العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس العامة > المجلس العام
 

المجلس العام لكافة المواضيع التي ليس لها قسم مُخصص

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 08-06-2009, 06:44 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

خادم القبيلة غير متواجد حالياً


افتراضي التَّديُّن ليس ترسًا نمتنع فيه عن نقد الآخرين

سلمان العودة: التَّديُّن ليس ترسًا نتمنّع فيه عن نقد الآخرين

الإسلام اليوم/ أيمن بريك
الاحد 11 شعبان 1430الموافق 02 أغسطس 2009



أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أنَّ التَّديُّن ليس ترسًا نمتنع فيه عن نقد الآخرين لنا، مشيرًا إلى ضرورة أن نعطي فرصة لأن ينتقدنا الآخرون، محذرًا من حدوث تماهٍ أو لبس بين التَّديُّن وسلوك الإنسان الشخصي.

وقال الشيخ سلمان ـ تعقيبًا على مداخلة من أحد المشاركين في برنامج "الحياة كلمة"، والذي يُبث على فضائية mbc ، تقول: لماذا التركيز على الجانب السلبي فقط للمتدينين؟ ـ: إنَّ التَّديُّن ليس ترسًا نمتنع فيه عن نقد الآخرين لنا، شئْنَا أم أبَيْنَا، سَخِطْنَا أم رَضِينَا، فإننا عندما ننتقد المتدينين لا ننتقد من الخارج ولا نرمي بالطوب والحجارة؛ ولا نعتقد أننا أناس بعيدون ؛ بل نعتقد أننا ـ إن شاء الله ـ يشملنا هذا اللفظ، فالتَّديُّن غنيمةٌ لنا فيها سهمٌ، ونحن ننتقد أنفسَنا، فعلينا أن نعطي فرصة لأن ينتقدنا الآخرون، وفي حال عدم تقبلنا للنقد أو تجرّعه، على الأقل في البداية حتى نَسْتَسِيغَهُ، فإنَّ الأمر سيكون صعبًا.

وأضاف فضيلته ـ في هذه الحلقة والتي جاءت تحت عنوان "رجع الصدى" ـ أن النقد لابد منه، ولكن علينا أن لا نجعل هناك تماهيًا أو لبسًا بين التَّديُّن وبين سلوكنا الشخصي؛ فسلوك الإنسان الشخصي هو سلوك فرد يعرف من نفسه من العيوب ما لو عرفه الناس لَازْدَرَوْهُ، كما كان يقول الأئمة:

والله لو علموا قبيحَ سَرِيرَتِي
ولَأَعْرَضُوا عنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي
لكن سترتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي
لأبى السلامَ عليَّ مَنْ يلقاني
وَلَبُؤْتُ بعدَ كرامةٍ بهوان
وغمرتني بالعفو والغفران



وأردف الدكتور العودة أننا ننظر في مجتمعاتنا إلى النقد على أنه شيء سلبي ؛ ولذلك فإنَّ الناس يَسْتَجْلِبُون المديح والثناء، وكلنا كذلك، ولكن لا يريدون من أحد أن ينتقدهم، حتى لو كان بلطف، أو بشكل شخصي بينه وبينهم، حتى لو كان بحقٍّ، مما دفع بعضهم إلى القول: إن النقد البنَّاء حينما أنتقدك، لكن النقد السلبي هو حينما تنتقدني، متسائلاً: لماذا نعتبر دائمًا النقد الموجَّه إلينا نقدًا هدَّامًا؟ أَلِأَنَّهُ موجَّه إلينا، حتى وإن لم يكن هدَّامًا فعلًا؟!.



التحرز من "التحريم"!!

وتعقيبًا على مداخلة من أحد المشاركين في البرنامج، تقول: لاحظت ولاحظ غيري أنكم تتحرَّزون من كلمة "حرام"، قال الشيخ سلمان: نعم، كذلك هو الأمر كما قال الله سبحانه وتعالى: ((وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ)) [النحل:116]، مشيرًا إلى أنَّ الأصل في العبادات المنعُ والتَّوقيف، في حين أنَّ الأصل في المعاملات الإذن والحِلُّ.

وأضاف فضيلته: أنَّ البعض يرى معيارَ التَّديُّن في الميل إلى التحريم ؛ ولذلك إذا سأل أحدًا فأجابه أنَّ هذا حرام ولا يجوز وأنت آثم، ربما قال: جزاك الله خيرًا، وبيَّض الله وجهك، وهذا الذي أُريد. بينما إذا قال له: لا بأس ولا حرج عليك، اعتبر أنَّ هذا لا يصلح، وكأن معيار التَّديُّن والورع عنده هو الميل إلى المنع والحظر والتحريم.



