تعريف الخذلان من وجهة نظري
جميع العارفين مجمعون على أن ا لتوفيق أن لا يكلك الله تعالى إلى
نفسك طرفة عين
اما الخذلان فهو أن يكللك الله تعالى إلى نفسك فيتركك وأنت لا تعرف
ما يصلح فتخبط في الحياة خبط عشواء تنصح حسبما يمليه عليك
هواك وأنت لا تدري أيصلحك ما تفعل أم يضرك .
ولقد طرا في نفسي ما قالوه ا لسلف : أن العبد ليعمل الذنب ويدخل
به الجنة ويعمل الحسنة يدخل النار . قالوا : كيف ؟
قال : يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه منه مشفقا وجلا باكيا نادما
مستحيا من ربه تعالى وناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له .
فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيره بما يترتب عليه.
ويفعل الحسنة فلا يزال يمنّ بها على ربه يتكب ربها ويرى نفسه
ويعجب بها ويستطيل بها ويقول فعلت و فعلت فيوره من العجب
والكبر والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه .
هذا ما رأه فأن اصبت فأمن الله وأن اخطات فأمن الشيطان
|