العودة   ::{ مجالس قبيلة هذيل }:: موقع يهتم بتراث القبيلة ومفاخرها > المجالس الخاصـــة > مجلس مضارب بادية هذيل
 

مجلس مضارب بادية هذيل التراث الشعبي ، الإبل ، الخيل ، الصقور

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 03-21-2010, 04:36 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو

 
إحصائية العضو






اخر مواضيعي
 

عاشق السراة غير متواجد حالياً


9 أجمل ماقيل في النوق

بسم الله الرحمن الرحيم


(( أجمل ما قيل في توصيف النوق))





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم-
هذه الأبيات تم جمعها بعد زيارة عزبة أحد أبناء المعازيب الكبار ((شيخ)) في أمارتنا العامرة-أبوظبي- في دولتنا الحبيبة وكان هذا في العاشر من محرم من 1431هجرية وبما إن هذا اليوم له وقع خاص عند العرب المسلمين بمختلف مذاهبهم ومشاربهم بما فيه من ذكريات عظيمة وجليلة ، نويت إن يمر هذا اليوم بشكل غير وفيه من زين المعاني ولكي يجدد معاني جميلة ، فكانت عصرية سريعة وفيها من الحلى الشيء الكثير فقد شربنا حليب ناقة معشرة لها عشر أيام من وضع حوارها وليست عشار- وعرفت ليه؟!!! عيال البدو فيهم لقافة أو بمعنى ألطف وأذوق هم على السجية فقد اكتشفت إن الناقة تعلم حوارها هذا المعنى بحيث تعلمه الجرأة والأقدام وتقدمه بمقدمة رأسها حينما يتمسح بها ويفزع لها وهو صغير فعرفت سر إرسال سادات العرب وأشرافها للبادية في قديم الزمن ، وجلست أتأمل عيون النوق وسر تغلي العرب في أسعارها ، وأعملت النظر في سيرها فتذكرت وجمعت معاني وأسرار كانت تتخطفها العرب في هذا الحيوان الآية الذي هو آية من آيات الله في خلقه ، رحلة جميلة وممتعة ، وللأسف كنت أريد إن أضع هذا الموضوع في بداية موسم النوق من (( مزاين وسباقات هجن و مزيدات)) ولكن ظرف حدني في وضع هذا الموضوع القيم الذي سيعجب الكثير وخاصة المولعين بهذا الفن العربي الأصيل.

في مهمة قرب قصر مشيد
****** شرقها مرقب تذرى ذراريه

هلت ياشيخ عصرية الفتى
****** من شف معناها تقول خطافيه
مع ذعذاع الغربي وزيه
******* كانت للمعاليق يازين شف وداويه
ومن شم ذعاعها طبعت
******* بالحشا فيه شوق وزين حنيه
ورسمت على شاشة العين
******* ياهوه؛ صورة جمال حقيقيه
من ريحها تقول حلاة وسمية
*******و تخالفت به نسمات شاميه
و يا شين المودة إن كانت وثن
******* وترى ما نمشى بغير ماريه
شافعي له منها عين البصيرة
****** وغدرهم ما يثور طلقه عليه
عوني وعويني الله والرسول
*******ويا زين قيده ضده وخلاف حيه
والحد ما يمنع حنة مشتاق
******* والشرع حقيقة وطريقة علويه
وسحر قيس يالله تشيله؛
****** ويعمر الله جيلنا بالطيب وحيه
والتوافيق بالله في كل حزه
******* عضيدها بعونه رجال نخاويه
وصلاة ربي عد حصى النعمان
******* على الهادي جزل العطيه

وهذا اللي تم أستحضره من جميل ما قيل في النوق من توصيف ومواقف استخدمت به في المواقف اليومية ، وجادت به أفواه الشعراء على مر الزمان ، من العصر الجاهلي إلى قبيل دخول الثروة النفطية وأساليب الحياة المدنية الحديثة قبيل الحرب العالمية الثانية في الجزيرة العربية




هذا امرؤ القيس الكندي يوصف الأبل بمعنى خطير:

فدع ذا وسل الهم عنك بحسرةِ
******ذمولٌ إذا صام النهار وهجرا
تقطع غيطاناص كأن متونه
******إذا أظهرت تكسي ملاء منشرا
بعيدة بين المنكبين كأنها
*******ترى عند مجرى الضفر هراً مشّجراً

وهذا النابغة الذبياني في وصف ناقة اجتازت به وادي موحش في توصيف رائع وبداوة مضريه ضاربة في عمق ووحشية مع صفاء نية في معلقته المشهورة لكي يصل في آخر القصيدة لقومة بنصيحة وحسن إسداء لهم وبالطريقة التي يفهمون، والذي يهم كيف وصف الناقة في إيرادها وحركتها وعبورها والمواقف التي حدثت بالمختصر أكشن- فقال:

ومهمة نازح تعوي الذئاب به
***** نائي المياه عن الوارد مقفار

جاوزته بعلنداة مناقلة
****** وعر الطريق على الإحزان مضمار
تجتاب أرضا إلى أرض بذي زجل
******* ماض على الهول هاد غير محيار
إذا الركاب ونت عنها ركائبها
****** تشذرت ببعيد الفتر خطار
كأنما الرحل عنها فوق ذي جدد
******* ذب الرياد إلى الأشباح نظار
مطرد أفردت عنه حلائله
******* من وحش وجرة أومن وحش ذي قار
مجرس وحد جأب أطاع له
******* نبات غيث من الوسمي مبكار
سراته ما خلا لبانة لهق
******* وفي القوائم مثل الوشم بالقار
باتت له ليلة شهباء تسفعة
****** بحاصب ذات إشعان وإمطار
وبات ضيفا لأرطاة وألحاه
****** مع الظلام إليها وابل سار
حتى إذا ما انجلت ظلماء ليلته
****** وأسفر الصبح عنه أي إسفار
أهوى له قانص يسعى بأكلبه
****** عاري الأشاجع من قناص أنمار
محالف الصيد هباش له لحم
****** ما إن عليه ثياب غير أطمار
يسعى بغضب براها فهي طاوية
******* طول ارتحال بها منه وتسيار
حتى إذا الثور بعد النفر أمكنة
******* أشلى وأرسل غطفا كلها ضار
فكر محمية من أن يفر كما
****** كر المحامي حفاظا خشية العار
فشك بالروق منه صدر أولها
****** شك المشاعب أعشاراً بأعشار
ثم انثني بعد للثاني فأقصده
****** بذات ثغر بعيد القعر نعار
وأثبت الثالث الباقي بنافذة
****** من باسل عالم بالطعن كرار
وظل في سبعة منها لحقن به
****** يكر بالروق فيها كر إسوار
حتى إذا ما قضى منها لبانته
****** وعاد فيها بإقبال وإدبار
انقض كالكوكب الدري منصلتا
***** يهوي ويخلط تقريبا بإحضار
فذاك شبه قلوصي إذ أضر بها
****** طول السري والسرى من بعد أسفار




وقال خصيمه عبيد بن الأبرص:

كأن فيه عشاراً جلةٌ شرفا
********شعثاً لها ميم قدْ همّت بأرشاحِ
بحا حناجرها هدلاً مشافرها
********تسيم أولادها في قرقر ضاحي

وقال شاعر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ حسان بن ثابت رضي الله عنه:

طوى أبرق العُزاّفِ يرعدُ متنَهُ
********حنين المثالي نحْوَ صوتِ المشايِعِ

ويمضي الشاعر المرقّش الأكبر بناقته تاركاً خلفه الليل الطويل وموقد النار،وينتهي به إلى وصف المكان في هدأة الليل:

تركتُ بها ليلاً طويلاً ومنزلاً
*******وموقدُ نارٍ لمْ ترُمْهُ القوابيسُ
وتسمعُ تزقاءً من البومِ حوْلنا
*******كما ضُربتْ بعدَ الهدوءِ النواقيسُ

ومن جميل قول الشعراء في وصف الناقصة ما نظمه الشاعر بشامة بن الغدير:

كأنّ يديها إذا أرقدت
******وقدْ حرن ثمّ اهتدين السبيلا
يدا سابحٍ خرّ في غمرةٍ
*******وقد شارف الموتُ إلاّ قليلا
إذا أقبلت قلت مشحونةً
*******أطاعت لها الريح قلعاً جفولا

وإذا أدبرت قلت مذعورةً
*******من الربد تتبع هيقاً ذمولا



وهذا وصف ما يقعد عليه الراكب في ظهر النجب (( الكور)) فقد و صفه عمر بن أبي ربيعة بقوله:

فلم يرعهن إلا العيس
******* طالعة يحملن بالنعق ركاباً وأكوار

وقول الشاعر أبي تماّم الطائي:

وبدلها السرى بالجهل حلما
********وقد أديمها قد الأديمِ
بدت كالبدر في ليلٍ بهيمٍ
******وآبت مثل عرجونٍ قديمِ

قال أبي القاسم الدينوري في وصف ناقة (فصيح):

ومطهمة طرفة العينين معودة
**** خوض الفجاج في كل يوم براز
وإذا توغلت في ذرى متمنع
**** صعب بعيد العهد بالمجتاز
تركت أخفافها بصم صخوره
***** أثراً يلوح كنقش صدر البازي
وقال الشريف الرضي في توصيف النوق في ارتحالها كلوحة سريالية في رسمها (( فصيح)):