العبادات.. الأصل فيها المَنْع

وبيَّن الدكتور العودة، أنه فيما يتعلق بالعبادات، فإن الأصل المنع والتوقيف، فلا يحِلُّ لنا أن نبتكر عبادةً جديدةً لم يأذن بها الله سبحانه وتعالى؛ وذلك من أجل أن لا يُضاف إلى العبادات كمٌّ كبير، ونجد كلَّ يوم شخصًا يخترع عبادةً جديدةً حتى يُصبح عندنا ركامٌ جديدٌ من العبادات تستغرق اليوم كلَّه، فعندنا الصلاة والزكاة والصوم والحج.. هذه أركان الإسلام والعباداتُ المشروعة المنصوصُ عليها ؛ ولهذا كان عمر -رضي الله عنه- يُقبِّل الحجر ويقول: "أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّكَ حَجَرٌ وَلَوْلاَ أَنِّى رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ"، فلا يُعبد اللهُ إلا بما شرع.



المعاملات.. الأصل فيها الحِلُّ

أما ما يتعلق بالمعاملات من بيع وشراء وأخذ وعطاء وتعاطي أمورٍ جديدة؛ من مستجدات وعقود وبرامجَ وأجهزة.. فهذه الأصل فيها الإذن، ولهذا لا يوجد نص أو إجماع يدل عليها، فالأصل فيها الحِلّ. وقد يرى الإنسان تحريمَها لاجتهاد أو لقياس أو لِسَدِّ ذريعة، فهذا باب فيه مجال للاجتهاد، لكن ينبغي أن يُراعَى هنا مفهوم التَّديُّن، وأنه لا يعني تحريمَ ما أحلَّ الله سبحانه وتعالى ؛ ولهذا كان سفيان يقول: "إنما العلم عندنا الرُّخْصَةُ من ثِقَةٍ، وأما التشديد فيُحسنه كلُّ أحد".

ولهذا أيضًا يقول بعض السلف: "الورعُ فِقْهُ مَنْ قَلَّ فِقْهُهُ"، فمن الجيد أن يتورع الإنسان عن الحرام، وعن المشتبه أيضًا، بل وعن المكروه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان بن بشير: «فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ»، منتقدًا مَن يفرضون على الناس ألوانًا من الورع، ويقول لهم: هذا محرَّم، مشيرًا إلى أنه ينبغي على الإنسان ألا يحرِّم شيئًا إلا بمُوجِبِ نصٍّ أو دليل، مؤكدًا أنه من الخطأ اعتبارُ التحريم معيارًا للتدين.



سَدِّدُوا وَقَارِبُوا

وتعقيبًا على مداخلة تقول: إنه من الخطأ أن يكون برنامج كهذا، يشاهده عشرات الملايين، تثار فيه بعض النقاط التي هي سلوك أفراد أو خطأ معين، كما أنه لا أحد فوق النقد، قال الشيخ سلمان: عندما يكون الحديث موجَّهًا إلى العشرات أو الآلاف أو الملايين ـ إن صح التعبير ـ فهذا يعني أننا لا نخاطب فئة معينة أو شريحة معينة، بل نخاطب شريحة واسعة، بعيدًا عن التحيُّز مع أحد أو ضدَّ أحد، إلا ما نعتقد أنه صواب فَنَنْحَازُ له، وما نعتقد أنه خطأ نَنْحَازُ ضده، ولدينا رؤيةٌ معينة تفيد بأنَّ هذا البرنامج يُخاطب شريحة أعرض من الناس، فهو بطبيعة الحال لن يكون تعبيرًا دقيقًا عن رؤية مدرسة معينة كما تريد هي أن تعبِّرَ عن نفسها أو عن مدرسة أخرى، لكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا».


آدابٌ وأخلاق

وفيما يتعلق بالحديث عن الصيف، وقضاء بعض الأوقات في الاستجمام والسياحة، والتي لابد أن تكون مُقَنَّنَةً بآداب وأخلاق يُفترض أن نلتزمها في كل شؤوننا، قال الشيخ سلمان: إنَّ كلَّ الشرائع السماوية والأنظمة البشرية تشير إلى أنَّ هناك بعض الأوقات التي يخلد فيها الإنسان للراحة، سواء كانت أجازة أسبوعية أو شهرية أو سنوية، والتي تجعل الإنسان يتخفف بعض الشيء من ضغوط العمل ويَسْتَعِيدُ عافيتَه.

وأكد الدكتور العودة أنَّ هناك جوانبَ من القيم والأخلاق التي لا ينبغي للإنسان أن يتخلى عنها في أي وقت ؛ مثل الشعور برقابة الله سبحانه وتعالى للإنسان فيما يقوله ويأكله ويشربه، إضافة إلى تجنُّب المحرمات، لافتًا الانتباه إلى أن الكثيرين يستغلُّون فرصة السفر إلى بعض الأماكن التي لا يعرفهم فيها أحد، ويقومون بتناول بعض الأشربة والمواد المحرمة نه، كذلك فيما يتعلق بتعاطي الإنسان في علاقاته مع الآخرين أو مع الأخريات، مشيرًا إلى أنَّ البعض يعتبرون أنَّ في السفر جانبًا من التخفف من الارتباط بالقيود الشرعية، وهذا أمر في غاية الخطورة ؛ لأن الله سبحانه وتعالى معبودٌ بكل مكان.



التَّرْسِيمُ المُفْرِطُ!!

وأوضح الشيخ سلمان أن الالتزام بمثل هذه الآداب والأخلاق لا يتنافى مع تخلِّي الإنسان عن بعض الرسوم؛ مثل أن يتخفَّف الإنسان ويقوم بخلع غترته، أو طاقيته، أو عمامته، أو عقاله، ويلبس الملابس العفوية العادية البسيطة، ويضحك، ويتبادل النكت مع الآخرين، أو يمارس قدرًا من الرياضة، إلى غير ذلك من أنماط الحياة العادية العفوية، فهذا مطلب ينبغي علينا أن نقصده ؛ لأنه جزء من طبيعة الحياة وكَيْنُونَتِهَا، وأن نتخلى ـ نوعًا ما ـ عن الترسيم المفرِط والمبالَغ فيه. وقد كان الإمام الشافعي، رضي الله عنه، يذهب مع تلاميذه ويلعب معهم في المزرعة فيستغرب بعضهم ويقولون: أين الوقار؟ فيقول: ليس من المروءة الوقار في البستان.

القصر في السفر ؟!!

وردًّا على سؤال يقول: إن بعض المشرعين ذكروا أنه لا قصر في صلاة المسافر إذا كانت للاستجمام، فما الحكم؟، قال الشيخ سلمان: هذا ليس بصحيح؛ فالحق أنَّ المسافر يقصر أبدًا أيًّا كان سفره، إلا أن بعض الفقهاء ذكروا أنَّ المسافر لمعصيةٍ لا يَقْصِرُ، والراجح أنه يقصر لأي سفر كان، ما دام مسافرًا؛ لأنَّ الله سبحانه وتعالى، ربط الرخصة بالسفر فقال: ((وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ)) [النساء: من الآية43]، وكذلك النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ»، فالقصر مِن رُخَصِ السفر، يترخَّص بها المسافر أيًّا كان سفره، لتجارة أو لدراسة أو لعلاج أو لسياحة، ولو خالط هذا السفر بعض المنكرات أو بعض الأخطاء فعليه أن يتوب من الأخطاء ويستغفر.

وأردف فضيلته أنه من الرُّخص أن يقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، وكذلك له الجمع؛ فإذا احتاج أن يجمع الظهر مع العصر أو المغرب مع العشاء، فهذا أيضًا مما رخَّص فيه النبي، صلى الله عليه وسلم، كما في حديث ابن عباس وغيره، وكذلك الفِطر، فللمسافر أن يُفطر في رمضان، كما أنَّ المسافر هو من دام له صبغة المسافر في العُرف، ولا يتحدد بأيام معلومة، فالنبي، صلى الله عليه وسلم، مكث بمكة أيامًا طويلة يقصر الصلاة، ومكث بتبوك أيامًا يقصر الصلاة ـ كما يقول ابن عباس، رضي الله عنه ـ إلى سبعة عشر يومًا، وقيل: إلى أربعة أيام، أو خمسة أو أسبوع، أو عشرة أيام أو أكثر من ذلك، ونقول: ما دام مسافرًا فإنه يقصر، فإذا انقطع سفره، بأن عاد إلى بلده أو أزمَع الإقامة، فحينئذ يجب عليه أن يُتِمَّ.


حالات التباس!!

وأشار الدكتور العودة إلى أن هناك حالات يقع فيها التباس، ويدور حولها الكثير من الأسئلة، وهي حالات يقع فيها التباس للإنسان، فهو لا يدري هل هو مسافر أو لا؛ مثل الطلبة الذين يدرسون لسنوات أو الموظفين في سفارات، ولمثل هؤلاء أقول: الذي إقامته طويلة الأخْلَق به والأجدر أن يكون مقيمًا، فإذا كان مقيمًا لسنوات وعنده وظيفة ومرتبط فيها يكون مقيمًا، ولا يترخّص برخص السفر، مثل لقصر مثلًا أو الفطر في رمضان.

وهناك قول للشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- ونسبه وعزاه لابن تيمية ولابن القيم، وابن تيمية له رسالة طويلة في السفر الذي يُبيح القصر ضمن مجموعة الرسائل والمسائل، وأطال النفَس فيها في الفتاوى أيضًا، فعلى فتوى الشيخ ابن عثيمين وما نقله عن الشيخ ابن تيمية وغيره، وابن تيمية أيضًا نقله عن بعض السلف، أن مثل هذا المسافر له الحق في القصر، وهذه الفتوى يمكن أن يُستفاد منها في حالات خاصة، مثل أصحاب الظروف، ومثل أولئك الذين يُقيمون في مناطق نائية، يكون فيها الليل ثلاث ساعات أو ساعتين أو حتى ساعة أحيانًا والباقي نهار، فإذا جاءهم رمضان قد يشق عليهم الصيام، فمثل هؤلاء إذا ترخّصوا بهذه الرخصة وكان لها وجه عندهم أرجو أن يكون في ذلك سعة إن شاء الله.



