تأصيل فكرة الإبداع العلمي من القرآن الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم


((تأصيل فكرة الإبداع العلمي من القرآن الكريم))

Concept of Scientific Creation from the Holy Quran

م. ياسر محمد فداء بهجت
د.إبراهيم عبدالمحسن البديوي


إن من أفضل الأعمال وأعلى المقامات العناية بالقرآن الكريم تلاوة وفهماً وتأملاً وتدبراً . ومما لاشك فيه أن أول آية في القرآن نزولاً كانت دعوة صريحة للقراءة والتعلم وتعتبر العناية بالقرآن الكريم من أهم الوسائل لتطوير وإعادة الحضارة الإسلامية. ولكن الملاحظ في عصرنا الحاضر انصراف كثير من المسلمين عن الاتصال بالقرآن الكريم وإن اظهروا حبهم وتقديسهم إلا أن واقعهم الحقيقي يغاير ذلك. ومن هنا يبدو الخلل واضحا في حياة المسلمين أفراداً ومجتمعات الأمر الذي جعلهم متأخرين علمياً وفي جميع المجالات ، والغريب في هذا الأمر أن الانصراف عن القرآن الكريم ليس من العامة فقط بل من صفوة المتعلمين والباحثين. ومن هنا ظهرت فكرة هذا البحث كمحاولة لتجديد نظرة الباحثين للقرآن الكريم وتأصيل لكيفية التعامل مع القرآن الكريم واستخراج الكنوز المعرفية والعلمية من آياته عبر الخطوات التفصيلية لمنهجية الإبحار في آيات القرآن الكريم . ويضمن البحث التوصيات الرئيسية لدعم وإثراء هذا التوجه لما فيه تطوير لقدرات الباحثين وزيادة اهتمام الباحثين بكتاب الله المبين كذلك الفوائد القيمة التي تعود على الباحث باستخدام هذه المنهجية.
لقد بدأ وحي هذا الدين العظيم بكلمة ( اقرأ) كما حث القرآن الكريم في آيات كثيرة على العلم والتعلم ، بل وقد أوضح القرآن أن ما يميزنا بنو آدم هو العلم . وإن الباحث والمتأمل في هذا الدين يجد أنه قد فرض علينا ثلاثة محاور من الأعمال الأول هو العبادة ( العلاقة مع الله) حيث قال تعالى ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) الذاريات: 56- ويندرج تحت هذا المحور جميع العبادات المفروضة من صلاة وصوم وحج وغيرها ، الثاني هو معاملة الناس بالعدل والحسنى ( العلاقة مع الناس) حيث قال صلى الله عليه وسلم- ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ، المحور الثالث هو أعمار وخلافة الله في الأرض ( العلاقة مع الكون ) قال تعالى عن خلقه لآدم ((إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)) سورة البقرة:30- ولقد بحث علماؤنا الفضلاء على مر العصور بتعمق في القرآن الكريم والسنة المطهرة في المحورين الأول والثاني وتطبيقاتهما ، بينما لم يتم البحث في تطبيقات المحور الأول والثاني وتطبيقاتهما ، بينما لم يتم البحث البحث في تطبيقات المحور الثالث في القرآن الكريم أو السنة المطهرة إلا القليل وخاصة في عصرنا الحاضر.
أليس من المنطقي أن وحيا بدأ بكلمة اقر وفرض على معتنقيه التعلم وأعمار الأرض أن يكون مصدرا لهذا الواجب المتمثل في أعمار وخلافة الله مليء بالحقائق العلمية التي لا يزال العالم يكتشفها إلى قيام الساعة . من هذا المنطلق ظهرت فكرة تأصيل فكرة الإبداع العلمي من القرآن الكريم بجعله مرجعاً أساسيا لكل باحث مسلم في كل مجال ، فنحن المسلمون لدينا تفوق واضح على غيرنا فبين يدينا كتاب علمي صحيح لا يقبل الشك أو الخطأ ولكنه يحتاج إلى الباحث الجاد لاستخراج كنوزه . فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك وتعلم ذلك وتعليمه ، وأن يكون الاهتمام بفهم كتاب الله تعالى يوازي الاهتمام والعناية بلفظه حتى لا نكون ممن أقام حروفه وضيع حدوده.
1- شمولية علوم القرآن الكريم

إن من معجزات القرآن أنه سيبقى خالدا وصالحا لكل زمان ومكان ، لذا فإن العلم الموجود في القرآن الكريم سيذهل العلماء حتى آخر الزمان .فكلما امتد بنا الزمن ستزداد معرفتنا وفهمنا للعلوم المختلفة ولكن العلم الموجود في القرآن دائماً أكبر وأوسع.

