العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-28-2008, 02:49 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية الثعلب
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

الثعلب غير متواجد حالياً


افتراضي مفهوم الثقافة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


1- تعريف الثقافة: ـ

* في العربية فان كلمة الثقافة مصدرها من الفعل الثلاثي ثقف، ثقف الشيء ثقفاً وثقافة وثقوفة ومعناها حذقه وثقف الرجل، أي انه رجل حاذق او صار حاذقاً او ماهراً.

ويقال ثقف الشيء بمعنى تعلمه بسرعة والثقاف ما تســوى بهــا الرمــاح. وتثقيف الرماح معناها تسويتها او صقلها.

* اما في اللغــات الاوربيــة فان لفظــة الثقافــة يقابلهـا Culture . والتي تعني ـ الزرع ـ وجاءت بهذا المعنى لان

الزراعة تعني السكن في القرى والمدن أو انها تعني التحضر أو الاستقرار. وتبين لنا من المواضيع الثلاثة الآنفة الذكر أن كلمة الثقافة وحسب تعبيرها اللفظي ـ تهذيب ـ صقل ـ حذق ـ زرع.

والثقافة أخيرا عبارة عن مقاييس أخلاقية ونظرة عامة إلى كل جوانب الحياة والروحية والمادية تؤثر على السلوك والعادات وتهدف إلى رفع مستوى الإنسان إلى الأحسن والأفضل وتتناقل من جيل إلى أخر عن طريق اللغة والمحاكاة ويمكن القول ان الثقافة هي كل ما كونته الأمة اية امة من أفكار ومعتقدات وأدب وفنون وكل ما يقدمه الفكر في مجالات الحياة المختلفة وليس فقط ما جاء شعراً أو قصة أو رواية أو مسرح أو كتابة كما يعتقد البعض فهذه ليست سوى جزء من الأدب، والأدب ليس إلا فصلاً من فصول الثقافة وليس الثقافة كلها.

إذن الثقافة هي الوعي المتطور للفكر الإنساني وهي الانجاز الرائع لهذا الوعي.

بعــد هذا الموجــز لتعريف الثقافــة نأتي إلى المحور الثاني من موضوعنا.


2 ـ من هو المثقف أو من هم المثقفين؟!

المعروف ان الناس جميعاً متساويين في التكوين الفسيولوجي، يختلفون في المواهب والأفكار والمشاعر والأحاسيس كل حسب ما أمكنه من صقل موهبته سواء بالتثقيف أو المكتسب من البيئة المحيطة به.

وهنا تظهر لنا مجموعتين من الأشخاص لابد من التفريق بينهما أشخاص متعلمين يحسنون مهنتهم مثل التدريس ـ الطب ـ الهندسة ـ الصيدلة وغيرها من المهن التي يحتاجها المجتمع الإنساني.

وأشخاص مثقفين وهم الذين يتخذون من عالم المعرفة ميداناً لهم حيث أنهم لا يكتفون بدراسة جانب واحد من جوانب المعرفة ولا يروي ضمئه فرع واحد من فروعها وإنما يطرق كل بحث وكل فن وأدب وتاريخ وفلسفة وتهذيب قابلياته بكل شيء ـ أي انه يعرف شيء من كل شيء. ويمتاز بالاعتدال والتواضع ويدعو دائماً إلى الاستجابة لحكم العقل ومشكلته الأساسية هي الحرية. وهذا ما كان يتصف به المثقفون في السابق حيث ان مفهوم الثقافة لديهم كان مفهوماً شمولياً وهذا كان من المستطاع لديهم بسبب محدودية هذه العلوم.

لكن بعد التوسع في مجال العلوم والمعارف المختلفة أصبح من الصعب جداً الإلمام بكل العلوم ـ إضافة إلى ظهور علوم جديدة أخرى ـ الفضاء ـ الكومبيوتر ـ الالكترونيات ـ الذرة ـ وغيرها.

