قال بعض القصاص: يا معشر الناس، إن الشيطان إذا سمي
على الطعام والشراب لم يقربه، فكلوا خبز الأرز المالح
ولا تسموا، فيأكل معكم ثم اشربوا الماء وسموا حتى
تقتلوه عطشاً.
وعن عبد الله بن إبراهيم الموصلي قال: نابت الحجاج
في صديق له مصيبة ورسول لعبد الملك شامي عنده،
فقال الحجاج: ليت إنساناً يعزيني بأبيات، فقال الشامي:
أقول؟ قال: قل، فقال: وكل خليل سوف يفارق خليله،
يموت أو يصاب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت
عليه أو يقع في بئر أو يكون شيئاً لا نعرفه
فقال الحجاج: قد سليتني عن مصيبتي بأعظم منها في
أمير المؤمنين إذ وجه مثلك لي رسولاً.
وعن الحسين بن السميدع الأنطاكي قال: كان عندنا
بإنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق، فغرق
في البحر شلنديتان من مراكب المسلمين التي يقصد
بها العدو، فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل
بحلب بخبرهما: بسم الله الرحمن الرحيم، إعلم أيها
الأمير أعزه الله تعالى إن شلنديتين أعني مركبين
قد صفقا من جانب البحر أي غرقا من شدة أمواجه
فهلك من فيهما أي تلفوا، قال: فكتب إليه أمير
حلب: بسم الله الرحمن الرحيم، ورد كتابك أي
وفهمناه ... إصفع كاتبك وأعزله فإنه أحمق
والسلام .
قال ابن قتيبة: حدث جار لأبي حية النميري قال: كان
لأبي حية سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق، وكان يسميه
لعاب المنية قال: فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف
على باب بيت في داره وقد سمع حساً وهو يقول: أيها المغتر
بنا والمجترىء علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، خير
قليل وسيف صقيل، لعاب المنية الذي سمعت به،
مشهورة ضربته لا تخاف نبوته، أخرج بالعفو عنك
لا أدخل بالعقوبة عليك؛ إني والله إن أدع قيساً تملأ
الفضاء خيلاً ورجلاً، يا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها،
ثم فتح الباب فإذا كلب قد خرج، فقال: الحمد لله الذي
مسخك كلباً وكفاني حرباً.