التخلص من الفائدة الربوية!!

وردًّا على سؤال يقول: هل يمكن أن أتخلص من فائدة الربا بإعطائها لشاب محتاج للزواج؟، أجاب الشيخ سلمان: نعم، فالإنسان إذا أخذ فوائد ربوية، إما لأنه لم يجد بنكًا إسلاميًّا يودع فيه، أو لأنه دخل في مضاربة أو استثمار ثم تبيّن أنه ربوي، وأراد التخلُّص من هذه الفائدة الربوية أو من نسبة معينة، ولم يعرف الفائدة وقدَّرها، فعليه أن يضعها في أعمال الخير، لافتًا إلى أن هذه النسبة ليست نجسة أو خبيثة في ذاتها؛ وإنما بمصدرها، فهي بالنسبة له خبيثة، لكن بالنسبة لغيره ليست كذلك، فلو وضعها في أي عمل خير، فالذي يظهر لي، أنه لا حرج في ذلك.

وأضاف فضيلته أن البعض يقول: تضعها في دورات مياه باعتبارها رجس، مشيرًا إلى أنها ليست خبيثة بذاتها، ولكنها خبيثة بالنسبة له، لكن إذا تخلّص منها بأن أعطاها لفقير أو محتاج أو شاب يريد الزواج أو وضعها في جمعية أو مؤسسة أو بناء منزل لأسرة فقيرة أو ما أشبه ذلك.

وأكد الدكتور العودة أنه ينبغي على الإنسان ألا يشترك في أي مشروع ربوي، إلا أن يكون إما مضطرًا إلى ذلك أو يكون وقع فيه دون أن يعلم ثم أراد التطهير، موضحًا أنه في هاتين الحالتين عليه أن يأخذ هذه الفائدة ويضعها في أعمال الخير، بدلًا من أن يتركها للبنك والذي ربما يعطيها لجمعية تدعم الجهود التنصيرية أو المعادية للإسلام.



زوجي..صعب التعامل ؟!!

وردًّا على سؤال من إحدى المشاركات في البرنامج، تقول: زوجي صعب التعامل جدًا، حتى أنه يرى الناس كلهم على خطأ، حتى أقرب الأقربين، وأصبحت حاله مزرية، في بيته وخارج بيته، فكيف أتعامل معه ؟ قال الشيخ سلمان: إنه بقدر ما نتحدث ونستشرف دائمًا الصورة المثالية الجميلة من الرجال والنساء والمجتمعات إلا أننا عرفنا أن من سنة الله -سبحانه وتعالى- أن هذه الصورة المثالية الجمالية لا توجد إلا في الأذهان وفي بعض الحالات طبعًا، أما في الواقع فهناك الصور الجميلة وهناك إلى جوارها صور ليست كذلك، حتى في أجمل وأطيب العهود النبوية كان هناك حالات من ضرب النساء، والوقوع في خطأ أو انحراف أو سوء خلق أو سلوك، فهذه كلها أشياء متصلة بالحياة البشرية، ولكن هذا لا يعني أننا لا نقاومه.


ما الحل؟!!

وأضاف فضيلته أن هذه المقاومة لا تعني أن الزوج سينتقل تلقائيًا من هذه الصورة إلى أن يكون زوجًا مثاليًا، فنحن لا نستطيع أن نُعيد تركيب الأزواج أو الزوجات، وتشكيلهم كما نتمنى هذا لن يحدث، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في:


1 ـ أن يفهم كل واحد منَّا الطرف الآخر:

فإذا استطاع كل طرف فهم الطرف الآخر تمكَّن من التعامل معه بشكل صحيح، وعلى سبيل المثال: إذا عرف الزوج أن زوجته عندها حالة غضب وانفعال وحادة، ولا تستوعب بعض النقاط، ولكن عندها جوانب أخرى إيجابية وهي أنها كريمة وخدومة وصبورة وأنها تقوم على الأولاد ومثقفة وواعية، عندها يمكننا استثمار هذا الجانب الإيجابي وتنميته وتطويره، فضلًا عن العمل على تقليل الجانب السلبي وتجنُّب الاحتكاك به وتفهُّم وجود خطأ فيه، مما يعني أن الإنسان يجب أن يركِّز على الإيجابيات وأن يعزل السلبيات، حتى تستمر الحياة.



2 ـ التغيير لا يكون بالتوبيخ أو التعيير:

التغيير ليس من خلال التوبيخ أو التعيير، وجمع العيوب، فهذا منفِّر ؛ ولذلك فالإنسان إذا غضب عليه أن يسكت ؛ وعليك أن تنتظر حتى تهدأ الأمور، ثم تتحين الوقت المناسب وتقوم بتنبيه الشخص الذي اختلفت معه على خطئه، بحيث يمكنه تقبُّل الأمور بعيدًا عن الصدام.

قليل الابتسامة!!

وتعقيبًا على مداخلة من إحدى المشاركات في البرنامج، تقول: عشت مع زوجي خمسًا وعشرين سنة، لم أعرف فيها الابتسامة والبشاشة إلا إذا كان له حاجة فقط، فهو دائمًا عابس الوجه، قال الشيخ سلمان: علينا أن لا نقيِّم الحياة بمظهرها السلبي، فمن الممكن أن يكون للزوج طبع معين: هل عاش مع والديه أم لا؟ هل أمه مطلقة أم لا؟ هل عاش ظروفًا صعبة؟ هل ورث حتى من جِيناته بعض الأمور أو من مجتمعه الخاص؟ كل هذه الأشياء أسئلة يجب أن تجيبي عليها، ثم تقبَّلي الجانب الإيجابي عنده كأن يكون زوجك مثلًا: كريمًا، أو لا يرتكب المعاصي، أو ليس مسافرًا سفرًا حوله ألف استفهام واستفهام.

وأضاف فضيلته أن هناك أشياء كثيرة يمكن أن تشكريها في زوجك، ولا تقتصري على الجانب السلبي الذي لاحظتيه، وإنما عليك محاولة معالجته إذا استطعت، وأن تحاولي أن تسلكي أسلوبًا معينًا وتستخرجي منه الابتسامة، ربما تفلحين في ذلك.



الخير باقٍ!!

وتعقيبًا على مداخلة تتحدث عن ظهور شاب سعودي على إحدى شاشات القنوات الفضائية يتحدث عن الرذيلة بكل صراحة وبألفاظ سيئة جدًا وخادشة للحياء، بل وبوقائع معينة، قال الشيخ سلمان: إن التحرك الرسمي والشعبي الرافض لتصرف الشاب السعودي الذي تحدث على إحدى الفضائيات عن ارتكابه للرذيلة يؤكد أن المجتمع السعودي فيه الخير الكثير، وما حدث مجرد حالة فردية، لابد أن يكون هناك تعزير رادع يؤدِّب مرتكبَها.

وأضاف فضيلته أن المجتمع المسلم بأخلاقياته وقِيَمِه يرفض مثل هذه الممارسات ويحتجُّ عليها ولا يسمح بإعلانها ووجودها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، مشيرًا إلى أن المجتمع السعودي بشكل خاص، والخليجي والعربي والإسلامي بشكل عام، وإن كان يوجد فيه الذئاب المفترسة والوحوش الضارية، إلا أنها محدودة الوجود والتأثير، معربًا عن استغرابه واستنكاره لخروج هذا الشاب على إحدى الفضائيات يتحدث عن مغامراته وارتكابه للرذيلة وبوقائع معينة، وبألفاظ خادشة للحياء.



اندفاعٌ ولا مبالاة

وأوضح الدكتور العودة أنه من المستغرَب أن يصل بنا الاندفاع واللامبالاة واستفزاز المستمع إلى حد أن يظهر مثل هذا الشاب على القنوات الفضائية يتحدث عن ارتكابه للرذيلة ومغامراته مع بنات الجيران، بالصوت والصورة وبألفاظ خادشة للحياء.

وتابع: لقد قرأت مقالًا في جريدة عكاظ للأستاذ خالد سليمان والذي ذكَّرنا فيه بحديث النبي، صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنَ الإِجْهَارِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ فِي اللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحُ وَقَدْ سَتَرَهُ رَبُّهُ فَيَقُولُ يَا فُلاَنُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا »، فالله عز وجل ستر على هذا الشاب ولم يفضحه كل هذه المدة، ولكنه بسوء فعله وقلة ذوقه وتهذيبه أطْلَع الملايين على مغامراته وأفعاله الشنيعة السيئة الرديئة.

وأردف فضيلته: لقد شعرت بإحباط شديد عندما وجدت أن هذه الحادثة صحيحة، ولكن لما وجدت الأمس في عدد من صحفنا أن هيئة التحقيق والادعاء العام في جدة تدخَّلت واستدعت الشخص المذكور وأجرت معه تحقيقًا وأطلقته بالكفالة، فضلاً عن مئات الدعاوى أو قضايا الاحتساب التي أُقيمت ضده وأن المحكمة تتهيأ لمحاكمته، شعرت بنوع من الارتياح.



قتال المسلمين ؟!!

وردًّا على سؤال حول حكم قتل الشرطة والجيش في العراق، قال الشيخ سلمان: إن قتل المسلم حرام، وقتل البريء حرام أيضًا، مشيرًا إلى أن الجيش والشرطة في العراق الآن أصبحوا من أهل العراق أنفسهم، لافتًا إلى أن عملية القتل فظيعة وشنيعة، والله -سبحانه وتعالى- يقول: ((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ)) [البقرة: من الآية30].

وأضاف فضيلته: إن الله عز وجل نهانا عن قتل الطيور والحيوانات، حتى النمل والهدهد والنحل، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ينهى عن قتلها، فكيف بقتل بني آدم بغير حق ؟ فكيف بقتل أخيك المسلم الذي هو شريك لك في الإيمان وشريك لك في الوطن، وشريك لك في الحقوق ؟.

وأكد الدكتور العودة على حرمة قتل المسلم أخاه المسلم في الصومال والعراق وأفغانستان وباكستان، وكل بلاد العالم، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ذنب بعد الشرك أخطر على الإنسان يوم القيامة من أن يلقى الله تعالى بدم حرام، لافتًا إلى أنه أخطر من الفجور والفحش.



التجرؤ على القتل ؟!!

وتابع: يا عباد الله خافوا الله سبحانه وتعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ)) [يونس: من الآية81]، مشيرًا إلى أن الله حرَّم على المسلم قتل أخيه المسلم الذي يشاركه في الإيمان والوطن والحقوق، منتقدًا ما يحدث في الصومال والعراق وباكستان وأفغانستان.

وأوضح فضيلته: إنك قد تجد الإنسان ربما يتقي الله أن يأكل بَصَلةً يعتقد أنها حرام، أو يأخذ فلسًا عنده فيه ريبة، ثم تجده يتجرأ على القتل، بل ربما يسوغ القتل بمسوغ شرعي، وربما يعتقد أنه تحت مظلَّة الجهاد في سبيل الله، فترى أناسًا يقتل بعضهم بعضًا في مقديشو، متسائلاً: يا أخي تتقاتلون على ماذا ؟! ما بقي من هذا البلد تقتتلون عليه ؟.

وأردف الدكتور العودة: إن الصومال تحوَّل الآن إلى بناء خَرِب؛ لا يوجد مدارس، ولا مستوصفات، ولا مستشفيات، ولا مصانع، ولا مؤسسة سياسية أو إعلامية، متسائلاً: كيف لا نشعر بالغيرة على ديننا وعلى أمتنا أن تصل إلى هذا الحضيض، وأنشد:

يُقضى على المرء في أيام محنته
حتى يَرى حَسَنًا ما ليس بالحَسَن




زواج المصياف!!

وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن "زواج المصياف" مشكلة يتجدد الجدل حولها، قال الشيخ سلمان: ما شاء الله، إن هذه المصطلحات تتناسل في المصياف والمدارس، فنجد هذا زوج مدرسي، والمحجاج، والمسيار هو أب هذه الزيجات، مشيرًا إلى أن الزواج في الإسلام هو الستر والرحمة والمودة والاستمرار والديمومة، موضحًا أنه وإن كانت المتعة مطلبًا أساسيًّا في الزواج، إلا أنها لابد وأن تقابلها مسئولية في العلاقة والنفقة وتحمُّل التبعات والأولاد.

وأضاف فضيلته: هناك خلاف فقهي في هذه الزيجات ؛ لأنه، مثل زواج المسيار، هناك حالات ربما لا يملك الفقيه أن يقول أنها محرّمة، مثل: إذا كان هناك توافق بين الزوجين واتفاق على التنازل عن بعض الحقوق، وعقد شرعي بشروطه الكاملة وجميع حقوقه وواجباته، وزواج معلَن أو على الأقل فيه شهود، تُغني عن الإعلان ـ لأنه إذا وُجد الشهود فهذا يكفي عن الإعلان، وإذا وُجد الإعلان فيكفي عن الشهود ؛ لأن حديث الإشهاد ليس بقوي ـ وزواج له طابع الديمومة في الغالب، فهذا الزواج قد يُشبِع أمرًا عند المرأة وعند الرجل، فالمرأة قد يكون عندها أولاد من قبل وبيت ولا تريد أن تنفصل عنهم وتنشغل بزوج، والزوج أيضًا قد يكون كذلك، فهو يحتاجها وهي تحتاجه، هذه مصلحة متبادلة للطرفين، وفيها جانب من المودة والسكن والرحمة، فقد يكون هنا هو حل لمشكلة الطرفين.


بعيدًا عن الخداع !!

