقال لستيفن: لاأستطيع أن أفهم ابني، فهو لايريد الاستماع إلي أبداً فرد ستيفن: دعني أرتب ماقلته للتو، أنت لاتفهم ابنك لأنه لايريدالاستماع إليك فرد هذا: صحيح ثم قال: دعني أجرب مرة أخرى، أنت لاتفهم ابنك لأنه هو لايريد الاستماع إليك أنت؟ فرد عليه بصبرنافد: هذا ماقلته فقال ستيفن " أعتقد أنك كي تفهم شخصاً آخر فأنت بحاجة لأن تستمع إليه" فصدم الأب بتلك الحقيقة.

أن هذا الأب يعد نموذجاً لكثير من الناس الذين أصموا آذانهم عن الاستماع للآخرين بإنصات حتى لأقرب الناس إليهم وبالتالي لم يفهموا مراد محدثيهم وعاشوا معهم في خلافات دائمة رغم أنهم في كثير من الخلافات متفقون غلى كثير من النقاط ولكن ينقصهم أن يصفي أحدهم للآخر بإخلاص وصدق حتى يفهم مراده، ويلاحظة سلوكيات الناس في الاستماع فسنلحظ أنهم أحد أصناف ثلاثة:

1ـ منهم من يستمع بجد وإنصات ورغبة في الفهم وهم قلة.
2ـ منهم من يعيرك سمعه لحظات ثم يرحل عنك بعيداً.
3ـ وآخرون مشتتو الذهن لايدرون ما تقول.

لذا فإنه يجب علينا التعرف على الأسلوب العلمي الذي نتبعه لنكون مستمعين من الصنف الأول كي نحقق أهدافنا باختصار وباقل جهد ممكن، وقد ورد الكثير عن ذلك في كتاب ستيفن السابق ذكره ومنه على سبيل المثال لا الحصر.

1ـ الاتجاه بكامل الجسم للمتحدث أو بالوجه على أقل تقدير فهذا يولد شعوراً لدى المتحدث باهتمامك بحديثه فينعكس على مستوى حديثه.
2ـ استمع استمع استمع بجد وتركيز ولا تتظاهر بل كن صادقاً.
3ـ لاتقاطم المتكلم أبداً ولو أطال في حديثه ولا تلتقط منه عثرات وزلات من بين ثنايا حديثه وتجهز الرد عليها وأنت تستمع فذاك لايعد استماعا.
4ـ بعد أن ينتهي المتكلم لخص كلامه بقولك: أنت تقصد كذا، صحيح؟ فإن أجاب بنع فتحدث أنت وأن أجاب بلا فسأله أن يوضح أكثر ولايفسر كلامه من وجة نظرك أنتبل حاول أن تتقمص شخصيه وأن تنظر إلى الأمور من منظوه هو لاأنت

نعم قد تكون مهارة الاستماع شاقة على بعض مع أن شرعنا الحنيف يبذ الصمت ويدعو إليه ويحصر التكلم في نطاق الضرورة فقط ولو طبقنا ما أو صانا به ديننا لأصبحنا مستمعين مثاليين واتغلبنا على الكثير من خلافاتنا وتميزت علاقاتنا ولأصبحنا متفقين أكثر من كوننا مخلفين وبهذا يحل الإخاء والمودة بديلا للعداء والخصومة، فهل نترك المجال لآذاننا لتريح ألسنتنا قليلا ونتقن هذه المهارة الهامة لنفهم بعضنا بهدوء[/blink]