مما أدى إلى ظهور التخصص وهذا بدوره أدى إلى كثرة المتعلمين وقلة عدد المثقفين. وبهذا الصدد يقول الكاتب الآشوري ابرم شبيرا في تعريفه للمثقف: ـ هو كل من يقوم بوظيفة تبرير شرعية وجود جماعة سواء كانت تلك الجماعة نادياً أو جمعية وكذلك الأمة حيث يجب ان يرتبط بها ارتباطاً عضوياً ويبرر شرعية وجودها بالاعتماد على مقوماتها الأساسية بالذي لا يرتبط عضوياً بالجماعة فهو لا يمارس دور المثقف وإنما هو متعلم فقط.


3 ـ دور المثقف في المجتمع: ـ

لما كانت الثقافة هي مقاييس أخلاقية تهدف إلى رفع مستوى الإنسان نحو الأفضل فمن هو يا ترى الذي يستطيع ان يختار الطرق والسبل التي يمكن بواسطتها تسليك أو صقل أو زرع هذه الأخلاق والأفكار في نفوس أبناء المجتمع للوصول إلى حالة جديدة متطورة.

بدون شك ان هذه المهمة تقع على عاتق المثقف لان له الأدوات التي يستطيع بواسطتها صقل المواهب وزرع المعرفـــة في العقـــول. والحيــاة كما وان حضارة أية امة لا يمكن ان تكـــون حضارة حيــة وفعالة ما لم تظهر أثارها في حيـــاة المجتمع وما الثقافة إلا ظهور التأثير الفكري في المجتمـــع والمثقف هو الذي يزرع في هذا المجتمـــع. وان ضعــف الإحساس الأخلاقي وما يطرأ على الضمائر من فساد تكون سبباً في انحطاط المجتمـــع ولهذا فـــان المثقفين أذا امتنعـــوا عن ما عليهم من واجبـــات فانهـــم يضاعفون العلل في المجتمع ويحرمونه من مزايا التغيير والتطور ـ وذلك بسبب توقفهم عن عملية خلق الإنسان الجديد الذي هو العنصر الفاعل في خلق التراكم الفكري وتحسين النقلات النوعية والضمانة الأكيدة لاستمرارية الفكر والإبداع في المجتمع.

ثم ان المثقف هو الذي يختار السمات التي تتميز بها الثقافة لتي يجب ان يغرسها في نفوس أبناء المجتمع، ومن هذه السمات تكون وطنية قومية تعني بتراث وتاريخ وأدب تلك الأمة وان تكون إنسانية أيضا مع الحفاظ على جوهر خصائص القومية ويقول غاندي بهذا الشأن:

(ارغب ان تدخل بيتي كل الثقافات ولكن لا اقبل لاي منها ان تقلعني من بيتي ).

يجب ان تكون الثقافة متصدية للأفكار والتيارات التي تدعو إلى التعصب والطائفية. وحول التعصب نجد في بداية القرن العشرين ان المثقفين الألمان أشادوا بالثقافة الألمانية وأرادوا فرضها على العالم بالقوة مستندين بذلك إلى أراء نيتشه بعد ان غيروا بعض معانيها الأصلية مما أدى ذلك إلى نشوب حربين عالميتين.

والمثقف الذي يسعى إلى التغيير الاجتماعي لا يدفعه إلى ذلك دافع عاطفي أو ممارسة عارضة أو مصلحة ذاتية إنما يتبنى عملية البناء في الفكر والسلوك في النظرية والتطبيق مستنداً في ذلك إلى وعي ومسؤولية من اجل بناء المجتمع بالقدرات الفكرية التي يمتلكها. ان مهمة المثقف في بناء الإنسان مادياً وروحياً لا تقل أهمية عن التنمية الاقتصادية والتكنولوجية، فكلاهما بناء، الأول هو بناء للمواطن والثاني بناء للوطن والأول قد يكون أصعب من الثاني لكونه يحتاج الى وقت أطول وصبر أكثر.



منقول للفائدة






رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفهوم النقد الثعلب مجلس النثر والخواطر 15 06-18-2010 03:52 PM
مفهوم التعليم اليوم?؟ عادل هذيل المجلس العام 5 07-26-2008 03:05 PM
مفهوم الحياة الطيبة بندر صغير الهذلي المجلس العام 9 12-18-2007 03:38 AM
الثقافة السياسية العربية؟؟؟؟ ابو عزام الهذلي المجلس العام 1 04-12-2006 12:52 AM


الساعة الآن 11:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل