شهادة بطريرك ـ د. محمد عمارة
[frame="6 80"]شهادة بطريرك ـ د. محمد عمارة
د. محمد عمارة (المصريون) : بتاريخ 18 - 5 - 2009
يعتبر "ميخائيل الأكبر" (1126 1199م) من كبار بطاركة النصارى السريان ومن أشهر بطاركة الكنائس الشرقية وله -في تاريخ الكنيسة والشرق (كتاب الحوطيات).
ولقد أورد السير توماس أرنولد (1864 1930م) شهادة هذا البطريرك على سماحة الفتوحات الإسلامية التي دارت كل معاركها ضد جيوش الاستعمار البيزنطي ولم تدر معركة واحدة من معاركها من أهل البلاد الوطنيين وكيف أن هذه الفتوحات قد حررت مع الأوطان- العقائد والضمائر التي كانت ستة قرون من أشد ألوان القمع والاضطهاد.
ولشهادة "ميخائيل الأكبر" بطريرك إنطاكية اليعقوبي أهمية كبيرة، لا لمكانته الدينية والفكرية فقط، وإنما لأنها جاءت بعد خمسة قرون من الفتح الإسلامي والحكم الإسلامي ليقول: "إن السماحة الإسلامية مع غير المسلمين لم تطو صفحتها مع عصر الصحابة الفاتحين .. وإنما كانت القاعدة التي حكمت العلاقات مع غير المسلمين على امتداد تاريخ الإسلام".
نعم لقد مهد " توماس أرنولد" لشهادة "ميخائيل الأكبر" هذه بقوله:
لا.. وقد استطاع ميخائيل الأكبر"بطريرك إنطاكية اليعقوبي أن يحبذ فيما كتبه في النصف الثاني من القرن الثاني عشر ، ما قرره إخوانه في الدين ، وان يرى إصبع الله في الفتوح العربية ، حتى بعد أن خبرت الكنائس الشرقية الحكم الإسلامي خمسة قرون ، وقد كتب بقوله بعد أن سرد اضطهادات "هرقل "(610-641) :
".. هذا هو السبب في أن اله الانتقام ، الذي تفرد بالقوة والجبروت ، والذي يدين دولة البشر كما يشاء فيؤتيها من يشاء ، ويرفع الوضيع لما رأى شرور الروم الذين لجئوا إلى القوة فنهبوا كنائسنا ، وسلبوا أديارنا في كافة ممتلكاتهم ، وانزلوا بنا العقاب في غير رحمة ولا شفقة ، أرسل أبناء إسماعيل من بلاد الجنوب ليخلصنا على أيديهم من قبضة الروم.. ولما أسلمت المدن للعرب ، خصص هؤلاء لكل طائفة الكنائس التي وجدت في حوزتها .. ولم يكن كسبا حينما أن نتخلص من قسوة الروم وأذاهم وضعتهم وتحمسهم العنيف ضدنا ، وان نجد أنفسنا في امن وسلام"
هكذا استخدم بطريرك إنطاكية ميخائيل الأكبر مصطلح "المخلص" وصفا للفتح الإسلامي .. الذي خلص النصرانية الشرقية من "القسوة والأذى.. والحنق.. والعنف .. والسلب .. والنهب" الذي أوقعه نصارى الغرب بالنصارى الشرقيين!..
فهل يعي هذه الحقائق "الدينية.. والتاريخية " أصحاب الأصوات التي تنطلق من الغرب داعية إلى "تحرير بلادنا من العروبة والإسلام".. والتي تتحدث عن الفتوحات الإسلامية باعتبارها "تدميرا .. وليست تحريرا"؟!
ويمضي "سير توماس أرنولد " فيقدم شهادة غربية ، كتبها "مبشر نصراني دومينكاني "زار الشرق الأوسط في نهاية القرن الثالث عشر الميلادي وهو " ركلدوس دي مونت كروسيس " الذي لم يكن يتصور الكمال خارج المسيحية .. فلما رأى سماحة الإسلام والمسلمين تعجب من ذلك.. فكتب يقول:
"لقد استولى علينا الدهش . كيف أن أعمال تتصف بمثل هذا الكمال يمكن أن نحيا فى ظل شريعة غير مسيحية ! ومن ذا الذي لا يعجب إذا تأمل جيدا أية عناية فائقة بالدراسة يمكن أن توجد بين العرب وأي إخلاص في الصلاة وأية رحمة بالفقير وأي تبجيل لاسم الله والأنبياء والأماكن المقدسة وأي وقار في أخلاقهم وفي معاملتهم للغرباء وأية مودة تضبط بين جنسهم .
وهنا نسال هل يجوز لمن يملكون هذه القيم وهذا التاريخ أن يتسولوا على موائد الغرب البدائل البائسة لهذه القيم وهذا التاريخ. [/frame]
|