تأملات قرآنية للشيخ المغامسي
يقول الشيخ صالح المغامسي-حفظه الله-:
قوله: وقودها الناس والحجارة :
وقودها الناس فمعروف،
أما وقودها الحجارة،فللعلماء فيها قولان:
ق1)قوم قالوا:إن الحجارة هنا حجارة من كبريت في النار،هذا عليه الأكثرون،نرى أنه رأي مرجوح.
ق2)قوم قالوا:إن الحجارة هنا هي الأصنام التي كانوا يعبدونها في الجاهلية،فتُقرَن معهم في النار،وهذا هو الراجح-إن شاء الله-ودليلُه من القرآن: {إنكم وما تعبدون من دون الله حَصَبُ جهنّم أنتم لها واردون }.
قال الله تعالى: {فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أُعِدّت للكافرين }اتقوا النار بماذا؟!
بالإيمان والعمل الصالح،قال العلماء في قول الله جلّ وعلا أن النار أُعِدّت للكافرين:دليلٌ على أنه لا يخلد في النار موحّد،قال العالم السفّاريني وغيره-رحمهم الله جميعاً-:[وتحقيق المقال أن خلود أهل التوحيد في النار محال]. قال تعالى: {وبشّر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنّات تجري من تحتها الأنهار كلّما رُزِقُوا منها من ثمرةٍ رزقاً قالوا هذا الذي رُزِقنا من قبل وأُتوا به متشابهاً ولهم فيها أزواج مطهّرة وهم فيها خالدون } . هذه الآية فيها مُبشِّر وفيها مُبَشَّر،وفيها مُبشَّرٌ به وفيها سبب للبشارة.
أما المبشِّر: فهو النبي ومَن يقوم مقامه بعدَه من أمّته في الدعوة إلى الدين.
وأمّا المبشَّر: فهم المؤمنون.
وأما المبشَّر به: فهو الجنّات على ما وصَفَهَا الله جلّ وعلا.
وأما أسباب البشارة: فالإيمان والعمل الصالح.
|