2- منهجية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والإبداع العلمي من القرآن الكريم

لقد قام مجموعة من العلماء الأجلاء بتأصيل مبدأ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وهو إظهار إعجاز القرآن الكريم بتطبيق النظريات والحقائق العلمية على آياته . وهذا ولا شك فيه خير كبير في الدعوة إلى الإسلام وإثبات صحة هذا الدين الحنيف ومصادره لغير المسلمين وباستخدام لغة العصر (العلم) ، كما يساعد هذا العمل على تقوية وتثبيت الإيمان لدى حديثي الإسلام.
وقد أصل علماء الأعجاز العلمي جزاهم الله خيرا- مبادئ الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ليحافظوا عليه ويطوروه فيصبح ركيزة أساسية في الدعوة دون أي لبس أو تشتيت.
في المقابل فإن مبدأ الإبداع العلمي من القرآن الكريم يعمل على الاتجاه المعاكس حيث يهدف إلى استنباط واكتشاف حقائق علمية جديدة مباشرة من القرآن الكريم لمساعدتنا في أداء مهمتنا بإعمار الأرض وهذه الحقائق العلمية غير مكتشفة ، وهي فكرة جديدة نسبياً ولم توثق أو تأصل بعد لدى الباحثين المسلمين.

الهدف:

1- أداء واجبنا في الدعوة إلى الإسلام بمخاطبة البشر بلغة العصر (العلم)، وذلك بإثبات صحة القرآن الكريم.
2- أداء واجبنا في أعمار الأرض وذلك بالنهل من مصدر علمي موثوق وهو القرآن الكريم.

العلم:

1- يتعامل مع الحقائق العلمية التي لا لبس فيها.
2- يبحث عن حقائق علمية جديدة ، وبالتالي سيحاول استنتاج فرضيات أولا ثم يقوم بإثباتها حسب الأسلوب العلمي المتبع في ذلك التخصص.


الآية:

1- الآيات التي تتحدث عن الحقيقة العلمية بوضوح.
2- أي آية قد تقود الباحث إلى طريقة جديدة للنظر إلى الفرضية سواء كانت ظاهرة أو مؤولة أو حتى غير مرتبطة بموضوع البحث.

التفسير:

1- يعتبره الأغلبية تفسيرا للقرآن
2- ليس تفسيراً للقرآن ، وإنما هو محاولة التوصل إلى أبعاد علمية جديدة والتماس أطرافها في فهم الباحث للآية.

3- علاقة الآية القرآنية بالنظرية العلمية

إن الركيزة الأساسية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم هي النظرية العلمية المكتشفة والمثبته، ومن ثم يقوم الباحثون في مجال الإعجاز العلمي بإظهار الآيات المتعلقة بهذه النظرية . في المقابل فإن الإبداع العلمي من القرآن الكريم مرجعا علميا في محاولة منه لاستقراء سنن كونية لم تكتشف أو لم تثبت بعد في محاولة منه لتطوير فهمنا للكون وعلومه. إذ قسمت النظريات العلمية إلى نظرية معروفة ومثبته ونظرية غير معروفة، وقسمت الآيات القرآنية إلى آيات عرفت علاقتها بمجال علمي أو لم تعلم هذه العلاقة بعد.