وحذر الدكتور العودة من أن يتحول هذا الزواج إلى لعبة، ويصبح الأمر في غاية الخطورة، ويترتب عليه فساد ذوق الإنسان، وعدم استمتاع الإنسان مع أهله وزوجه، وأن تتحول الحياة إلى بحث عن المتعة العابرة، مما يعرِّض الإنسان للخطر؛ لأن البنت ربما تتزوج أكثر من شخص، أو ربما تُخدع البنت أحيانًا ويتزوجها الشخص بنيّة، وهي لا تدري وتظن أنها سوف تعيش في نعيم، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في حديث حكيم بن حزام: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِى بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا».

فالزواج كالبيع، أو هو عقد مثل عقد البيع، مع الفارق طبعًا؛ فهو عقد إنساني، وهو مثله في وجوب الصدق والوضوح، من أجل الحصول على البركة، فإذا كان الصدق والوضوح قائمًا بين الزوجين بعيدًا عن التصنُّع والتكلُّف والخداع والتغرير، فهذا مظنَّة أن يُبارك الله تعالى في الزواج وفي ما ينتج عنه، أما إذا كانت الأمور قائمة على تضليل وتلبيس وتدليس وخداع، فعلى الإنسان أن لا يتوقع أبدًا أن يكون له مدد أو عون من الله سبحانه وتعالى.



تقبيل الزوجة!!

وردًّا على سؤال يقول: هل يجوز لي تقبيل خطيبتي، علمًا أنني عقدت القران عليها ؟، قال الشيخ سلمان: لا بأس من ذلك، مذكِّرًا بطرفة نُقلت عن الإمام الشافعي عندما كان فقيهًا في مكة، فجاءه شاب يظهر عليه علامات الشباب والتعب، وكان في رمضان يقول أبياتًا أذكر منها:

سل المفتي المكي من آل هاشم
هل في تقبيل الحبيب جناح


فقال الشافعي رضي الله عنه-:

معاذ الله أن يُفسد التقى
تلاصق أكباد بهن جراح




فاستغربوا، وقالوا: كيف يا إمام تفتي بمثل هذا ؟ كأنهم ظنوا أنه أفتى له أن يُقبِّل عشيقته مثلًا أو حبيبته، فقال: إن هذا شاب حديث عهد بزواج، وهو يسأل: هل القبلة تفسد الصيام؟ فأفتيته أن القبلة لا تفسد الصيام. وهنا هي ليست خطيبة، ومن الخطأ أنك تسميها خطيبة، ما دام تمَّ العقد بينك وبينها، فهي زوجتك، وهي لك حلٌّ وبلٌّ، وكذلك أنت لها.



ضعيف أمام المرأة ؟!!

وتعقيبًا على مداخلة من أحد المشاركين في البرنامج يقول: أنا مسلم، إيماني بالله عميق، ومستقيم في حياتي، لكن ضعيف أمام جمال المرأة، قال الشيخ سلمان:

سبحان الله ! كلنا كذلك يا أخي، بل هكذا ذكر الله في القرآن الكريم، يقول الله -عز وجل- في سورة النساء: ((يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا)) [النساء:28] قال عطاء وغيره: ضعيفًا أمام النساء، ولكن هذا الضعف لا يعني أن الإنسان يستسيغ الوقوع في الفاحشة والانجرار إلى الحرام بحجة أنني ضعيف، وأن الله تعالى سجَّل الضعف على الإنسان، إنما هذا فيما أحل الله تعالى للإنسان كما قال عز وجل: ((وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)) [المؤمنون:5،6].



فطرةٌ بشريَّةٌ

وأضاف فضيلته أن هذا جزء من الكينونة والفطرة البشرية، حتى الرسل والأنبياء ((وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً))[الرعد: من الآية38]، وكذلك أن يتعهد الإنسان نفسه، فالذي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النظر فقال «اصْرِفْ بَصَرَكَ». كما أن الفضل ابن العباس، وكان رديف النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فكان ينظر إلى هذه الجارية لأنها جارية وضيئة، فينظر إليها وتنظر إليه، فطفق النبي -صلى الله عليه وسلم- يصرف وجه الفضل، وفي بعض الروايات أنَّ الفضل أيضًا ذهب من الشق الآخر ينظر إليها، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «رَأَيْتُ شَابًّا وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا »، وفي بعض الروايات قال: «مَرَّتْ بِهِ ظُعُنٌ يَجْرِينَ فَطَفِقَ الْفَضْلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ».

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- صرف بصر الرجل الذي يُرادفه، وكان شابًا وضيئًا جميلاً لم يتزوج بعد، وباشر إزالة المنكر بيده -صلى الله عليه وسلم- برفق ولطف، لمراعاة طبيعة الشباب وجوّ الشباب وما يمكن أن يحصل فيه من الخطأ، ولم يعنِّفه ويقول له: أما تستحي وأنت مُحْرِم ملبٍّ دافع من عرفة إلى مزدلفة، ورديف مَن ؟ رديف محمد -صلى الله عليه وسلم- سيّد بني آدم، ومع ذلك في هذا الموقف تنظر ؟! لم يقل -صلى الله عليه وسلم- سوى أن «اصْرِفْ بَصَرَكَ».


مؤسسات لمساعدة الشباب

بل أجمل من هذا أنه في ترجمة الفضل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أعطاه مالًا وزوَّجه وساعده، وهذا أيضًا يؤكد على ضرورة وجود المؤسسات التي تساعد الشباب على الزواج، سواءً بالتوفيق بين الأولاد والبنات، أو بالدعم المادي والإسناد، فهذا أمر ضروري في معظم مجتمعات المسلمين، سواءً في العراق أو المغرب أو مصر، لافتًا إلى أنه في كثير من الدول لا يستطيع الشاب أن يتزوج قبل خمس وعشرين وست وعشرين، والفتاة كذلك , والكثير من مظاهر التحلل والعلاقة داخل الحي وفي الشارع، فضلًا عن أماكن اللهو وغيرها، تقول للشباب: هيت لكم.

وأكد الدكتور العودة على ضرورة أن يكون هناك نوع من الإصلاح، والسعي الدءوب، وأن يكون هناك متخصصون لهذا من رجال الأعمال، ورجال الإصلاح الاجتماعي، والدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، ومن المسئولين والدوائر، بدلًا من التهالك، إما على المصالح الفرديّة، أو على النزاعات السياسية.


الوعيُ البيئيُّ

وكان الشيخ سلمان قد أكد في بداية الحلقة على أهمية تنمية الوعي البيئي لدى شباب الأمة، متسائلاً: هل يشعر شبابنا بالمسئولية والقلق عندما يقرءون أو يسمعون عن حريق هائل في الأوزون، أو عن سفينة أو باخرة نقل النفط التي سكبت مخزونها في عرض مياه المحيط.

وأوضح الدكتور العودة أن ديننا الحنيف حرص على تنمية هذا الوعي البيئي لدى الشباب، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يُتخذ شيء فيه الروح غرضًا لتعلم الصيد، فهذا محرَّم شرعًا، كما أن صيد الحيوانات لغير فائدة نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيه حديث معناه "أن من قتل عصفورًا بغير حق عجَّ ذلك العصفور إلى الله تعالى يوم القيامة، يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني بغير حق"، والحديث له شواهد، وإن كان في سنده مقال، لكن معناه أنه ما صَادَهُ لحاجة، وإنما هناك نوع من الرغبة في الاستمتاع بالصيد المفرط، إما ليتعلَّم كيف يصيد، أو لمتعة الصيد وهواية الصيد بحد ذاتها، أو لرياضة، وأحيانًا للغذاء بشكل مفرط.

وأضاف فضيلته يتساءل: أليس الأجمل والأفضل لك أن تحافظ على هذا العصفور، وأن تتعلم كيف تطعمه وكيف تسقيه، وقد تدخل بذلك الجنة، وكيف تستمتع بصوته الجميل، وتجعل ذلك جزءًا من تهذيبك لأخلاقك وشخصيتك، بل تجعله جزءًا من إيمانك بالله، سبحانه وتعالى؟
لاتنسونا من صالح دعائكم ،،، أخوكم خادم القبيلة






رد مع اقتباس
قديم 08-06-2009, 07:30 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو


 
الصورة الرمزية عبد العزيز الطلحي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عبد العزيز الطلحي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: التَّديُّن ليس ترسًا نمتنع فيه عن نقد الآخرين

شكرا على الموضوع الرائع

والمفيد

تقيل مروري






رد مع اقتباس
قديم 08-06-2009, 07:48 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
غازي الهذلي

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

هذلي قديم غير متواجد حالياً


افتراضي رد: التَّديُّن ليس ترسًا نمتنع فيه عن نقد الآخرين

بارك الله فيك
مصافحة أولى مفيدة
جزاك الله خيراً






التوقيع

[

رد مع اقتباس
قديم 08-08-2009, 11:32 AM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو

 
الصورة الرمزية أهـ هذيل ـلاوي
 

 

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

أهـ هذيل ـلاوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: التَّديُّن ليس ترسًا نمتنع فيه عن نقد الآخرين

خادم القبيلة



عوافي على الطرح الرائع







دمت بأسعد حال..
.
.
مودتي












التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تصبح محبوبا ً عند الآخرين ...!!؟؟ نصارالسرواني المجلس العام 14 08-05-2009 05:45 PM
العلاقات مع الآخرين = 15 خطوة لبنائها غرام السعوديه المجلس العام 1 05-12-2009 02:02 AM
المشكله ليست مع الآخرين احيانا كبكبي قديم المجلس العام 2 02-01-2009 10:52 PM
ما أجمل أن نسعد الأخرين الهذلية المجلس العام 19 12-13-2007 12:32 PM
هلا إحترمت مشاعر الآخرين فرحة يتيمه المجلس العام 13 08-16-2007 07:59 AM


الساعة الآن 12:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل