تفسير سورة الناس
قال الله تعالى((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ {1} مَلِكِ النَّاسِ {2} إِلَهِ النَّاسِ {3} مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {4} الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ {5} مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ {6}))
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله (1307ـ1376))
في تفسير هذه السورة
وهذه السورة مشتملة على الاستعاذةبرب الناس ومالكهم،
وإلههم، من الشيطان، الذي هو أصل الشرور كلها ، ومادتها ،
الذي من فتنته وشره أنه يوسوس في صدور الناس ،
فيحسن لهم الشر ،ويريهم إياه في صورة محسنة،
وينشط إرادتهم لفعله، ويثبطهم عن الخير
ويريهم إياه في صورة غير صورته.
وهودائماً بهذه الحال ، يوسوس ثم يخنس :أي يتأخر عن الوسوسة، إذا ذكر العبد ربه واستعان على دفعة.
فينبغي له أن يستعين ، ويستعيذ ، ويعتصم بربوبية الله للناس كلهم،
وأن الخلق كلهم داخلون تحت الربوبيةوالملك ، فكل دابة هو آخذ بناصيتها، وبألوهيته التي خلقهم لأجلها.
فلا تتم لهم إلا بدفع شر عدوهم ، الدي يريد أن يقتطعهم عنها ، ويحول بينهم وبينها ويريد أن يجعلهم من أصحاب السعير.
والوسواس كما يكون من الجن يكون من الإنس
ولهذا قال ((من الجنة والناس ))
وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين صلاة وسلاماً دائمين متواصلين أبد الأوقات
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
|