العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

موضوع مغلق
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 10-28-2008, 02:15 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية سهــ الحب ــــــام
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

سهــ الحب ــــــام غير متواجد حالياً


SM127 يوسف عليه السلام.. والمحن الأربع


نزلت سورة يوسف على رسول الله صلى الله عليه وسلم في فترة حرجة وعصيبة من مراحل الدعوة، بعد أن اشتدت النوازل والنكبات عليه وعلى العصبة المؤمنة معه، خاصة في عام الحزن الذي فقد فيه أهم ركيزتين له؛ وهما زوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، وعمه أبو طالب، فاشتد أذى المشركين له ولأصحابه، لتأتي هذه السورة تسلية له وتخفيفا لآلامه، لأن الفرج يأتي دائما بعد الشدة، وهذا هو الذي حدث في قصة سيدنا يوسف عليه السلام.

تبدأ القصة بقوله تعالى: إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، ليقول أهل التفسير عن يوسف عليه السلام: رأى وهو صغير كأن أحد عشر كوكبا وهي إشارة إلى بقية إخوته والشمس والقمر وهما أبواه، رآهم قد سجدوا له، فقص ذلك على أبيه، وعندما عرف الأب، وهو يعقوب النبي عليه السلام، أن هذا الابن الصغير سينال منزلة عالية، بحيث يخضع له أبوه وإخوته أمر يوسف عليه السلام - لخوفه عليه - بكتمان تلك الرؤيا عن إخوته كي لا يحسدوه ويكيدوا له!

المحنة الأولى

ثم تتوالى الآيات القرآنية، لنصل إلى قوله تعالى: لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين. إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا وهنا تأتي المحنة الأولى ليوسف، عندما استشعر هؤلاء الأخوة حب أبيهم يعقوب ليوسف وأخيه بنيامين ليغلي الحقد في نفوسهم ويتدخل الشيطان في قلوبهم، فيهون عليهم قتل أخيهم الصغير، الذي لا يملك الدفاع عن نفسه، وعلى الفور يقولون وقد جمعوا أمرهم: اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم.

وكأن هؤلاء المساكين حين يقتلون يوسف ولا يراه أبوه أمامه، يصبح قلبه خاليا من حبه، ويتوجه بهذا الحب إليهم، ويا بئس المنطق المقلوب والمريض في الوقت نفسه، ولأن والد هؤلاء الأبناء نبي، فهم يعرفون معنى المعصية، ومعنى التوبة، ولأنهم مقبلون على هذه الجريمة، فإنهم يبررون لأنفسهم طريق هذه التوبة بقولهم: وتكونوا من بعده قوما صالحين.

لكن هذا الكيد يقابله فعل الأقدار وتصاريفها، فالمولى تبارك وتعالى يرعى يوسف ولم يأذن بعد بموته أو قتله، فيأتي الحل الإلهي بنجاة يوسف عليه السلام بقول أحد الأخوة: قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين.

وبالفعل يتجه هؤلاء الأخوة إلى أبيهم، طالبين منه اصطحاب يوسف معهم بحجة اللهو واللعب، في الوقت الذي يحذرهم فيه أبوهم من أنهم ربما يغفلون عنه أثناء ذلك فيأكله الذئب، وهنا كأن أباهم يعقوب عليه السلام هو الذي دلهم على الحجة التي يمكن أن يقولوها، عندما يلقونه في البئر ويعودون إليه من دونه.

على الفور بدأ الإخوة بالتنفيذ، بعد حصولهم على موافقة أبيهم باصطحابه، ليقول المولى عز وجل: فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون أي: أن الله سبحانه وتعالى برحمته ولطفه، في تلك الحال العسرة، أوحى إلى يوسف عليه السلام تطييبا لقلبه بأن له من ذلك الهم مخرجا وفرجا، وأنه سبحانه سينصره على إخوته الذين ظلموه بل سيعلي من قدره ويرفع درجته وسيأتي اليوم الذي يخبرهم فيه بما صنعوا وهم لا يشعرون أي وهم لا يعرفونه حينئذ!

دموع التماسيح

عاد الأخوة مساء بعد أن لطخوا قميص يوسف بدم كذب، قال بعض المفسرين عنه إنه كان دم شاة، وزادوا من بكائهم ودموعهم مدعين أنهم عندما تركوا يوسف عند متاعهم وهم يتسابقون أكله الذئب.

