خيبر.. مدينة الحصون والنخيل والعيون

[ماطر السويدي]

الجمعة, 20 نوفمبر 2009


عساف الرشيدي - القصيم






خيبر مدينة النخيل والعيون والحصون هذه المدينه الجميله التي اشتهرت بكثرة نخيلها وعيونها الجاريه الى وقتنا الحاضر. وتقع محافظة خيبر على بعد 170 كيلو متر شمال المدينة المنورة على الطريق الدولي الذي يربطها بمدينة تبوك والمدن الشمالية، بل ودول أخرى مثل الاردن وسوريا وفلسطين وتركيا.
وخيبر بلد تاريخي قديم عرفت بهذا الاسم منذ أقدم العصور، وقد وردت عدة روايات في تفسير سبب التسمية لعل من أهمها هو اشتهارها بالحصون والقلاع، ذلك أن كلمة خيبر، وجمعها خيابر تعني الحصن بلغة قبائل العماليق العربية القديمة التي سكنت المنطقة، وسميت بالعرب البائدة، كما أنها اكتحتلت جبالها برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، كما تزوج فيها من صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها، وامتزجت تربتها بدم الشهداء من الصحابة رضوان الله عليهم في غزوة خيبر التي ساهمت نتائجها في انتشار الرسالة المحمدية.
نخيل وعيون
وتعد خيبر من اكبر المدن السعودية في زراعة النخيل ان لم تكن الاكبر في الجزيرة العربية، ولكنها تعرضت في الآونة الاخيرة إلى حرق النخيل أكثر من مرة، ومن انواع النخيل التي تزرع في خيبر الصيحاني والخبيب وبردي خيبر والحلوة والطيبة والبرنية والصفر والبيض والقرن والشقر والمكتوم والجاوي وغيرها من انواع النخيل، وتسقى هذه النخيل من العيون الجارية والتي تشتهر بها محافظة خيبر، ويقدر عددها قرابة 300 عين، من أشهرها عين اللجيجة وعين البركة وعين علي وعين الهامة وعين إبراهيم. وبالإضافة إلى آثار خيبر من العيون، توجد أيضا السدود، ومنها سد البنت الأثري؛ ويقع جنوب شرق الثمد ويبلغ طوله 250متراً وارتفاعه 30متراً، وقد تهدم جزء منه ويحتاج إلى إصلاح وبوابات. وسد الحصيد؛ ويقع شرق الثمد على أحد روافد وادي الغرس، وطوله 60متراً وارتفاعه 6أمتار، وهناك سدود أخرى مثل سد المشقوق وسد الزايدية. ومن الآثار أيضا ما يعرف بـقصير النبي: وهو الموقع الذي عسكر فيه جيش المسلمين بعد وصوله خيبر، وكان به مسجد أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكان المسجد محاط الآن بمداميك من الأحجار السوداء. وتزخر خيبر بالنقوش والكتابات القديمة سواء الحصون أو المواقع المندثرة ولا سيما في القرى مثل قرية العين ومكيدة والنطاة.
آثار وحصون
وتتميز محافظة خيبر بالمواقع الاثرية والحصون والقلاع، ومن هذه الحصون حصن ناعم وحصن مرحب وحصن الصعب بن معاذ وغيرها من الحصون الكثيرة، ولكن الملاحظ على محافظة خيبر هو الاهمال الذي طال نخيلها وعيونها التي لا تقدر بثمن، فترى النخيل بات مهملا، بل ويتعرض بين الحين والآخر الى الحرائق، وكذلك الحصون والعيون والآثار العديدة التي تحظى بها، والتي من الممكن أن تحولها إلى موقع جذب سياحي كبير، خاصة وهي تقع على طريق دولي يعبر من خلاله العديد من المسافرين وخصوصا في موسم الحج والعمرة من الدول المجاورة للملكة من جهة الشمال.