طُفَيل بن عوف بن كعب، من بني غني، من قيس عيلان.
شاعر جاهلي، فحل، من الشجعان وهو أوصف العرب للخيل وربما سمي (طفيل الخيل) لكثرة وصفه لها.
ويسمى أيضاً (المحبّر) لتحسينه شعره، عاصر النابغة الجعدي، وزهير بن أبي سلمى، ومات بعد مقتل هرم بن سنان.
كان معاوية يقول: خلوا لي طفيلاً وقولوا ما شئتم في غيره من الشعراء.
*******************
بالعُفْرِ دَارٌ من جَمِيلَة َ هَيَّجَتْ
بالعُفْرِ دَارٌ من جَمِيلَة َ هَيَّجَتْ
سوالفَ حبَّ في فؤادكَ منصبِ
وَ كنتَ إذا بانتْ بها غربة ُ النوى
شَدِيدَ القُوِى ، لَمْ تَدْرِ مَا قَوْلُ مِشْغَبِ
كريمة ُ حرَّ الوجهِ لم تدعُ هالكاً
من القَوْمِ هُلِكاً في غَدٍ غَيْرَ مُعْقِبِ
أسِيلَة ُ مَجْرَى الدَّمْعِ ، خُمْصَانَة ُ الحَشَا
يرودُ الثنايا ، ذاتُ خلقٍ مشرعب
تَرَى العَيْنُ مَا تَهْوَى ، وفيها زِيَادَة
ٌ من اليُمْنِ ، إذ تَبْدو ، وَمَلهَى ً لَملعَب
وَبْيتٍ تَهُبُّ الرِّيحُ في حَجَراتـه
بأرضِ فضاءٍ ، بابهُ لم يحجبِ
*******************
يُذِيقُ الذي يَعْلو على ظَهْرِ مَتْنِه
يُذِيقُ الذي يَعْلو على ظَهْرِ مَتْنِه
وَفِيْنَا رِبَاطُ الخَيْلِ ، كُلُّ مُطَهَّم
أشَاريرُ مِلْحٍ في مَبَاءَة ِ مُجْرِبِ
طروحٍ كعودِ النبعة ِ المنتخبِ
تنيفُ إذا اقورتْ من القودِ وانطوتْ
بهادٍ رفيعٍ يقهرُ الخيلَ صلهبِ
وَعُوْجٍ كأَحْنَاء السَّراء مطَتْ بِها
مطاردُ تهديها أسنة ُ قعضبِ
*******************
أو قارِحٌ في الغُرَابِيَات ذُو نَسَبٍ
أو قارِحٌ في الغُرَابِيَات ذُو نَسَبٍ
وَفِي الجِراءِ مِسَحُّ الشَّدِّ إجْفِيْلُ
و لا اقولُ لجارِ البيعتِ يتبغي
نَفِّسْ مَحلكَ إنَّ الجَوَّ مَحلُولُ
ولا أُخالِفُ جَاري في حَليلتـه
ولا ابنَ عَمِّي غَالَتْنِـي إذاً غُولُ
و لا أقولُ وجمُّ الماءِ ذو نفسٍ
من الحرارة ِ إنَّ الماءَ مشغولُ
ولا أُحَدِّدُ أظفَارِي أُقَاتِلُهُ
إنَّ اللطامَ وقولَ السوءِ محمولُ
و لا أكونُ وكاءَ الزادِ أحبسه
إني لأعلمُ أنَّ الزادَ مأكزلُ
حتى يقالَ وقد عوليتُ في حرجٍ
أين ابنُ عوفٍ أبو قرانَ مجعولُ
إني أعدُّ لأقوامٍ أفاخرهم
إذا تنازع عند المشهدِ القيلُ
ولا أُجَلِّل قَومِي خِزيَة ً أبَداً
فيها القرودُ ردافاً والتنابيلُ
وغَارَة ٍ كَجَراد الرِّيح زَعْزَعَهَـا
مِخرَاقُ حَربٍ ، كَنَصْلِ السَّيفِ بُهلُول
يعلو بها البيدَ ميمونٌ نقيبته
أَروَعُ قد قَلَّصَتْ عنـه السَّرَابِيلُ
بساهِمِ الوَجـهِ لم تُقطعَ أَبَاجِلُـهُ
يُصَانُ وهـو لِيَوْمِ الرَّوْعِ مَبْذُولُ
كأنه بَعْدَمَا صَدَّرْنَ مـن عـرق
سِيدٌ تمطّـر جنـح الليل مبلول
*******************
يصيخُ للنبأة ِ أسماعهُ
يصيخُ للنبأة ِ أسماعهُ
إصاخَة َ النّاشِدِ للمُنْشِدِ
و تمتْ إلى أجوازها وتقلقلتْ
قلائدُ في أعناقها لم تقضبِ
فلـماً فنى ما في الكَنائِنِ ضَارَبُوا
ووازَنَّ من شَرقِي سَلمَى بِمَنْكِبِ
كأنَّ على أعطافهَ ثوبَ مائح
وإن يُلقَ كَلبٌ بين لِحْيَيْه يَذْهَبِ
أَنَخْنَا فَسُمْنَاهَا النّطافَ فَشَارِبٌ
قَليلاً وآبٍ صَدَّ عن كُلِّ مَشْرَبِ
إذا انْصَرَفَـتْ من عَنَّة ٍ بَعْدَ عَنَّة
ٍ وَ جرسٌ على آثارها كالمؤلبِ
كأن سَدَى قُطْنِ النَّوادِف خَلفَهـا
إذا اسْتَودَعَتْهُ كُلَّ قَـاعٍ ، ومِذْنَبِ
وَفِينا تَرى الطُّوْلَى وكُلَّ سَمَيْدَعِ
يُرَادَى به مَرْقَاة ُ جِذْعِ مُشَذَّبِ
إذا هَبَطَـتْ سَهْلاً كأنَّ غُبَـارَه
بجانبه الأقصى دواخنُ تنضبِ
تصانعُ أيديها السريحَ كأنها
كلابُ جميعٍ غرة َ الصيفِ مهربِ
كَأنَّ رِعَالَ الخَيْلِ لـمَّا تَبَدّدَتْ
بَوَادِي جَرَادِ الهَبْوَة المُتَصَوَّبِ
و شدَّ العضاريطُ الرحالَ وأسلمتْ
إلى كُلِّ مِغْوَارِ الضُحَى مُتَلَّببِ
وَهَصْنَ الحَصَى ، حتَّى كأَنَّ رُضَاضَة َ
ذُرَى بَرَدٍ من وَابِلٍ مَتحلِّبُ
إذا انقلبَتْ أدتْ وُجُوْهاً كريمة
ً مُحَّببـة ً ، أدَّيْـنَ كُلَّ مُحَّبـبِ
فلمْ يرها الراوون إلاَّ فجاءة ً
بِوَادٍ تُناصِيـه العِضَاهُ مُصَوَّبِ
يُبَـادِرْنَ بِالفُـرْسَانِ كُلَّ ثَنِيَّـة ِ
جنوحاً كفراط القطا المتسربِ
ضوابعُ تنوي بيضة َ الحيَّ بعدما
أذَاعَتْ بِريْعَانِ السَّوَامِ المَعزَّبِ
خدتْ حولَ أطنابِ البيوتِ وسوفتْ
مراداً وإن تقرعْ عصا الحربِ تركبِ
و عارضتها رهواً على متتابعٍ
شَدِيدِ القُصَيْرَى خَارِجِـيٍّ مًحَنَّبِ
رَأى مُجْتَنُو الكُرَّاثِ من رَمْلِ عَالِجٍ
رِعَالاً مَطَتْ من أَهْلِ سَرْحٍ وتنضُبِ
كأن على أعرافهِ ولجامه
سنا ضرمٍ من عرفجٍ متلهبِ
فألوتْ بغاياهمْ بنا ، وتباشرتْ
إلى عرضِ جيشِ غيرَ أن لم يكتبِ
فقالوا ألا ما هؤلاءِ وقد بَدَتْ
سوابقها في ساطع منتصبِ
فقال بَصيرٌ يَسْتَبينُ رَعالَها :
همُ والإلهِ منْ تخافين فاذهبي
على كلَّ منشقًّ نساها طمرة
و منجردٍ كأنهُ تيسُ حلبِ
يذدنَ ذيادَ الخامساتِ وقد بدا
ثرى الماءِ من أعطافها المتحلبِ
وقِيلَ : اقدَمِي واقدَمْ وأخِّ واخِّرِي
و هلْ وهلاَ واضرخْ وقادعها هبِ
فما بَرِحُوا حتَّى رأوا في دِيَارِهم
لِـواءً كَظِلِّ الطَّائِـرِ المُتَقَلِّبِ
رَمَتْ عن قِسِيِّ الماسخِيِّ رِجَالُنَا
بأجْوَدَ ما يُبْتَاعُ من نَبْل يَثْرِب
كأنَّ عَراقيـبَ القَطَا أُطُـرٌ لها
حَدِيثٌ نواحِها بَوَقْـعٍ وصُلَّبِ