فلما أمسك يعقوب عليه السلام بقميص ابنه يوسف، قال: ما أحلم هذا الذئب أكل ابني ولم يشق قميصه!

لقد ألهاهم كما يقول الشهيد سيد قطب رحمه الله في الظلال الحقد الغائر في نفوسهم عن سبك الكذبة، فلو كانوا أهدأ أعصابا ما فعلوا جريمتهم من المرة الأولى التي يأذن لهم فيها الأب باصطحاب يوسف معهم، لكنهم كانوا متعجلين لا يصبرون، ويخشون ألا تواتيهم الفرصة مرة أخرى، كذلك كان التقاطهم لحكاية الذئب المكشوفة دليلا على التسرع، وقد كان أبوهم يحذرهم منها أمس.

أدرك يعقوب عليه السلام أن يوسف لم يأكله الذئب، وأن إخوته دبروا له مكيدة ما ولفقوا قصة لم تحدث، فقال ما يحكيه لنا القرآن العظيم: قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.

ونعود إلى يوسف عليه السلام في موقفه الصعب بداخل البئر عندما قذفه إخوته فيها، ليحكي لنا القرآن الكريم الموقف بقوله: وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام وأسرّوه بضاعة والله عليم بما يعملون وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين.

لقد كانت البئر في طريق القوافل السيارة المتجهة إلى مصر، فلما ابتعث هؤلاء المسافرون واحدا منهم ليأتي لهم بالماء، تعلق يوسف عليه السلام بالدلو وأمسك بالحبل، ليفاجأ الرجل به ويقول يا بشرى هذا غلام على سبيل الفرح.

هنا أسرته القافلة كبضاعة ليبيعوه في أرض مصر كواحد من العبيد، ليظهر أخوة يوسف الذين كانوا مختبئين يرقبون المشهد، مدعين انه واحد من عبيدهم فر منهم، وأنهم يريدون بيعه بأي ثمن، وبالفعل كانوا فيه من الزاهدين ليصل يوسف عليه السلام إلى ارض مصر، ويشتريه العزيز، فيدخل في محنة جديدة تحاك فصولها هي الأخرى لكن بين جنبات القصور، فيقول المولى تبارك وتعالى: وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهذا كما يقول الشيخ محمود المصري من لطف الله وإحسانه لهذا النبي الكريم، لتبدأ حياة جديدة ليوسف عليه السلام، بما يقصه علينا القرآن بقوله: وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، أي أن الله سبحانه وتعالى قيض العزيز وامرأته ليحسنا إلى يوسف ويعتنيا به، ليمكن الله سبحانه وتعالى له في أرض مصر كما سيأتي إن شاء الله.

امرأة العزيز

وإذا كان يوسف عليه السلام قد نجا من المحنتين السابقتين، وهما محنة حسد إخوته له وكيدهم له، ثم محنة رميه في الجب والرق، فإنه يدخل الآن إلى أخطر محنة يتعرض لها طوال هذه المسيرة المباركة، إنها محنة تعلق امرأة العزيز به وعشقها له، ثم مراودتها له عن نفسه بشتى طرق الفتنة والإغراء، فهي المرأة ذات المال والجمال والمنصب والشباب تغلق الأبواب وتتهيأ له، ثم تصنعت ولبست أحسن ثيابها، وهذا كله كما يقول ابن القيم رحمه الله ويوسف عليه السلام شاب بديع الجمال والبهاء لكنه، في الوقت نفسه، نبي من سلالة الأنبياء فعصمه ربه عن الفحشاء وحماه من مكر النساء لأنه سيد السادة النجباء والسبعة الأتقياء المذكورين في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله... وذكر منهم: ..ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله.

ويقص لنا القرآن الكريم هذا الابتلاء القاسي بقوله سبحانه: وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون ولقد همّت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين.

وجاء في بعض التفاسير تعليقا على الآية السابقة، أن يوسف عليه السلام همّ أن يفعل بتلك المرأة مثل ما همّت به، لكن الحقيقة الجلية التي أوضحها القرآن الكريم تبين براءته عليه السلام من الوقوع في مثل هذه المعصية، حيث بين شهادة كل من له صلة بهذه المسألة ببراءته عليه السلام، كما شهد بذلك المولى عز وجل، بل وإبليس نفسه عليه لعنة الله.

فأما الذين لهم صلة بتلك الواقعة، فهم يوسف والمرأة وزوجها والنسوة والشهود، أما جزم يوسف ببراءته فبقوله: هي راودتني عن نفسي، وقوله أيضا رب السجن أحب إليّ مما يدعونني إليه.

وأما اعتراف المرأة ببراءة يوسف ففي قولها للنسوة: ولقد راودته عن نفسه فاستعصم، وتأتي البراءة على لسان زوجها بقوله: يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين، وعن براءته في نظر الشهود فبقولهم: وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم.

التبرئة الإلهية

ثم نأتي إلى التبرئة العظمى من المولى عز وجل كما جاء في تفسير الإمام الفخر الرازي بقوله تعالى: كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين، فقد شهد المولى عز وجل على طهارة يوسف أربع مرات، الأولى: لنصرف عنه السوء واللام للتأكيد، والثانية بقوله: والفحشاء أي وكذلك لنصرف عنه الفحشاء، والثالثة قوله: إنه من عبادنا، وقد قال الله في صفة عباد الرحمن ولا يزنون (الفرقان: 68)، أما الأمر الرابع فبقوله سبحانه وتعالى: المخلصين .

بعدما ظهرت الآيات الناطقة ببراءة يوسف عليه السلام، وبعدما بلغ التبجح بامرأة العزيز أن تقيم حفل استقبال لنسوة المدينة اللاتي شاع خبر عشقها ليوسف بينهن، فإذا بها تعلن أمامهن بلا أي مواربة أو خجل أنها مفتونة به حقا، بل تعلن في مجتمع النساء من دون حياء أنه إما أن يفعل ما يؤمر به، أو يلقى في السجن، فيختار عليه السلام السجن.

بدأت حياة يوسف عليه السلام داخل السجن، يرويها لنا القرآن الكريم بقوله: ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين (يوسف: 36)، قال ابن كثير يرحمه الله تعالى في كتابه قصص الأنبياء: كان أحدهما ساقي الملك والآخر خبازه، اتهمهما الملك ببعض الأمور فسجنهما، فلما رأيا يوسف في السجن أعجبهما سمته وهديه وطريقته وقوله وفعله وكثرة عبادته لربه، فرأى كل واحد منهما رؤيا تناسبه فقصاها على سيدنا يوسف: إنا نراك من المحسنين. فقال لهما: يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه. (41)

علق المفسرون على تأويل يوسف قائلين: إنه لما أخبرهما بذلك جحدا وقالا ما رأينا شيئا، فقال لهما يوسف عليه السلام: قضي الأمر الذي فيه تستفتيان (41) أي انتهى وتم قضاء الله، سواء صدقتما الرؤيا أو كذبتماها، لأن هذا أمر واقع لا محالة.

وأحب يوسف السجين البريء(42) أن يبلغ أمره إلى الملك: وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك أي اذكر حالي ووضعي وحقيقتي وبراءتي عند سيدك وحاكمك الذي تدين بشرعه وتخضع لحكمه. لكن زحمة القصر أنست الرجل تنفيذ الوصية: فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين. (42)

والضمير الأخير في لبث عائد على يوسف، وقد شاء المولى تبارك وتعالى أن يعلمه كيف يقطع بالأسباب كلها ويستمسك بسببه وحده، فلا يجعل قضاء حاجته على يد عبد ولا سبب يرتبط بعبد.

رؤيا الملك

عندما أراد الله سبحانه وتعالى الفرج ليوسف وإخراجه من السجن، رأى ملك مصر رؤيا عجيبة فجمع السحرة والكهنة والمنجمين، وطلب منهم تأويلها: وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون (43) فعجزوا عن تفسير هذه الرؤيا وهنا في ذلك الموقف تذكر الفتى الذي نجا من السجن، يوسف عليه السلام: أنا أنبئكم بتأويله(45) أي أخبركم عن تفسير هذه الرؤيا ممن عنده علم بتأويلها فأرسلون أي إلى يوسف لآتيكم بتأويلها، وبالفعل انطلق هذا الساقي إلى السجن، ودخل على يوسف وقال له: يوسف أيها الصديق وسماه صديقا لأنه كان قد جرب صدقه في تفسير الرؤيا التي رآها في السجن، وسأله عن تفسير رؤيا الملك: لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون فقال يوسف عليه السلام: قال تزرعون سبع سنين دأبا أي بجد وعزيمة فما حصدتم فذروه في سنبله أي اتركوه في سنبله لئلا يسوس إلا قليلا مما تأكلون أي إلا ما أردتم أكله فادرسوه واتركوا البقية في سنبله، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد وهي السنون السبع المجدبات يأكلن ما قدمتم لهن فتأكلون فيها مما ادخرتم أيام الرخاء. إلا قليلا مما تحصنون، الذي تدخرونه وتخبئونه للزراعة، ثم يأتي بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون، أي يأتي بعد هذه السنين عام رخاء فيه يمطر الناس ويغاثون ويعصرون فيه الأعناب وغيرها لكثرة خصبه.

عندما حمل الفتى تأويل يوسف عليه السلام إلى ملك مصر كان لابد أن يرى الملك يوسف، لما علمه عنه من كمال عقل وسداد رأي، فأمر بإحضاره ليكون من جملة خاصته. ولكن يوسف أبى أن يخرج من السجن هكذا من دون أن تظهر براءته من تلك التهمة الشنيعة، وبالفعل جمع الملك النسوة ودعا امرأة العزيز معهن، فسألهن عن أمر يوسف فأكدن جميعها نزاهته وبراءته من تلك التهمة، فلم تجد امرأة العزيز بدا من الاعتراف بذلك: قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين (51) لتظهر براءة سيدنا يوسف واضحة جلية، وبعدها ولاّه الملك الوزارة فكان أن أصبح هو عزيز مصر، وأسلم الملك على يديه.

لقاء الإخوة

صدق تفسير يوسف للرؤيا فوقعت السنون السبع المخصبة، ثم تلتها المجدبة، وكان يوسف أثناء ذلك يباشر الوزارة بمصر، ويشرف على مخزن الغلال، ليحتاط للسنين المجدبة، فورد الناس عليه من سائر البلاد، يطلبون الغذاء، وكان من جملة هؤلاء أخوة يوسف ولأنه كان متربعا في رياسته وأبهته لم يعرفوه.

أعطى يوسف إخوته كل ما يريدونه وأكرمهم لكن ولما جهزهم بجهازهم قال ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين. فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه أباه وإنا لفاعلون. (59 61)

ورجع الأخوة إلى أبيهم وأخبروه بأنهم أنذروا بمنع الكيل في المستقبل إذا لم يأتوا بأخيهم بنيامين ودار الحوار بين الأب وبنيه، الذين يحاولون إقناعه بأن يرسل معهم أخاهم، لكنه خائف على الابن من أن يلقى مصير أخيه يوسف! لكن في النهاية نجحت محاولتهم وأخذ الإخوة بنيامين معهم ورحلوا إلى مصر، فأكرمهم يوسف عليه السلام وأحسن استقبالهم فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون (71) فقد أمر يوسف عليه السلام أن تجعل السقاية وهي صواع من ذهب مرصع بالجواهر في متاع أخيه بنيامين، واتهمهم بسرقته، ليستبقي أخاه السارق معه لأنه كان المتبع في دين يعقوب أن يؤخذ السارق رهينة أو أسيرا أو رقيقا في مقابل ما يسرق، وهي حيلة لجأ إليها سيدنا يوسف بتعليم من المولى تبارك وتعالى له.

لما ظهر صواع الملك في حمل بنيامين جاء رد إخوته غريبا للغاية: قالوا أن يسرق فقد سرق أخ له من قبل (77) يقصدون يوسف. وقال المفسرون حول هذه الآية، إن يوسف كان قد سرق صنم جده أبي أمه فكسره وقيل كان يأخذ الطعام من البيت فيطعمه الفقراء.

فجأة تذكر الأخوة ما وعدوا به أباهم من الحفاظ على أخيهم الصغير، فراحوا يسترحمون يوسف عليه السلام باسم والد الفتى الشيخ الكبير ويعرضون أن يأخذ بدلا منه واحدا منهم، لكن يوسف كان يريد أن يلقي عليهم درسا.

مرة أخرى يتكرر الموقف الصعب، نفسه ويعود هؤلاء الإخوة إلى أبيهم يعقوب عليه السلام، وأخوهم ليس معهم فلم يجدوا سوى رد النبي الكريم المتصل بربه فصبر جميل عسى أن يأتيني بهم جميعا إنه هو العليم الحكيم.

ودخل إخوة يوسف مصر للمرة الثالثة، وقد أضرت بهم المجاعة في السنين العجاف، ونفدت منهم النقود، وجاؤوا ببضاعة رديئة وهي الباقية لديهم يشترون بها الزاد الذي يحتاجونه وهم في هذه المرة دخلوا مصر وفي حديثهم انكسار لم يعهد من قبل وشكوى من المجاعة يسترحمون يوسف عليه السلام لإنقاذهم.

المفاجأة الكبرى

إلى هذا الحد لم يستطع يوسف أن يمضي في طريق التخفي عنهم بحقيقة شخصيته فقد انتهت الدروس وحان وقت المفاجأة الكبيرة، لكنه في الوقت نفسه يرفق بهم في طريقة عرض هذه المفاجأة فيقول لهم قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون، وهكذا يعود بهم إلى سنوات بعيدة ليرن في آذانهم صوت ربما يتذكرونه بعد أن لاحت لهم ملامح وجه لم يعرفوه بما رأوا فيه من سمت عزيز مصر وأبهته فجاء ردهم على الفور قالوا إنك لأنت يوسف قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين (90) فلا يجدون سوى الرد عليه باعترافهم بالخطأ في قولهم: قالوا تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين.

وكخلق الأنبياء دائما تأتي صفة العفو عند المقدرة قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.

والموقف لم ينته عند هذا الحد بل انه يتعداه إلى اشتياق يوسف لأبيه، وأن يكون صحيح البدن، بحيث يعود إليه بصره الذي فقده فيقول لهم: اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأتي بصيرا وأتوني بأهلكم أجمعين نعم أمرهم بأن يضعوا قميصه على عيني أبيه ليرتد إليه بصره بإذن الله وهذا من خوارق العادات ودلائل النبوات وليس هذا فحسب بل أن يأتوا جميعا إلى مصر ليجتمع شمل الأسرة بعد سنوات الفرقة التي عاشوها.

ونصل هنا إلى الفصل الأخير من قصة هذا النبي الكريم، بعودة يوسف وإخوته إلى مصر يحكيها لنا القرآن الكريم: فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين. ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا (99 100).






قديم 10-29-2008, 07:51 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
أبو خالد

 
الصورة الرمزية حامد السالمي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

حامد السالمي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يوسف عليه السلام.. والمحن الأربع

جزاك الله خيرا، وكتب لك الأجر الحسن.






قديم 10-29-2008, 01:14 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية ابوفهد الياسي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

ابوفهد الياسي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يوسف عليه السلام.. والمحن الأربع


جزاك الله خير الجزاء






التوقيع

هـــــــــــــــــذيـــــ ـــــل
عـــــــزوتـــــــــــــي
ونـــــــــاســــــــــــ ـي

قديم 10-29-2008, 09:43 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية مشاعر رقيقه
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

مشاعر رقيقه غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يوسف عليه السلام.. والمحن الأربع

اللله يجزاك جنات النعيم






قديم 10-31-2008, 03:56 AM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عناد المطرفي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يوسف عليه السلام.. والمحن الأربع

جزاك الله خيرا
وجعله في موازيين حسناتك






قديم 10-31-2008, 09:15 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
غازي الهذلي

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هذلي قديم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يوسف عليه السلام.. والمحن الأربع

جزاك الله خيراً






التوقيع

[

قديم 10-31-2008, 09:33 PM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية صآلح الهذلي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

صآلح الهذلي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: يوسف عليه السلام.. والمحن الأربع

جزاك الله خيراً






التوقيع

مع الشكر والتقدير

موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
سيدنا موسى عليه السلام وبنى اسرائيل لاحق المطرفي المجلس العام 8 06-02-2008 10:26 PM
*·~-.¸¸,.-~*وصفات لأطعمة الرسول عليه السلام*·~-.¸¸,.-~* بنت مكه المجلس العام 16 03-02-2008 09:17 PM
وصية الخضر لموسى عليه السلام عزوتي المجلس العام 4 06-01-2007 05:14 AM
كم مره تثاءب الرسول عليه السلام في حياته؟؟؟ محبوب المجلس العام 7 05-16-2007 06:23 PM
قصة جميلة لنبي الله موسى عليه السلام^^^ المهاجرة المجلس العام 1 10-03-2006 03:13 PM


الساعة الآن 12:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل