ذكرالموت في شعرأبوذؤيب الهذلي..
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أستبيحكم عذراًعلى هذاالشرح المتواضع الذي لايخلوامن الأخطاءولكن المؤمن مرآةأخيه،وإن كان هناك خطأفهومني،وإن كان هناك صواب فهوتوفيق من الله سبحانه وتعالى.
لم أتناول ذكرالموت في الشعرالهذلي جميعه ولكن اكتفيت بثلاثةأبيات فقط من شعرأبوذؤيب الهذلي .
[poem=font="tahoma,4,,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,1," type=0 line=0 align=center use=ex]أمن المنون وريبهاتتوجع=والدهرليس بمعتب من يجزع[/poem]
يبدأالشاعرأبياته بسؤال،يسأل نفسه ويجاوبها،هذامايسمى بالحوارالداخلي ويصطلح عليه(الموتولوج)حيث لايشترط
مشاركةخارجيةفي الحوار،ولاتعاقب في الإرسال والتلقي،بل يلقي من طرف واحدوإليه فهونشاط أحادي لمرسل في
حضورمستمع حقيقي أووهمي،ويعدمن أنسب الأساليب التي تلائم التعبيرعن الأفكارفي القصيدة.
وهذاالأسلوب يلجأإليه الشاعرعندمايجدحاجةملحةلذل ك نتيجةللصراع الذي ألم به والناشيءمن بعدالأحبةلرحيلهم
وفقدهم،فهويقدم حالته النفسيةالتي تتم في وعيه الخاص.
فالشاعرهناكأنه يحدث شخصاًآخرفيقول:
أمن المنون وريبهاتتوجع=والدهرليس بمعتب من يجزع
فكأنه يسأل شخصاًآخرإلاأنه عندالتأمل لاوجودللآخر،فهويخاطب ذاته،وهذاالأسلوب شاع في الشعرالعربي القديم،ويسمى
بالتجريدوهو(إخلاص الخطاب لغيرك وأنت تريدبه نفسك)ويعدنوعامن
الأقنعةيلجأإليهاالشاعر_أح� �اناً_لكسرالرتابةالحديث،أو لتشويق المتلقي.
وكأن الشاعرشطرذاته على ذاتين:
1-الذات الحقيقية(أناالشاعر).
2-الذات الشعرية(أناالشعر).
فهنايقنع نفسه بمايؤمن به عن طريق الإجابةبعقل :
والدهرليس بمعتب من يجزع
فالدهرليس بمراجع من جزع منه بمايحب.
فهنايعطي هذاالهذلي درساللمستمع،لماذاتجزع وتقلق وتخاف وتحزن إذاوقع على من تحب مصيبةالموت والدهرلن
يراجعك فيمافجعك به.
وهويصوروينوع في الصورالتي يقنع فيهانفسه بأن الموت لارادع له وهويعلم ذلك ولكن هذاأسلوب من أساليب العلاج
النفسي الذي يعالج بهانفسه ويقنعهابمايؤمن به بمنطق وعقل وروية ،فانظرواإلى هذه الصورةعندماقال:
ولوأنني استودعته الشمس لارتقت=إليه المناياعينهاورسولها
كأنه هنامخترع حرب النجوم،فهوشبه الشمس بالقوةالعظماالتي في السماءولهاأشعةقويةتحرق كل من اقترب منهافهي
موقعهابعيدوسلاحهافتاك فهي النجم الكبيرالمستقرفي مكانه ويصل بسلاحه من أرادهذه الشمس مع قوتهايقول
هذاالشاعرالهذلي لواستودعت هذاالميت قبل أن يموت عندهالتحميه لوصلت إليه المنية،فكأن هذه المنيةلاغالب لهاإلاالله
سبحانه وتعالى،فتخيل أن المنيةتحارب الشمس وقوتهاثم ينتصرالموت على قوةالشمس فهي <<حرب النجوم>>التي لم
يعرفهاالعالم إلاحديثاوإن تغيرت الرموز.
فنظرته هي الرضاولابديل عن الرضابماقضاه الله سبحانه وتعالى قولاوعملا
ليس كنظرةبعض المرضى القلقين الخائفين من الموت فهم يخافون على أنفسهم فقدوصفهم الله سبحانه وتعالى فقال<<يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذرالموت>>
وقال تعالى:<<ألم ترإلى الذين خرجوامن ديارهم وهم ألوف حذرالموت>>
لقدتكلم علماءالنفس كثيراعن النفس التي تخاف الموت وتقلق منه ،وذكرواأسباب ذلك مع طرق العلاج.
ومن طرق العلاج التي ذكروها:
1-أنه لانستطيع أن نخلص المريض من الخوف نهائياولكن نريدأن نخفف عنه بعض مايشعرمن آلام نفسية.
2-أول خطوةفي العلاج هي أن نبدأبسؤال فنقول له:
اسأل نفسك،هل الموت من لوازم الحياةالإنسانية؟
أوهل يمكن التخلص منه؟
الجواب طبعاًمعروف
إذليس من عاقل يعترض على كون الموت أمراًحتميا،وضريبةعلى كل كائن حي مادام الأمركذلك فلماذاأخاف من الموت؟
فالفراق يترك الحزن في النفس ولاينبغي أن يترك الخوف من الموت
نرجع إلى شاعرناالهذلي إنه مكتشف أساليب العلاج النفسي ولكنه زادعليهم أن نظرته تؤديه إلى الرضابالموت ولكنه ليس رضاعجزوإنمارضاتسليم من بعدالدفاع بكل مايستطيع ويثبت ذلك قوله:
ولقدحرصت بأن أدافع عنهم=فإذاالمنيةأقبلت لاتدفع
لله درنفس هذاالهذلي التي تقاوم الموت وهي تعلم بقوته وبعدحصوله تكون راضيةبه وليس قلقة خائفةفزعة
فالرضايجعلك تعودالكرةمرةأخرى،أماالخوف والقلق واجزع والفزع يجعلق تهرب من مواجهةالموت مرةأخرى
فأنصح علماءالنفس الحاليين أن يحفظواهاذين البيتين ويعملوابهماوينصحوامرضاهم بماجاءفيهما.
فالرضايعطي القلب إيماناًبالله تعالى وثقةبه وبماقدروقسم،ويعطي الحياةالطيبةالمريحةالصحية السعيدة،ويحقق شكرالمنعم سبحانه وتعالى،ويعطي الفلاح والبشرى لصاحبه،ويحقق الغنى للنفس،ويشعربالعزةوالكرامة ........الخ.
اللهم اغفرلناإن أخطأنا
|