4- الخطوات المطلوبة لتطبيق الإبداع العلمي من القرآن الكريم

يتطلب من المتفكر ( الباحث لاحقاً بعون الله)) إتباع خطوات محددة لتطبيق منهجية الإبداع العلمي من القرآن الكريم هذه الخطوات متسلسلة وقد تستغرق الكثير من الجهد والبحث والتأمل وهي تبدأ بمحاولة من المتفكر في فهم الآية وأبعادها ومدلولاتها ، وفي محاولته ستظهر مجموعة من التساؤلات ، بعضها تجيب عليه كتب التفسير ، تبدأ غالبيتها بالسؤال ( لماذا؟) ، لماذا سمية السورة بهذا الاسم؟ لماذا أقسم الله بالنجوم؟ لماذا ذكرت لنا قصة ذو القرنين، أو ذو النون وهو في بطن الحوت؟ وغيرها من التساؤلات ، وهذا التساؤل ليس من باب التشكيك والعياذ بالله في الآية ، وإنما هو من صفات الباحث العلمي الجاد الذي يريد فهم سنن الكون ، فكلنا مؤمنين بأن القرآن الكريم هو كلام الله الذي لا يأتيه الباطل، إذن فكل سورة، آية ، كلمة بل كل حرف فيه وضع في موضعه لسبب بل قد تكون لأسباب وليس لسبب واحد ، وإن فهمنا لهذه الأسباب سينير بصيرتنا وفهمنا للكون من حولنا.
في المرحلة التالية ينتقل المتفكر إلى محاولته للإجابة على هذه التساؤلات بما أنعم الله عليه من علم وإلهام. وهنا تبدأ الفرضية بالتبلور ، وهي فرضية تمهيدية ، لأنها لا تزال تحتمل الخطأ ، إذا مبنية على فهم واجتهادات هذا المتفكر قد يجد بعض الأخطاء أو التناقضات في فرضيته مايعيده إلى قراءة الآية ومراجعة فهمه لها . بعد ذلك ينتقل الباحث إلى مرحلة إثبات فرضيته بما هو مقبول ومتعارف في الوسط العلمي ذا الصلة بالفرضية ، فقد يقوم بالتجارب المعملية ( فيزياء، كيمياء، إلخ) أو المتابعة العلمية ( فلك) أو الدراسات الإحصائية ( اجتماع، إدارة، إلخ) .
وبعد إجراء الأبحاث العلمية المقبولة قد يصل الباحث إلى دلائل على خطأ فرضيته مايستدعيه إلى إعادة صياغتها ( في حال كان الاختلاف صغير نسبيا) أو قد يعود إلى التمعن في الآية ودراسة معانيها من جديد ( في حال كانت النتائج بعيدة عن فرضيته الأساسية أو مناقضة لها) . ويمكن تحديد المنهجية العلمية للإبداع العلمي من القرآن العلمية للإبداع العلمي من القرآن الكريم بأتباع الخطوات التالية:

الخطوة الأولى:

تتمثل الخطوة الأولى في الوقوف عند الآية ذات الصلة بمجال البحث ، وهذه الخطوة فيه ولاشك توفيق من الله سبحانه وتعالى- ، وهناك عدة وسائل تساعد المفكر للتوصل إلى الآية كما يلي:
1- إخلاص النية لله وزرع نية التعبد بقراءة القرآن ومحاولة أداء مهمتنا في أعمار الأرض
2- كثرة الاستغفار والتوبة عن الذنوب فالذنب قد يكون سببا أساسيا في حجب الفهم عن العبد.
3- التمعن في كل آية يتم قرأتها والتفكر فيها ومحاولة فهم كل ما يخص الآية من معاني ظاهرة أو غير ظاهرة.
4- تدوين الآيات التي استوقفتك مع الاستفسارات التي لفتت فضولك.
5- راجع هذه المدونة بشكل دوري وأعد تقييمك لاستفساراتك وفهمك للآية.
6- الآيات التي عليها استفسارات وتساؤلات في مجال بحثك أو قريبة منه هي الأولى في أن تتعمق فيها وتأخذه إلى الخطوة الثانية.


الخطوة الثانية:

تتمثل الخطوة الثانية في الإطلاع على كل ما كتب عن الآية من أحاديث ، تفاسير،أسباب نزول ، إعراب وغيرها من مصادر لتساعدك على التعمق في فهم الآية فأنت في هذه المرحلة لاتزال على سطح المحيط وتعد عدتك للغوص إلى الأعماق ،فكلما كانت معداتك وأدواتك أشمل كان ذلك بإذن الله أدعى أن تصل إلى عمق أكبر وأسرع وبقدرة أكبر على التحمل ،ففهم الآية القرآنية ليس له حدود وليس هناك حدود لفهم القرآن الكريم وقد يكون الفهم مرتبط بالعديد من الأمور التي يتم من خلالها قراءة القرآن ، وبعد التأكد من قرأت وفهم الأحاديث والتفاسير وأسباب النزول ومعرفة الصرف والنحو المتعلق بالآية يمكن الانتقال إلى الخطوة الثالثة.

الخطوة الثالثة:

تتمثل الخطوة الثالثة في محاولتك الشخصية في فهم الآية وذلك بالتعمق في استفساراتك ومراجعتها ، حيث لكل آية نص ، وترتيب وموقع في القرآن ، وسبب نزول ، وتفسير ، ولها فاعل ومفعول، ومعنى وتخصص ، أي إن القرآن مصدر معلومات كبير جدا . مما يتطلب التوقف عند كل كلمة بل كل حرف في الآية ومحاولة فهم سبب وجودها ، سبب ترتيبها وعلاقتها بالآيات التي تسبقها والتي تليها. فكل سورة، آية، كلمة وحرف لها هدف من وجودها بهذه الصيغة وهذا الترتيب. فلو كان المفعول به مقدم ، فهناك حكمة من هذا التقديم قد تكون هي الباب الرئيسي لموضوع بحثك وما أعظمها من نعمة لو أن الله فتح عليك بفهم هذه الحكمة ، فلا تستصغر أو تستعظم أي من الاستفسارات التي قد تأتي بخاطرك فقد فقد يكون فيها بإذن الله الفتح المبين ، وعندما يكون لديك عدة استفسارات أو تساؤلات عن الآية يمكنك الانتقال إلى المرحلة الرابعة.

الخطوة الرابعة:

تتمثل الخطوة الرابعة في محاولة الإجابة على الاستفسارات والخروج بفرضية علمية جديدة ، وهذه مثلها مثل الخطوة الأولى توفيق من العلي القدير بأن يفتح بصيرتك ويهديك إلى طريقة التفكير المناسبة للإجابة على استفساراتك ، فقد تبدأ بالبحث في التفاسير من جديد ، أو الاطلاع على أهم الفرضيات في هذا المجال ، أو حتى النقاش مع العلماء والباحثين ،وعند تحديد فرضية واحدة في فهم الآية يمكن الانتقال إلى الخطوة الخامسة.

الخطوة الخامسة:

تتمثل الخطوة الخامسة في المحاولة منك لإثبات صحة فرضيتك وفهمك للآية حسب ماهو متبع في مجال فرضيتك ، فقد تقوم بتجارب معملية ،أو متابعة علمية أو دراسات إحصائية أو غيرها أو خليط منها كل حسب ماهو معتمد ومقبول في الأوساط العلمية المعنية بتلك الفرضية ، وعندما تحصل على نتائج الفرضية يمكن الانتقال إلى الخطوة السادسة والأخيرة.

الخطوة السادسة:

تتمثل الخطوة السادسة في مقارنة النتائج بالفرضية التي بدأت بها ، فلو كانت النتائج مقبولة علميا ينتهي البحث ويتم تدوينه وتحكيمه ، أما لو كانت النتائج مختلفة نسبيا عن الفرضية فعلى الباحث العودة إلى الخطوة الرابعة ومراجعة الفرضية العلمية . أما لو أن النتائج كانت مناقضة تماما للفرضية فعلى الباحث العودة إلى الخطوة الثالثة وإعادة فهم وتدبر الآية.

