المعتمد بن عباد
المعتمد بن عباد ,,,, ومن الذي لايعرف المعتمد بن عباد , صاحب المأساة التي أبكت القلوب قبل العيون .
كان المعتمد بن عباد ملك إشبيلية بالأندلس وهو من ملوك الطوائف . آتاه الله ملكاً عظيماً .
وكان كريماً , وأديباً شاعراً , وكان يهتم بالعلماء وتكثر عنده مجالس العلم والأدب .....
وفي يوم من الأيام نظرت امرأته من شرفة القصر فرأت بعض نساء الفلاحين يشتغلن في مزارعهم ,
فقالت لزوجها :
إني أشتهي أن العب في الطين .
فقال : أنت زوجة ملك لا ينبغي لك ذلك , فألحت عليه فوافق .
ولكنه قال لها : سيكون لك طين من نوع آخر ليس كطين نساء الفلاحين .
وفي اليوم التالي ,,,, أمر أن يحضر الطين في باحة القصر ويخلط بأنواع الطيب , ثم أمر أن يخلط الماء بالطيب ,
ثم دعا زوجته وبناته وأقام حفلة كبيرة مهيبة , ثم أخذت زوجته وبناتها يلعبن في الطين والماء ,
ثم وزعت الهبات والعطايا على الناس ,,,,, حتى أصبح ذلك اليوم مشهوراً بين الناس بيوم الطين .
ومن الطريف أن زوجة المعتمد غظبت ذات يوم فقالت : ( والله ما رأيت منك خيراً قط ) .
فقال : حتى يوم الطين . فسكتت واستحيت .,,,, وهذا يدل على شهرته .
ولكن النعمة لا تدوم فقد هجم يوسف بن تاشفين صاحب المغرب على مملكة المعتمد بن عباد
وأخذه مقيداً أسيراً ثم ألقاه في السجن بمدينة اغمات بالمغرب .
أما بناته فقد فرق يوسف بن تاشفين بينهن وبين أبيهن , ثم أطلقهن في شوارع المغرب .
فكان البنات في غاية الذل والهوان فأصبحن بعد العز في فقر وذله .
فكن يغزلن للناس لينلن دريهمات قليلة , وكن حافيات الأقدام , وثيابهن رثة .
وفي يوم العيد أردن البنات أن يزرن أباهن في السجن ,,,, فجئن إليه .....
فلما رآهن على هذه الحال المزرية تذكر عزه وملكه ... وما آل إليه الحال اليوم فبكى بكاءً شديداً ,
ثم قال القصيدة التالية التي يكاد أن يتفطر القلب ألماً عند قراءتها .
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
فيما مضى كنتَ بالأعياد مسرورا = فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً =يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعةً =أبصارهن حسيراتٍ مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافية = كأنها لم تطأ مسكاً و كافـورا
لا خـد إلا تشكى الجدب ظاهره = وليس إلا مع الأنفاس ممطورا
أفطرت في العيد لا عـادت مساءته =فكان فطرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً =فردك الدهر منهيـاً ومأمورا
من بات بعـدك في ملك يُسَرُّ به =فإنما بات بالأحـلام مغرورا[/poem]
|