أراك ستحدث للقلب وجدا،
***** إذا ما الظعائن ودعن نجدا
بواكر يطلعن نقب الغوير
***** شأون النواظر نأيا وبعداً
تتبعهم نظرات الصقور
***** آنسن هفهفة الطير جدا
على قنوين ، ألا من رأى
***** ظعائن بالطعن والضرب نجدا
نخالسها من خلال القنا
***** سلاما ، ونعلم أن لا تردا
كأن هوادجها والقباب
***** يثنين منهن باناً ورندا
فما شئت تنسم بالقلب نشرا
***** وما شئت تقطف بالعين وردا


وللشريف الرضي في صفة الناقة السريعة وقد سئل ذلك في قصيدة تسمى (( الحنة للمشتاق)) (فصيح) فقال:

جاء بها قالصة عن ساق،
****** روعاء من إرث أبي الغيداق
تحن، والحنة للمشتاق،
****** ما أولع الحنين بالنياق
تمشي على نعل دم مراق
****** ليست بذي هلب ولا طراق
تذكري رمل النقا واشتاقي
****** وبرد ماء العس وساقي
ينزع من أثعوب جم باقي
****** حمضها في قلص عتاق
مناشط العشب على الملاق
****** أشعث بادي جنجن التراقي
كأنه في السمل الأخلاق
****** من تيهه ذو التاج والأطواق

نحارة للإبل المناقي
******* فواقها أدني من الفواق
أسفع إلا موضع النطاق
******* ينزل حد الصارم الذلاق
منازل العقال والرباق
******* موطن المنزل للرفاق
مرت على الأقوار والبراق
******* مر جرور العارض الشهاق
طائرة بالقرب الخفاق
******* منفلت الدلو من العراقي
تحثو على نجد ثرى العراق
******** كأنها بعض الهباب الباقي
والليل أعمى شارق الرواق
******** نذير قوم جد في اللحاق

ينذر جيشا عجل الإرهاق
******** أقبل لا يحفل ما يلاقي


وقال الحبيب: عبدالله بن علوي الحداد الحسيني في أرق معنى وأرمى مقصد(( فصيح)):

سلكنا الفيافي والقفار على النجب
***** يحدو بنا الأشواق لا حادي الركب
فنهوى عليه بالعشية والذي
***** يليها من الليل البهيم على القتب
يلذ لنا أن لا يلذ لنا الكرى
***** لما خالط الأرواح من خالص الحب
ويبرد حراً بالهجير يمده
***** سموم إذا هاجت تزعزع للكتب
وما زال هذا دأبنا وصنيعنا
***** إلى أن أنخنا العيس بالمنزل الرحب


وقال أيضا:

هل للذي جد بالأظعان ياحادي
***** سقها رويدا ليلقى الحاضر البادي


وقال آخر في معنى لطيف ووصف شريف في محبة النوق ومعرفتها للرسول- صلى الله عليه وسلم وتوجهها للمدينة المنورة- أعزها الله-((فصيح)):

النوق تعشقه وجدا وتقصده
***** شوقا وتطلب من رؤياه إجلالا
اما تراها إذا لاحت قباب قبا
***** تحط عنها حداة العيس اثقالا
مشتاقة عشقت من لاشبيه له
***** يقطع الشوق منها فيه أوصالا
إياك والعذل من في الكون يشبهه
***** قد فاق في الحسن اشكالا وامثالا
إن جئت بان النقا أو جئت مربعه
****** فحط ياحادي الإظعان احمالا



وهذه قصيدة توصف ناقة في الشكل وكيفية مسيرها وهي للشريف: عطيفة بن مقبل الحسيني في قصيدة مطلعها (( يقول الحسيني الذي هاض ما به))(نبطي).

فقلت أيها الغادي على عيدهية
***** قراوية قد شب ماضم كورها
تبوج الفيافي ماتملل من السرى
***** إلى مل من سير المطايا ضجورها

إلى سرتها من مطلع الشمس مجنب
**** وقابلت من بلدان ران قصورها
فعجها على اليمنى مصد ولا تعد
***** من الجانب الأدنى من الما سرورها

وله أيضا في النوق الطلايب قوله:

مضى ذا ويا غادي على عيدهية
***** جمالية تطوي الفيافي جنيبها
إلى سرت من هجر لك الرشد قايد
****** تعرض لك إرشاد المعاني وطيبها


وهنا شاعر آخر هو (( ابن غنام)) في النوق إن تجمل راعيها بالسير بس قصر قل عزوم الرجال ترد المسير ، وهي شهادة لها بالجمالة. فقال:

خليلي بعد ما عن فكري فدن لي
****** قلايص قود من خيار النجايب
بعزمي وهماتي وربعي رحايل
****** نحاف خفاف مفرقات الغوارب
إلى رمت زومات العزوم يردني
****** عيال بهم قلبي من الهم تاعب
إن شمت للقالات واشتان خاطري
***** ذلت عزومي عن صعاب المطالب


وهذا ( ابن زيد) وهو من شعراء دولة ((آل جبر)) في قصيدة فيها من البداوة والصحراء وحياة الرعي والغزو وفيها تشابه من معلقة (( النابغة الذبياني)) من التوصيف والمعنى والتشابه. وكيف إنهم في تلك الفترة كيف إن شتاءهم في الدهناء وإن ذهابهم إلى الأحساء إلا وقت جني التمر. وهذا ما كانت عليه حال بعض قبائل البدو حتى عهد قريب، وهو ما يسمونه (( المحضار)) والفعل ((يحضرون))(نبطي).


يقول ابن زيد قول من شد ضامر
******* جمالية من عيدهيات نوقها
زفوف زهوف عجلة مستمانه
******* من الهجن وجنا طيبات خلوقها
على ربع دار دارس غير البلى
******* وذكرى ليال طيبات وفوقها
خلا الربع إلا من ثلاث كوانف
******** لعرفانها عيني سريع رموقها
من الرخمات السمر لما ان عرفتها
******** وصحبي على قود قليل رفوقها
ربعت لها من رأس عنسي وعبرتي
******** على ملثمي بالما سريع دفوقها
من انكاري الدار الذي غير البلى
******** جباها وكثر في حياها حقوقها
لو اشارع الصمان في حبل مشرف
******** ولو كان لي بعد المدى عنه سابق
مقتلة الغزلان صادقة الحيا
***** يشق الدجى نور السنا من بروقها
من الشعثميات الذي تحجز اللوى
****** إلى الزرق واليتم المغاني حقوقها
عددت لها من يوم هجراني اهلها
******* ثمان وتغيير الليالي خلوقها
وتجفيل عنها كل بيضا من المها
******* لكن سحيق النيل يحشى بموقها
لها معدن في قرب حزوى ومسكن
******* عن القيض في برد الثرى من عروقها
وكل سبرتات من الربد هرقل
******** يكود على جرد السبايا لحوقها
من الشري والمرخ الذي جاده الحيا
********** ويروي انوار الخزامي فروقها
مرفعة مقلاة رال لكنها
******** من الكبر قفيات المواشي شدوقها
لدي ديرة معمورة سورها القنا
******** ورزقي أسباب المنايا فتوقها
وكل غصيني وشعوا سريره
****** وردى دهر مات العدا عن ذلوقها
تبين عنها يانبيط بن ثابت
******* فلا عقب صحباك المعادي تذوقها
فهي دار من يقري ويذري وينتحي
******** ويدي عليها بالهوادي حقوقها
أبا سند حرج الجواد ابن زامل
******* إلى جذبوا شرثاتها من لحوقها
وافي الذري ما خان يوم عميله
******* والاعلام تلفي غربها من شروقها
ولا طاوع البوقات في مال جاره
******* والأقلاد ما تلفي إلى من يبوقها
جزيل العطا ما يسرق الليل علمه
******* بخلف من اوعاد قليل وثوقها
سريع القرى عيد المقاوى إلى ضووا
******** على رخص بقعا أو على عسر سوقها
يحل بها الدهنا إلى جاده الحيا
******* والاحسا إلى طاب الجنا من عذوقها
عوى حين حاربت المعادي لحربنا
******* سراحين صوت مخبثات وفوقها
وجاد بها غضف على بيت بوقه
******* عكالين من دغم الجعارا وطوقها
وصلوا على خير البرايا محمد
******** عدد ما أضا من مزنة في بروقها





وهذا الأمير تركي بن ماضي التميمي في توصيف بديع وقافية في السهل الممتنع للابل:

هيه ياركب على زرق الأخفاف
******** منوة المشتاق في وادي كليف
هاربات في دياميم الفياف
******** داربات بالتنازي والرفيف
كالنعايم زرفلن يم الشفاف
******** أو كما القمري إلى انحاله وصيف
مرتميهن دايم دوم اخلاف
******** بعمليات تخافقهن خفيف
موقفات في فضا واد كشاف
******* مدنيات اللام بالروم اللفيف
قرصنن والفن على روس الشعاف
******** وانتحن وانحنن مع الزيزا خفيف
روضى والموق غاشية الذراف
******** مدمع ياعيد مستوح دريف
قلت أنا ويلاه من يقض الحساف
******** يعتلي باكوارهن يوم يريف



وهذا أحد العتبان((من عتيبة )) يوصف الحبيبة بتوصيف الناقة وما فيها من ملح وجمال فينزل وصف الناقة على حبيته:


يا عم وواجدي على وسق حرة
******* بعيدة المرواح لو درت أنا الورك
نشرب مطافيل القلص يوم أفره
******** والجيش من تحت الجواعد لهن عرك
تجفل إليا سمعت مع الحزم فرة
******* فرة قطاة حركت بيضها حرك

فأجابه عمه:

أبوك ياللي طلبتك بس حرة
******** بيني وبينك سامك العرش يقهرك
ماقلت بزود قمة خشم حرة
******** وبيت كبير وضامر البطن ينهرك
عسلوجة تلعب بعود المجرة
******** تنهب قلوب أهل الهوى وتسحرك
إن كان ربك ناوي لك مسرة
********* حدر عليك حبال الأسباب واظهرك
وإن كان ربك ناوي لك مضرة
********* لو أنت بروس الشواهيق حدرك

وهذه الهجن الصيعريه نسبه لقبيلة الصيعر والذلول الصيعرية مشهوره بأصالتها و بجمال منظرها وقوامها وسرعة عدوها مما جعلها مضربا للأمثال في ركضها وقدرتها على تحمل المشاق والتعب .حتى أصبح شعراء الجزيره يتغنون بها في مطالع قصائدهم ومن يقولون بعض كبار السن ان الذلول الصيعرية تتحمل المسافه ثلاثه شهور متواصله بدون توقف وهي تحمل راكبها وزاده .

يقول الشاعر عبدالله ابن عبار العنزي:


راكب اللي لامشى عجلا هذيلـه
** صيعري من ساس هجن معرباتي
اسمه حجيلان واسم امه حجيلـه
** لونه احمر والعضـود محـجلاتـي
مصعب لولا الرسـن ماينقويلـه
** يجفل من اللمس مايداني الوهاتي

عانـي للقـرم كسـاب النفيلـه
** لاوصلتـه بلغـه كـل امنياتـي


ويقول الشاعر مضحي العتيبي


ياراكب من عندنا صيعريه
*********بنت الوضيحا واصل ابوها عريب

يقول الشاعر احمد بن عطية الظبياني الغامدي((رحمه الله)) من بني ظبيان:

الأبل عطايا الله وان سلت عنها
*******عند البداوه مايقدر ثمنها

حلايب الخطار حلواً لبنها
*******جدت بها المجمول عن ابن ثاني

ويقول الشاعر محمد الزهيري الغامدي((رحمه الله)) المعروف بـ
((البس)) من بدّ الزهران في وصف ذلوله:

ياراكب حمرا خيار النجيبات
********معروفه كن الزوالي وبرها

بوها عمانيا وصوفه عديمات
*******ينشد عنه من برها الى بحرها

العين عين الداب عند التلفات
*******ساعه تشوف الزول تدرج نظرها

والسمع سمع الذيب بأرض خليات
*******عجل لا يامن حقق الشوف وارها

والعنق مثل القوس قدم الرفيات
*******بنو الربيع اللي عزير مطرها

والجنب باب في قصور مبنات
*******من شافها ان لم يذكر الله نحرها

والزور ماناشه من الكوع نوشات
******مفتولة الاذرع وسيع نحرها

كن الفخوذ البترلو من عجلات
******جنحان صقر نافر من وعرها

وخفافها قل صيغة المغربيات
******مزبورة سبحان رب زبرها

ويقول الشاعر سالم بن عثمان الغامدي((رحمه الله)) المعروف بابوحنش من بدّ بلجرشي:

قال ابوحنش عندي مثايل
*******مثل الدر من عرب اصايل

لاجنا من المفلى حفايل
******ترعى عشب رب البيت جابه


لاقامت ترازم للعطيفي
******في نبت الربيع مع الخريفي

وتعاين محالبها صفيفي
*****تروي الضيف وتضم القرابه

كان الورد ريح العبس منها
******والسكر يكسر في لبنها

والشجعان مايسهون عنها
*******كلً بندقه تبرا زهابه

ويقول الشاعر ناصر بن محمد القنيزعي الغامدي والمعروف بـ
((خربوش)) في إحدى قصائده والتي كانت تضم عدة نصائح من ضمنها:

والرابعه الأبل هي زينات الازوالي
*******يازينها والفحل قب الهدر فيها




هذه الشاعرة عايشه بنت سعيد بن شليويح الزوايعي الغامدي من بدّ الزوايع :

عندما كانت ترعى أبل والدها قبل استقدام العماله وقد رحلو إلى

جبال الحجاز بحثاً عن الرعي جهة مدينة بلجرشي وأن أبلها حفيت من

المشي في الجبال لأنها متعودة على الرعي بالأرض المستوية والقيعان

وقد غضبت راعية الابل عائشة من وقوف ابلها وتوقفها عن الرعي

بالجبال وحنينها إلى ديرتها وادي جرب بالعقيق ببلاد غــامد وما حوله فأنشدت هذه القصيدة التي تقول فيها :

ياذودنا عن جبال الحجز ماجوره
*******لكن ترجي الله ونو الصيف ينقادي

والله من موقفك ماني بمسروره
*******والهم وسط الضماير له توقادي

يالله بنويعم البر وبحوره
******* يهل وبله لا يادندن برعادي

فلا من عشبه زفا ثم طالت ازهوره
****** فلا عاد لك في بلاد الحضب مقعادي

كل على هوايته ينقاد مظهوره
****** وانا هواية خشوم القرن من غادي

القرن مربى الذياب ومدهل اصقوره
****** والقاع مربى الضبا مدهال الاذوادي

ديرة رجال لهم وقفات مشهوره
***** والنعم يا عزوتي يالاد عبادّي

هل بندق في الملاقا يشتبك ثوره
***** فيما مضى محتمين الضلع والوادي

واليوم كل تقدم واكتمل دوره
******* حتى الثعل في طويلات الحجا بادي



وهذا من حب الأبل عندما سمع بعض الناس يسبها أخذته الحمية وهو من شعراء (( قحطان العريضة)) هو الشاعر محمد بن الأشدق المسردي القحطاني

عسى كبد تبغض البل
******* جعل العله تازا فيها
بعذر بها قن قامح
******* وانا عندي بخس فيها
إلى شفنا روس امثالي
******* سرينا واصبحنا فيها
راع الفرقة على الجره
******* ياجعل القوم اتاحيها
البل ياالخايب قريتنا
******* نبتاع ونشتري فيها
هذا يجلب وهذا يصر
******* وهذا يشرب من دافيها
البل فيها خطوا العفرا
******* تحرم الفيه راعيها
البل فيها خطوا الحمرا
******* كن القرمز متغشيها
والبل فيها خطوا الزرقا
******* حم بيض لواحيها
والبل فيها خطوا ملحا
******* كن الفلجان مقاريها
والبل فيها خطوا الصفرا
******* مانبيعها ولانصخيها
والبل فيها خطوا السمرا
******* ترمي بالشوف لداعيها
والبل فيها خطوا الصهبا
******* كن الشيوان تباريها
عسى كبد تبغض البل
******* جعل العلة تازا فيها
وهذا و صف لأهمية الرسالة التي تحملها ، وأهمية الرجل الذي تقصده ، والحرص على تبليغ المراد خلال زمن قصير ، يستوجب السرعة من الرسول. ومن أمثلة وصف الرواحل هذه الهجينية :

يا راكب فوق مذعورة
****** منوة واحد لهامان
ما طيق شوحط وباكورة
****** ولمس الهباهب ما داني
حط الخرج واجلس بكوره
****** يم الموقر ولا تواني

أما الشاعر سعيد بن عتيج الهاملي فهو يمدح الإبل التي سيصل بها محبوبته ، ويصفها بأنها قادرة على الوصول لأي مكان ، حتى لو كانت في مناطق بعيدة هجرها أصحابها ، وأصبحت آبارها معطلة ومهجورة :

*كم أوردن من عدي
******فيه الرمل مهتال

*ماخذ شهر ومعدي
*******قفر من الحوال

*والعنكبوت مسدي
*******بين الميم واليال


هذا ما تم جمعه من هذه المعاني اللطيفة في هذا المخلوق الآية الذي هو آية من آيات الله في الكون وأبلغ وأقوى ما يفحم أقوال الشعراء في هذا الحيوان إن كانت أبل أو نوق الآيات القرآنية في كتاب الله تعالى حيث جاء في عدة مواضع قال الله تعالى [وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ](الأنعام: 144)، وقوله تعالى: [أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ] (الغاشية: 17).
وقوله تعالى: [وَآَتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً]{الإسراء:59} ، وقوله تعالى: [هَذِهِ نَاقَةُ اللهِ] {هود:64} . ورد اسم الجمل مفرداً بالنص الصريح مرة واحدة في قوله تعالى :
[إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمِّ الخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ]{الأعراف:40}
وقوله الله تعالى:[فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ]{الواقعة:55} قال جمهور المفسرين وأهل اللغة:الهيم هي الإبل العطاش

وقوله الله تعالى : (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)

وقوله تعالى :[وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ] {النحل:7}

من المعروف أن الجمل يستطيع أن يسير مسافة 144 كم في حوالي 10 ساعات ويقطع مسافة 448 كم في حوالي 3 أيام ,

ويستطيع أن يحمل من 200 300 كغ على ظهره أثناء السفر .


أما أوصافها التي وردت وكانت تعتقد بها العرب في الجاهلية وبقي لها بعض الأثر بعد الإسلام:

- البَحيرة :قال أهل اللغة : وهي ابنة السائبة .

- السائبة: قال أهل اللغة : الناقة التي كانت تُسَيّب في الجاهلية لنذرٍ أو نحوه .

- الوصيلة: روى البخاري عن سعيد بن المسيب قال: الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل بأنثى ثم تثني بعد بأنثى وكانوا يسيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينها ذكر .

- الحام: فحل الإبل يضرب الضراب المعدودة فإذا قضى ضرابه ودعوه للطواغيت وأعفوه من أن يحمل عليه شيء وسموه الحامي .

قال الله تعالى :

[مَا جَعَلَ اللهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ] ( المائدة:103 )

وكان العرب قبل الإسلام قد حرموا أنواعاً من الأنعام وجعلوها أجزاءً وأنواعاً

وهذه الأنواع الأربعة المشار إليها في الآية السابقة من الأنواع التي ابتدعوها في الأنعام .

- العِشَار: قال أهل اللغة : وهي الناقة التي أتى عليها من وقت الحمل عشرةُ أشهر .

قال تعالى: [وَإِذَا العِشَارُ عُطِّلَتْ ] ( التَّكوير:4 )

تظهر في الصورة عملية حلب الإبل للحصول على الحليب


وقوله تعالى:[وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ]{يس: 72}

أي سخرناها لهم حتى يقود الصبي الجمل العظيم ويضربه ويصرفه كيف شاء لا يخرج من طاعته.

ولولا هذا الحيوان لما قام أكبر تحالف اقتصادي عرفه العرب أيام الجاهلية ولم تكن هناك حبال المودة والمعرفة بين العرب.



أما الأحاديث النبوية الشريفة فقد جاءت ما تذكر بفضل هذا الحيوان المبروك الذي خصه المولى عزوجل لأمة الإسلام بشكل عام والعرب على وجه الخصوص.

عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيّ أَنّهُ قَالَ:جَاءَ رَجُلٌ إلَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ عَنِ اللّقَطَةِ؟ فَقَالَ: "اعْرِفْ عِفَاصَهَا وَوِكَاءَهَا، ثُمّ

عَرّفْهَا سَنَةً، فَإنْ جَاءَ صَاحِبُهَا، وَإلاّ فَشَأْنَكَ بِهَا". قَالَ: فَضَالّةُ الْغَنَمِ؟ قَالَ: "لَكَ أَوْ لأَخِيكَ أَوْ لِلذّئْبِ". قَالَ: فَضَالّةُ الإِبِلِ؟ قَالَ: "مَا لَكَ

وَلَهَا؟ مَعَهَا سِقَاؤُهَا وَحِذَاؤُهَا، تَرِدُ الْمَاءَ وَتَأْكُلُ الشّجَرَ، حَتّىَ يَلْقَاهَا رَبّهَا". رواه مسلم .

قوله صلى الله عليه وسلم: "معها سقاؤها" فمعناه أنها تقوى على ورود المياه وتشرب في اليوم الواحد وتملأ كرشها بحيث يكفيها الأيام، وأما حذاؤها وهو أخفافها لأنها تقوى بها على السير وقطع المفاوز.

وهي أنفس أموال العرب يضربون بها المثل في نفاسة الشيء , ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعَلِيّ رضي الله عنه : "فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن تكون لك حمر النعم" وهي الإبل الحمر.

نـيـــــــاق مشـهـــــــورة:

ناقة نبى الله صالح عليه السلام الذي أرسله الله إلى ثمود , فهذه ناقة ذكرها قرآن يتلى عبر الأزمان .

وناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم " القصواء " .


وفي الأخير حينما تسمع بعض العرب يقولون (( الأبل عطايا الله )) فعليك إن تأخذها بحق هذه الكلمة ولا تستهزاء بها فهي كلمة حق وإن أريد بها بعض الوقت غير حقها فهي من قسمة الله عليهم وهي من بقية الورث الإبراهيمي فيهم ففي قول الله تعالى: }أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَآ آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا{ سورة النساء الآية (54) فإن الحاسدين في قوله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ [النساء:54]، هم اليهود، وأما المحسود فقيل هو النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقيل: هو والعرب. وروي عن ابن عباس بسند ضعيف أن المراد آل البيت، قال الجصاص في تفسيره: قوله تعالى: أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ. روي عن ابن عباس ومجاهد والضحاك والسدي وعكرمة إن المراد بالناس ههنا هو النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، وقال قتادة: العرب، وقال آخرون: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذا أولى؛ لأن أول الخطاب في ذكر اليهود، وقد كانوا قبل ذلك يقرؤون في كتبهم مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وصفته وحال نبوته، وكانوا يوعدون العرب بالقتل عند مبعثه لأنهم زعموا أنهم لا يتبعونه، وكانوا يظنون أنه يكون من بني إسرائيل، فلما بعثه الله تعالى من ولد إسماعيل حسدوا العرب وأظهروا الكفر به وجحدوا ما عرفوه، قال الله تعالى: وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ. وقال الله تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ. فكانت عداوة للعرب ظاهرة بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم حسداً منهم لهم أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مبعوثاً منهم. فالأظهر من معنى الآية حسدهم للنبي صلى الله عليه وسلم وللعرب. انتهى.
وقال البغوي في تفسيره: أم يحسدون الناس، يعني: اليهود، ويحسدون الناس: قال قتادة: المراد بالناس العرب حسدهم اليهود على النبوة، وما أكرمهم الله تعالى بمحمد صلى الله عليه وسلم، وقيل: أراد محمداً صلى الله عليه وسلم وأصحابه. وقال ابن عباس والحسن ومجاهد وجماعة: المراد بالناس رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده، حسدوه على ما أحل الله له من النساء، وقالوا: ما له هم إلا النكاح، وهو المراد من قوله: على ما آتاهم من فضله. وقيل: حسدوه على النبوة وهو المراد من الفضل المذكور في الآية، فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة، أراد بآل إبراهيم: داود وسليمان، وبالكتاب: ما أنزل الله عليهم وبالحكمة النبوة، وآتيناهم ملكاً عظيماً، فمن فسر الفضل بكثرة النساء وفسر الملك العظيم في حق داود وسليمان عليهما السلام بكثرة النساء، فإنه كان لسليمان ألف امرأة ثلاثمائة حرة وسبعمائة سرية، وكان لداود مائة امرأة، ولم يكن يومئذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تسع نسوة، فلما قال لهم ذلك سكتوا. انتهى.
وقد ذكر السيوطي عدة آثار عن السلف في الدر المنثور فقال: أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: أم يحسدون الناس. قال: هم يهود. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال: قال أهل الكتاب: زعم محمد أنه أوتي ما أوتي في تواضع وله تسع نسوة وليس همه إلا النكاح، فأي ملك أفضل من هذا. فأنزل الله هذه الآية [أم يحسدون الناس] إلى قوله [ملكاً عظيماً] يعني ملك سليمان... وأخرج ابن المنذر عن عطية قال: قالت يهود للمسلمين: تزعمون أن محمداً أوتي الدين في تواضع وعنده تسع نسوة، أي ملك أعظم من هذا؟ فأنزل الله [أم يحسدون الناس...] الآية. وأخرج ابن جرير عن الضحاك. نحوه. وأخرج ابن المنذر والطبراني من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله [أم يحسدون الناس] قال: نحن الناس دون الناس.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله [أم يحسدون الناس] قال: الناس في هذا الموضع النبي صلى الله عليه وسلم خاصة. وأخرج ابن جرير عن مجاهد [أم يحسدون الناس] قال: محمد... وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن أبي مالك في الآية قال: يحسدون محمداً حين لم يكن منهم وكفروا به.
وأخرج ابن جرير عن قتادة في الآية (أم يحسدون الناس] قال: أولئك اليهود، حسدوا هذا الحي في العرب [على ما آتاهم الله من فضله]، بعث الله منهم نبياً فحسدوهم على ذلك. وأخرج ابن جرير عن ابن جريج (على ما آتاهم الله من فضله) قال: النبوة. انتهى.
وقال الهيثمي في المجمع: قوله تعالى: [أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ]، قال ابن عباس: نحن الناس دون الناس. رواه الطبراني وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف.
وبهذا يعلم الاتفاق على أن المراد بالحاسد اليهود، وأما المحسود فهل هو الرسول وحده أو هو والعرب أو هو والآل على الرواية المروية عن ابن عباس بسند ضعيف. ومن هذا الملك العظيم الذي خص به العرب على وجه الخصوص ((الأبل)) وهي من الملك الذي أعطي العرب ويكرهه اليهود ومحرم في شرعتهم ولم يخص أمة قبلهم في مركب ومأكل ومغنم.
والله أعلم
وفي الختم فإن لم أقدر على وضع هذا الموضوع في أول الموسم فالله وفق على وضعه في آخر ه وتمت على أحسن وجه فالله المسدي والمعطي وبه التوفيق في المبتدئ والمنتهى.


سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليم كثير






رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أجمل ماقيل عن الحب الشامخة بحجابي مجلس النثر والخواطر 7 03-08-2010 08:23 PM
ماقيل عن جبل كبكب سيف هذيل مجلس ديار هذيل 29 11-27-2008 05:23 PM
أجمل ماقيل عن الصداقة:: ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ ‎ مجلس النثر والخواطر 2 09-01-2007 03:55 AM
من أفضل ماقيل في المدح نجــ هذلي ــد مجلس موروث هذيل الأدبي 14 08-12-2007 03:45 AM


الساعة الآن 10:04 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
الحقوق محفوظة لشبكة هذيل