ما أعظمه !!!!!! ذبابه !!!!

بسم الله الرحمن الرحيم
عن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : « دخل الجنة رجل في ذباب ، ودخل النار رجل في ذباب " . قالوا : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : " مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا ، فقالوا لأحدهما : قرب ، قال : ليس عندي شيء أقرب ، قالوا له : قرب ولو ذبابا ، فقرب ذبابا فخلوا سبيله ، فدخل النار . وقالوا للآخر : قرب ، قال : ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل ، فضربوا عنقه ، فدخل الجنة » . أخرجه أحمد في كتاب الزهد "ص22" وأبو نعيم في الحلية "1/203" وابن أبي شيبة في المصنف "6/477 رقم 33028" موقوفاً على سلمان الفارسي رضي الله عنه .
فلنتأمل جميعا عظم التوحيد وخطورة الشرك ولو كان في أمر قد يكون مستهان به كما في الحديث فالأمر متعلق بعمل القلب لا بالمذبوح من حيث نوعه وجنسه ، ففي بعض الروايات أن الذي قرّب الذباب قال : ( فأما الذباب فأمر هين ) ، فالشيطان يقنع بأدنى شيء ، لأنه أعرف بالشرك ممن يدعون الإسلام اليوم وهو منهم بريء، فأمثال هذا الرجل موجودون الآن ويدعون أنهم مسلمون ويفعلون أمورا لا يظنون أنها شرك بل هي والله أوضح مما وقع فيه هذا الرجل، والله عز وجل يقول : ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ) والشيء يتناول أدنى شيء ، ويقول سبحانه وتعالى في الحديث القدسي : ( من أشرك معي شيئا تركته وشركه ) ، ففي هذا الحديث مصداق للحديث القدسي ، فإن الذي قرّب للصنم كان مسلما وإلا لم يقل ( فدخل النار ) فدخوله النار بسبب ذبحه لغير الله ، وإلا لو كان كافرا لذكر في الحديث أنه دخل النار بكفره ، فلما طلبوا من الأول القربان قال : ليس عندي شيء أقرب ) فعلموا استعداده النفسي لفعل ما أمروه به وأنه اعتذر إليهم بأنه لم يجد ما يقربه فطمعوا فيه فطلبوا منه أيسر شيء وهو الذباب، فما إن تقرّب لغير الله عز وجل بشيء مستقذر ومستحقر ألا وهي الذباب أحبط الله جميع أعماله التي عملها لله عز وجل فتركه الله وشركه وأدخله النار، والله المستعان .
قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في احدى فتاويه : (فإذا كان من تقرب إلى الصنم ونحوه بالذباب ونحوه يكون مشركا، يستحق دخول النار، فكيف بمن يدعو الجن والملائكة والأولياء ويستغيث بهم، وينذر لهم، ويتقرب إليهم بالذبائح يرجو بذلك حفظ ماله، أو شفاء مريضه، أو سلامة دوابه وزرعه، أو يفعل ذلك خوفا من شر الجن، أو ما أشبه ذلك، فهذا وأشباهه أولى بأن يكون مشركا، مستحقا لدخول النار من هذا الرجل الذي قرب الذباب للصنم ) .
قال صاحب كتاب " قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر معلقا : ( ففي هذا الحديثِ من الفوائدِ: ما يَنبغي الاهتمامُ بِهِ مِن أعمال القُلوبِ، التي هي المَقصودُ الأعظمُ والرُّكْنُ الأكبرُ. فَتَأمَّلْ في ذَلِكَ، وانظُرْ إلى فؤادِك في جميعِ ما قالوه، وَألْقِ سَمْعَكَ لِما ذَكَروهُ، وانظُر الحَقَّ، فإنَّ الحَقَّ أبْلَجُ والباطِلَ لَجْلج، فَبالنَّظَرِ التَّامِّ إلى ما كان عليه المُشرِكون مِن تَقَرُّبِهم لأوثانِهم؛ لِتُقَرِّبَهُمْ إلى الله؛ لِكونهِم شُفعاءً لهم عند الله، وشفاعتُهم بسبب أنَّهم رُسُلُ الله أو ملائكةُ الله أو أولياءُ الله، يتبينُ لك ما عليه النَّاسُ الآنَ، واللَّهُ المستعانُ.انتهى .

فبعد ما قرأنا هذا الحديث وعرفنا : أن الرجل دخل النار حينما قرب ذبابا لا يؤكل بل ويستقذر ويستحقر واستوجب بذلك النار فماذا نقول إذا فيمن يسوق الإبل والبهائم إلى قبور الموتى ويذبحها تقربا لهم من دون الله عز وجل ويبذل كرائم أمواله لقبر نبي أو ولي أو غير ذلك ، ويصرفون أنواعا من العبادات وهي واضحة وضوح الشمس ، ولكن : ( ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور ) فهؤلاء تقربوا بشيء أعظم من الذباب فاستحقاقهم للنار أعظم .
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى في منظومة له :
فَإنْ رُمْتَ أَنْ تَنْجُو مِنَ النَّارِ سَالِمًا
(1) وَتَحْظَى بِجَنَّاتٍ وَخُلْدٍ مُؤَبَّدِ ( )

وَرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ وَأَرْفَهِ حَبْرَةٍ
(2) وَحُورٍ حِسَانٍ - كَالْيَوَاقِيتِ - خُرَّدِ ( )

فَحَقِّقْ لِتَوْحِيدِ الْعِبَادَةِ مُخْلِصًا
(3) بِأَنْوَاعِهَا للهِ قَصْدًا وَجَرِّدِ

وَأَفْرِدْهُ بِالتَّعْظِيمِ وَالْخَوْفِ وَالرَّجَا
(4) وَبِالْحُبِّ وَالرَّغْبَا إلَيْهِ وَوَحِّدِ ( )

وَبِالنَّذْرِ وَالذَّبْحِ الَّذِي أَنْتَ نَاسِكٌ

(5) وَلا تَسْتَغِثْ إلاَّ بِرَبِّكَ تَهْتِدِي

وَلا تَسْتَعِنْ إلاَّ بِهِ وَبِحَوْلِهِ
(6) لَهُ خَاشِيًا بَلْ خَاشِعًا فِي التَّعَبُّدِ


فاللهم وفقنا لتجريد التوحيد ، وأبعدنا عن شِراك الشرك ، وجهل الجاهلين ، واحشرنا مع النبيين والصديقين ،والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .

أخي مشاري العقيلي
جزاك الله خيراً
على نقل هذه الدرر من كلام أهل العلم رحمهم الله

	فاللهم وفقنا لتجريد التوحيد ، وأبعدنا عن شِراك الشرك ، وجهل الجاهلين ، واحشرنا مع النبيين والصديقين ،والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

جزاك الله خيرا ونفع بك.

أخي مشاري العقيلي
جزاك الله خيراً

جزاك الله خير ....اخوي مشاري العقيلي

وجعلها في ميزان حسناتك

أخي مشاري جزاك الله خيراً

الله يجزاك خير على الدرر وبارك الله فيك

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ماكتبت في موازين حسناتك

جزاك الله خير . كلام رائع ماأعظمه