حقوق الملكية الفكرية

يتطلب الحديث عن الإبداع العلمي من القرآن الكريم ضرورة دراسة موضوع الحماية الفكرية للباحثين في هذا المجال . فالباحث في مجال الإبداع العلمي من القرآن الكريم له من الأهمية مما يجعله يرتقي إلى مصاف الحاصلين على ملكية فكرية أو براءة اختراع مما يتطلب حماية حقوق الباحث ، خاصة في ظل التوافق الدولي على ضرورة حماية حقوق الباحث ، خاصة في ظل التوافق الدولي على ضرورة حماية حقوق الملكية الفكرية هو تقسيمها إلى ملكية أدبية وصناعية وتشمل الملكية الأدبية حق المؤلف بينما تشمل الملكية الصناعية العلامة التجارية وبراءة الاختراع .
ومن المتوقع بروز مجال البحث العلمي في القرآن الكريم باستخدام منهجية الإبداع العلمي من القرآن الكريم وتزايد الإداراك بعمق تأثيره الإيجابي على جهود الارتقاء بجميع العلوم . ويمكن تعريف حقوق الملكية الفكرية للباحثين في الإبداع العلمي من القرآن الكريم بأنه ((حقوق الباحث على فهمه الذهني المبتكر لأحد آيات القرآن الكريم لما فيه إنجاز علمي في أحد مجالات العلوم الطبيعة أو الإنسانية)) ونظراً لأن أساس الإبداع العلمي كان القرآن الكريم ،فإن حقوق الملكية الفكرية في هذا المجال تتطلب دراسة تفصيلة من الناحية الشرعية والقانونية ، ومما لاشك فيه الإنجاز يجب أن يرد إلى القرآن الكريم وهذا هو الأصل ، وقد يكون من الممكن أن يتم توزيع الحقوق الفكرية لمافيه خدمة القرآن الكريم بالإضافة إلى الباحث . وما نود التأكد عليه هنا هو ضرورة التأكيد على ذكر القرآن الكريم ضمن المراجع في أي بحث علمي ،بل أن يكون هو أول مرجع بذكر مع ذكر اسم السورة ورقم الآية ، فذلك أدعى وأدق إذ إن القرآن الكريم بحر واسع وذكره بعمومه كمرجع قد يربك قارئي البحث.

الفوائد

أن من أجل الأعمال وأفضلها هو الاتصال بالقرآن الكريم تلاوة وفهماً ، وما لهذا الاتصال من فوائد عظيمة للباحثين نذكر من أهمها مايلي:
1- الأجر والثواب الذي يناله الباحث حتى لو لم يصل إلى النتائج المرجوة ، فالباحث والتدبر في آيات القرآن الكريم من أعظم الأعمال والتدبر في آياته والوعي بأن إعمار الأرض مسؤولية دينية .
2- اختصار الوقت لدى الباحث في البحث العلمي فالآية القرآنية هي الأصل والمرجع العلمي الذي ينطلق منه ويعود إليه الباحث مما يوفر الكثير من الوقت في الوصول إلى النتائج
3- زيادة الإنتاجية العلمية لدى الباحثين المسلمين ومنه زيادة التقدم الحضاري هو نتاج التقدم العلمي سواء في مجال العلوم الطبيعية أو العلوم الإنسانية ،فالأبحاث العلمية الجيدة في مجال العلوم الطبيعية كانت سبباً في تقدم الصناعة والزراعة ومن ثم التجارة والأبحاث العلمية الجيدة في مجال العلوم الإنسانية كانت سبباً في تقدم أساليب الإدارة والتسويق اللازمة للتقدم الحضاري.
4- الاستفادة من نتائج الإبداع العلمي من القرآن الكريم في مجال الدعوة وإظهار قوة الدين لغير المسلمين.

التوصيات

من خلال الممارسة العلمية للباحثين في منهجية الإبداع العلمي من القرآن الكريم ، يوصي الباحثين بجملة من التوصيات التي من شأنها الرقي بمستوى الإبداع العلمي من القرآن الكريم بأذن الله تعالى ومنها مايلي:

1- ضرورة الاهتمام بالقرآن الكريم وإظهار مكانته في حقل البحث العلمي وأنه واجب على جميع علماء الأمة أخذ العلم منه وأنهم يأثمون بتقصيرهم في هذا الواجب.
2- ضرورة الاهتمام بفهم القرآن الكريم وأن يكون جنباً إلى جنب مع حفظ القرآن الكريم وأن يكون هناك حلقات لتفسير القرآن الكريم في جميع حلقات تحفيظ القرآن الكريم في المساجد.
3- أن يكون القرآن الكريم مرجعاً أساسياً عند كل باحث مسلم في جميع التخصصات.
4- وضع الخطط واللوائح والضوابط لمنهجية الإبداع العلمي من القرآن الكريم.
5- إقامة الندوات العلمية والدورات المتخصصة للباحثين باستخدام منهجية الإبداع العلمي من القرآن الكريم.
6-إعادة النظر في منهجية الأعجاز العلمي وتبني منهجية الإبداع من القرآن الكريم كمنهجية أساسية في البحث في القرآن الكريم.
7- إنشاء موقع إلكتروني لشرح منهجية الإبداع العلمي من القرآن الكريم للباحثين.
8- تكوين جمعية علمية تعتني بالإبداع العلمي من القرآن الكريم وتوفير الدعم المالي والمعنوي لها.
9- إنشاء قاعدة بيانات بالآيات القرآنية التي تتطلب البحث العلمي لما فيه اكتشاف كنوز القرآن الكريم.
10- دراسة مدى إمكانية إنشاء كلية للإبداع العلمي من القرآن الكريم للدراسات العليا تتضمن أقسام علمية تمنح درجة الماجستير والدكتوراه في هذا المجال.

الخاتمة

إن الهدف الأساس من هذا البحث هو تأصيل وتبسيط القواعد الأساسية للبحث العلمي في القرآن الكريم وتوفير مرجع علمي يكون عوناً ومرشداً علمياً وتطبيقياً للباحثين في القواعد الأساسية في الإبداع العلمي من القرآن الكريم، فالقرآن الكريم مازال يحمل الكثير من المعلومات التي لم يستطع أحد حتى الآن استخرجها ، وقد يستمر البحث لعقود من الزمن للوصول إلى الفهم الكامل للقرآن الكريم.
وفي الختام وفق الله الجميع لخدمة القرآن الكريم وأعان الجميع على العمل بما فيه. نسأل المولى القدير أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجه الكريم كما نسأله جلت قدرته أن ينفع بهذا البحث كل من قرأه وأن يكون مشاركة موفقه لإحداث نقله في واقع تعامل الباحثين مع القرآن الكريم.

المراجع

1- القرآن الكريم : سورة البقرة الآية:30-33، سورة القلم الآية 1، سورة العلق الآية 1-5 ، سورة الكهف الآية 54، سورة النساء الآية 82، سورة الإسراء الآية 89 ، سورة النمل 6، سورة الروم الآية 58 ،سورة ص الآية 29.

2- شعبان مقلد ، ( من الآثار الإيمانية لتعليم وتعلم القرآن الكريم على الفرد والمجتمع ) الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة ، الصفحة 27-68، الرياض 1428هجرية.
3- أبي الفداء، إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي ، ( تفسير القرآن العظيم) ، الناشر دار الغد لجديد ، الطبعة الأولى ، المنصورة ،مصر، 1426هجرية.
4- أسماء الرشيد، ( الحياة من جديد) ، الملتقى الثالث للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالمملكة ص 517- 542 ، الرياض 1428هجرية.
5- عبد الله المصلح ، عبدالله الصاوي ( الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) ، الناشر دار جياد، السعودية ، الطبعة الأولى ،1429 هجرية.
6- زغلول النجار، ( قضية الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وضوابط التعامل معها) ، الناشر نهضة مصر، الجيزة ، الطبعة الثالثة،2008م
7- عبدالله عبدا لكريم، ( الحماية القانونية لحقوق الملكية الفكرية على شبكة الإنترنت) الناشر دار الجامعة الجديدة ، الإسكندرية 2008م
8- سعيد الصيني، ( قواعد أساسية في البحث العلمي)، الناشر مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1415هجرية.

المصدر: مجلة الإعجاز العلمي، العدد 33، جمادى الآخرة 1430هجرية.


سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

جزاك الله خير

نقل مفيد وبحث علمي قلما تجد مثله


بارك الله فيك أخي عاشق السراة

[بــُعــد]

طرح ثري بارك الله فيك..
كل الشكر لك..

شكرا على الموضوع الرائع وهذا ماعهدناهو من تألقك وتميزك تقبل مروري اخوك عبد العزيز

مشكور وجزاك الله خير

يعطيك العافيه على الطرح يا عاشق...


وجزاك الله خيراً...


تحياتي..